رحلة في عقل جوجل المطوّر لمستقبل الواقع المعزز عبر تقنيتي ARCore وLens

ماذا لو استطعت تجربة منتج ما بشكل كامل قبل شراءه، وأنت في منزلك؟ وما سيكون شعورك إذا قمت بقيادة سيارة حديثة في رحلة كاملة بينما تتواجد على مقهى في مدينتك أو في معمل مغلق من معامل جوجل؟ هذا بالفعل ما حدث عندما شهد مجموعة من محرري المواقع التقنية تجربة Porsche Mission E concept والتي كانت عبارة عن قيادة سيارة بورشه في عدم وجود السيارة ذاتها، وهي التجربة التي مثلت جزء متطور من التطبيقات المطوّرة عبر مشروع ARCore، والذي تعمل جوجل على تطويره لدعم تطبيقات الواقع المعزز لهواتف أندرويد.

قبل تعميمه وتوافقه مع كافة هواتف أندرويد بواسطة حزمة التطوير ARCore 1.0، كان تطوير الواقع المعزز التابع للمشروع مقصورًا فقط على هواتف جوجل بيكسل. والآن وبعد طرح حزمة التطوير الأولى شهد مشروع ARCore للواقع المعزز مجموعة من التحسينات المدعومة بتقنية جوجل للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، وهو ما ساهم في تطوير التقنية في وضعها الحالي عن أول مرة تم الإعلان فيها عنها في أغسطس الماضي، وعن المشروع السابق للواقع المعزز من جوجل والذي حمل اسم Project Tango.

ماهو الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط ؟

يقول “أميت سينج” نائب رئيس قسم الواقع المعزز والواقع الافتراضي في جوجل، إن طرح حزمة التكوير الجديدة ساهمت في وصول تقنيات الواقع المعزز المطوّرة إلى أكثر من 100 مليون هاتف يعمل بنظام تشغيل أندرويد وهو العدد القابل للزيادة المتسارعة في المستقبل القريب. ففي خلال فعاليات مؤتمر MWC 2018 تم الإعلان عن هاتف سامسونج Galaxy S9 الذي تضمن التقنية ذاتها ومنه إلى عدد آخر من هواتف سامسونج الحالية والمستقبلية. وهو الأمر ذاته مع بعض هواتف إل جي وOnePlus، مع قرب انضمام هواتف أسوس، نوكيا، هواوي وZTE إلى المشروع ذاته في المستقبل القريب.

ويقول سينج في هذا الصدد، إن جوجل تسعى لأن يكون الواقع المعزز أحد المواصفات والخصائص الرئيسية لنظام تشغيل أندرويد، على الأقل للهواتف المنتمية للفئة العليا في الوقت الحالي، على أن تصل إلى مزيد من الهواتف المنتمية لفئات أخرى في المستقبل القريب. وأكد سينج أن جوجل قد وصلت إلى اتفاقيات شراكة مع شركات هواوي، شياومي وسامسونج من أجل دعم تقنية ARCore للواقع المعزز ومساعدتها على الوصول إلى باقي أسواق الهواتف الذكية.

ومن خلال التجربة التي شهدها مجموعة من محرري المواقع التقنية والتي تم من خلالها تجربة قيادة سيارة بورشه في بيئة الواقع المعزز، كان بإمكانهم أيضًا التجول داخل صالون السيارة والاطلاع على إعداداتها وإحصائيات قوتها، كما استطاعوا تغيير لونها باختيار لون من الواقع المحيط بها، والذي كان لون القميص الذي يرتديه سينج خلال التجربة.

لدعم تقنية ARCore للواقع المعزز طورت جوجل تقنية مساعدة أسمتها Lens، والتي يمكن وصفها بأنها طبقة من الذكاء الاصطناعي يتم إضافتها إلى الواقع المعزز من أجل تزويده بمزيد من الإمكانيات والقدرات، ومن بينها تغيير لون السيارة كما حدث في التجربة السابقة. كما يمكن من خلال هذه التقنية المساعدة إضافة المزيد من الرقمية إلى العالم الطبيعي، من خلال تزويد المستخدم ببيانات وخرائط وما شابه، تتعلق بالعنصر المنتمي للواقع المعزز أو العالم الواقعي.

نظارة الواقع المعزز المرتقبة من آبل قد تغير وجه هذه التقنية للأبد

أحد أهم تطبيقات توافق Lens مع ARCore هو إمكانية القص واللصق أو النسخ من النصوص الموجودة في الواقع الفعلي، حيث يمكن للمستخدم نسخ نص بعينه من كتاب أو لوحة إعلانية واستخدامه في تطبيقات مختلفة، مثل البحث على سبيل المثال، وقد تطورت هذه التقنية لتتمكن من تحقيق الهدف ذاته مع النصوص المكتوبة بالخطوط اليدوية، وهو تطوير كبير للغاية.

كمثال على هذا التطبيق، فلنفترض أنك قد شاهدت لوحة إعلانية عن حفلة موسيقية ما، وتضم هذه اللوحة أسماء مجموعة من الفرق التي لا تعرف عنها شيئًا، يمكنك ببساطة نسخ اسم الفريق عبر Lens ثم البحث عنه والدخول إلى موقع يوتيوب للاستماع إلى بعض موسيقاهم. وعلى هذا المقياس يمكنك القيام بعدد كبير من المهام من خلال عدسة هاتفك الذكي وذكاء الواقع المعزز المطور عبر جوجل.

من بين التطبيقات الأخرى التي تم عرضها لتعريف مدى تطور تقنية ARCore للواقع المعزز، تمكن المشاهدون من القيام بزيارة كاملة إلى ملعب كامب نو الخاص بنادي برشلونة الإسباني، كما تمكنوا من استخدام تطبيق يسمح بوضع الأثاث داخل الشقق. ومن خلال تقنية Lens تم إمداد المستخدمون بمعلومات متكاملة عن قطع الأثاث المستخدمة، سواء الواقعية الموجودة بالفعل أو التي تم وضعها افتراضيًا عبر التطبيق.

وعن استخدام الكاميرا كأحد مصادر البحث المعتمدة حديثًا من جوجل بعض البحث النصي والصوتي، يقول أحد مسؤولي تطوير Lens في جوجل أن الشركة قد اعتمدت على كاميرا الهواتف كمصدر لإدخال البيانات وكمصدر لإخراجها أيضًا. ففي البداية تقوم الكاميرا باستقبال المعلومات عبر تصويبها تجاه عنصر أو شيء ما، ثم يقوم الهاتف بمعالجة صورة هذا العنصر وإخراج البيانات مرة أخرى عبر الكاميرا من خلال تقنية ARCore للواقع المعزز.

أمازون تعمل على نظارات ذكية مع دعم تقنية الواقع المعزز!

يبدو إذًا ودون شك أن العصر القادم هو عصر الواقع الافتراضي والمعزز، وخاصة الأخير الذي سيجمع بين الواقع والافتراض، وبين الحقيقة والخيال بشكل قد يصعب علينا التفريق بينهما مع تطور هذه التقنية التي يجب تحقيق أقصل استفادة ممكنة منها مع تفادي أضرارها.