هل ستقدم الشركات التقنية حلولًا جديدة في مجال رأسيات الواقع الافتراضي وتجربة استخدامها

قبل أيام من انطلاق معرض CES حيث يُتوقع أن يُسيطر مجال الواقع الافتراضي على المعرض، أثيرت بعض الآراء حول سلبيات نظارات الواقع الافتراضي الموجودة في الأسواق حالياً كنظارة  Gear VR من سامسونج، وقد رجّحت هذه الآراء كِفة نظارات الواقع الافتراضي المطورة والتي توفّر حرية أكثر للمستخدمين مثل نظارة Oculus Rift و  HTC Vive، حيث يقول البعض أنه عند فصل هذه النظارات اللّاسلكية سيغلق الواقع الافتراضي وسيستطيع المستخدم التجول بحريّة في العالم الحقيقي بينما هم نظرياً في العالم الافتراضي.

برزت هذه الفكرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث تم بيع قطعة إضافية على أداة HTC Vive والتي تعرف باسم The TPCast لكي تجعل الجهاز يعمل بالوضع اللاسلكي، هذه القطعة توفّرت للمستخدمين الصينيين فقط بسعر يتجاوز مبلغ 200 دولار أمريكي حتى وقتنا هذا، وعلى الجانب الآخر استعرضت شركة Oculus أجدد نماذج نظارات الواقع الافتراضي التي أنتجتها وهي نظارة Santa Cruz اللاسلكية، والتي ستتيح للمستخدم تجربة أكثر راحة دون أعباء حيث تعمل هذه النظارة بدون الأسلاك التي تربطها بجهاز ثابت.

وحتى الآن أثيرت بعض الشائعات أن بعض الشركات المجهولة –حتى الآن- ستصل إلى مدينة لاس فيجاس الأسبوع المقبل وتستعرض نماذج أكثر تطوراً ورُقياً لأدوات الواقع الافتراضي، وبعد اختبار مجموعة واسعة من نظارات الواقع الافتراضي مثل Vive، Rift، Playstation VR، Google Cardboard، يمكننا القول بأن التخلّص من أسلاك سماعات الواقع الافتراضي قد يكون سلاحاً ذو حدّين أو قد تكون أضرار هذه الخطوة أكثر من المزايا التي تقدمها على الأغلب.

لماذا نعتقد بأن الأجهزة اللاسلكية للرأس ليست حلًا؟

دعنا نرجع بالذاكرة إلى الوراء قليلاً إلى ما يقرب العامين عندما عرض مؤسس شركة Oculus “نيت ميتشل” أجدد نموذج لأجهزة Rift حينها، كان النموذج من النوع السلكي ولكن الأسلاك كانت طويلة للغاية مما أتاح حريّة كبيرة أثناء التجربة حيث وضع المستخدمون في غرفة واسعة ومجهزة بالكامل، وبدت التجربة ناجحة للغاية نظراً للمقوّمات التي وفرتها الشركة وقتها، أما بالنسبة لمعظم الناس فهم لن يتمكنوا من الحصول على بيئة مناسبة كتلك أثناء حياتهم اليومية، في هذه الحالة يمكننا القول بأن السير مع رأسيات الواقع الافتراضي اللاسلكية قد يُعد من أكثر الأمور خطورةً إن تم تطبيقها على أرض الواقع.

كم مرّة اصطدم بها صابع قدمك الأصغر في شيء ما؟ أو تعثرت على السجادة؟ بالطبع لم نمر بسلام من تلك الحوادث البسيطة، ولكنّها مؤلمة بالطبع وقد وقعنا جميعا ضحايا لذلك الألم ونحن بكامل وعينا ونظرَنا، فهل يمكننا تخيل ما سيحدث لو أننا قمنا بالسير والتحرك في نفس الغرف التي عانينا فيها من الألم ولكن ونحن معصوبي العينين بالتكنولوجيا اللاسلكية الجديدة، وحتى الآن وفي جميع الإعلانات الترويجية للرأسيات اللاسلكية كجهاز Santa Cruz ونظارات HTC Vive المدمجة بإضافة TPCast سنلاحظ بأن المستخدمين لا يتحركون بحرّية أو يتجولون في الغرف بل يظلون ثابتين أثناء التجربة مما يثير العديد من التساؤلات حول مميزات تلك الأجهزة الجديدة التي سيتم ارتداؤها بالرأس.

ولكي نَكون مُنصفين فإن كلاً من Rift و Vive تقدما نظاماً يمكّن المستخدمين من التحقّق من العالم الواقعي عن طريق بعض أجهزة الاستشعار، وتأتي نظارة Vive مزوّدة بكاميرا أمامية بإمكانها أن تعطي للمستخدم نظرةً خاطفةً على العالم الحقيقي لتحديد الموقع الخاص به، ولكن مميزات كهذه قد تُعد من السلبيات حيث أنها بتلك النظرة الخاطفة للعالم الواقعي ستكسر تأثير تجربة الواقع الافتراضي الخاصة بالمستخدم والتي يكتسبها بمرور الوقت المتواصل الذي أمضاه في ذلك العالم.

حتى هذه اللحظة تعد النظارات اللاسلكية الجديدة ممتازة للغاية إذا استخدمتها أثناء الجلوس على كرسي ثابت بأمان، ولأنه من الصعب السير في معظم الأماكن العامة وأنت معصوب العينين فإن هذه الأجهزة التي يتم ارتداؤها بالرأس لن تكون آمنة وعملية على الإطلاق في مثل هذه البيئات، وسيظل هذا الوضع قائماً حتى نحصل على حل جديد واضح وعملي بديل لذلك.