إذا نظرت حولك اليوم ستجد أن صناعة الألعاب أصبحت أكبر في ضخامتها وعائداتها بكثير من صناعة الأفلام في هوليوود، بل وتستمر حتى الآن في النمو يوماً بعد يوم بتسارع كبير.

لم يعد الأمر يخص الأطفال بعد الآن، فالأطفال هم أبعد ما يمكن الآن عن كونهم الشريحة المستهدفة لصنّاع الألعاب، فلقد وصلت ألعاب الفيديو لدرجة مرعبة من الواقعيّة وأصبحت تحمل أحياناً الكثير والكثير من الشتائم البذيئة والمشاهد الإباحيّة والعنف المبالغ فيه والقتل، وتخرج للأسواق حاملة تقييم Mature لتصبح مخصصة بشكل صريح للبالغين فقط وتحقق مع ذلك مبيعات فلكيّة بأرباح خياليّة!

إذا نظرنا لما كان الحال عليه منذ 30 أو 40 عاماً من الآن سنصاب بالذهول من الفارق الشاسع بين عالم الألعاب فيما مضى وبين عالم الألعاب في وقتنا الحالي، لا نقتصر الحديث ها هنا عن مستوى الرسوميّات أو جودة الصوتيّات فقط، بل نتحدث عن الفارق بين نظرة الجمهور والسوق والإقتصاد العالمي بالكامل لصناعة الألعاب في الماضي والحاضر.

كيف تحوّلت صناعة الألعاب من مجرّد وسيلة لتسلية الأطفال أو حتى لتسلية الكبار ومساعدتهم في قضاء وقت مريح قصير لتصبح صناعة ضخمة هائلة تضم مئات الآلاف من المبرمجين والمطوّرين والممثّلين والمخرجين والمنتجين والموسيقيين والفنّانين … إلخ؟

كيف تحوّلت من مجرد مشاريع صغيرة موجّهة بشكل أساسي للأطفال لتصبح محاكاة كاملة للواقع وعالم موازٍ يهرع إليه الكثيرون هرباً من صعوبات ومشاكل الحياة؟

الفارق بين منصّة الألعاب Console وماكينة الألعاب Arcade Machine

ماكينة الألعاب هي جهاز ألعاب متكامل لا يحتاج لأي إضافات كي تستطيع اللعب عليه، فهو يأتي مجهّزاً بكمبيوتر لتشغيل الألعاب وشاشة لعرض الألعاب عليها وأذراع تحكّم مثبّته به وسمّاعات للصوت، كل هذا داخل دولاب كبير لا يحتاج سوى توصيل الكهرباء إليه ثم وضع العملة Coin لتصبح قادراً على اللعب مباشرة، وهي في هذا مصمّمة خصيصاً لصالات الفيديو جيم والتي كانت تملأ الشوارع والأماكن العامّة في فترة التسعينات.

أما منصّات الألعاب فهي أجهزة صغيرة تتكوّن من وحدة تشغيل الألعاب وأذرع التحكّم فقط، ولكي تستفيد منها سوف تحتاج لشاشة ومصدر صوتي – الشاشة أيضاً غالباً – وهي في هذا مصممة للإستخدام المنزلي الشخصيّ.

على مدار سنوات عدّة إشتهرت ماكينات الألعاب بأنها أكثر قوّة وأعلى إمكانيات من منصّات الألعاب، ولكن هذا الأمر انتهى تماماً في نهاية فترة التسعينات مع ظهور المنصّات التي تستخدم وحدة CD-ROM مثل المنصّة الشهيرة PlayStation 1.

أشكال منصّات الألعاب

مرّت منصّات الألعاب بعدّة مراحل مختلفة من التطوّر والمحاولات الناجحة لجعلها جزءاً من حياة الأفراد عبر السنين، فمن منصّات الألعاب المخصّصة للعبة الواحدة “Dedicated Consoles” مروراً بالمنصّات المنزليّة التقليدية “Home Video Game Consoles” والمنصّات المحمولة يدويّاً “Handheld Game Consoles” وأخيراً المنصّات المصغّرة “Micro-Consoles”.

أجيال منصّات الألعاب

تنقسم منصّات الألعاب إلى عدّة أجيال، كل جيل منها يمثل نقلة نوعيّة في التكنولوجيا المستخدمة والإمكانيّات المستغلّة والنتيجة النهائيّة، نحن الآن نعيش عصر الجيل الثامن من منصّات الألعاب حيث PlayStation 4 وXbox One و Nintendo Wii U، فماذا عن الأجيال السبعة التي مضت؟

لنبدأ الآن بإستعراض تاريخ منصّات الألعاب وأجيالها منذ البداية وحتى يومنا هذا، لربما قادتنا الخطوات التدريجيّة من الماضي للمستقبل لفهم الثورة التي حدثت في عالم صناعة الألعاب، وسنستعين فقط بأشهر المنصّات التي ظهرت في كل جيل على حدة ولن نستعرض جميعها لكثرتها ولعدم تأثير معظمها.

الجيل الأول (1972 – 1980)

من هنا بدأت الرحلة، قبل هذه المرحلة كانت فكرة لعب الألعاب الإلكترونيّة بالمنزل غير مطروحة بعد، لربما كانت في رأس مخترع أمريكي يُدعى Ralph، ولكنها ظلت بعيداً عن حيّز التنفيذ حتى جاء عام 1972.

حتى بعد ظهور منصّات الجيل الأول ظل الحديث عن منصّات الألعاب هو أمر يخص المهتمين بالتقنية والأغنياء ممكن يمتلكون الرفاهية لهذه الأمور.

Magnavox Odyssey (1972)

ظهرت أول لعبة إلكترونيّة عام 1960، ولكنّها لم تكن تُلعب على منصّة ألعاب ولكن على أجهزة كمبيوتر ضخمة الحجم بشاشات من النوع Vector، في هذه الأثناء كان المخترع الأمريكي من أصل ألماني Ralph H. Baer قد قام بتكوين عدد من التصميمات لفكرة جائته قبل 10 سنوات بصناعة منصّة خاصة لتشغيل بعض الألعاب الإلكترونيّة المسلّية، لينتهي الأمر بإتفاق بين شركةSanders Associates التي يعمل بها وشركة Magnavox لإصدار أول منصّة ألعاب منزليّة تستخدم التلفاز – ولو بشكل غير مباشر – لعرض الألعاب على مستوى العالم أجمع، وبالفعل صدرت المنصّة تحت اسم Magnavox Odyssey رسميّاً في عام 1972 لتحقق رواجاً تجارياً كبيراً بالنظر لوقتها وتبيع أكثر من 100 ألف وحدة.

من أشهر ألعاب هذه المنصّة لعبة Table Tennis:

Atari’s Home Pong (1975)

في نفس العام كانت شركة Atari قد طوّرت لعبة بسيطة ومسلّية للغاية لماكينات الألعاب Arcade Machines ألا وهي لعبة Pong، ومع الوقت تمتّعت اللعبة بالإنتشار الكبير وأصبحت ذات شهرة واسعة، الأمر الذي جعل الشركة تفكّر جديّاً في صناعة منصّة ألعاب منزليّة تقوم بتشغيل اللعبة للراغبين في تجربتها بالمنزل، ساهم في هذا النجاح المعقول الذي حققته منصّة Magnavox Odyssey، لتصدر بالفعل منصّة Atari Pong في عام 1975 ولكنّها عانت من صعوبة كبيرة للغاية في التسويق، كما عانت أيضاً من المواجهات القضائيّة مع شركة Magnavox التي زعمت أن فكرة المنصّة المنزليّة الخاصة بشركة Atari مسروقة من تصميمات قديمة لجهازهم قام بها المخترع Ralph H. Baer، الأمر الذي تم تسويته خارج ساحات المحاكم لاحقاً.

الجهاز كان يمتلك لعبة وحيدة وهي PONG:

https://www.youtube.com/watch?v=fiShX2pTz9A

الجيل الثاني (1976 – 1992)

في هذه المرحلة بدأت منصّات الألعاب تنتشر بشكل كبير جداً بين الأطفال في مختلف أنحاء العالم، وكان السبب الرئيسي هو ظهور العملاق Atari 2600 والذي كان موجوداً في أماكن متفرقة من العالم بل ووصل حتى لبعض الدول العربية.

الأفكار التي قدّمها هذا الجيل كانت ثورية، فكرة وجود منصّة تستطيع تشغيل ألعاب مختلفة بواسطة شرائط/خراطيش Cartridges وإن لم تكن جديدة لكن تطبيقها بهذه الطريقة كان جديد تماماً، بالإضافة لفكرة وجود منصّات صغيرة تحملها بيدك وتنتقل بها من مكان لآخر.

Atari 2600 (1977)

منصّة Atari العملاقة، والتي صدرت في اليابان في 11 سبتمبر عام 1977، وصدرت بعد ذلك بست سنوات كاملة في الولايات المتحدة الأمريكيّة، كانت هي البذرة الحقيقيّة لمنصّة الألعاب التي تستطيع تشغيل ألعاب متعددة بواسطة Cartridges مختلفة، والتي سمحت لمطّورين مختلفين بتطوير ألعابهم على منصّة واحدة دون الحاجة لصناعة منصّتهم الخاصة.

يأتي الجهاز بوحدتي تحكّم رائعتين، وتصميم بسيط للغاية، كانت الوحدة تباع باسم Atari VCS إختصاراً لـ Video Computer System حتى أصدرت Atari منصّة أخرى في أوائل الثمانينيات تحت اسم Atari 5200 ليُعاد تسمية هذه المنصّة باسم Atari 2600.

حققت المنصّة نجاحاً خارقاً كما ذكرنا وباعت حوالي 30 مليون نسخة!

من أشهر ألعاب هذه المنصّة:

لعبة Bobby is Going Home

لعبة River Raid

لعبة Boxing

لعبة Tennis

Intellivision (1979)

أصدرت شركة Mattel Electronics الأمريكيّة منصّة Intellivision عام 1979، جائت التسمية إختصاراً لكلمتي “Intelligent Television” أو التلفاز الذكي، وكانت هذه المنصّة هي المنافس الحقيقي الوحيد لمنصّة Atari الأشهر، فمع حملات دعائيّة ضخمة استعانت فيها بمشاهير بحجم George Plimpton، ومقارنات وجهاً لوجه بين كلتا المنصّتين تُظهر تفوقاً في الرسوميّات لصالح Intellivision حققت هذه المنصّة مبيعات تقدّر بثلاثة ملايين وحدة في ثلاثة أعوام فقط، وعلى الرغم من ذلك لم تحظ هذه المنصّة بشهرة عالمية كتلك التي حققتها منصّة Atari 2600.

Nintendo’s Game & Watch (1980)

شهد هذا الجيل صدور أول منصّة ألعاب محمولة في نوفمبر عام 1979 تحت اسم Microvision، صُممت بشاشة LED صغيرة للغاية مع عدد محدود من الألعاب، ثم توقفت عن الصدور بعد ذلك بعامين فقط! وصدر أيضاً في اليابان منصّة محمولة أخرى عام 1984 باسم Epoch Game Pocket Computer ولكنها حققت مبيعات قليلة وفشلت هي الأخرى.

التجربة الوحيدة الناجحة في هذا النوع من المنصّات في هذا التوقيت كانت منصّة Nintendo Game & Watch التي صدرت في عام 1980 واستمرت على قيد الحياة حتى عام 1991، بل وصدرت بعض ألعابها فيما بعد مرّة أخرى في منصّات Nintendo المحمولة لاحقاً.

يمكنك مشاهدة ألعاب المنصّة من هنا:

إنهيار صناعة منصّات الألعاب في الولايات المتحدة الأمريكيّة (1983)

للأسف كانت نهاية عصر الجيل الثاني من منصّات الألعاب مؤسفة، ففترة بداية الثمانينيات شهدت ظهور فيضان كبير من الألعاب رديئة الجودة والتي كانت تصدر من قِبل شركات صغيرة للمنصّات المعروفة وخاصة منصّة Atari 2600، مع قيام شركة Atari نفسها بعمل حملات دعائيّة كبيرة لألعاب ليست على المستوى المطلوب، الأمر الذي أفقد الجمهور ثقته في صناعة الألعاب ورسّخ في الأذهان أنّها أصبحت مجرّد وسيلة رخيصة لكسب المال لا أكثر، وكنتيجة كبيعية توقّف الجمهور عن شراء الألعاب وإنهارت تماماً صناعة منصّات الألعاب بحلول عام 1983، وأعلنت كل شركات صناعة الألعاب للمنصّات أو صناعة المنصّات نفسها إفلاسها أو توجهها لصناعات أخرى في عام 1984 بإستثناء Intellivision التي استمرت في العمل بكميّات صغيرة وحذرة للغاية، وانخفضت عوائد صناعة الألعاب بشكل عام بنسبة 97% عمّا كانت عليه مسبقاً.

الجيل الثالث (1983 – 2003)

مرحباً بكم في العصر الذي لم يشهد فقط عودة منصّات الألعاب بقوّة إلى الولايات المتّحدة، بل غزت فيه رسميّاً كل قارات العالم المأهولة بالسكّان.

Nintendo Entertainment System (1983)

بعد إنهيار صناعة الألعاب في الولايات المتحدة عام 1983، أصبحت أصبح الجميع ينظر للألعاب هناك على أنها موضة أخذت وقتها ثم انتهت، ولكن الأمر لم يكن كذلك في اليابان حيث أصدرت Nintendo جهازها العملاق Famicom إختصاراً لكلمتي “Family Computer”، والذ دعم وقتها عدّة تقنيات لم تكن موجودة مسبقاً في أي منصّة من قبل، مثل دعمه لدقّة أعلى بكثير من سابقيه، وألوان أكثر، ونظام الخلفيّات، الأمر الذي سمح بظهور ألعاب أطول وأجمل وتمتلك رسوميّات وتفاصيل أكثر وضوحاً، مع موسيقى 8-bit التي يعشقها الملايين حتى هذه اللحظة.

النجاح الكبير الذي حققته المنصّة في اليابان جعل Nintendo تفكّر جديّاً في خوض مغامرة كبيرة بإطلاق الجهاز في الولايات المتّحدة، والتي لم يكن المناخ فيها مهيئاً لنجاح هذه التجربة بعد الإنهيار الذي تحدثنا عنه في صناعة الألعاب، وبالفعل أطلقت الجهاز في الولايات المتّحدة تحت اسم Nintendo Entertainment System (NES) وهو الأسم الذي تشتهر به هذه المنصّة عالميّاً حتى اليوم، حققت المنصّة نجاحاً خارقاً وأصبحت أعلى المنصّات بيعاً في تاريخ الولايات المتّحدة بأكمله حيث باعت أكثر من 60 مليون نسخة وأعادت إحياء صناعة الألعاب ولكن بشكل جديد تماماً هذه المرّة.

صدرت العديد من المنصّات المنافسة من قبل SEGA وAtari ولكنها لم تحقق أي نجاح يُذكر مقارنة بنجاح Nintendo.

أشهر ألعاب هذه المنصّة لا تُعد ولا تُحصى ولكننا نذكر من ضمنها:

Super Mario Bros.

Duck Tales

The Legend of Zelda

Hudson’s Adventure Island

Mortal Kombat

الجيل الرابع (1987 – 2004)

شهد هذا الجيل طفرة كبيرة في الرسوميّات والصوت والإمكانيّات المتاحة، وتم التسويق له بإبراز كلمة 16-bit لإظهار التفوّق الواضح والفارق في الإمكانيّات بينه وبين منصّات الجيل السابق له، كانت المنافسة الحقيقيّة في هذه الحقبة تنحصر بين منصّة  Mega Drive أو Genesis من شركة SEGA ومنصّة Super Famicom أو Super NES من Nintendo.

Sega Genesis / Mega Drive (1988)

من أشهر منصّات الألعاب حول العالم، صدرت المنصّة في اليابان أولاً عام 1988 ثم في الولايات المتّحدة عام 1989، صدر من هذه المنصّة ثلاثة نسخ بثلاث أشكال مختلفة، وشهدت كذلك عدداً من الألعاب الدموية المثيرة للجدل مثل Mortal Kombat وNight Trap، والتي ساهمت درجة الدمويّة فيهما مع الإمكانات الرسوميّة المتقدّمة للمنصّة إلى ظهور نظام التقييم العمري للألعاب ESRB.

باعت هذه المنصّة أكثر من 30 مليون نسخة حول العالم، ومن أشهر ألعابها:

Ultimate Mortal Kombat 3

International Super Star Soccer Delux

https://www.youtube.com/watch?v=PWjzc7iJeW4

Tiny Toon Adventures

Sonic the Hedgehog

https://www.youtube.com/watch?v=dJJnxHcv1z4

Sunset Riders

Super Nintendo Entertainment System – SNES (1990)

لا يقل شهرة عن سابقه SEGA Genesis، بل في الواقع فإن مبيعاته العالمية تتخطى SEGA وتتعدى 49 مليون نسخة، هناك العديد من الصفات والألعاب المشتركة بين كلتا المنصّتين فكلتاهما 16-bit، ولكن على الرغم من ذلك فهناك ألعاب كانت أفضل على جهاز SEGA من SNES مثل Mortal Kombat، وهناك ألعاب ظهرت أفضل على منصّة SNES من SEGA.

بالطبع لم ير جهاز SEGA شخصيّة البطل الأشهر Mario وذلك بسبب إمتلاك Nintendo لها بشكل حصري، لتصبح من أشهر ألعاب هذه المنصّة على الإطلاق Mario Kart:

أيضاً تشتهر هذه المنصّة بلعبة The Legend of Zelda: A Link to the Past:

Game Boy (1989)

أطلقت Nintendo أيضاً منصّة ألعاب محمولة وهي Gameboy، وهي أول منصّات Gameboy وثاني منصّات Nintendo المحمولة بعد تجربة الجيل الثاني Game & Watch، حققت هذه المنصّة نجاحاً كبيراً أيضاً وتفوّقاً ملحوظاً على كل المنافسين وأوّلهم منصّة Lynx التي أطلقتها Atari في نفس العام.

باعت المنصّة أكثر من 118 مليون نسخة حول العالم، وكان السّر في نجاحها هو طول عمر البطّاريّة والمتانة والبساطة بالإضافة للألعاب الرائعة المدمجة بها مثل Tetris.

الجيل الخامس (1993 – 2005)

عانت ألعاب الجيل الرابع من صغر المساحة المتاحة على شرائطها/خراطيشها، الأمر الذي ظهر بشدّة في عدد من الألعاب التي كانت متوفّرة على ماكينات الألعاب Arcade Machines وأراد مطوّروها نقلها للمنصّات المنزليّة، فكانت تواجههم الكثير من الصعوبات والتي تصل في بعض الأحيان للمستحيلات، لا ننس جميعاً كيف تم التضحية بشخصيّة “شيفا” في نسخة المنصّات المنزليّة من لعبة Ultimate Mortal Kombat 3 بسبب ضيق المساحة بينما ظهرت دون مشاكل في نسخة ماكينات الألعاب Arcade Machines.

هذا الأمر لفت إنتباه شركات مثل Sony وSEGA لوسيلة التخزين الصاعدة حديثاً وهي الأقراص المدمجة Compact Discs أو CDs، تلك الوسيلة التي مكّنت مطوّري الألعاب من تحقيق جميع أحلامهم وقتها! بينما إتجهت شركة Nintendo لإصدار منصّة جديدة بشرائط/خراطيش قادرة على إستيعاب كمّ أكبر من البيانات.

هذا الجيل شهد بداية التحوّل الرسمي لعالم الألعاب ثلاثيّة الأبعاد بالكامل Full 3D Games، وشهد ثورة في مستوى ألعاب الفيديو لتصبح خاصة بالكبار قبل الصغار، هذا الجيل هو الذي شهد بداية التغيّر الحقيقي في نظرة العالم أجمع للألعاب وفي أُسلوب صناعة الألعاب نفسها بشكل عام! من الصعب إعتبار ألعاب مثل Metal Gear Solid وTomb Raider وFinal Fantasy وResident Evil تخص الأطفال، تلك الألعاب التي وُلدت في هذا الجيل لتصبح فيما بعد سلاسل عظيمة لا تغيب عنها الشمس.

Sony PlayStation (1994)

تستمر اليابان في إنتاج المنصّات الأسطورية وهذه المرّة تأتي عبر شركة Sony والتي أصدرت المنصّة التي كانت بمثابة ضربة قاصمة لمعظم صنّاع المنصات وقتها، صدر جهاز PlayStation في ديسمبر عام 1994 حاملاً معه كل ما كان يحلم به مطوّروا الألعاب وقتها من مساحة كبيرة وعتاد قوّي إستطاعوا معه رفع مستوى الألعاب بشكل غير مسبوق، أصبحت الألعاب تمتلك قصصاً عميقة ولقطات فيديو كاملة ورسوميّات ثلاثيّة الأبعاد مع كم كبير من المحتوى، أصبح من السهل الآن تحويل أي لعبة من ماكينات الألعاب Arcade Machines إلى منصّة PlayStation.

ليس هذا فقط هو سرّ نجاح PlayStation، فبالإضافة لكل ما سبق توصّلت Sony لشكل ذراع التحكّم الأمثل، والذي ما زال – حتى وقتنا هذا – هو الشكل المعتمد والذي لم يتغيّر بطريقة ثوريّة بل كانت كل الأشكال التالية له عبارة عن تعديلات شكليّة بسيطة حتى وإن كانت ثوريّة في المضمون، بل أن المنافس التقليدي لمنصّة PlayStation قام بإستخدام نفس المبدأ الشكلي في تصميم ذراع التحكّم الخاصة به.

كانت المشكلة الوحيدة التي عانت منها منصّة PlayStation بشكل واضح هي أوقات التحميل الـ Loading، والتي كانت أمر جديد على جمهور الألعاب ولكنه كان تضحية مقبول مقارنة بما كان يقدمه الجهاز من إمكانيّات كبيرة وألعاب تسرق العقول!

حققت منصّة PlayStation نجاحاً عالميّاً غير مسبوق، وباعت أكثر من 102 مليون نسخة حول العالم.

من أشهر ألعاب منصّة PlayStation:

World Soccer Winning Eleven 3

Tekken 3

https://www.youtube.com/watch?v=9CBp_TZ02os

Crash Bandicoot

Metal Gear Solid

Resident Evil

Tomb Raider

Nintendo 64 (1996)

قبل صدور جهاز Sony كانت شركة Nintendo هي المحتكر الأكبر والمهيمن الأساسي على سوق صناعة الألعاب وذلك بعد إصدارها المنصتان الأنجح لجيلين متعاقبين (الجيل الثالث والجيل الرابع)، وكان من المتوقّع أن تستمر هذه السيطرة في الجيل الخامس، وهو مالم يتحقق حيث حققت منصّة Nintendo 64 والتي أصدرتها Nintendo لتنافس بها Sony في الجيل الخامس مبيعات هزيلة تقدّر بـ 32 مليون وحدة فقط مقارنة بأكثر من 100 مليون وحدة مباعة من جهاز Sony.

منصّة Nintendo 64 كانت منصّة معتبرة وقويّة وكانت تتميز بندرة التحميل Loading في ألعابها، في الواقع كانت معظم ألعاب منصّة Nintendo 64 لا تُعاني أصلاً من مسألة وقت التحميل، كما كانت المنصّة على نفس مستوى القوّة والقدرة على إصدار رسوميّات عالية الجودة مع منصّة PlayStation، ولكن شركة Nintendo لم تفهم في حينها الخدع الذكيّة التي قامت بها Sony والتي جعلتها تنتصر إنتصاراً مبيناً على ملك منصّات الألعاب وقتها.

الخدعة الأولى كانت القفزة الجبّارة التي قفزتها Sony في المساحة التخزينيّة، فمساحة الأقراص المدمجة كانت وقتها 700 ميغابايت بينما مساحة الشريط/الخرطوشة في منصّة Nintendo 64 كان 64 ميغابايت فقط! فارق رهيب جعل الكثير من الألعاب تُضحّي بفكرة وجود مقاطع فيديو توضح قصّة الألعاب على منصّة Nintendo وتضعها بأريحيّة تامّة على منصّة Sony كما حدث في لعبة Mortal Kombat Mythologies: Sub Zero، والتي كان طور القصّة فيها على منصّة Nintendo عبارة عن صور مصحوبة بكتابة بينما على منصّة Sony كان طور القصّة عبارة عن لقطات فيديو كاملة بممثلين حقيقيين، الأمر الذي جعل منصّة Nintendo تبدو أقل في المستوى.

الخدعة الثانية كانت الجمهور المستهدف، فقامت Sony بإستهداف الجمهور من سن 15 عام وحتى 29 عام، بينما أهملت Nintendo بعض الشرائح العمريّة.

من أشهر ألعاب Nintendo 64:

Super Mario 64

The Legend of Zelda: Ocarina of Time

Mario Kart 64

الجيل السادس (1998 – 2013)

شهد الجيل السادس من الألعاب بداية التحوّل من استخدام أقراص CD-ROM للإعتماد على أقراص DVD-ROM والتي كانت توفّر مساحة أكبر بما يصل لستّ أضعاف! وفّر هذا لمطوّري الألعاب المزيد من القدرة على تحويل مستوى ألعابهم نفسها لتزداد عمقاً وطولاً ودقّة في الرسوميّات والتفاصيل والصوتيّات.

شهد هذا الجيل أيضاً بداية تحوّل طريقة بناء المنصّات لتشبه معمارية الحاسب الشخصي، وظهور بعض الطفرات التكنولوجيّة والتي شكّلت فارقاً كبيراً في عالم الألعاب مثل إمكانيّة اللعاب الجماعي عبر الإنترنت Online، السماح بالإحتفاظ بملفّات اللعبة على قرص تخزين داخلي، وإمكانيّة توصيل ذاكرة خارجيّة من النوع Flash.

شهد هذا الجيل ظهور 4 منصّات فقط، وعلى الرغم من أن شركة SEGA هي أول من أطلقت منصّة جيل سادس في عام 1998 باسم SEGA Dreamcast، إلا أن مبيعاتها كانت هي الأقل من بين الأربع منصّات، وظلّت المنصّة الأشهر والأنجح والأكثر مبيعاً في هذا الجيل – بل وفي التاريخ كله حتى الآن – هي منصّة PlayStation 2 والتي جائت خلفاً لمنصّة PlayStation في عام 2000، تليها منصّة Microsoft الشهيرة Xbox.

PlayStation 2 (2000)

شهدت هذه المنصّة عدداً من الإضافات والطفرات التكنولوجيّة التي ساهمت في جعل الألعاب أكثر عمقاً وأكثر ابتعاداً عن فكرة كونها “أمور تخص الأطفال والمراهقين فقط”، أصحبت صناعة الألعاب تؤخذ بمنتهى الجديّة والحرص وتحقق أرباحاً لا يمكن الإستهانة بها على الإطلاق.

حققت منصّة PlayStation 2 وقت صدورها نجاحاً أكبر من ذلك النجاح الخارق الذي حققه PlayStation الأول، وباعت أكثر من 150 مليون نسخة حول العالم، ذلك الرقم القياسي والذي لم تحطّمه أي منصّة أخرى بما في ذلك منصّات PlayStation التالية! كان الأمر وقتها مؤشراً واضحاً للجميع على درجة الإتساع الرهيبة في قاعدة محبّي الألعاب.

بالإضافة لكونه أول من اعتمد على مشغّل أقراص DVD، امتلك PlayStation 2 عدد من الألعاب الخالدة وكان في الواقع أحد أفضل منصّات Sony على الإطلاق، من هذه الألعاب نذكر:

God of War

Shadow of the Colossus

Final Fantasy X

Metal Gear Solid 3: Snake Eater

Gran Turismo 4

GameCube (2001)

لم تترك Nintendo هذا الجيل دون أن تضع بصمتها فيه، هذه المرّة ساهمت بمنصّة GameCube الناجحة للغاية والتي حققت مبيعات تصل لأكثر من 21 مليون نسخة وهو رقم يقترب من رقم مبيعات جهاز Xbox والذي سيصدر لاحقاً، لكن هذا الرقم جعلها في المركز الثالث بعد كل من PlayStation 2 و Xbox، وللجيل الثاني على التوالي تتراجع Nintendo وتبدأ في الإنحسار على المستوى العالمي بعض الشيء ليصبح لها جمهورها الخاص.

حاولت Nintendo مواكبة الحقائق الحالية والتي أحدثتها منصّات Sony، فكانت GameCube هي أول منصّات Nintendo استخداماً للأقراص المدمجة بدلاً من الشرائط/الخراطيش، ولكنها لم تستخدم الأقراص المدمجة العاديّة بل أقراص أصغر حجماً، كما دعمت تشغيل كل ألعاب منصّة Gameboy الأصليّة بالإضافة للقدرة على تشغيل ألعاب منصّاتها المحمولة مثل Gameboy Advance وGameboy Color.

من أشهر ألعاب هذه المنصّة:

The Legend of Zelda: The Wind Waker

Super Smash Bros. Melee

Metroid Prime

Mario Kart: Double Dash

Xbox (2001)

النجاح العالمي الذي حققته منصّات ألعاب الجيل الخامس وهذا الجيل أغرى شركة Microsoft العملاقة لدخول سباق صناعة منصّات الألعاب الذي كانت تحتكره اليابان وحدها، وقررت إصدار منصّة تنافس بها منصّة PlayStation 2 بشكل مباشر، وبالفعل صدرت منصّة Xbox في عام 2001.

في الواقع قدّمت Microsoft عدداً من الإضافات الرائعة التي جعلتها خصماً لا يُستهان به إطلاقاً، فكانت أوّل منصّة تأتي مرفقة بقرص تخزين داخلي لحفظ الألعاب عليه، وأول منصّة تأتي بمخرج Ethernet وتدعم الإتصال المباشر بالإنترنت، وشهدت أيضاً بداية عصر خدمة ميكروسوفت الشهيرة Xbox Live، كما أراحت الكثير من مطوّري الألعاب بمعماريتها الشبيهة كثيراً بمعماريّة الحاسب الشخصي.

عاب هذه المنصّة أمرين فقط أولهما شكلها وثانيهما تصميم أذرع التحكّم الخاصة بها، ولكنها حققت إنتشاراً واسعاً أيضاً وباعت أكثر من 24 مليون نسخة محققة بذلك المركز الثاني في المبيعات لمنصّات هذا الجيل.

من أشهر ألعاب Xbox:

Forza Motorsport

Fable

Ninja Gaiden Black

Rainbow Six 3

https://www.youtube.com/watch?v=K-qbDZscJVI

Halo: Combat Evolved

Gameboy Advance (2001)

بالإضافة لـ GameCube أصدرت Nintendo منصّة أخرى محمولة وهي منصّة Advance، والتي على الرغم من المجهود الكبير الذي بذله منافسوها في هذا المجال مثل Neo Geo Pocket Color و WonderSwan وGP32 وTapwave Zodiac وN-Gage إلا أنها ظلت هي المتربع الأكبر والأوحد في هذا المجال وباعت أكثر من 81 مليون وحدة حول العالم.

من أشهر ألعاب Gameboy Advance:

The Legend of Zelda: A Link to the Past

Pokémon FireRed

Super Mario Bros. 3

Mortal Kombat: Deadly Alliance

الجيل السابع (2005 – 2017)

شهد الجيل السابع المزيد والمزيد من الطفرات التكنولوجيّة، وأصبح عالم الألعاب حقيقة واقعة لا يُمكن أبداً الاستهانة بها، فأزدادت القوة الداخليّة لمكوّنات المنصّات وأصبحت تدعم أقراص أكبر حجماً بكثير من سابقتها وصارت أذرع التحكّم الآن لاسلكيّة!

إنحصرت المنافسة في هذا الجيل بين ثلاثة منصّات فقط هم PlayStation 3 من Sony وXbox 360 من Microsoft وأخيراً Wii من Nintendo.

المفاجأة في هذا الجيل والتي قد لا يعرفها الكثيرون هو إكتساح Nintendo لكل من Sony وMicrosoft الذان تطابقت أرقام مبيعاتهما تقريباً!

أما المفاجأة الأكبر فهي إنسحاب SEGA وغيابها عن ساحة صناعة المنصّات تماماً!

Xbox 360 (2004)

صدرت ثاني منصّات Microsoft عام 2004، كانت قوّة المنصّة وقتها كبيرة جداً حتى ظهر PlayStation 3 فيما بعد، وبرغم خلو المنصّة من قرص تخزين داخلي إلا أنها دعمت إمكانيّة تركيبه إذا أردت ذلك، ثم أدرجته ضمن ملحقات الجهاز في الإصدارات التالية، كما أتاحت إمكانيّة توصيل حتى 4 أذرع تحكّم كلّها لاسلكيّة، وظهر فيما بعد إكسسوار Kinect الشهير والذي يُمكن استخدامه في الألعاب التي تتطلب حركة.

عاب Xbox 360 بشكل أساسي استخدامه لأقراص HD-DVD التي تتراوح مساحتها من 15 إلى 30 جيجابايت بينما كان من الأفضل التوجّه لتقنية Blu-Ray مباشرة للإستمتاع بسعة تتراوح بين 25 إلى 50 جيجابايت، الأمر الذي أظهر قصوراً واضحاً في حاجة بعض الألعاب إلى أكثر من قرص مدمج! ولكنها على الرغم من ذلك حققت مبيعات كبيرة تتعدى 84 مليون وحدة.

من أشهر ألعاب Xbox 360:

Fable 2

Gears of War

Forza Motorsport 4

Kinect Sports

PlayStation 3 (2006)

استفادت Sony كثيراً من أخطاء Microsoft، فجائت منصّة PlayStation 3 بعتاد أقوى وقدرة رسوميّة أعلى من Xbox 360، مع دعم أقراص Blu-ray ودمج قرص صلب قادر على تخزين الألعاب وتشغيل الأفلام كذلك، كما كانت المنصّة الأولى التي تدعم مخرج عرض عالي الجودة HDMI، وإمكانيّة توصيل حتى 7 أذرع تحكّم لاسلكيّة، وامتلكت بعض إصداراتها المبكّرة القدرة على تشغيل ألعاب PlayStation وPlayStation 2 وهي من المميزات الخارقة للمنصّة!

كذلك أصدرت Sony وحدة PlayStation Move لمواجهة Kinect من Microsoft، ولكن على الرغم من كل هذه التحسينات الكبيرة لم تختلف مبيعات PlayStation 3 كثيراً عن Xbox 360، في الواقع باع PlayStation 3 ما يزيد عن 85 مليون وحدة بفارق مليون وحدة فقط عن Xbox 360.

من أشهر ألعاب PlayStation 3:

The Last of Us

Red Dead Redemption

Destiny

God of War III

Metal Gear Solid 4: Guns of the Patriots

Wii (2006)

على خلاف المنصّات الأخرى لم تدعم منصّة  Nintendo وجود أقراص صلبة داخلها ولكن ذاكرة من النوع Flash بحجم 512 ميجابايت، مع إمكانيّة تركيب ذاكرة من النوع SD، كما لم يدعم دقّة Full HD كبقيّة منصّات الجيل السابع، بل كانت أقصى دقّة مدعومة هي 480p، ولكن ساهم السعر المنخفض، وعدم السعي للإنخراط في المنافسة مع Sony وMicrosoft في منطقة الألعاب شديدة الواقعيّة، وتصميم ذراع التحكّم الفريد والشبية بالريموت كنترول، وطريقة اللعب الجديدة والألعاب الرائعة في تحقيق منصّة Nintendo نجاحاً كبيراً جداً حيث تعدّت مبيعاتها الـ 100 مليون وحدة! لتشهد رسميّاً عودة Nintendo وبقوّة إلى ريادة عالم منصّات الألعاب.

من أشهر ألعاب Wii:

Mario Kart Wii

Wii Sports

Super Mario Galaxy

The Legend of Zelda: Skyward Sword

Nintendo DS (2004)

لم تكتف Nintendo بالنجاح الكبير الذي حققته من خلال منصّة Wii، بل أصدرت أيضاً منصّة ألعاب محمولة رائعة وهي Nintendo DS، والتي اختلفت جذريّاً عن سلسلة منصّات Gameboy الشهيرة، وباعت منه أكثر من 150 مليون وحدة لتصبح أكثر منصّة ألعاب محمولة تُباع حول العالم وثاني أكثر المنصّات مبيعاً في التاريخ بعد منصّة PlayStation 2 حتى الآن!

PlayStation Portable PSP (2004)

دخلت Sony هي الأخرى عالم الألعاب المحمولة بجهاز PSP الشهير، متأثرة في ذلك بالنجاح الكبير الذي حققته منصّات Nintendo المحمولة، وبالفعل حققت المنصّة نجاحاً ورواجاً كبيراً وباعت أكثر من 80 مليون نسخة، ولكن هذا النجاح لا يُقارن بالنجاح الكبير الذي حققته منصّة Nintendo، ليصبح الجيل السابع هو جيل Nintendo رغم أنها لم تقدم فيه تلك القفزة الرسوميّة الهائلة والتي اعتمد عليها صنّاع المنصّات الأخرى.

الجيل الثامن (2011 – الآن)

هذا هو العصر الذي نعيشه الآن، عصر الجيل الثامن من منصّات الألعاب حيث تنحصر المنافسة بين Sony وMicrosoft وNintendo بالطبع، هذا العصر شهد إكتساحاً كبيراً لـ Sony في المبيعات، حيث حققت منصّة PlayStation 4 التي صدرت في 2013 مبيعات تقدر حتى الآن بأكثر من 70 مليون وحدة، مبتعدة بذلك عن منافسها المباشر  Xbox One الذي صدر في نفس العام والذي حقق مبيعات أقل من 11 مليون وحدة، أما منصّة Nintendo الجديدة Wii U فقد تخطت مبيعاتها الـ 13 مليون وحدة، الأمر الذي اعتبرته Nintendo فشلاً أو لنقل قدراً غير كافياً من النجاح ومن ثم أصدرت منصّة أخرى هي Nintendo Switch والتي يمكن استخدامها كمنصّة منزليّة أو محمولة.

بالحديث عن المنصّات المحمولة صدرت منصّتان محمولتان في عصرنا الحالي أولهما Nintendo 3DS والأخرى هي PlayStation Vita، لا داعٍ للحديث عن إكتساح Nintendo كالعادة لأي شركة أخرى في هذه المنطقة تحديداً مهما كان اسم المنافس، لتحقق مبيعات تقدّر بأكثر من 60 مليون وحدة في مقابل أقل من 5 ملايين وحدة فقط بيعت من PlayStation Vita!

أصدرت كل من Sony و Microsoft منصّات أخرى معدّلة ذات عتاد أقوى لتعمل على دقّة 4K وهما منصّتي PlayStation 4 PRO وXbox One X وفي الحقيقة يبقى آداء وقوّة هذه المنصّات محل تساؤل الكثيرين حتى اللحظة.

لا داعٍ للدخول في تفاصيل تاريخ هذا العصر الذي نعيشه الآن، فالهدف الرئيسي كان استعراض التاريخ الطويل الذي قادنا لهذه اللحظة التي أصبحت فيها الألعاب أمراً جديّاً لا يُستهان به على الإطلاق.

نحن الآن في إنتظار الجيل التاسع من الألعاب في السنوات القليلة القادمة، فمتى تتوقعون رؤيّة هذا الجيل؟ وما الجديد الذي سيقدمه؟ ولمن تتوقعون الغلبة فيه؟

في إنتظار آرائكم.