خدمة ديزني لايف قادمة وعلى نتفليكس بالتأكيد أن تقلق

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

بعد الإعلان عن خدمة ديزني لايف، يجب أن تعلم أنّه: لم تكن أي شركة مسئولة عن تشكيل عالم الترفيه الحديث أكثر من والت ديزني. في عام 1937، مع فيلم سنووايت والأقزام السبعة -أول فيلم روائي طويل- ابتكرت ديزني الفيلم العائلي. وفي عام 1954 وبإنشاء ديزني لاند، أصبح أول استوديو سينمائي يُخرج الغرب المُتوحش من التلفزيون، ومنذ ذلك الحين فقط؛ نمت هيمنة ديزني، فمن بين عشرات الأفلام التي سيطرت على شباك التذاكر في العالم منذ عام 2010، أصدرت ديزني منها ثمانية أفلام.

ومع ذلك، فإنّ تلك النجاحات قد تُشكل خطرًا حقيقيًا على ديزني؛ ففي السنوات الأخيرة تحولت العديد من نقاط القوة التقليدية في الشركة ببطء إلى نقاط ضعف.

أمّا بالنسبة للتليفزيون؛ فقد ازدهرت ديزني منذ فترة طويلة بفضل قنواتها الأرضية المدفوعة، والتي تشترك فيها معظم العائلات في أمريكا، ناهيك عن المُشتركين حول العالم، ولكن مُشاهدة القنوات التليفزيونية انخفضت بشدة، فما يقرب من نصف البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و 45 عاما لم يشاهدوا أي بث تلفزيوني في عام 2017، وعدد من يتخلى عن الاشتراك يتزايد كل عام. هذه الأخبار أثارت القلق في نفوس القائمين على قناة ESPN الرياضية، التي تراجعت نسبة مشاهديها اليوميين بأكثر من 10 في المائة منذ عام 2011. الأمر مزعج للغاية بالنسبة إلى ديزني، التي تحقق المزيد من الأموال من التليفزيون أكثر من أفلامها أو متنزهاتها الترفيهية.

فبالفعل لا يشاهد الأفراد حول العالم عددًا أقل من مقاطع الفيديو الترفيهية كل عام، فهم يشاهدون بالفعل الكثير والكثير على هواتفهم الذكية وأجهزة الحاسب المحمولة وأجهزة التلفزيون المُتصلة بالإنترنت وذلك بفضل صعود خدمات المُشاهدة حسب الطلب، وهنا حيث تسيطر نتفليكس وبعض الخدمات الأخرى وليست خدمة ديزني لايف.

ديزني لايف

قد يبدو من المؤسف أن تبلغ القيمة السوقية لشركة نتفليكس حوالي 90% من قيمة ديزني، مع الأخذ في الاعتبار أنّ ديزني تقوم بنشاطات كثيرة على نحوٍ مُربح، في حين يمتلك نتفليكس تخصصًا واحدًا، وهو الفيديو عبر الإنترنت، ولا تكاد تجني منها مكاسب كبيرة. لكن المستثمرين والشباب يراهنون على ازدهار مستقبل الترفيه. وهذا يعني أنّ نتفليكس، مع ما يقرب من 120 مليون مشترك عالميًا، قد حققت تقدمًا مُبكرًا في السباق لتقود الجيل القادم من ذلك النوع من قطاع الأعمال.

يحتفظ التاريخ الاقتصادي بأرشيف غني من الشركات التي كانت مزدهرة في يوم من الأيام والتي قضت عليها التغيرات التكنولوجية، وهذا أقل بكثير من قائمة الشركات التي أوقفت تساقطها بالسعي وراء هزيمة المُنافسة الجديدة، وتقوم ديزني بالاستعداد بطريقتين رئيسيتين لتجاوز نتفليكس، وتستعيد سيطرتها على مجال الترفيه.

أولًا، أعلنت ديزني أنّها تُخطط للحصول على معظم أصول شركة 21st Century Fox، وإذا تم الاتفاق على الصفقة التي تبلغ قيمتها 52 مليار دولار؛ فإنّ ديزني ستحصل على ستوديو أفلام 20th Century Fox، بمّا في ذلك Fox Searchlight (الذي أنتج أفضل الأفلام التي فازت بجائزة أوسكار مثل Slumdog Millionaire و Birdman و The Shape of Water). بالإضافة إلى حقوق X-Men، وقنوات FX و National Geographic، والعديد من الشبكات الرياضية، وشركة الإنتاج التلفزيوني التي تنتج العروض التليفزيونية القوية مثل Modern Family و The Simpsons، وكنتيجة لهذا الاندماج ستمتلك ما يصل إلى 40% من صناعة السينما والتليفزيون الأمريكية.

ديزني لايف

ثانيًا، والأهم من ذلك، أنّ شركة ديزني تبني نظامًا ضخمًا لتقديم مُحتواها القديم والحديث مُباشرة إلى المستهلكين -دعنا نسميه الآن ديزني لايف، وعند إطلاقه في عام 2019، سيشتمل على العديد من المسلسلات الحصرية وكل فيلم في سلسلة Star Wars و Marvel Entertainment ، و Pixar Animation Studios، و Disney animation universes.

وبعبارة أخرى، بطرح خدمة ديزني لايف؛ فإنّ ديزني تقوم ببناء ما يبدو أنّه مُنافس جدير لخدمة نتفليكس، فهل سيكون هذا كافيًا للمحافظة على قرن آخر من الهيمنة؟ استنادً إلى التصريحات العامة والمُحادثات الخاصة التي أُجريت مع المديرين التنفيذيين في ديزني، فإنّ الطريق الأكثر احتمالية للشركة هو دفع خدمة ديزني لايف تدريجيًا، عن طريق عرض كل ما يتم إنتاجه فقط في البداية. قد يكون ذلك طريقة حكيمة للحفاظ على الوضع الراهن لبضع سنوات أخرى وإنقاذ المملكة، ومع ذلك، فقد تفجر ديزني القلعة بتغيير الخطة بشكل كامل.

فيلم Black Panther، أحدث أفلام ديزني التي لاقت نجاحًا فائقًا في شباك التذاكر، فهو يقدم صورة مثالية يمكنك من خلالها رؤية كلٍ من مزايا نموذج ديزني التقليدي وانعكاسات المسار الجديد أيضًا، حيث حقق الفيلم أكثر من 575 مليون دولار في شباك التذاكر المحلي في شهره الأول، وعرض قدرة ديزني الفريدة على خلق ترفيه جذاب على نطاق واسع في ثقافة غالبًا ما تبدو وكأنّها مجموعة من الاهتمامات الطائفية والأذواق الخاصة.

ديزني لايف

لكن في السينما والتلفزيون بمّا أنّ ديزني تعتمد على الوسطاء لتقديم مُحتواها، والوسطاء يأخذون دائما جزءًا من العائد، وبشراء تذكرة لمشاهدة فيلم من ديزني في دور العرض، فإنك تدفع لأحد الوسطاء الذي يحتفظ بنحو 40% من سعر التذكرة، فماذا لو تجاوزت ديزني الوسطاء ووضعت فيلمًا مُنتظرًا للغاية مثل “Black Panther” في خدمة البث ديزني لايف في اليوم نفسه الذي بدء عرضه في السينما؟ أو جعل الفيلم حصريًا للمشتركين؟ على المدى القصير قد تبدو التضحية بكل أولئك الذين يشترون التذاكر فكرة مُدمرة من الناحية المالية، ولكن القيمة الدائمة للاشتراكات -والتي يتم تجديدها تلقائيًا حتى يتم إلغاءها بواسطة المُستخدم- تصبح بسرعة عميقة ومؤثرة.

إذا كان الظهور الأول للفيلم يستطيع تشجيع ما يزيد عن 4 ملايين شخص على دفع اشتراك سنوي يبلغ 10 دولارات لخدمة ديزني لايف، وهو نفس عدد المشتركين الذين أضافتهم نتفليكس بعد عرض مسلسلها House of Cards، فإنّ ديزني ستحقق عائدات صافية تبلغ حوالي 500 مليون دولار في العام الأول فقط.

فعليًا، يمكن لخدمة ديزني لايف أن تنافس نتفليكس وأمازون برايم فيديو و iflix وغيرها من خدمات المشاهدة حسب الطلب والتي تنتج أعمالًا حصرية أيضًا، أن تسترجع المكانة والأرباح والهيمنة التي تمتعت بها ديزني، ويتعين فقط على الشركة أن تبدأ في أقرب وقت ممكن وبسلسلة من الأفلام والعروض التليفزيونية الحصرية، مع تسعير معقول ومُنافس، وبذلك ستصبح الحصان الرابح الذي لن يستطيع أحد إيقافه لعقود قادمة.

المصدر

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *