السيارات الكهربائية هي المستقبل، والسبب ليس كونها صديقة للبيئة

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

إيلون ماسك وحلمه المتمثل في تيسلا كانا محط أنظار الجميع في العقد السابق، ومع اقتراب هذا العقد من الانتهاء وتضاعف أسعار أسهم الشركة وتوجه العديد من الشركات الأخرى لسوق السيارات الكهربائية ، لا يسعنا سوى التسائل عن سبب هذا التوجه المفاجئ، هل قام إيلون ماسك حقاً بإقناع الشركات الأخرى ب”عضلاته” الاقتصادية وحبه للبيئة أن المستقبل للسيارات الكهربائية؟ أم أن الموضوع مختلف تماماً؟

لنبدأ الحديث عن سيارات تسلا قليلاً لنفهم ما يجعلها جذابة في نظر الكثير من السائقين.

سيارات تسلا ليست مثل السيارات الكهربائية التي سبقتها

الفرق الأهم الذي يميز سيارات تسلا عن نظيراتها وسابقاتها الكهربائية من الشركات الأخرى هو البرنامج الذي تعمل عليه السيارة، برنامج القيادة الذاتية وحماية السائق وإدارة موارد السيارة الذي يتحدث باستمرار، هذا النظام هو ما جعل السيارة تتميز بنظر مقتنيها عن بقية السيارات. المشتري هنا لم يعد يشتري سيارة فقط، بل هو يشتري معها البرنامج المميز الذي لا يمكن العثور عليه في أي سيارة أخرى.

تسلا تتيح الكثير من براءات الاختراع الخاصة بها للعموم لتكون بقية الشركات قادرة على استخدام هذه الاختراع دون عواقب قانونية، هذه الحركة ليست الأولى من نوعها في مجال السيارات، خصوصاً عند الحديث عن الإضافات التي قد تساعد في تحريك الصناعة نحو الأمام، فمن أشهر المواقف “الأخلاقية” في الصناعة تخلي فولفو عن حقوقها في حزام الأمان ليكون إضافة موجودة في كافة السيارات للحفاظ على حياة السائقين.

يمكن النقاش إن كان التخلي عن حقوق المقاضاة أمراً نابعاً من “الأخلاق” أو كونه مجرد لعبة طويلة الأمد سواء للعلاقات العامة للشركة أو حتى للحفاظ على حياة المشترين لأطول مدة ممكنة. المهم أن تسلا ليست أول من قام به في هذه الصناعة. ولكنها قامت به بطريقة مميزة تشير لما ترغب بالمنافسة فيه.

تسلا تعهدت بعدم مقاضاة أي شركة تستخدم أحد اختراعاتها المتعلقة بشكل مباشرة ببناء السيارات الكهربائية، كالمحركات الكهربائية والبطاريات الموجودة في سياراتها، كافة براءات الاختراع مفتوحة للجميع ومتوفرة بقائمة منشورة في موقع الشركة الرسمي. الموجود في هذه القائمة قد يشير لك أن تسلا ترغب بدفع مجال السيارات الكهربائية نحو الأمام بأي شكل كان، ولكن المفقود منها يلمّح للطريقة التي ترغب بها الشركة المنافسة في السوق.

البرمجية التي تستخدمها تسلا لتشغيل السيارة ليست مفتوحة المصدر، والطريقة التي تعمل فيها هذه البرمجية مع بقية أجزاء السيارة هي ما يحدد الكثير من الميزات التي تدفع تسلا لمقدمة السرب عند الحديث عن سوق السيارات الكهربائية. بين المكابح التي تصبح أفضل بعد تحديث برمجيّ عبر الانترنت لا يحتاج لزيارة مركز الخدمة، وبين القدرة على استدعاء السيارة من مكان ركنها لاسلكيّاً. تسلا تبقي سرّها الأهم لنفسها.

ما المهم بخصوص هذا البرنامج؟

بعد تخطي الحواجز الرئيسية التي تمنع المستخدم العادي من شراء سيارة كهربائية كالسعر وتوافر محطات الشحن وقدرة البطاريات على العمل لمسافات طويلة، وهي كلها أمور قامت تسلا بحلها منذ بدايتها الجادة في سوق المستخدمين العام في السنوات القليلة السابقة، يجب على أي شركة جادة في مجال السيارات تقديم المزيد للمستخدم كي ينتقل من سيارته التقليدية العاملة على الوقود المحروق لسيارة كهربائية.

القيادة الذاتية وحلم النوم خلف المقود هو ما جعل سيارات تسلا تصبح أكثر جاذبية في عيون المشترين، ما الذي يمنعك من الحصول على سيارة قادرة على قطع المسافة ذاتها التي يمكن لسيارتك العاملة على الوقود المحروق بمعايير أمان أفضل وامكانية ترك السيارة لتقود ذاتها في المستقبل دون الحاجة لشراء سيارة أخرى؟

شركات السيارات الأخرى لا تزال متأخرة في هذا المجال مقارنة بتسلا على الرغم من كونها تقترب كثيراً من أداء سياراتها العام من ناحية المسافة المقطوعة على الشحنة الواحدة وقدرة المحرك. وهذا ليس كل شيء، فبيع السيارات ذاتية القيادة للمستهلكين ليس السوق الأكبر في السنوات القادمة.

السوق الحقيقي أكبر من هذا، وهو ما يرعب شركات السيارات الأخرى ويدفعها نحو السيارات الكهربائية.

السيارات كخدمة يمكنك اسئجارها

مفهوم “البرمجيات كخدمات” أو SaaS موجود في عالم البرمجيات منذ وقت طويل، وبوجود خدمات مثل نيتفلكس وسبوتفاي وغيرها من خدمات البث السحابية أصبح المستخدم أكثر تقبلاً لهذا النوع من التوجهات التجارية للشركات. في السنوات الأخيرة أصبح الانتقال لهذا النموذج الربحي الخيار الأفضل للكثير من الشركات التي لا تستطيع الربح بما فيه الكفاية من منتجاتها الأصلية، حتى في حالة المنتجات الفيزيائية.

هذا المفهوم يسمح للمستخدم بالوصول للخدمة دون الحاجة إلى “شرائها” ويسمح للشركة بالربح من المنتج بشكل مستمر. قد يناقش البعض أن هذا التوجه ليس مناسباً في كافة الحالات – تطبيقات أدوبي على سبيل المثال التي اعتاد المستخدمون على شراء إصداراتها مرة واحدة وللأبد بدلاً من الاشتراك الشهري.

ولكن عند الحديث عن الأشياء الملموسة، جزء كبير من الأشياء التي يستخدمها الناس يخضع أصلاً لهذا النموذج الربحي. استئجار المنازل أو السيارات على سبيل المثال. أي أن هذا المفهوم ليس حديثاً على الإطلاق ولكنه انتقل من الأشياء الملموسة إلى البرمجيات بسرعة أبطأ.

ما يمكن لتسلا القيام به عند تطوير نظام القيادة الذاتية وجعله أفضل من كافة منافسيه سيضعها في مكان جيد ضمن عدة مجالات سوقية منها يعتمد على تأجير البرمجية التي تعمل عليها، وأخرى تعتمد على السيارات التي تصنعها.

يمكن لتسلا في المستقبل تأجير خدماتها للقيادة الآلية للشركات كشركات سيارات الأجرة أو حتى صانعي السيارات الآخرين، وبهذا تحافظ الشركة على دخل ماديّ مستمر، أو يمكنها أن تبيع هذه الخدمة أو تؤجرها بسعر إضافيّ للمستخدم زيادة على سعر سيارته. إضافة لهذا ستكون تسلا قادرة على بناء خدمة تأجير سيارات مؤتمتة ومكتفية ذاتياً دون الحاجة لتوسيع ضخم في كادر موظفيها في المستقبل لو احتاجت لهذا.

هذا يضعها في المقدمة في سوق غير ملموس حتى الآن، وربما تكون أول المستثمرين فيه.

هذا السوق المذكور سابقاً مبني بالكامل على المحركات الكهربائية. زمن الاستجابة السريع وخواص الأمان والراحة التي يوفرها هذا النوع من المحركات هو ما يجعل القيادة الذاتية ممكنة، وهو ما سيجعل شركات مثل تسلا قادرة في المستقبل القريب على دخول أسواق جديدة كلياً، ربما تغير طريقة تعامل الناس مع سياراتهم بالكامل، وربما حتى تغير وجه مجال النقل الأرضي – نحو الأفضل إن كنّا محظوظين.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *