كيف تقوم بضبط الايكولايزر Equalizer للحصول على أفضل صوت ممكن

معظم الناس يعرفون ما يبدو عليه شكل مُعادل الصوت أو الايكولايزر (Equalizer)، تلك الرسوم البيانية الحقيقية على هيئة أعمدة مُرتّبة والتي يمكن أن تنزلق وهي رمز للثمانينات، ولكن بعيدًا عن الذكريات والنوستالجيا فهل تعرف حقًا ما يجب القيام به عندما يتعلق الأمر بالتلاعب مع إعدادات المُعادل وضبطها للحصول على أفضل صوت؟

أعمدة وأزرار EQ المُنزلقة تلك كانت مشهورة أيام الكاسيت القديم، ولكن الايكولايزر يوجد الآن في شكله الرقمي، ويتوفر في كل شيء من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى مكبرات الصوت اللاسلكية، وحتى في خدمات البث مثل سبوتيفاي “Spotify”. لسوء الحظ، فإنّ فهم كيفية عمل مُعادل الايكولايزر EQ واستخدامه كان مُبهمًا وغامضًا للكثير من الناس؛ فإليك دليلنا حول الايكولايزر EQ وكيفية ضبطه والحصول على أفضل صوت ممكن.

لماذا أرغب في استخدام الايكولايزر؟

الشركات المصنعة للالكترونيات لديها أفكارها الخاصة حول ما يجب أن تبدو عليه قطعة من العتاد، ولكن الايكولايزر EQ يتيح لك قول كلمتك، وكذلك نحن لا نستمع دائمًا إلى الموسيقى في البيئات المثالية، فكثيرون منا يستمعون أثناء التنقل أو التمرين، حيث يمكن أن يكون لكل شكل من أشكال الغرفة أو الضوضاء المُحيطة تأثير سيئ على كيفية ظهور الأصوات والموسيقى، وهنا يمكن للايكولايزر EQ أن يساعد.

ربما لديك زوج من سماعات الرأس التي تغرقك بصوت البيس Bass، وتحتاج إلى تخفيف ذلك قليلًا. أو ربما تستمع إلى الكثير من موسيقى الهاوس “House”، لكن درجة الصوت التريبل treble حادة جدًا وتحتاج إلى خفضها. سواء أكنت تبحث عن المزيد من الموسيقى القوية، أو صوتًا أكثر دفئًا، أو صوتًا جهيرًا يزعج أحاسيسك، يمكن أن يساعدك الايكولايزر EQ في الوصول إلى الصوت الذي يناسبك.

ما الذي يقوم به الايكولايزر تحديدًا؟

في تعريفه الأساسي، يتلاعب المُعادل بالترددات، وبدأت هذه التقنية في البداية كقطعة من الأجهزة الإلكترونية التناظرية التي كانت تستخدم في البداية في استوديوهات التسجيل قبل أن تشق طريقها إلى المنزل. سواء كان التناظرية أو الرقمية، يستخدم EQ لضبط عناصر مختلفة من الصوت لتحقيق نتيجة نهائية تروق للمستمع وتعجبه.

يمكنك ربط الايكولايزر EQ بتأثيرات مثل reverb وecho، أو الإعدادات المُسبقة للايكولايزر EQ الشائعة مثل “Rock” أو “Jazz” أو “Concert”. ولكن نوع EQ الذي نتحدث عنه ببساطة يقدم تحكمًا في سجلات الصوت المختلفة لتحقيق نتيجة مُحسّنة، وإذا تم استخدامه بشكل صحيح؛ فإن EQ يمكن أن يعمل على تحسين الصوت بمُجرد لمسة -لمسة صحيحة، سواء كان ذلك يعني إضافة بعض القوة إلى الأصوات المنخفضة، أو خفض بعض الطبقات من صوت التريبل treble.

الايكولايزر EQ هو عبارة عن شكل بياني مع ترددات على أحد المحاور ودرجة ديسيبل من جهة أخرى. من اليسار إلى اليمين، ستجد “أشرطة تمرير” تسمح لك بضبط نطاقات تردد معينة لأعلى أو لأسفل على امتداد مقياس ديسيبل dB. تبدأ ترددات صوت البيس Bass على اليسار، مع ترددات الصوت المتوسطة في الوسط وصوت التريبل في أقصى اليمين.

اقرأ أيضًا: نظرة عامة على مكبر الصوت الذكي Google Home Max وهل يستحق الاقتناء؟

ما هي الترددات؟

جميع الأصوات -كل ما تسمعه- هي في الأساس اهتزازات، والتي يمكننا تصورها كأنّها أمواج تتحرك صعودًا وهبوطًا بسرعات مختلفة. كلما تحركت الموجة بشكل أسرع؛ كلما ارتفعت درجة الصوت. على سبيل المثال، تتحرك الترددات البيس Bass ببطء شديد، بينما تتحرك أصوات التريبل المرتفعة، بسرعة كبيرة جدًا.

تحتوي كل نغمة تنفذها الآلات الموسيقية على تردد أساسي يقاس بالهرتز (Hz)، ويقيس الهرتز عدد المرات (أي التكرار) التي تكمل فيها الموجة دورة صعود وهبوط في ثانية واحدة. إذا كانت الموجة تتحرك صعودًا وهبوطًا 50 مرة في الثانية ، فيتم التعبير عن هذا الأمر على أنه 50 هرتز. نظريًا يمكن للإنسان أن يسمع من 20 إلى 20000 هرتز.

ما هو الديسيبل (dB)؟

الديسيبل هو وحدة القياس المستخدمة للتعبير عن مستوى الصوت أو ارتفاع الصوت، فعندما تقوم بتحريك شريط التمرير لأعلى أو لأسفل على الايكولايزر EQ، فإنك تقوم بزيادة أو خفض ارتفاع الصوت لهذا التردد الخاص، ومن المهم أن تعرف أن التعديلات الصغيرة في الديسيبل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصوت، لذا قم بالضغط بشكل خفيف.

من الحكمة البدء بتغيير من 1 إلى 2 ديسيبل والانتقال لأعلى أو لأسفل من هناك. وبمّا أنّ الديسيبل يستخدم مقياس لوغاريتمي، فإنّ التغيُّر بمقدار 5 أو 10 ديسيبل يمثل زيادة أو نقصان كبير جدًا في نطاق تردد مُعين.

التعديل على الايكولايزر

وصلنا أخيرًا للجزء المُمتع! الآن بعد أن حصلت على معلومات حول ما يفعله EQ، حان الوقت لبدء اللعب بإجراء تعديلات. انطلق وابدأ في تشغيل بعض الموسيقى التي تكون معتادً عليها حقًا، وقم بتشغيل EQ الخاص بك، ثم قم بتحريك بعض أشرطة التمرير لأعلى أو لأسفل لسماع ما يحدث، وستكتشف سريعًا أنّ التعديلات الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثيرًا هائلاً على كيفية سير الأمور، وسنقدم بعض التوجيهات حول كيفية التعامل مع التعديلات.

سيخبرك أي مهندس صوتي تقريبًا؛ أنّ أول شيء تريد تجربته مع EQ هو تقليل مستوى التردد بدلًا من زيادته، حيث يمكن أن يؤدي توسع الكثير من الترددات إلى جعل صوت الموسيقى مشوشًا، ومع تغيير بسيط هنا وهناك، يمكنك خفض جزء صغير من الصوت المُشوّش والاقتراب من الصوت الذي تريده. هذا لا يعني أن زيادة نطاق التردد ليست ضرورية في بعض الأحيان، ولكن يجب أن تبدأ دائمًا بالخفض. تذكر أيضًا أن أي تغيير في EQ لن يؤثر فقط على نطاق التردد الذي اخترته؛ بل أيضًا على كيفية تفاعل بقية الترددات مع بعضها البعض.

قد تلاحظ أن الأمر سيستغرق بعض الوقت بعد إجراء تعديل لسماع النتيجة، وهذا امر طبيعي، من الطبيعي أيضًا أن تضطر إلى زيادة الحجم الإجمالي بعد تقليل أي ترددات. على سبيل المثال، إذا كنت تريد المزيد من صوت البيس Bass وعلو طبقة الصوت بشكل عام، فيمكنك سحب بعض أشرطة التمرير المسؤولة عن الأصوات المتوسطة، ثم زيادة مستوى الصوت قليلًا واختبار رأيك في النتيجة.

ماذا عن الإعدادات المُسبقة للايكولايزر؟

تعتبر الإعدادات المُسبقة EQ مثل “Rock” و “Jazz” طريقة سريعة للوصول إلى نوع مختلف من الصوت بدون جهد كبير، على الرغم من أنه من المُحتمل ألا يمنحك ذلك الصوت الدقيق الذي تبحث عنه، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدًا للبدء. قد ترغب في البدء باستخدام إعداد مُسبق، ثم تخصيصه حتى يصبح صحيحًا تمامًا. بعض المُعادلات، مثل ما يوجد في iTunes، الذي يوضح لك كيف يبدو شكل منحنى التردد عند تحديد إعداد مُسبق، ويمكن أن يساعدك ذلك في فهم الإعدادات المختلفة التي يمكن أن يوفرها EQ من أجلك.

الايكولايزر من نوع Parametric

بها بعض الصعوبات والخدع، وليست من أجل المستخدم عديم الخبرة، و يتم استخدامها بشكل عام للتسجيل او التعديل الاحترافي، ولكنها تظهر في تطبيقات سماعات سبيكر أو سماعات الرأس، ويتضمن استخدام Parametric EQ استهداف ترددات مجموعة من حوالي خمسة إلى سبعة نقاط تحكم متحركة على طول طيف التردد لدينا 20 هرتز إلى 20 كيلو هرتز، ويتم تصور كل نقطة على طول المحور X/Y؛ المحور العمودي يمثل عُلو الصوت (بالديسيبل)، والأفقي للتردد.

كل نقطة من نقاط EQ تلك مزودة بثلاث عناصر يمكن التحكم بها: تردد الأساسي وزيادة التردد ونطاق التردد، التردد الأساسي هو -بكل بساطة- التردد الفعلي الذي تؤثر عليه. ستقوم بإيجاد أي نقطة من الايكولايزر أقرب إلى التردد الذي ترغب في زيادته أو تقليله، ثم قم بنقلها إلى المكان المُحدد الذي تريده لتطبيق التأثير المطلوب.

النطاق الترددي هو العنصر الأكثر تحديًا من الناحية التقنية الذي يجب فهمه، ولكنه في الواقع بسيطًا جدًا في التطبيق العملي، حيث يؤثر EQ الأوسع على نطاق أوسع من الترددات، والأضيق يقدم تعديلًا أكثر تركيزًا، وعند تشغيل نطاق التردد، يمكنك رؤية نقطة التردد تباعد أو تضيق. تُعد الضيقة رائعة لتعزيز أو تقليل تردد مُحدد للغاية، وهذا ما تستخدمه عند محاولة إزالة رنين غير مرغوب فيه.

اقرأ أيضًا: دليلك الشامل لكل ما تريد أن تعرفه عن تأثير USB-C على جودة الصوت

بعض الإرشادات

فيما يلي إرشادات ونصائح، وليست قواعد ثابتة، وأجهزتك الصوتية هي ما يجعل هذه العملية لها طابع مُختلف ومُمتعة. استمتع!

صوت البيس الأدنى 20ّ إلى 50 هرتز

في مكان ما في منتصف هذه القدرة الصوتية، هنا هو المكان الذي سيصنع فيه مضخم الصوت هذا الصوت الغريب للفضاء العميق في أفلام الخيال العلمي، ويمكن لهذه الترددات أن تضيف بعض الأصوات الغريبة والقوية. ومع ذلك، نادرًا ما ترغب في إضافة المزيد من هذا الصوت، ويمكن أن يساعد الاستغناء عن ذلك الصوت في توفير مزيد من الوضوح العام للموسيقى.

صوت البيس من 50 إلى 200 هرتز

في معظم الأوقات، سوف يبدأ سماع صوت البيس في موسيقى هيب هوب قوية عند حوالي 60 هرتز، بما في ذلك رنة أصوات الدرامز، وحتى صوت البيس لنغمات الغيتار، ويبدأ التحرك صعودًا نحو 200 هرتز في التأثير على أدنى مستوى ممكن من القيثارات الصوتية والبيانو والأغاني والآلات النحاسية. إذا كانت الموسيقى ثقيلة جدًا، أو ليست ثقيلة بما فيه الكفاية؛ فإنّ القليل من التعديل هنا سيساعد بالتأكيد.

صوت البيس من 200 إلى 800 هرتز

يبدأ الارتفاع فوق 200 هرتز في التعامل مع الجانب الأخف من النهاية المنخفضة، وهذه المنطقة هي المكان الذي يتدفق فيه النغمات الأساسية. يمكن لزيادة الايكولايزر حول منتصف هذا النطاق إضافة القليل من الجاذبية وجعل النغمات أكثر ثراءً، بما في ذلك الطرف الأدنى من الأصوات، ونوتات موسيقية أعمق من الكيبورد، البيانو، وبعض النغمات الذهبية من أسفل الغيتار.

الأصوات المتوسطة Midrange من 800 هرتز إلى 2 كيلو هرتز

هذه المنطقة بلمسة واحدة عليها؛ يمكنها أن تغير الصوت بسرعة. يمكن أن يؤدي خفض الايكولايزر في هذه المنطقة إلى إزالة الأصوات الهشة للآلات الموسيقية، وقد ينتج الرفع الزائد في هذا النطاق صوتًا صغيرًا وقد يتسبب في إجهاد الأذن. إذا تريد زيادة هذا النطاق، فكن حذرًا جدًا، وخاصة في الغناء. الأذن حساسة بشكل خاص للصوت البشري وتغطية تردده.

الأصوات الأعلى من المتوسطة Upper mids من 2 إلى 4 كيلو هرتز

هذا الجزء هو المكان الذي تستهدف فيه آذانك الكثير من التركيز، ويمكن أن تؤدي عملية الزفع أو الخفض هنا إلى رفع أو خفض سرعة الآلات الموسيقية الأعلى بسرعة، فإنّ الزيادة القليلة هنا يمكن أن تعطي مزيدًا من الوضوح للتناغم الصوتي، بالإضافة إلى العزف على الغيتار والبيانو الصوتي والكهربائي.

صوت Presence/sibilance من 4 إلى 7 كيلو هرتز

نطاق Presence مسؤول عن الوضوح وتعريف الصوت، وهذا هو النطاق الذي تركز فيه أجهزة الاستريو المنزلية على التحكم في صوت التريبل، ويمكن أن يؤدي التعزيز الزائد إلى حدوث صوت مزعج وصعب، والخفض في هذا النطاق يجعل الصوت أكثر بُعدًا وشفافيةً.

الصوت الحيوي والمتألق من 7 إلى 12 كيلو هرتز

يمكن أن يساعد رفع المُستوى أو خفضه في الطرف الأدنى من هذا النطاق على جلب بعض الحيوية والوضوحّ، ممّا يجعل الصوت أكثر نقاءً. إذا كان الصوت حادً أكثر من اللازم أو يسبب بعض الألم بعد الاستماع لفترة طويلة، يمكن أن يساعد خفض الحد الأدنى من هذا النطاق على المساعدة بعض الشيء.

ترددات الصوت من 12 إلى 16 كيلو هرتز

بمجرد أن نصل إلى هنا، تصبح الأمور أكثر واقعية، حيث يستمر النطاق السفلي في التأثير على النغمات العُليا، ويمكن أن تحدث تأثيرات الموالفة من الموسيقى الإلكترونية في تلك المنطقة أيضًا، وهناك عدد قليل جدًا من النقاط التي تريد التأثير فيها على الصوت الذي يبلغ حوالي 14 كيلو هرتز أو أعلى؛ فلن يتمكن العديد من المستمعين من الاستماع إلى هذه الأصوات. إذا كنت ترغب في زيادة مساحة صغيرة في جرس الموسيقى، فيمكنك إضافة مستوى ما هنا. ومع ذلك، فإنّ الكثير منه سوف يجعل الأصوات تبدو اصطناعية بشكل مبالغ فيه.

اقرأ أيضًا:

• ما هو صوت DSD؟ كيف يعمل، أين يمكنني تنزيل الملفات، والمزيد.
• ملفات الصوت عالية الدقة كل ما تريدون معرفته.