رأسيات الواقع الافتراضي.. كل ماتريد أن تعرفه

بالعودة زمنياً إلى الوراء قليلاً تحديداً في بداية التسعينيات وبالقراءة عن مُصطلح الواقع الافتراضي فإننا سنجد تعريفاً بسيطاً له وهو عبارة عن دمج الواقع بالخيال من خلال استخدام الحاسوب والتكنولوجيا الحديثة للتمكن من مُحاكاة هذا الواقع الحقيقي أو خلق واقعاً جديداً، وعن طريق ذلك يتم نقل وعي الإنسان إلى هذه البيئات بطريقة تجعله يشعر وكأنه في عالم حقيقي من خلال تقنيات ثلاثية الأبعاد تنتشر في كُل مكان بعصرنا الحالي.

بدأ الأمر من بداية التسعينيات في التحوّل إلى البساطة خطوة بخطوة وصولاً إلى ثورة الرأسيات ونظّارات الواقع الافتراضي التي نعاصرها الآن المتمثّلة في رأسية Oculus Rift أو أداة Cardboard الرخيصة من جوجل أو مثلاً نظّارة HTC Vive.

مع انتشار الإصدارات المُختلفة للرأسيات ثُلاثية الأبعاد في المتاجر وعلى الأرصفة، والتي أصبح من السهل استخدامها حتى في المنزل وليس فقط في شاشات السينما، كيف لنا أن نتحقق من الإصدار الذي نُريد اقتناؤه؟ هل سعر هذا الإصدار مُناسب أم مُبالغ فيه؟ وأي أنواع من الإصدارات المُختلفة سوف تسمح به ميزانيتك؟

عبر السطور القادمة سنكون دليلك لكُل شىء عن رأسيات الواقع الافتراضي. لكن دعنا نقارن بين هذه وتلك حسب مدى الأسعار بدءاً من الزهيدة ومروراً بمتوسطة الثمن وانتهاءاً بذوات السعر العالِ.

1- الرأسيات والنظّارات الزهيدة

التصميم: عِبارة عن شكل غاية في البساطة، مُكوّن من عدستين مُكبّرتين مصنوعتين من مادة البلاستيك، ومُغلفتين بورق مُقوى مع استخدام شاشة هاتف تقليدية، وهي ما يشير إليها المستخدمون دائماً بإسم “Google Cardboard” لكن الجدير بالذكر أن هذا التصميم تم إطلاقه قبل أن تُعلن شركة جوجل عن نيتها في تسويق هذا النوع من النظارات بنحو 4 أعوام.

تستطيع الحصول على هذا النوع من الرأسيات بسهولة ولكنّك ستجد الصعوبة الحقيقية في جعله ملائماً مع جميع أنواع شاشات العرض، بالإضافة إلى أنه لن يصمُد لوقتٍ طويل فهو في النهاية مصنوع من الورق المقوّى والبلاستيك، وفي أفضل حالاته تُضاف له مادة الألومنيوم.

السعر: إذا كُنت تعيش في أحد المُدن الكُبرى فهُناك احتمالية عالية أن تحصل على هذا المُنتج بشكل مجاني! هُناك أيضاً عدداً من الشركات التي قامت بمُشاركة شركة جوجل في تصنيع وبيع هذا المُنتج كشركة Verizon’s Star Wars، وعلى الأرجح يصل سعر “Google Cardboard” إلى 15 دولاراً للقطعة الواحدة، في بعض الأحيان قد يصل هذا الرقم إلى 20 أو 30 دولاراً فقط بسبب التغير في بعض مواد صناعة الرأسية.

احتياجات التشغيل: على الرغم من أن أهم ما يُميز رأسية “Google Cardboard” هو سهولة حملها وقد لا تتوافر تلك الصفة في بعض الأنواع عالية التكلفة، إلا أن طُرق تشغيلها محدودة للغاية فإذا قُمت بتحريكها كثيراً سوف تحصل على الفور على رؤية مُضطربه! لذلك أفضل طريقة مُشاهدة تسمح بها “Google Cardboard” هي فقط أن تجلس على مِقعدك ولا تتحرك كثيراً .. دعها تعمل!

الإتاحة: تتوافر رأسيات جوجل على نطاق واسع في مُعظم دول العالم وهذا قطعاً يرجع إلى تكلفتها المُنخفضة، ويُمكنك أن تستخدم هذا المُنتج في مُشاهدة أفلام بزاوية ثُلاثية الأبعاد بدور السينما، كما يُمكنك أيضاً استخدامها في مشاهدة بعض القنوات المُتخصصة في عرض مقاطع بتقنية ثُلاثية الأبعاد على موقع يوتيوب.

2- الرأسيات والنظّارات متوسّطة الثمن

التصميم: تُعد هذه النظارات هي الخطوة التالية لرأسية “Google Cardboard” فقد تمت إضافة بطارية وبعض أجهزة الاستشعار إلى هذا التصميم الوليد، التصميم أكثر تطوراً وأكثر شمولية وقدرة على التحكم، أصدر هذا النوع من الرأسيات عدة شركات مثل سامسونج وLG، وأضف إليهم رأسية Daydream View من شركة جوجل والتي أعلنت عنها في أحد مؤتمراتها أكتوبر الماضي وبسعر حوالي 80 دولار لتكون أقل من Gear VR والتي تُباع بسعر 100 دولار تقريباً.

ضع في اعتبارك ضعف تصميم الرأسية المُقدّمة من شركة LG بالإضافة إلى أن إصدار شركتي Homido و Zeiss لا يختلف كثيراً عن تصميم “جوجل كارتون”، لكن إصدار شركة The Gear يُعد الحُصان الرابح الحقيقي بين الشركات المُنتجة لهذا الإصدار من الرأسيات.

السعر: على الرغم من أن تكلفة إصدار شركة LG المُرتفع نسبياً عن أقرانه والذي يظل لُغزاً يُحيّر المُستهلكين، فإنّك إذا كُنت تبحث عن رأسيات تُناسب هاتفك الذكي ويتراوح سعرها بين 75 دولار إلى 125 دولار، مع نظام مُراقبة أفضل من “Google Cardboard”، بالإضافة إلى اهتمام أكبر بالتفاصيل مع حُرية في الحركة وصورة واضحة فإن الرأسيات متوسطة الجودة ستكون الخيار الأفضل لك.

احتياجات التشغيل: تحمل تلك الرأسيات ميزتين أساسيتين، أولهما أنها سهلة الحمولة والأخرى كونها أكثر راحة وجودة من الرأسية الزهيدة من جوجل، فتلك الرأسيات مُزودة بجودة مُناسبة للصوت، ويجب أن تتأكد من ملائمة مُستوى الصوت لك قبل تشغيله.

حُرية التحرك بهذا الرأسيات مُتوفرة مع وضوح نسبي في الصورة، ويُمكنك أيضاً أن توصل سماعات الرأس الخارجية من مُختلف الإصدارات حيث سيتيح لك هذا مُتعة أكبر أثناء المُشاهدة.

الإتاحة: كانت رأسية Gear من سامسونج هي أول نظّارات الواقع الافتراضي متوسطة الجودة في الأسواق، وبعد فترة وجيزة أصبحت تلك السماعات تُباع في كُل مكان حيث أصبح من السهل العثور عليها، يُمكن أيضاً الحصول على نفس الإصدار من شركات أخرى كـ Zeiss و جوجل.

يتميز إصدار Gear باحتوائه على العديد من التطبيقات ومئات الألعاب إذا كُنت من مُحبي الترفيه، أما اذا كُنت تُفضل أكثر مُشاهدة مقاطع الفيديو فإن إصدار سامسونج أو Oculus سيكون الخيار الأفضل بالنسبة لك.

3- الرأسيات والنظّارات عالية الجودة

التصميم: من المؤكد أن أكثر التصميمات جودة لرأسيات العالم الافتراضي لا تعمل بواسطة فقط هاتف جوال! رأسيات VR عالية الجودة المُقدمة من قِبل شركات مثل سوني، HTC، Oculus Rift أو Valve تمت صناعتها وإعدادها لتُلائم الاقتران بالحواسيب المحمولة، ألعاب الفيديو بالإضافة إلى الشاشات المُسطحة.

تُوفر تلك السماعات ميزات شديدة التطور كتتبع الحركة، شاشات ذات دقة عالية، مع جودة رسوميات لا مثيل لها، كما أنها عموماً أكثر راحة من مثيلاتها وأكثر قُدرة على حجب أي ضوء خارجي مع وجود إمكانية لأن تتحرك وأنت ترتديها كيفما تشاء!

معظم الشركات السالف ذكرها قد أعلنت عن إطلاق هذا النوع المتطور من الرأسيات خلال هذا العام، من المُتوقع أن تكون ذات تكلفة مُرتفعة وستتم عملية بيعها وتوزيعها في البداية إلى المُتخصصين فقط.

التكلفة: حاول أن تتمالك نفسك عند قراءتك للسعر القادم! في الوقت الحالي التكلفة الدقيقة لهذه الرأسيات لا تزال مجهولة ولكن عدداً من الخُبراء يُرجحون أنها ستكون نحو 599 دولاراً لرأسية Oculus Rift، و 799 دولاراً لرأسية HTC Vive!

من الملحوظ أن فارق السعر بين الشركتين كبير قليلاً، لذا من الأفضل أن نتوقف عن التخمينات، كُل ما يجب أن نعرفه فقط عن هذا الأمر أن سعر الرأسية الواحدة سوف ينخفض بعد وقتٍ قليل من طرحها بالأسواق، ولكن الأكيد أنه بمُجرد طرحها للمُستهلك سوف يبلغ ثمنها عدة مئات من الدولارات!

احتياجات التشغيل: من أهم مميزات الرأسية المُنتظرة هو أنك لن تكون فقط قادراً على التحرك بها، ولكن اذهب بها إلى الفضاء ركضاً إذا شئت!

من المُتوقع أن تستخدم الرأسية عالية الجودة بعض أنظمة الليزر الشديدة الدقة والحساسية والتي سوف تُمكنك من المشي كيفما تشاء في غرفتك، وسيتطلب الأمر قطعاً تثبيت حاسوب رفيع المُستوى للاستمتاع بالعيش تماماً في الواقع الافتراضي، سوف تتمكن الرأسية من العمل أيضاً حتى في الأماكن شديدة الضيق، حسناً سوف تكون فكرة جيدة إذا ما حاولنا إضافة المزيد من المساحات الافتراضية على غُرفتك!

الإتاحة: تتواجد هذه الرأسيات في الأسواق حيث أعلنت عنها في عام 2016 الماضي، فرأسيّة Oculus Rift أعلن عنها منذ شهر مارس الماضي، أما رأسية Vive من شركة HTC أطلقت في إبريل الماضي ونظّارة بلاي ستيشن VR أعلن عنها في أكتوبر الماضي.