مراجعة Ghost of Tsushima (شبح تسوشيما) – الساموراي العنيد !

لطالما كنت من المعجبين بهذا النوع من الألعاب الذي يحاول دائماً العودة بنا إلى الماضي، مع تقديم العديد من العناصر المميزة التي نعيشها وكأنها موجودة حقاً، ورغم أن مراجعة Ghost of Tsushima أخذت مني أكثر من 12 ساعة حتى دخول تفاصيل اللعبة ورؤيتها بشكل كافي، إلا أن هذا الوقت سيعطيك المتعة التي كنت تنتظرها من لعبة تم تقديمها بشكل جيد، حيث أن العالم الذي تم بنائه بشكل مناسب لعالم الساموراي، والرسومات المميزة كانت واحدة من الأسباب التي جعلت شبح تسوشيما لعبة ممتعة في كل دقيقة تمضيها داخل الجزيرة المغصوبة.

لكن الرسومات المميزة وأسلوب اللعب الجيد لن يشفع لبعض الأخطاء التي وقعت بها هذه اللعبة، بالطبع ستلاحظ وجود هذه الأخطاء إذا كنت من اللاعبين الذين جربوا لفترة طويلة هذا النوع من الألعاب، إلا أن التجربة ستكون مختلفة بعض الشيء هنا، ومع التجربة الجديدة التي قدمتها اللعبة وفي نفس الوقت المعاد صنعها، سنحاول أن نجد المكان الجميل الذي سنضع فيه Ghost of Tsushima دون أن نظلم المطور…واللاعب أيضاً.

مراجعة Ghost of Tsushima (شبح تسوشيما)

لنتعرف على القصة !

في أول مشهد لها ستدخلك اللعبة جو الحرب بشكل مباشر، بعد أن قام المغول بتجهيز الجيوش للهجوم على جزيرة تسوشيما التي تتخذها أنت وشعبك كموطن أساسي منذ القِدم، والتي تقع أحداثها في القرن الثالث عشر عندما كان للساموراي والمقاتلين طقوس خاصة في الحرب والسلام، هذا مع العادات والتقاليد أيضاً التي ستراها داخل اللعبة أثناء النصوص المكتوبة للشخصيات والأجزاء الجيدة التي عمل عليها الاستديو المطور بما يخص الشعوب وطريقة عيشهم، كل هذا كان البداية لقصة ممتعة ستعيش أحداثها بشكل جيد والتي ستشعرك حقاً أنك جزءً من عالم الساموراي.

في داخل اللعبة وعلى جزيرة تسوشيما الموطن الأصلي، أنت Jin Sakai الذي سيدافع عن الجزيرة بكل ما لديه من قوة وخبرة، بعد أن سيطر المغول عليها بشكل كامل وقتل كل من فيها تقريباً وقام بخطف عمك Shimura الذي قام بتدريبك وصقل مهارتك بعد مقتل والدك أثناء هجوم حدث في صغرك، ورغم أن Jin قد شاهد مقتل والده في صغره دون أن يحاول إنقاذه إلا أن هذا الأمر لم يمنع هذه الشخصية من تطوير نفسها للدفاع عن هذه الأرض مرة أخرى، لكن الجيوش أحياناً لن تهزم من قِبل شخص واحد.

بعد هجوم المغول ومحاصرتهم للجزيرة من كل مكان، الخيار الوحيد الذي تبقى هو أن تقوم بالقتال حتى الموت، وهو شرف يحصل عليه مقاتل الساموراي للموت كمحارب أثناء المعركة، لكن الذي حصل أن جيش المغول بعد أن قام بأسر عمك وسيطر على المكان بشكل كامل، تنهض أنت من بين الجثث في مكان غريب بعد أن ظن الجميع أنك قد لقيت حتفك في الحرب الطاحنة، وهنا تبدأ الرحلة الطويلة لأنقاذ الأسير والجزيرة من السيطرة المغولية التي أصابت الوطن.

القصة جيدة، لكنها بسيطة!

دون حرق لتفاصيل القصة النهائية والطويلة نوعاً ما، إلا أن تقديم هذا النوع من القصص كان متوقع منذ بداية اللعبة، بالطبع أن الهجوم سينجح وأن هذا الشاب المقاتل الذي يتحكم به اللاعب سيخوض رحلة طويلة بشكل فردي للدفاع أو إعادة الأراضي المنهوبة منه، وبما أن اللعبة حملت أسم شبح في العنوان الخاص بها هذا يعني أن الرحلة ستكون صعبة وفردية أيضاً، لكن العديد من الاستديوهات المطورة حالياً تعتمد بشكل كبير على المحتوى الذي تقدمه اللعبة بالتوافق مع القصة، مما يعني أن القصة لن تكون مهمة بشكل كبير إذا قدمت اللعبة محتوى ممتع ونشط للاعبين مع وجود الرسومات التي ستساعد جمال التجربة بشكل عام، ورغم أن النهاية لم تكن متوقعة، إلا أنه بشكل عام فشلت اللعبة -بالنسبة لي على الأقل- بتقدم قصة مميزة وخرافية، والتي لن تبقى معك بعد إنهاء اللعبة.

وفي بعض الأحيان سيبدو الأمر تقريبًا كما لو أن الاتجاه إلى المنظور الفني داخل اللعبة حاول جذب اللاعبين إلى هذا العالم أكثر من القصة نفسها، حيث أن العديد من اللاعبين قد تحدث عن جمال اللعبة الفني منذ العرض الأول للعبة في عام 2017، إلا أن هذا الأمر لم ينقذ المحتوى المعاد صنعه في ألعاب العالم المفتوح التي أصبحت تحمل نفس الأساليب نوعاً ما، أنت ضعيف حالياً؛ قم بالتدريب وأحصل على الموارد والأسلحة لقتال الأعداء بشكل أفضل ثم المشهد النهائي.

لكن الاستديو المطور Sucker Punch فعلها بشكل جيد، حيث أن بعض المعارك كانت مشوقة ومختلفة عن بعضها الأخر، خصوصاً تلك التي قدمت لحظات سينمائية ونهاية مميزة، وستجدها بشكل مباشر أثناء قتالك الأول مع الخصم الرئيسي داخل اللعبة Khotun Khan الذي قاد هجوم المغول، وبصراحة كنت مندهش من نتيجة القتال واللحظات الدرامية التي قدمها لي رغم قصر المعركة التي ستخسرها حتماً في البداية، ويمكنني القول أيضاً أن هذه اللعبة قدمت نصوص مميزة أيضاً بما يخص اللحظات الحاسمة، والتي ستجدها أيضاً منذ بداية اللعبة.

الرسومات، ياعيني على الرسومات !

في الحقيقة ورغم اهتمامي الكبير بالمحتوى، إلا أن لعبة شبح تسوشيما هي السبب الذي جعلني أعتقد أننا مقبلين على جيل جديد من الرسومات حقاً وأن عالم الألعاب مقبل على تطور مميز، حيث قدمت لي هذه اللعبة رسومات مرضية وجديدة أيضاً خصوصاً أن وجودها على منصة الجيل الحالي PS4 هو انتصار بحد ذاته بما أن الجميع قد ظن أن هذه المنصات لم تعد قادرة على تقدم رسومات جيدة، لكن بعد رؤية الرسومات والمناظر الطبيعية التي قدمتها هذه اللعبة ستخبرك أن العيب هو في الاستديوهات المطورة وليست المنصات المشغلة أبداً، فقد حقق Sucker Punch أفضل رسومات ممكنة على منصة من المفترض أن تكون في أخر أيامها.

وستجد هذا الأمر مع كل رحلة جديدة وكل مكان ستقوم باستكشافه، حيث عمل الاستديو على الإضاءة وبيئة العالم بشكل مميز، وبصراحة يمكنك أن تتنقل في الليل وأثناء وجود القمر لتعرف كم هي مميزة هذه الرسومات على الصعيد التقني والفني، المياه الصافية التي تعكس ضوء القمر والعشب الذي يتفاعل بشكل جيد مع الهواء وتحركات اللاعبين، ببساطة وأثناء تجربتي للعبة عرفت أن مراجعة Ghost of Tsushima ستحتوي على قسم خاص لمدح الرسومات الفنية والتقنية التي طال انتظارها في عالم الألعاب.

أسلوب اللعب، والقتال، والمهارة !

في بداية الأمر اعتقدت أن أسم الشبح كان لوصف الحالة التي وجد فيها مقاتل الساموراي Jin Sakai وهذا الأمر كان قبل تجربة اللعبة والخوض في تفاصيل الشبح الحقيقي، إلا أن اللعبة قدمت لنا مهارات أسطورية أعجبتني بشكل كبير، والتي كانت متناسبة تماماً مع قتال الساموراي الذي قدمته لنا هذه اللعبة بشكل مميز، ولو أن هذه المهارات غير موجودة لكانت لعبة شبح تسوشيما كابوساً حقيقي بالنسبة لي.

ولنتحدث عن الريح، حيث أنه وفي بداية اللعبة وأثناء العودة إلى التدريبات مع العم Shimura ستلاحظ الأغصان وأوراق الأشجار التي تقوم بالتطاير حولك وفي كل مكان على الجزيرة، والتي تم تقديمها أيضاً -الريح- في كل مسار داخل اللعبة، حتى أن هناك مهارة أساسية ستعتمد عليها لاستكاشف المناطق الجديدة والحصول على الغنائم أيضاً، وبصراحة أعجبني الأمر من اللحظة التي رأيت فيها عبارة “أتبع الريح” حيث أن الاستديو المطور حافظ على الاساطير القديمة بشكل جيد داخل عالم اللعبة، وليست الريح وحسب بل أن العديد من المهارات والسحر الذي يمكنك الحصول عليها كان مميزاً أيضاً وقد قدم للعبة نظام RPG ممتع، ورغم تشابه هذا النظام مع العديد من الألعاب إلا أنه امتلك شعور خاص بهذه اللعبة، وهو ما قد يميز شبح تسوشيما عن باقي الألعاب.

كما أن استخدام هذه المهارات في معارك القتال بالسيف كانت ممتعة أيضاً، حيث كان القضاء على بعض الأعداء بطريقة الساموراي وبوصف الشبح الحقيقي أثناء استخدامك لبعض المهارات حمل معه المعنى الحقيقي لمقاتل الساموراي، هناك أيضاً العمل المميز لأسلوب القتال بالسيف والمتقن بشكل جيد، بما أن اللعبة اعتمدت بشكل كبير على واقعية القتال بالسيف بما يخص طريقة التحرك وخطوات القتال، وهو واحد من الأشياء التي ستجعلك ترغب بخوض العديد من المعارك الفردية أو الجماعية للقضاء على الأعداء بطرق مختلفة.

المهام الجانبية، وجو اللعبة العام!

واخيراً يمكننا الحديث عن المهام الجانبية التي تم ربطها بشكل مميز بقصة اللعبة الأساسية، هناك قصص الشخصيات التي ستعطيك لمحة جيدة عن تاريخ الجزيرة والمقاتلين، والتي ستشعر أنها عبارة عن قصص جانبية وجزء أساسي من عالم اللعبة، وهو الأمر الذي أضاف معنى حقيقي للتراث الياباني القديم والذي سيشعرك حقاً بجماله، كما أن الشخصية الأساسية نفسها Jin Sakai تمتلك بعض المبادئ القوية التي ستحافظ عليها أنت أثناء رحلتك، والتي تم تقديمها بشكل مميز حتى أصبح من الصعب على اللاعبين نفسهم التخلي عنها، مما يعني أن لعبة شبح تسوشيما ستجعلك أنت الشخصية بطريقة ما، وهو ما أضاف جو مميز للعبة أثناء تجربتك لها.

اللعبة مليئة بالمحتوى الشيق الذي لن تنتهي منه بجلسة واحدة، ويمكنني القول أنه رغم تجربتي للعديد من الألعاب التي حاولت تقديم محتوى مشابه، أن Ghost of Tsushima نجحت بشكل كبير في تقدم معارك وأجواء ورسومات مميزة جداً، وقد تكون أيضاً واحدة من أفضل الألعاب خلال الفترة الأخيرة التي أصبح فيها عالم الألعاب ضعيف المحتوى.

هذا مالدينا في مراجعة لعبة Ghost of Tsushima (شبح تسوشيما) ، أخبرنا في التعليقات عن تجربتك للعبة وهل أعجبتك اللعبة أم لا؟

قد يهمك: لعبة Ghost Of Tsushima: أفضل النصائح للبقاء على قيد الحياة وإنقاذ الجزيرة!