حان الوقت للخروج من سجن غوغل كروم على هاتفك وحاسوبك

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

منذ انتقالي لاستخدام هاتف يعمل بنظام تشغيل أندرويد قبل سنوات طويلة وأنا استخدم متصفح غوغل كروم بشكل رئيسي، ليس فقط على الهاتف وإنما على الحاسوب أيضاً، فبعد سنوات طويلة من استخدام فايرفوكس كمتصفح رئيسي على الحاسوب، أغراني متصفح غوغل كروم بميزات المزامنة التي يقدمها وتسهيله للكثير من العمليات الروتينية كحفظ كلمات المرور على السحابة وتسجيل الدخول الموحد لكافة خدمات غوغل.

الآن وبعد سنوات طويلة جداً من اعتمادي على هذا المتصفح في كافة المهام التي أقوم بها تقريباً، أعود للبحث من جديد عن متصفح إنترنت أفضل بعد أن تحول متصفح غوغل كروم إلى سجن إلكترونيّ آخر، تماماً مثل فيسبوك وواتساب، يسيطر على جزء هائل من حياتي على الإنترنت ويسعى بكافة الطرق إلى إفساد تجربة التصفح الحرة التي امتاز بها في الماضي.

بأي حال لأكون قادراً على شرح مشكلتي مع المتصفح، وقبل أن أدخل في تفاصيل الحل الذي وصلت إليه، وخطوات الإنتقال إلى متصفح جديد والمقارنة بين المتصفحات الموجودة حالياً في الساحة، سأذكر بعض التفاصيل المهمة عن آلية عمل الإنترنت، والطريقة التي تتعامل فيها غوغل مع البيانات الشخصية للمستخدمين بشكل عام.

آلة غوغل الشرسة لتعقب المستخدمين، الوجه الجيد، السيء، والقبيح.

من مقال ايليزابيث فلوكس “تطبيق خرائط غوغل يتعقب حركاتك وهناك موقع يثبت لك هذا

غوغل، أو الفابيت تحت اسمها الجديد، هي شركة تقنية ضخمة تتضمن الكثير من الشركات والمنتجات الفرعية التي تهتم بتقديم الخدمات المجانية في أغلب الأحيان إلى مستخدمي الإنترنت، من البحث والبريد الإلكتروني وحتى الأدوات البرمجية والعناصر التصميمية، غوغل تحاول وضع يدها في كل المجالات السايبريّة، وعلى الرغم من فشلها في اقتحام بعض المجالات كفشلها مع غوغل بلس+، نجحت في اكتساح المنافسة بالكامل في مجالات أخرى كما حصل مع محرك البحث الخاص بها ومنصة يوتيوب.

الخدعة هنا في عبارة “الخدمات المجانية” – فعلى الرغم من تقديم غوغل لبعض الخدمات المدفوعة وحتى بيعها لبعض الأدوات التقنية المحسوسة كالهواتف ومكبرات الصوت الذكية، الجزء الأعظم من خدمات غوغل الأكثر شيوعاً، كالبريد الإلكتروني أو يوتيوب أو حتى محرك البحث هي خدمات مجانية بالكامل للمستخدم النهائي، وهذا ما يجعلك تتساءل كيف تحصل غوغل على المال إذاً؟

لا أريد تكرار الاسطوانة المشروخة وأقول “إن لم تكن أنت المشتري، فأنت السلعة” لأن الأمر ليس هكذا في الحقيقة، عند استخدامك لخدمات غوغل المجانية أنت المشتري، ولكن طريقة الدفع التي تستخدمها مختلفة قليلاً عن طرق الدفع التقليدية، وربما لا تكون مدركاً لها في أغلب الأحيان.

ما تقدمه أنت كمستخدم مجانيّ لغوغل هو بياناتك الشخصية مقابل تصفح الانترنت بطريقة أسهل واستخدام الأدوات التي توفرها الشركة دون الحاجة لدفع فلس من المال. فقط اسمح لغوغل بتعقب نشاطاتك ومعرفة ما ترغب بالبحث عنه وما يثير انتباهك، وستتكفل الشركة باستثمار هذه المعلومات بالطريقة الصحيحة لتكسب المال منها، دون أن تأخذ منك فلساً واحداً. فقط اسمح لهم بمعرفة ما يجول في خاطرك.

وهنا يتشعب الموضوع إلى جوانب مختلفة جداً.

الوجه الأول، الوجه الجيد:

غوغل تستخدم بياناتك بشكل رئيسي لتقديم الإعلانات لك، فمثلاً عند بحثك عن هاتف محمول جديد، ستلاحظ في النتائج الأولى بعض الإعلانات للمتاجر الإلكترونية التي تتيح لك شراء هذا المنتج، غوغل تتعامل مع هذه المواقع وتأخذ منها المال مقابل وضع الإعلانات في نتائج البحث ليراها المستخدمون المهتمون. ولكن هذا ليس كل شيء.

في نفس الوقت، تستخدم غوغل البيانات الأخرى التي تجمعها عن المستخدم في تحسين تجربة استخدام منتجاتها وتخصيصها لكل مستخدم بحسب احتياجاته، ففي المثال السابق ستحاول غوغل من خلال خدماتها العديدة معرفة موقعك الجغرافيّ، سواء من برمجية خدمات غوغل الموجودة على هاتفك أو بأي وسيلة أخرى متاحة -وسنمر على هذا بعد قليل- لتقدم لك نتائجاً متعلقة بالهاتف المحمول من المتاجر القريبة عليك، أو تلك التي تقدم خدمات الشحن إلى مدينتك.

ستحاول غوغل أيضاً عرض النتائج بلغات مفهومة بالنسبة لك، ويمكن لمحرك البحث معرفة أي لغات تفهمها من خلال سجل البحث أو من خلال اللغات التي تستخدمها على أجهزتك – عبر الإطلاع على إعدادات لوحة المفاتيح في هاتفك المحمول أو من خلال سؤالك ببساطة عن اللغات التي ترغب بترجمتها وتلك التي لا ترغب بترجمتها أثناء تصفحك من خلال غوغل كروم.

كل هذه التفاصيل البسيطة تجتمع لتشكل لوحة ضخمة عند كل عملية بحث لكل شخص، الكثير من نقاط البيانات التي تجمعها الشركة من كل أجهزتك ونشاطاتك على الإنترنت وتستغلها في تقديم أفضل تجربة ممكنة للتصفح.

وهنا يأتي الوجه الثاني.

الوجه السيء:

على الرغم من أن ما تقوم به غوغل لنتائج البحث -على سبيل المثال لا الحصر- هو أمر جيد في مجمله للمستخدمين ويوفر عليهم الكثير من الوقت، تبقى المشكلة الرئيسية في كون غوغل مسيطرة على الكثير من الجوانب الرقمية لحياة مستخدميها، وكلما ازدادت “فعالية” استخدام هذه الخدمات، كلما بدأ المستخدم بالارتباط بها أكثر، دافعاً الكثير من البدائل الأفضل خارج نطاق تفكيره بالكامل.

حصر المستخدم في فقاعة إلكترونية تتضمن تطبيقات عدة تابعة لشركة واحدة قد لا يبدو سيئاً لتلك الدرجة، أعني قامت مايكروسوفت باحتكار جزء كبير من العالم الإلكتروني لمستخدمي الحواسيب المكتبية لسنوات من خلال نظام تشغيلها وحزمة البرمجية المكتبية التي تقدمها، ولكن الفرق هنا أن مايكروسوفت لم تكن تجمع بيانات المستخدمين وتستغلها لتبقيهم محجوزين ضمن تلك الفقاعة، بل كانت تقدم خدمات جيدة بذاتها، على عكس غوغل التي تقدم خدمات “متوائمة” يحتاج بعضها للبعض الآخر كي يعمل بأفضل طريقة.

تثبيت نظام تشغيل أندرويد يأتي بشكل افتراضي مع متصفح غوغل كروم، وحساب غوغل للبريد الإلكتروني، الذي يمكنك من خلاله الوصول إلى يوتيوب بشكل أفضل واستخدام كافة ميزاته، ولتصبح تجربة تصفحك أفضل يمكنك استخدام تطبيق لوحة مفاتيح غوغل للتنبؤ بطريقة كتابتك كي تختصر عليك الوقت، وربما تقوم بتحميل تطبيق “دليل الهاتف” من غوغل إن لم يكن محملاً سلفاً، لتقوم بكتابة أسماء جهات الاتصال وأرقامهم بسهولة دون الحاجة للذهاب للتطبيق والعودة، ومن ثم ربما تقوم بتحميل تطبيق الرسائل من غوغل إن لم يكن محملاً سلفاً على هاتفك بشكل افتراضيّ، وهذا لتقوم بالوصول إلى رسائلك من خلال متصفح غوغل كروم على الحاسوب الشخصي، بعدها ربما تشتري غوغل هوم كمساعد ذكي في منزلك، ومن ثم تشترك في خدمة غوغل للموسيقى لتستمع إلى الأغاني من خلاله.

“جحر الأرنب” أو “المنحدر الزلق” الذي تقدمه غوغل يجعل المستخدم يرغب بالتعمق أكثر ويصبح متعلقاً أكثر بتطبيقات الشركة، وهذا لا يعني أن جميعها “جيدة بذاتها”… هي فقط متوائمة مع بعضها بشكل جيد، واستخدامها سوية يسهل الأمور كثيراً. هناك الكثير من الأدوات الأفضل من تلك التي تقدمها غوغل، والتي لا يمكنها دخول المنافسة أصلاً بسبب ممارسات غوغل التي تهدف لسحق المنافسة، وهذا يقودنا للوجه الأخير؛

وجه غوغل القبيح:

شعار الشركة “لا تكن شريراً” تم إزالته بالكامل من إرشادات الشركة.

عندما تقوم شركة ما “بسحق المنافسة” فهي تسحق معها أيضاً مصلحة المستخدمين. المنافسة في أي سوق هي ما يقود كل ما فيه نحو مكان أفضل، المنافسة في مجال السيارات خلقت تنوعاً هائلاً بين الشركات، سواء من ناحية الجودة أو السعر، حتى في مجال تقنيات الإنترنت المنافسة تقود إلى نفع للمستخدمين في النهاية دائماً؛ كما حصل مع خدمات بث الموسيقى المختلفة، آبل وسبوتفاي وديزر وتايدال، كل منها يمتلك نقاط قوته وضعفه، وكل منها يحاول اكتساب المستخدمين إلى طرفه سواء من خلال تقديم فترات للتجربة المجانية، محتوى خاصاً غير موجود في خدمات أخرى، أو حتى تخفيضاً في السعر للسماح لشريحة أكبر من المستخدمين باستخدام الخدمة.

المستخدم يفوز دائماً في حالة وجود منافسة في السوق، وهو يخسر دائماً في حالة فقدان هذه المنافسة.

في الوقت الحاليّ، لا يمكن القول أن أي خدمة على الانترنت قادرة على منافسة غوغل سواء في مجال بيع الإعلانات (بناء على معلومات المستخدمين) أو حتى توفير خدمات البحث، كمثال بسيط على هذا خدمة البحث DuckDuckGo التي تنافس غوغل بشكل مباشر وتركز على حماية بيانات المستخدمين بالطريقة الأفضل؛ من خلال عدم تعقب المستخدمين بالأصل.

تعرضت هذه الشركة للكثير من المضايقات من طرف غوغل، سواء من خلال رفض غوغل للدراسات التي قدمها فريق DuckDuckGo والتي تثبت أن غوغل تتلاعب بالنتائج لتبقي المستخدمين في “فقاعة” من النتائج المتشابهة والمعززة لآرائهم، أو من خلال حجز غوغل لنطاق Duck.com حتى فترة قريبة جداً من هذا العام، وتحويل المستخدمين إلى صفحة غوغل الرئيسية عند زيارة هذا العنوان – الأمر الذي تغير عندما قامت غوغل بتسليم العنوان لفريق DuckDuckGo في وقت سابق من هذا العام.

على الرغم من أن DuckDuckGo ليس الحل الأمثل لمشكلة تسلط غوغل على البحث، وأنه ليس أفضل أداة موجودة للبحث على الإنترنت بأي معيار، إلا أن هذا لا يرحمه من ممارسات غوغل المستقصية. أما المنافسة “الضخمة” كبينغ وياهو، فهي قادرة على الفشل وحدها دون أي مساعدة من غوغل، كونها لا تقدم للمستخدم أي شيء، لا نتائج جيدة ولا مخصصة للمستخدم ولا تحفظ خصوصيته ولا تقوم حتى بإيهامه بأنها تحفظ خصوصيته.

بالنسبة للإعلانات، بدأت سيطرة غوغل على هذا المجال تتراجع في السنوات الأخيرة مقابل تقدم فيسبوك وأمازون، ولكن الجزء الأكبر من إعلانات الإنترنت لا يزال يمر من خلال خدمات غوغل، ويعرض على منصاتها أو بالاستعانة بمنصاتها.

هذا بذاته ليس الوجه القبيح لغوغل؛ القبيح هو ما تقوم به غوغل لتحافظ على مركزها في سوق الإعلانات على الإنترنت: غوغل تقوم بجمع البيانات من كل مكان وليس فقط من خدماتها أو مواقعها. غوغل تقوم بجمع البيانات من المواقع الأخرى التي تستخدم خدمات غوغل، وتقوم بشراء البيانات من السماسرة والشركات الأخرى، كالصفقة التي أجرتها مع MasterCard سابقاً للحصول على سجل بالمشتريات التي يقوم بها الناس حتى ولو لم تتم عمليات الشراء على الانترنت.

تبحث عبر غوغل، نقطة بيانات. تبحث عبر يوتيوب، نقطة بيانات، تشاهد فيديو، نقطة بيانات. تتوقف عن مشاهدة الفيديو في الدقيقة الأولى، نقطة بيانات. تطلب من غوغل هوم انشاء قائمة بالمشتريات، مجموعة من نقاط البيانات. تستخدم خرائط غوغل لمعرفة الطريق أثناء القيادة، نقطة بيانات. أثناء المشي، نقطة بيانات. تقوم بإغلاق هاتفك في وقت محدد من كل يوم، نقطة بيانات. تشتري بيضة كيندر من البقالية في آخر الشارع باستخدام بطاقتك البنكية، نقطة بيانات أخرى.

غوغل تحب البيانات، وهي أكثر من قادرة على جمع 1+1 وبناء ملف شخصيّ عن كل مستخدم يتضمن تفضيلاته ونشاطاته ومشترياته واهتماماته، ومن ثم استخدام هذا الملف الشخصي لتوقع كل حركة سيقوم بها في المستقبل، وتقديم إعلانات ملائمة له حتى قبل أن يدرك بنفسه أنه بحاجة لرؤيتها.

الآن تخيل وصول هذه البيانات إلى الأيدي الخاطئة، تخيل الطريقة التي من الممكن أن تستخدم فيها هذه البيانات بعيداً عن الإعلانات وبعض الخدمات المخصصة. غوغل تمتلك نسخة عن ملف شخصيّ خاص بك، لا يمكن لأقوى شبكات الاستخبارات في العالم الحصول على مثله، وهذه البيانات موجودة للبيع – بطريقة أو بأخرى.

لست جزءاً من البرنامج النووي لبلادي، ولست الرئيس، لماذا قد اهتم بمن يمتلك بياناتي؟

ربما هذا السؤال هو الأكثر تكراراً من أغلبية مستخدمي الإنترنت كلما قام أحدهم بفتح موضوع الخصوصية وحماية البيانات. وهو سؤال جيد في الحقيقة، والإجابة تختلف من شخص لآخر:

لو كنت تعتقد أن بياناتك الشخصية ثمن بخس مقابل الخدمات “المجانية” التي تقدمها غوغل وتسهل حياتك كثيراً، إذاً لا حاجة لتغيير أي شيء، فقط تابع استخدام الخدمات ولا تنصدم في المستقبل إن ظهر لك إعلان عن “ملابس الأطفال” لتكتشف بعد أسابيع أن زوجتك حامل، إذ من الممكن أن تصبح غوغل قادرة على توقع حصول أشياء كهذه في بعض الأحيان. (شاهد هذه التجربة إن كنت تشك بأن أمراً كهذا ممكن).

في الجانب الآخر، لو كنت تعتقد أن غوغل تطلب الكثير مقابل أشياء من الممكن الحصول عليها في مكان آخر بسعر أقل، دون خسارة خصوصيتك، تابع القراءة، سنخوض في هذا لاحقاً بعد قليل.

شخصياً كنت من الطرف الأول من المستخدمين حتى فترة قصيرة جداً، حتى بدأ متصفح غوغل كروم، السبب الوحيد الذي دفعني للإنزلاق في منحدر غوغل، يتوجه نحو الهاوية، أولاً من خلال إزالة الميزات التي جعلته يتفوق على أقرانه، وثانياً بسبب “الميزات” التي تابعت بجعل الأمور تزداد سوءاً.

ما هي شكلتي مع غوغل كروم؟

ربما لفظ “غوغل شروم” المنتشر بين المبتدئين لم يعد خاطئاً بالكامل، فالمتصفح بدأ في السنة الأخيرة بالتحول من تجربة “كروميّة” فاخرة، إلى نوع من الفطريات الذي يتطفل على جهاز المستخدم وحياته على الآنترنت، يراقب تحركاته، يمنعه من استخدام بعض الأدوات التي -ولسخرية القدر- نال المتصفح في سنواته الأولى شهرة واسعة بسبب دعمها وتوفير الوصول إليها بسهولة.

المشكلة الأولى والأكثر أهمية والتي دفعتني أصلاً للانتقال إلى متصفح انترنت جديد، هو انتقال سياسة غوغل في التعامل مع المتصفح من “أداة لتصفح الانترنت” إلى “أداة لحماية خدمات غوغل الأخرى”… بداية من التراجع الضخم في أداء المتصفح وتحوله من أحد أفضل المتصفحات من ناحية تجربة الاستخدام وانتهاءً بمحاربة الإضافات التي تساعد على حظر الإعلانات والمتعقبات الموجودة في المواقع -والتي تعتبر مصدر دخل غوغل الرئيسي كما أسلفت.

شخصياً النقطة الثانية كانت النقطة الحاسمة بالنسبة لي للبحث عن متصفح انترنت آخر؛ لا يمكنني تصفح الانترنت دون برنامج لحظر الإعلانات وسكريبتات التعقب، هذان الأمران من أساسيات الانترنت بالنسبة لي. لا أريد لجهازي أن يدخل في أزمة قلبية عند النقر على موقع يفضل عرض 150 نافذة منبثقة لعرض الإعلانات، ولا أريد للمواقع أن تتعقب تحركاتي وتقدم لي “عروضاً” عن الأشياء التي أبحث عنها.

المشكلة الثانية عند الحديث عن غوغل كروم هو مقدار “الحظر” الذي تقوم غوغل بتطبيقه باستخدام هذا المتصفح، ربما حظر الإضافات التي تهدف لحماية خصوصية المستخدم من متجر إضافات كروم هو أمر مفهوم من طرف الشركة، كون المتجر تابع لها، ولكن منذ فترة ليست بالقصيرة تحول غوغل كروم من أداة لتصفح الانترنت، إلى “سيطرة أبوية” تقررها غوغل، وتقدم للمستخدمين من خلالها إشعارات عن “المواقع الآمنة” وتلك “غير الآمنة”، حتى لو لم تكن هذه “الخدمة” التي قدمتها الشركة من خلال متصفحها دقيقة ولم تكن مفيدة في كثير من الأحوال.

الكثير من الإعلانات، لا خصوصية لبياناتي، السلطة الأبوية المطلقة للأخ الأكبر، وجهاز ثقيل حتى مع 12 غيغابايت من الرام كانت كفيلة بدفعي للبحث عن متصفح انترنت جديد. وهذه الرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق.

وهذه المشكلة الثالثة مع غوغل كروم اليوم: قبل سنوات كان قرار تغيير متصفح الانترنت من أسهل القرارات التي من الممكن القيام بها إن كنت تستخدم غوغل كروم وأردت تركه؛ غوغل كروم المبني على نواة كروميوم مفتوحة المصدر أتاح سابقاً لكافة المستخدمين استخدام حساب غوغل لتسجيل الدخول ومزامنة البيانات، سجل التصفح، التبويبات، كلمات المرور، الكعكات، وكل شيء تحتفظ به غوغل في سحابتها، ونقل كل هذه البيانات دفعة واحدة إلى المتصفح الجديد.

كان بإمكانك الانتقال بين غوغل كروم وأي متصفح مبني على نواة كروميوم بنقرة واحدة دون الحاجة لفقدان أيّ من بياناتك، ويمكنك حتى التبديل بين المتصفحين دون أي مشكلة تذكر في أي وقت أردت. الآن وعلى الرغم من أن نواة كروميوم لا تزال مفتوحة المصدر، غوغل منعت كافة المتصفحات الأخرى من تسجيل الدخول والمزامنة من خلال حساب غوغل، مما يعني التالي:

  1. إن لم تستخدم متصفحاً يحمي خصوصيتك، ستبقى غوغل قادرة على تعقب كل حركاتك، ولكن لن تكون قادراً على استخدام الميزة الرئيسية التي تسهل حياتك مع المتصفح الجديد.
  2. إن كنت ستنتقل لمتصفح جديد يحمي خصوصيتك، لا يمكنك القيام بهذا الأمر بسهولة، وعليك اللجوء لخدمات أخرى لنقل ومزامنة بياناتك، أو للدقة ما يمكنك نقله ومزامنته منها.

بعض المتصفحات قامت بحل هذه المشكلة من خلال بناء خدمات لمزامنة البيانات بين الأجهزة التي تستخدم نفس المتصفح، وبعضها لم يقم بحلها على الإطلاق وتخلص بالكامل من ميزة المزامنة بين الأجهزة، مما جعل الانتقال إلى متصفح آخر عامل بنواة كروميوم غير غوغل كروم أمراً صعباً جداً لمن اعتاد هذه الميزة مثلي.

فايرفوكس أم غوغل كروم، أيهما أفضل؟

الخيار الأول كمتصفح انترنت بديل بالنسبة لي كان متصفح فايرفوكس. كنت قد جربت إصدار كوانتوم من فايرفوكس بمجرد صدوره وأتذكر انه كان مليئاً بالمشاكل ولم يعجبني على الإطلاق، لذا لم أكن متشجعاً للعودة. حملت المتصفح على هاتفي وحاسوبي المكتبي وحاسوبي المحمول، سجلت الدخول لحسابي ونقلت ما يمكنني نقله من تبويبات المتصفح في كروم إلى فايرفوكس، مسحت التبويبات المحفوظة القديمة واستبدلتها بالجديدة، وبعد ساعات من العمل على الأجهزة الثلاثة أصبح المتصفح جاهزاً للاستخدام.

أفضل ما في فايرفوكس:

كبداية على الحاسب الشخصيّ، متصفح فايرفوكس أفضل من ناحية الأداء مقارنة بغوغل كروم، تأثير المتصفح على ذاكرة الرام وحتى سرعة التصفح أفضل بكثير، مدير التحميلات في المتصفح أفضل، ومركز حفظ العلامات المرجعية Bookmarks أفضل -برأيي- من ذاك الموجود في كروم.

بالنسبة لإصدار الهاتف المحمول، هناك إصدار Lite من المتصفح ولكنني فضلت استخدام الإصدار العاديّ، وهو خيار بديهيّ لشخص يستخدم متصفح الانترنت في الهاتف كأداة رئيسية للوصول إلى حسابات السوشال ميديا (فيسبوك تويتر يوتيوب) بدلاً من تطبيقاتها في بعض الأحيان، وعلي القول أن فايرفوكس يقدم تجربة رائعة لهذا على الهاتف المحمول.

يتيح المتصفح بكافة إصداراته الكثير من الخيارات التي تحافظ على سرية بيانات المستخدمين ويمكن تثبيت إضافات من طرف ثالث لحظر الإعلانات وتوسيع أداء المتصفح (سواء على الحاسب الشخصي أو الهاتف المحمول، بينما غوغل كروم لا يسمح بالإضافات على الهاتف المحمول).

خيار المزامنة يتيح لك حفظ العلامات المرجعية وكلمات المرور والتفاصيل الأخرى على السحابة والوصول إليها من كافة الأجهزة بسهولة، لشخص اعتاد وجود هذه الميزة على متصفح غوغل كروم كان من الضروري العثور على متصفح يدعمها – وفايرفوكس قدم لي هذا بأفضل طريقة ممكنة.

أسوأ ما في فايرفوكس:

عدى عن العناصر التصميمية التي تجعل المتصفح -على كافة المنصات- يبدو “عتيقاً” والتي من الممكن أن تكون مزعجة لشخص اعتاد المظهر “الحداثيّ” في غوغل كروم، هناك بعض تنسيقات المواقع التي لا تظهر بشكل صحيح في متصفح موزيلاً وأغلبها متعلق بأشرطة التمرير ومربعات النصوص (في نسخة الحاسب الشخصي).

أغلب أشرطة التمرير الموجودة في المواقع التي أستخدمها ظهرت دون أي تنسيقات بشكل مزعج، هذه الصورة توضح ما أتحدث عنه تحديداً؛ تويتر ديسك الذي يتيح التحكم بمجموعة من حسابات تويتر في مكان واحد يتضمن الكثير من أشرطة التمرير التي تم تنسيقها للتوائم مع الواجهة دون تخريب بقية العناصر، وفايرفوكس لا يعرض هذه الأشرطة بتنسيقها الصحيح.

مربعات النصوص أيضاً تعاني من مشاكل في التنسيق أحياناً ولا يتم عرضها بأفضل شكل ممكن.

عدا عن هذا وذاك، متصفح فايرفوكس كوانتم لا يزال يظهر بعض الأخطاء والتوقفات المفاجئة من الوقت للآخر، أمر لم أواجه مع غوغل كروم منذ فترة طويلة. ولكن بالمجمل، كلا المتصفحان يقدمان مجموعة متشابهة من الميزات، والانتقال من أحدهما للآخر ليس بتلك الصعوبة، يمكنك اعتياد استخدام متصفح فايرفوكس بوقت قصير بعد تعلم الاختصارات وأماكن الأدوات المختلفة في الواجهة.

فايرفوكس ليس الخيار الوحيد:

انتقلت منذ بضعة اسابيع لاستخدام متصفح Brave بشكل رئيسي بجانب استخدام فايرفوكس بشكل ثانوي، وأحياناً القليل من غوغل كروم عندما أحتاج لبعض الأدوات المدعومة بشكل أفضل عليه ريثما انتهي من الانتقال بشكل نهائي إلى متصفح Brave، هذا الانتقال كان جزءاً من تغيير أكبر قمت به في الأشهر الأخيرة لمحاولة تخفيف عدد الأطراف التي تمتلك جزءاً من بياناتي، أو بشكل أدق لمكافحة البرامج التي تستهلك موارد أجهزتي المكتبية والمحمولة دون فائدة.

ما يمتاز به متصفح Brave عن البقية هو كونه مبنيّ بالكامل على فكرة حماية بيانات المستخدمين، يمنع المتصفح تلقائياً ظهور الإعلانات ويوقف عمل سكريبتات التعقب التي تستخدمها أغلب الشركات الكبرى لملاحقة المستخدم والحصول على بياناته حتى خارج مواقعها.

من المثير للاهتمام أن المتصفح يعرض لك أرقاماً دقيقة لعدد السكريبتات والإعلانات التي أوقفها في كل صفحة ومقدار الوقت الذي وفره عليك بعرض الصفحة خالية من هذه السكريبتات، فقط جرب فتح صفحة فيديو من يوتيوب وشاهد القدر الهائل من الإعلانات والسكريبتات المخصصة لتعقب نشاط المستخدم الموجودة في الصفحة.

بنفس الوقت، المتصفح لا يهدف لهدم البنية التي قام عليها الإنترنت المجاني، أي أنه لا يحارب صناع المحتوى وأصحاب المواقع الذين يعرضون هذه الإعلانات، بل يوفر لهم طريقة مختلفة للحصول على المال من المستخدمين من خلال العملة الرقمية التي يقدمها للناس كمكافئة على استخدامهم للمتصفح Basic Attention Token (BAT) والتي تكتسب بدورها شعبية متزايدة.

المتصفح يهدف لعرض إعلانات لا تخترق خصوصية المستخدم مقابل تزويده بواحدات من العملة الرقمية المذكورة سابقاً، وهذه الواحدات يمكن توزيعها بشكل متساوي على المواقع التي يتصفحها المستخدم بحسب الوقت الذي يمضيه في تصفح كل منها، أو برغبة المستخدم.

يمكن التبرع أيضاً لقنوات اليوتيوب أو التويتش، وقريبا حسابات تويتر.

ما يجعل Brave خياراً صعباً للانتقال إليه هو عدم توفيره لأي نوع من خدمات المزامنة بين الأجهزة، أو على الأقل ليس بشكل تقليدي؛ إذ يقدم المتصفح ميزة لربط مجموعة من الأجهزة ببعضها لتتزامن البيانات بينها ولكن لا يتم حفظ أي من البيانات الخاصة بالمستخدم على السحابة. الأمر أشبه بتقنية التورينت ولكن لمزامنة علامات التصفح وكلمات المرور بين مجموعة محددة من الأجهزة.

عدا عن ذلك، المتصفح مماثل تماماً لغوغل كروم ويدعم نفس الإضافات التي يدعمها كروم ولا يخضع لسياسات غوغل التي تحاول إيقاف أنواع محددة من الإضافات التي تساعد على الحفاظ على خصوصية المستخدم.

بناء متصفح Brave على نواة كروميوم يجعل الاعتياد عليه من طرف مستخدمي كروم أسهل بكثير مقارنة بمتصفح فايرفوكس موزيلا الذي يستخدم اختصارات وعناصر تصميمية مختلفة.

المزيد من الخصوصية:

كما أسلفت، متصفح Brave كان الخطوة الأولى لإبقاء بياناتي وموارد جهازي آمنة من الاستهلاك. الخطوة الثانية كانت التخلص من عائقين أخريين يمنعاني من الابتعاد عن سيطرة غوغل على حياتي الإلكترونية؛ متصفح البحث والبريد الإلكتروني.

محرك البحث

هناك الكثير من الخيارات الأخرى لمحركات البحث ولو أنها قد تبدو “سيئة” في مراحل الاستخدام الأولى، إلا أنها تقدم تجربة أكثر “نظافة” من تلك التي يقدمها غوغل. النظافة هنا أعني فيها تجربة محركات البحث الجافة، التي لا تقدم لك الإجابات والطرق المختصرة في صفحة النتائج، وإنما النتائج الفعلية، التي تدلك على مواقع مختلفة على الانترنت.

بتحليل بسيط لصفحة النتائج في غوغل وتلك في متصفح DuckDuckGo يمكنك ملاحظة الاختلاف الرئيسي، الجزء الأكبر من صفحة النتائج في غوغل مخصص للإجابات المختصرة والسريعة وبطاقات المعلومات والفيديوهات، كل هذه الخدمات التي تقدمها غوغل ل”تسهيل” عملية البحث تجعل الوصول للنتائج الفعلية أكثر صعوبة.

ربما لا يكون هذا مهماً جداً عند البحث عن المعلومات البسيطة، ولكن عند البحث عن المواضيع الأكثر تعقيداً وتلك التي تتطلب الحصول على عدة مصادر، DuckDuckGo يقدم التجربة الأفضل.

بينغ من مايكروسوفت ليس بهذا السوء عند الحديث عن تجربة البحث، ولكن الانتقال هذا لا يعني أنك تحافظ على سرية بياناتك، وإنما نقلها من سيرفرات غوغل إلى سيرفرات مايكروسوفت، لا أكثر. ولا داعي للحديث عن ياهو، فمن المحتمل أن الشركة ستنهار قبل أن تنتهي من قراءة المقال.

البريد الإلكتروني

مجدداً، الانتقال من غوغل إلى هوتميل أو لايف من مايكروسوفت لا يعني أنك تحمي بياناتك وتحافظ على سريتها، وإنما فقط تغير “البائع” الذي سيقدم معلوماتك لأعلى سعر ممكن. ولا داعي أيضاً للحديث عن ياهو التي تعرضت لعدد لا يحصى من الاختراقات والتسريبات وتسريبات كلمات المرور في السنة الأخيرة فقط.

الخيار الأكثر شيوعاً عند الحديث عن الخصوصية في البريد الإلكتروني هو ProtonMail وللمستخدمين العاديين هو الخيار الأفضل، الخدمة المجانية تتيح كمية محدودة من الرسائل شهرياً ومساحة محدودة لتخزين البريد، ولكن إن كنت ترغب باستخدام هذه الخدمة للمراسلات الشخصية والخاصة أو حتى تلك المتعلقة بالعمل، فهذه المساحة وعدد الرسائل أكثر من كافيين.

ما أقوم به الآن هو الفصل بين البريد المهم والخاص عن ذاك العام والقادم من النشرات البريدية واشتراكات المواقع في خدمتين، البريد الخاص والمهم في حسابي على بروتون ميل، والنشرات البريدية والرسائل الأخرى في حسابي القديم على Gmail.

هناك دائما الخيار الأكثر تطرفاً للمستخدمين الأكثر احترافية، وهو إنشاء بريد الكترونيّ مخصص على نطاق خاص مثل [email protected] ولكن هذا يتطلب بعض المال وبعض الخبرة الإضافية وبعض وقت الفراغ.

مزامنة كلمات المرور

الاعتماد على خاصية المتصفح الافتراضية في تخزين كلمات المرور لفترة طويلة يجعل الانتقال إلى أحد تطبيقات إدارة كلمات المرور أكثر صعوبة، ومن جرب أحد هذه التطبيقات في بداية ظهورها ربما يعتقد أنها غير عملية على الإطلاق بسبب ضعف دعمها على الهواتف المحمولة.

حسناً، لا تزال تطبيقات إدارة كلمات المرور في وضع سيء على منصات الهاتف المحمول، ولكن يمكنك الاعتياد على الأمر بسعادة عندما تكتشف أن كلمات مرورك محفوظة من أي هجمات إلكترونية، على عكس حالها عند تخزينها في المتصفح مباشرة.

هناك العديد من تطبيقات إدارة كلمات المرور التي تتيح لك الوصول لكلمات مرورك بشكل سريع سواء على الهاتف المحمول أو الحاسوب، في حالة الحاسوب من السهل لهذه التطبيقات أن تحل محل ميزة حفظ كلمات المرور على المتصفح سواء من خلال الإضافات على متصفح الإنترنت المفضل لديك (أغلب هذه التطبيقات تدعم المتصفحات المبنية على كروميوم ومتصفح فايرفوكس موزيلا).

الصعب كما أسلفت هو اعتياد استخدامها على الهاتف المحمول، بعض التطبيقات تتيح لك تجربة أقل تعقيداً من خلال الحصول على أذونات إضافية للتحكم بما يظهر على شاشة المستخدم – هذه الأذونات تستخدم حصراً لملئ الحقول بكلمات المرور، ولا يتم استخدامها لأي أهداف أخرى.

على الرغم من أن هذه الميزة تحل بشكل أو بآخر مكان ميزة الملء التلقائي التي توفرها أغلب المتصفحات اليوم على الهواتف المحمولة، إلا أنها لا تقوم بالعمل نفسه بنفس السرعة، هناك المزيد من النقرات، وربما القليل من الجهد الإضافي الذي على جهازك أن يبذله.

شخصياً، أرى أن الجهد الإضافي والثواني التي أمضيها في استخدام مدير كلمات المرور تجعلني أكثر ارتياحاً في استخدام الانترنت، وأكثر جرئة في اختيار كلمات مرور قوية تصعب على المخترقين تخمينها.

يمكنك اختيار برنامج إدارة كلمات المرور الخاص بك بحسب الميزات التي تبحث عنها، ولكن كشخص يحب المجانيات، استخدم شخصياً BitWarden الذي يسمح بالميزات الرئيسية دون الحاجة لدفع المال، هناك تطبيقات أكثر شهرة مثل 1password الذي يتطلب اشتراكاً شهرياً/سنوياً من المستخدم.

إن كنت تعتقد أن كلمات مرورك في أمان، أنصحك بإعادة التفكير في الأمر، فقط تحقق من بريدك الإلكتروني على موقع Have I Been Powned، ربما تتفاجئ – كما تفاجأت أنا – بأن كلمة المرور لحسابك تم تسريبها في أحد اختراقات البيانات لأحد المواقع.

برامج المحادثة

بعيداً عن هيمنة غوغل، مجال المحادثة النصية -وحتى الصوتية إلى حدّ ما- محتلّ بالكامل من طرف فيسبوك، سواء من مسنجر أو واتساب، التطبيقين الرئيسيين لدى أغلب الناس حول العالم للتواصل النصي أو الصوتي. الخروج من دائرة سيطرة هذين التطبيقين هي الأصعب، ولكن الأمر يستحق التجربة بنظري.

بداية، كنت وحتى فترة قريبة جداً من المشجعين على استخدام واتساب حتى بعد استحواذ فيسبوك عليه، لم يبد وكأن الشركة تمتلك خططاً “شريرة” للتطبيق المحبوب، ولكن الإعلان عن وصول الإعلانات قريباً إلى التطبيق جعل الأمر مختلفاً بالنسبة لي.

الإعلانات بذاتها ليست أمراً مزعجاً لأي شخص يدرك كيف يعمل الانترنت، وعادة إعلانات الهاتف المحمول من الشركات الكبرى كفيسبوك وغوغل تهدف لتكون غير مزعجة قدر الامكان، لأن “الصراخ” لا يجدي في الشاشة الصغيرة. المشكلة بالنسبة لي تكمن في طريقة عمل الاعلانات المستهدفة.

وجود اعلانات مستهدفة في تطبيق ما يعني أن التطبيق يقوم بتسجيل نشاطات المستخدمين ويسمح للمعلنين – بشكل أو بآخر كما في حالة غوغل – بالوصول إلى هذه البيانات واستغلالها. يمكنك مشاهدة هذا النوع من الاعلانات في تطبيق مسنجر من فيسبوك الان، ومن المرجح أن الاعلانات التي ستظهر في واتساب قريبا ستكون مشابهة لها.

إذا، واتساب بحاجة لأن يخلد إلى النوم، ما المشكلة الرئيسية هنا؟ الجميع يستخدم هذا التطبيق. وما الحل إذاً؟

الحل بسيط؛ أغلب المستخدمين العاديين يستخدمون واتساب بشكل رئيسي للتواصل مع دائرة قريبة من المعارف، ولهذا برأيي من السهل استبداله بتطبيق آخر أكثر أماناً، كتيليغرام مثلاً. كل ما عليك فعله هو إقناع الدائرة القريبة التي تتواصل معها بشكل مستمر بالانتقال إلى التطبيق الجديد، وهذا سهل جداً عندما يكون التطبيق الجديد ذا مساحة قليلة ويقدم تجربة أفضل من تلك الموجودة في واتساب.

مع الاسف، هذا لن يعني قدرتك على التخلي عن واتساب بالكامل، ولكن على الأقل ستنقل محادثاتك المهمة والتي تمضي فيها الوقت الأكبر نحو بديل أكثر أماناً لن يستخدم بياناتك لإرضاء المعلنين.

إلى أين يستمر هذا؟

في الحقيقة، لا يجب أن يستمر هذا على الإطلاق. الانتقال من التطبيقات التي تعتمد على “استخلاص البيانات” إلى التطبيقات التي تعمل على الحفاظ على سرية هذه البيانات هو قرار شخصي بالكامل، ولأكون صادقاً هذا الخيار ليس سهلاً على الجميع، ولكن في نفس الوقت، كل خطوة تخطوها كمستخدم نحو الحفاظ على سرية بياناتك قد تحميك في المستقبل من مشاكل قد تظهر بسبب هذه البيانات.

الأمر يعود لك – المستخدم – بالكامل، إن كنت ترغب بإبقاء هذه الشركات في حياتك أو آخراجها، الهدف من هذا المقال هو الإشارة إلى البديهيات وربما توفير طريق سهل للخروج من سيطرة هذه الشركات بشكل أو بآخر.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *