يتعامل البعض منّا مع كاميرا ايفون في التقاط الصور الشخصية العادية أو في تسجيل اللحظات الهامة أو الاستثنائية التي نصادفها بين الحين والآخر. ولكن البعض الآخر يعرف كيف يستخدم كاميرا آيفون في التقاط صور أقرب إلى تلك التي يمكن التقاطها بواسطة الكاميرا الاحترافية.

وفيما يحتاج بعض هؤلاء إلى عشرات المحاولات والعديد من الأشهر لاحتراف استخدام كاميرا ايفون على مستوى التصوير أولًا وعلى مستوى تقنيات التحرير ثانيًا، قد تكفي معرفة بعض الحيل لالتقاط صور رائعة فورًا ودون الحاجة لإهدار الوقت في التجربة.

وفي هذا المقال نتعرف سويًا على مجموعة من الحيل والتقنيات التي يمكن من خلالها تحقيق أفضل استغلال ممكن من كاميرا ايفون والتقاط صور لا تقل روعة عن الصور التي يمكن التقاطها بالكاميرات الاحترافية.

تدريبات يومية تساعدك على فهم أفضل لطبيعة التصوير الفوتوغرافي وتمكنك من احترافه

تقنيات تمكنك من احتراف استخدام كاميرا ايفون

الميل نحو البساطة

اعتاد الراحل ستيف جوبز أن يكرر مقولة مفادها أن البساطة هي أقصى مراحل التطور. وعلى قدر مدلول هذه المقولة على تصميمات هواتف آيفون، على قدر انعكاسها على استخدام كاميرا آيفون المتطورة المدعومة بها هواتفها في التقاط صور أفضل.

لا يعرف عدد من المصورين المبتدئين الذين يلتقطون صور معقدة مليئة بالتفاصيل، أن هذه التفاصيل الكثيرة من شأنها أن صرف انتباه المتفرج عن الموضوع الرئيسي والمعنى الحقيقي للصورة، وهو ما يعيق عملية إنتاج صور تتميز بالتناسق والجمال. ولا يحتاج هذا النوع من الصور سوى التركيز على عنصر واحد مثير للاهتمام من أجل التقاط صورة بمساعدة كاميرا ايفون تتميز ببساطة التكوين والتناسق والانسجام.

ولا يجب القلق من وجود فراغات كثيرة في الصورة، وهي الفراغات التي تُعرف في عالم التصوير الاحترافي باسم الفراغات السلبية. فهذه الفراغات تساعد على تركيز انتباه المشاهد على العنصر موضوع الصورة.

بالإضافة أيضًا إلى أن الصور البسيطة غير معقدة التكوين هي الأنسب للمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي التي ترتفع نسبة مشاهدتها عبر الهواتف الذكية أكثر من الحواسيب ذات الشاشات الكبيرة، حيث يسهل على المشاهد ملاحظة الصور البسيطة على الشاشات الصغيرة للهواتف.

التصوير من زوايا منخفضة

أغلب الصور الملتقطة من خلال كاميرا ايفون أو أي من كاميرات الهواتف الأخرى، يتم التقاطها من على مستوى ارتفاع صدر الشخص البالغ، حيث يبدو هذا الارتفاع هو الأنسب لالتقاط الصور، والأكثر منطقية أيضًا. ولكنه من ناحية أخرى ليس الأكثر فنًا وإبداعًا.

بمجرد إيجاد زوايا تصوير مختلفة وغير اعتيادية، كافي لتغيير وتحويل صورتك العادية إلى صورة استثنائية ومختلفة. ومن بين هذه الزوايا وأكثرها إبداعًا أيضًا، الزاوية المنخفضة، أو التصوير من زوايا من الأسفل للأعلى.

وهناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعلك تستخدم كاميرا آيفون من زوايا منخفضة. أولها هو أن الصورة ستصبح مثيرة لاهتمام المشهد أكثر نظرًا لاكتشافها زوايا رؤية جديدة يمكن للمشاهد من خلالها أن يرى العالم بطريقة مختلفة عبر إطار الصورة. السبب الثاني هو أن التصوير من زاوية منخفضة يجعل السماء تحتل جزء كبير من خلفية الصورة في حالة التصوير الخارجي، وهو ما يقلل من نسبة العناصر المشتتة داخل الصورة، وهو ما يساهم أيضًا تحقيق التكنيك الأول الذي تم ذكره سابقًا.

السبب الثالث والأخير هو أن اختيار هذه الزاوية في التصوير سيتيح التقاط المزيد من العناصر في مقدمة الصورة التي لم يكن من الممكن التقاطها في الوضع العادي للتصوير. مثل التقاط المناطق الزراعية من الأسفل، أو مثل التقاط الانعكاسات على المياه وغيرها من العناصر المثيرة لعاطفة المشاهد.

هل أصبح بإمكاننا استبدال الكاميرات الاحترافية باستخدام كاميرا الهواتف الذكية

إضافة المزيد من العمق إلى الصورة

إضافة بعد عميق لأي صورة كفيل بإعطائها قدر من التميز والروح المختلفة، كما أنه يساعد على توجيه مشاهد الصورة إلى عمق المشهد المُلتقط، وهو أمر هام إلى حد كبير في حالة تصوير المناظر الطبيعية.

هناك عدة أساليب سهلة يمكن باتباعها إضافة العمق إلى صورتك المُلتقطة عبر كاميرا ايفون وأبرزها هو الاستعانة بالخطوط المرسومة المُنطلقة من مقدمة الصورة إلى مؤخرتها. ويمكن في هذه الحالة الاستعانة بخطوط الطرق، الممرات، خطوط السكك الحديدية، الأنهار، الأسوار، تموجات الرمال وأيضًا حواف البحار والتقائها بالشاطئ.

الطريقة الثانية التي يمكن من خلالها إضافة عمق إلى الصورة، هو باختيار مجموعة من العناصر الشيقة التي يمكن التقاطها في مقدمة الصورة، مثل الصخور والأزهار وأوراق الأشجار أو أي عنصر آخر تجده قادرًا على إضافة معنى إلى صورتك وإضافة العمق المرغوب فيه أيضًا.

يمكن أيضًا الاستعانة بالطبقات العميقة المتعددة للصورة، بمعنى أن تشمل الصورة مجموعة من العناصر في مقدمتها، ومجموعة أخرى على بعد ما في المنتصف، وأخيرًا مجموعة أخرى في مؤخرة الصورة. الوسيلة الأخرى هي الاستعانة بما يمكن أن يمثل إطارًا في مقدمة الصورة مثل المداخل وإطارات النوافذ وغيرها من العناصر التي يمكن استخدامها كإطار طبيعي لموضوع الصورة.

الاقتراب لالتقاط التفاصيل الدقيقة

أحد أكبر وأكثر أخطاء التصوير شيوعًا هو عدم الاقتراب بشكل كاف من العناصر الرئيسية التي يودون تصويرها. فالتصوير من بعيد لن يتيح لك إمكانية التقاط التفاصيل الدقيقة الرائعة، الألوان المختلفة والأنماط الطبيعية الرائعة الموجودة في كل ما حولنا. هذا الوضع هو المثالي بكل تأكيد في تصوير العناصر ذات التفاصيل المعقدة مثل الزهور، أوراق الأشجار، قطرات المياه وأي عنصر آخر يتسم بملمس نسيجي أو نمطي.

كما يمكن استخدام الوضع ذاته في التقاط صور بورتريه، حيث يمكن القرب من البعد العاطفي والشعوري لموضوع الصورة بالاقتراب من وجهه، وهو ما سيضيف المزيد من الارتباط الوجداني بين الصورة وبين من يشاهدها. وهو ما ينطبق على البشر والحيوانات الأليفة أيضًا.

ولكن تذكر أن كاميرا آيفون مثلها مثل أغلب كاميرات الهواتف الأخرى، لا يمكنها التركيز بالوضع المثالي في حالة الاقتراب الشديد من العنصر المراد تصويره، وفي هذه الحالة يُفضل استخدام أي من عدسات الماكرو أو العدسات المُقربة، والتي تسمح للمصور بالوصول إلى التركيز الملائم عن تصوير العناصر شديدة القرب من الهاتف. ومن أشهر أنواع هذه العدسات، عدسات Ollclip، Moment وZeiss Exolens.

استغلال الظلال والخيال

في بعض الأحيان تكون ظلال العناصر أكثر إثارة للاهتمام من العناصر ذاتها في حالة التصوير الفني. حيث يضيف تصوير الظلال عنصرين هامين للصورة، أولها هو إضافة القليل من الغموض إلى الصورة، وثانيها هو إضافة عنصر مرئي إلى مقدمة الصورة وهو ما يساعد على تحقيق بعض التقنيات التي ذكرناها سابقًا.

للتمكن من هذا التأثير يجب التقاط الصور في حالة انخفاض الشمس، مما يعني أن الساعة الذهبية عند الغروب أو الشروق هي أفضل حالات التقاط هذه الصور. كما يضمن التصوير بينما يأتي ضوء الشمس في اتجاه العدسة ظهور الظلال في مقدمة الصورة. كما يمكن التعديل يدويًا على التعرض Exposure لزيادة إظلام الظلال.

للتعديل اليدوي في هذه الحالة من خلال تطبيق الكاميرا قم بالضغط الأولي لتحديد التركيز التلقائي ثم قم بالسحب إلى الأسفل لتظهر الظلال بشكل أكثر وضوحًا وأكثر سوادًا. كما يمكن أيضًا الاستعانة بتطبيق مثل Snapseed للتعديل على الصورة بعد التقاطها وزيادة درجة إظلام الظلال.

نصائح بسيطة لالتقاط صور رائعة باستخدام كاميرا الهاتف الذكي

في حالة التصوير وضوء الشمس يأتي في اتجاه العدسة يُنتج التأثير السابق، ولكن ماذا عن التصوير في مواجهة الشمس؟

هذه الحالة هي التي تنتج تأثير الخيال، حيث يبدو العنصر أسود بالكامل وكأنه ظل. ويمكن أيضًا التأكيد على مدى وضوح الظل ودرجة سواده من خلال التعديل اليدوي الذي ذكرناه منذ سطور قليلة. ويمكن محاكاة هذا التأثير في التصوير الداخلي باستخدام مصدر ضوء واضح في مواجهة كاميرا آيفون وهو ما يؤدي لإحداث التأثير ذاته الذي تقوم به الشمس في التصوير الخارجي.

استغلال التناظر

في التصوير تعني كلمة التناظر Symmetry أن نصفي الصورة متطابقين تمامًا أو على الأقل شبه متطابقين. وهو ما يمكن تحقيقه من خلال صور الانعكاس على المياه على سبيل المثال والتي بدورها أحد أهم التقنيات التي يمكنها التقاط صور فنية رائعة من خلال كاميرا آيفون وفي هذه الحالة يكون التناظر أفقي بحيث يتطابق تقريبًا النصفين الأعلى والأسفل من الصورة.

ويمكن إيجاد العناصر المؤدية إلى التناظر في العديد من الأشياء الموجودة حولنا، سواء كانت طبيعية مثل ممرات الجبال أو من صنع الإنسان مثل المباني والجسور أو حتى العناصر التي يمكن تحريكها لوضعها في منتصف الصورة لتحقيق التناظر. وعلى الرغم من القاعدة تقول أنه لا يُفضل وضع العنصر الرئيسي للصورة في منتصفها، إلا أن القواعد خُلقت لتُخترق بين الحين والآخر، لذا لا مانع من اختراقها هذه المرة لالتقاط صورة فنية رائعة.