قد لا تكون الهواتف الذكية هي الوسيلة المثلى لالتقاط الصور الاحترافية، ولكنها أكثر من كافية للتصوير اليومي الشخصي الذي يهم كافة المستخدمين سواء كانوا مبتدئين أو محترفين. وهذا هو ما تعرفه جيدًا الشركات المطوّرة للهواتف ومن بينها Apple التي سعت من خلال الاصدارين الجديدين من ايفون اكس اس iPhone XS وiPhone XS Max أن تقدم أفضل تجربة تصوير ممكنة عبر الهواتف الذكية، على حد قول الشركة على الأقل.

ابل تكشف عن هاتف iPhone XS الجديد بميزات وتقنيات غير مسبوقة

وصفت Apple خلال مؤتمرها للإعلان عن هاتفي iPhone XS وiPhone XS Max تجربة التصوير عبر الهاتفين بأنها تمثل عصر جديد من التصوير من خلال الهواتف الذكية، وهو ما تم الوصول إليه عبر تطوير تقنيات ظهرت من قبل في هاتف العام الماضي iPhone X بالإضافة إلى توظيف تقنيات جديدة تظهر للمرة الأولى في هواتف iPhone.

وتسعى التغيرات الجديدة في نظام تصوير هواتف iPhone XS وiPhone XS Max إلى إتاحة المزيد من الديناميكية والقدرة على التقاط صور أفضل في مختلف الأوضاع مثل تصوير بورتريه خلفي الإضاءة والمناظر الطبيعية عالية السطوع وأيضًا التصوير تحت الماء بفضل تطوير مقاومة الهاتف للغمر في المياه.

في هذا المقال نستعرض التقنيات الجديدة والمطوّرة التي تم توظيفها في كاميرات ونظام تصوير هواتف iPhone XS وiPhone XS Max الجديدة التي تضيف عدد من المميزات للتصوير عبر الهواتف الذكية.

الخصائص المطوّرة لكاميرا iPhone XS وiPhone XS Max

كاميرا خلفية مزدوجة بإضاءة فلاش أفضل

على الرغم من أن الكاميرا الخلفية لهاتفي iPhone XS وiPhone XS Max تبدو هي ذاتها المستخدمة في هاتف iPhone X، إلا أن Apple قد دعمت كاميرا الهاتفين الجديدين بعدد من التطورات والتغيرات الجديدة التي تزيد قدرة الكاميرا على التعامل مع عدد أكثر من أوضاع التصوير.

تتكون الكاميرا الخلفية للهاتفين من عدسة أساسية بقوة 12 ميجا بيكسل مكونة من ستة عناصر، وهي عدسة عريضة الزاوية بفتحة مستشعر f/1.8، أما العدسة الثانية فبالقوة ذاتها وبفتحة مستشعر f/2.4 يتقدمه عدسة مقربة، وتتميز العدسة الثانية باعتمادها على مستشعر أكبر وبيكسلات أكبر وأكثر عمقًا.

فبينما كانت تعتمد عدسات الكاميرا الخلفية في هاتف iPhone X على مستشعر بمقياس يقابل 1.22 ميكروميتر، استطاعت آبل أن تطور الكاميرا في هاتفي iPhone XS وiPhone XS Max بالاعتماد على مستشعر بمقياس 1.4 ميكروميتر، وهو ما يساعد على التقاط المزيد من الضوء من أجل معدل تقليل ضوضاء أفضل، وهو ما يعني أيضًا التقاط صور بضوضاء أقل في حالة التصوير في ظروف الإضاءة السيئة.

كما تم تطوير إضاءة فلاش ليد الكاميرا الخلفية بإضافة تقنية True Tone التي تساعد على تقديم أداء أفضل، وبالطبع توفر مثبت الصورة البصري في كلتا العدستين يساعد على تقديم أداء أفضل بصورة عامة.

مستشعر جديد للكاميرا الأمامية

حظيت الكاميرا الأمامية TrueDepth لهاتفي iPhone XS وiPhone XS Max بمستشعر جديد بقوة 7 ميجا بيكسل بتميز بأداء أسرع مرتين عن أداء مستشعر الكاميرا الأمامية لهاتف العام الماضي، أما فتحة المستشعر فتبلغ f/2.2. ويضاف إلى نظام التصوير هذا كاميرا أخرى بمستشعر مرسل للأشعة تحت الحمراء مزودة بمُسقط إضاءة نقطي.

ابل تفاجئنا بهاتف iPhone Xs Max الضخم للغاية والداعم لشريحتين! ماذا حدث؟

وتقوم الكاميرا بإسقاط الأشعة تحت الحمراء على وجه المستخدم لتقوم بتحديد مجموعة من النقاط في وجه المستخدم لجمع معلومات كافية عنه، وهذا مدعوم بعدد من التقنيات التي نتعرض لها لاحقًا.

محرك عصبي ومعالج صورة جديدين

يعتمد هاتفي iPhone XS وiPhone XS Max على المعالج المركزي A12 Bionic والمدعوم بمعالج صورة ISP قادر على إتمام ما يقرب من تريليون عملية لكل صورة. ومن بين هذه العمليات، تحديد الوجوه في الصورة لتحسين وتسريع عملية إضافة أقنعة التعديل وهو ما لا يستغرق أكثر من ثانية واحدة.

تقنية Smart HDR

الاستعانة بتقنية HDR ليس جديدًا على هواتف iPhone، ولكن التقنية الجديدة المسماة Smart HDR تحقق ظهورها الأول على الإطلاق مع هاتفي iPhone XS وiPhone XS Max.

تعتمد هذه التقنية أيضًا على التحالف بين المعالج المركزي A12 ومعالج الصورة المتطور القادرين كما أسلفنا على إجراء عدد ضخم من العمليات على الصورة الواحدة في وقت قياسي. وتعمل تقنية Smart HDR على التقاط أربعة إطارات في حالة اكتشاف حركة عنصر ما خلال التصوير، وهي عملية تتم بسرعة فائقة لتمكين المستخدم من التقاط اللحظة التي يود تصويرها دون تأخير.

بعد التقاط الإطارات أو النسخ الأربع من الصورة إن صح التعبير، يقوم معالج الصورة بسرعة فائقة أيضًا بالقيام بالتقاط إطارات أخرى تتنوع بين التركيز على التفاصيل والتعريض الطويل للضوء، ثم يقوم المعالج بدمج كافة هذه النسخ والإطارات في ملف واحد نهائي يتضمن تفاصيل محسنة للغاية. جدير بالذكر أن هذه العملية المعقدة لا تستغرق أكثر من الثانية وأجزاء من الثانية.

التحكم في عمق مجال الصورة

لم تعد إمكانية تغيير نقطة التركيز لزيادة حدة منطقة عن منطقة أخرى، أمر جديد في عالم التصوير عبر الهواتف الذكية، بل أصبح أمر معتاد لم تعد تروج له الشركات المطوّرة للهواتف الذكية على أنه نقطة قوة. ولكن الجديد حقًا –على الأقل في هواتف iPhone -هو ما يقدمه معالج A12 والذي يسمح بالتعديل على عمق المجال في الصورة حتى بعد التقاطها.

مع إعلان ابل عن هاتف iPhone Xr مُنخفض التكلفة؛ ستتمكن من شراء آيفون أخيرًا

وتسمح هذه الخاصية الجديدة بالتعديل على الصورة بعد التقاطها بتغيير فتحة المستشعر من f/1.4 إلى f/16 وهو ما يعمل على إما إعادة خلفية الصورة إلى منطقة التركيز والحدة مرة أخرى أو تمويهها من خلال إخراجها من نطاق التركيز، وهو ما يعتمد في المقام الأول على الصورة الأساسية التي قمت بالتقاطها.

وضع تصوير بورتريه مُحسن ومتطور

مثلت خاصية Portrait Lighting ميزة واضحة لهاتفي iPhone X وiPhone 8 Plus وقد عملت Apple على تحسينها في هاتفي iPhone XS وiPhone XS Max بتحسين قدرات الكاميرا على استشعار عمق الصورة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحديد الوجوه ومن ثَم تطوير قدرة الكاميرا على إنتاج خريطة عمق أفضل تعمل على فصل خلفية الصورة بشكل أكثر دقة عمّا سبق.

ويعني الفصل الأفضل للخلفية، زيادة جودة ودقة تمويه المنطقة الخارجة عن نطاق التركيز وهي الخلفية في هذه الحالة، وهو ما يُعرف بتأثير بوكيه الذي تم تحسينه بشكل كبير وأصبح من الممكن التحكم فيه والتعديل عليه.

ويمكن أيضًا الاستفادة من تقنية التحكم في عمق الصورة من خلال تصوير السيلفي بالكاميرا الأمامية، وهو ما يسمح بالتعديل على التمويه والحدة في الصورة بعد التقاطها.

خصائص مساعدة على تصوير أفضل

شاشة أفضل

لن تتمكن من التأكد من جودة الصورة وروعة التقنيات الجديدة التي تدعم التصوير، إلا من خلال شاشة متميزة قادرة على عرض هذه الجودة. وهذا هو ما تقدمه هواتف iPhone XS وiPhone XS Max باعتمادهما على شاشات Super Retina OLED HDR والتي تتميز عن هاتف العام الماضي بتحسين قدره 60 بالمائة في أداء النطاق الديناميكي HDR.

على المستوى العام لا تختلف خصائص شاشة iPhone XS عن هاتف العام الماضي من حيث توفر 2.7 مليون بيكسل بدقة 2436 × 1125 بيكسل موزعة على 5.8 بوصة لتقدم كثافة قدرها 458 بيكسل لكل بوصة، أما عدد البيكسلات الزائدة في هاتف iPhone XS Max والبالغ عددها 0.6 مليون بيكسل فموزعة على 6.5 بوصة وهو ما لا يغير كثافة الشاشة.

ساعة ابل الجديدة ترى النور على مسرح ستيف جوبز في حدث ابل سبتمبر 2018

حماية IP68

تأخرت هواتف iPhone السابقة باعتمادها على ترخيص حماية IP67 والتي كانت تعمل على مقاومة الغمر في المياه على عمق بين 1 إلى 1.5 متر لمدة 30 دقيقة، في الوقت الذي كانت تعتمد فيه أغلب الهواتف الرائدة الأخرى على ترخيص حماية IP68 الذي يزيد عمق المقاومة للغمر في المياه لما بين 1.5 إلى 2 متر للمدة ذاتها، وقد اعتمدت هواتف iPhone الجديدة أخيرًا على هذا الترخيص.

هكذا أصبح بإمكان المستخدم التقاط الصور عبر هاتفه iPhone XS أو iPhone XS Max على عمق يصل إلى 2 متر وهو ما يفتح المجال لعدد كبير من الأفكار الإبداعية في التصوير.