مايكروسوفت تعلن نهاية منافستها مع آبل

سواءً كُنت مهووساً بالتقنية أم لا، لابُدّ أنّك سمعت بنظام تشغيل Windows 95 وكيف أنّه اجتاح العالم في فترة إصداره فقد كان الخيار المنطقي الأول للمُستخدمين الذين أرادو اعتناق هذه التّقنية الثوريّة، أمّا اليوم فلم تعد مايكروسوفت وحدها على السّاحة فهناك مثلاً شركة آبل بنظام تشغيلها Mac والذي يعد المنافس الأقوى لويندوز في الوقت الرّاهن.

شهدت السنين الماضية تنافساً محتدماً بين الشركتين وذلك لكسب سوق المستخدمين وبالحقيقة كلّاهما يمتلك عدداً هائلاً من المحبّين والزبائن الأوفياء لكن لا يُمكننا الإنكار أنّ الكفّة حاليّاً ترجح لآبل على حساب مايكروسوفت لاسيّما بعد الإخفاقات والمشاكل التي واجهت نظام Windows بنسخته الأخيرة ولعلّ أبرز الأسباب في ذلك هو أنّ شركة آبل تمتلك السيطرة الكاملة على نظام التّشغيل وعتاد الجهاز العامل به أيضاً بينما مايكروسوفت فهي شركة برمجيّة بالدّرجة الأولى وتمتلك سيطرة أقل عندما يتعلق الأمر بعمل نظامها على أجهزة من تصنيع شركات أخرى مما يجعله أكثر عرضة للبرمجيات الخبيثة والوقوع في الأخطاء.

لكن شركة عملاقة كمايكروسوفت وذات تاريخٍ حافلٍ بالإنجازات لن تخرج من اللعبة بهذه البساطة، لذا أقدمت على خطوة مُميّزة حقّقت لها مزيداً من النّجاح وحافظت على شعبيتها كخيار أوّل للمستخدمين لكن من ناحية مختلفة تماماً ولتلخيصها بإيجاز يُمكننا القول أنّ مايكروسوفت قد قررت التّعاون مع العمالقة عوضاً عن التّنافس معهم.

علاقتها مع آبل مثالاً

أصدر رئيس التّسويق في مايكروسوفت تصريحاً رسميّاً أكّد فيه أن شركته ليست مهتمّة أساساً بالمنافسة مع آبل.

تصريح مفاجئ وقويّ، ومن الغريب أن ندرك أنّ العلاقة بين آبل ومايكروسوفت هي علاقة صداقة وشراكة أكثر من كونها حربٌ تجاريّة أو ما شابه، ففي الحقيقة كُل تلك المُنافسة والمزاحمة قد أصبحت اليوم طيّ النّسيان.

جاء ذلك التّغيير على يد الرّئيس التّنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا والذي وافق على إتاحة منتجات الشّركة على كافة الأجهزة القادرة على تشغيلها عوضاً عن جعلها حصريّة للأجهزة العاملة بأنظمة تشغيل الشركة.

تأكيداً على علاقة الشّراكة التي باتت تربط بين آبل ومايكروسفت، قامت آبل عام 2015 خلال الحدث الذي كشفت فيه عن جهازها من ذلك العام iPhone 6S بدعوة متحدّث باسم شركة مايكروسوفت ليتحدث عن برامج شركته والتي ستُتاح على أجهزة آبل، لذا فأن نرى مُتحدّثاً باسم مايكروسوفت على منصّة آبل خلال الحدث الأبرز لها خلال العام فهو دليلٌ واضحٌ على طبيعة العلاقة التّعاونية بين الشركتين، وعن ذلك تحدّث رئيس المبيعات في مايكروسوفت كريس كابوسيلا:”يجب علينا إتاحة منجاتنا على المنصّات الأخرى التي يُفضّل زبائنُنا استخدامها. لذا لقد أتحنا برامج Office على أجهزة iPad وiPhone.”

تبيّن أنّ تلك الخطوة قد كانت موفّقة للغاية، فأنت كمُستخدم قد تكون من مُفضلي منتجات آبل وأنظمتها لكن بالمقابل عندما يتعلق الأمر بتحرير النّصوص وقواعد البيانات وغيرها، لا يُمكنك التّفكير بتطبيقات أفضل من حزمة برامج Office لإنجاز تلك المهام، لهذا فإنّ قرار مايكروسوفت بالتّركيز على إتاحة منتجاتها على مختلف الأجهزة يُعد صائباً أكثر من المحاولات العقيمة لجعل ويندوز نظاماً عالميّاً موحّداً، ومن جهة أخرى فإنّ إتاحة تحميل برامج على أجهزة تمتلك مُسبقاً شعبية واسعة مثل جهاز iPad يعد أنجع بكثير من طرح أجهزة مثل منتجات Surface ووضعها في خضم المنافسة مع الأجهزة الرائجة.

كُل ما ذكرناه يُفسر وجود أكثر من مئة تطبيق لمايكروسوفت ضمن المتجر الخاص بشركة آبل، وأحب أن أذكر أن مايكروسوفت ليست المستفيد الوحيد فقط، فقد انعكست هذه الخطوة إيجاباً على آبل أيضاً حيثُ مكّنت مستخدميها من تحقيق أقصى إنتاجية من أجهزتهم القويّة مثل الأمر الذي سيدفع المزيد من المستخدمين لاقتناء أجهزة مُماثلة كما أرضى كُل من يرغب اقتناء جهاز من غير شركة مايكروسوفت لكنّه بذات الوقت يُفضّل استخدام منتجاتها البرمجيّة.

لا يُمكننا القول سوى أنّ مايكروسوفت تمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات، وإن ما ذكرناه يُؤكّد أنّها ستحرز مزيداً من النجاح مستقبلاً وإن لم يكن في قطاع أنظمة التشغيل، لكن من يعرف لعلّها ستطرح مُستقبلاً نظام تشغيل يعيدها إلى سابق مجدها.

اقرأ أيضًا: مترجم مايكروسوفت يضع حد للحاجة للإنترنت للترجمة