كيف تؤثّر الموسيقى على الدماغ خلال العمل؟

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1


جميعنا يستمع للموسيقى، بغض النظر عن النوع أو النمط، فالموسيقى على اختلافها وتنوعها قد أغنت حياتنا كبشر منذ بداية التاريخ، وكلنا نعرف أنّها تترك أثراً كبيراً على المشاعر والمزاج، لكن ما هو تأثير الموسيقى على الدماغ من وجهة نظر علمية؟ كيف تُؤثر عليك عند العمل وعلى إنتاجيتك مثلاً؟

الموسيقى ضرورية جداً في حياتنا اليومية، فهي تُعبّر عن شخصيتنا ومشاعرنا كما تمكّننا من مشاركتها مع الآخرين، ويختلف أثرٌها على كل شخص طبقاً لشخصيته وطبعه، لهذا تجد كل مجموعة من الأشخاص يستمعون لنمط معين ما أدى إلى غنى وتنوع كبير في عالم الموسيقى والأغاني، حتّى أن مجموعة من الدراسات خلصت إلى أنّ تأثير الموسيقى لا يقتصر على الصعيد الشخصي وحسب، بل يمتد ليشمل حياتنا المهنية أيضاً، فترى أن إنجازك لأعمالك سيختلف وبشكل واضح لو أنجزته وأنت تستمع لشيء ما.

عندما تجلس على مكتبك وتبدأ بالتفكير بكل المهام التي يجب عليك أن تنجزها مع نهاية اليوم، تحاول أن تجمع طاقتك وتركيزك لكنّك تفشل في ذلك فتغرق في دوامة من الهموم؛ لتُقرّر أخيراً أن تستمع لبعض الأغاني والموسيقى خلال العمل، وتُلاحظ فعلاً انقلاباً مباشراً في مزاجك، لكن هل الاستماع للموسيقى خلال العمل يُعدّ أمراً صائباً؟

تتغير الإجابة لهذا السؤال تبعاً لظروف العمل، وأولّها طبيعة المهمّة التي ستنجزها، فهل خلال مهمتك ستتعلم شيئاً جديداً يتطلب منك الحفظ أو  ربط المعلومات ببعضها البعض؟

إنّ تعلّم أي شيء جديد يتطلّب من الدماغ تحليل وتذكر مجموعة المعلومات التي تلقنه إياها، وكلما قل عدد ومصادر تلك المعلومات ستكون عملية التعلم أسرع وأسهل، لذا عليك ألا تستمع للموسيقى خلال محاولتك تعلّم شيء جديد، إذ أنّ الاستماع للموسيقى خلال التعلم سيدفع الدماغ لتحليلها كمعلومات صوتية إلى جانب المعلومات التي تُعطيه إياها في محاولةٍ لحفظها.

عندها سيدخل دماغك في وضع “تعدد المهام” وهو أمرٌ لسنا بارعين به حقيقةً، إذ سيبدأ الدماغ بربط المعلومات المهمة بطريقة خاطئة أو غير منطقية، كما سيفشل في تحديد المعلومات المهمة التي يجب تذكرها، لذا إن كنت بصدد تعلّم شيء جديد فابتعد عن سماع الموسيقى وخصوصاً الأغاني لأنّها تحوي على كلام سيُشغل دماغاك بتحليله إلى جانب اللحن.

تأثير الموسيقى على الدماغمن جهة أخرى، قد يكون وسط العمل مُزدحماً وفيه الكثير من الضجيج، ونحن البشر يحكم عالم الهرمونات أجسادنا، إذ أن الضجيج سيشغل دماغك بتحليل الكثير من المعلومات العشوائية المتداخلة، الأمر الذي قد يُشعرك بالتوتر فيرتفع مستوى هرمون الكورتيزول بينما ينخفض مستوى هرمون الدوبامين أو هرمون المتعة.

كل هذه التغيرات الهرمونية ستترك أثراً سلبياً على القشرة أمام الجبهية وهي القسم الأمامي من الفص الجبهي في الدماغ، الأمر الذي سيُعيق من قدرتك على إنجاز المهام التي تتطلب التخطيط والتنفيذ مما سيُخفض من إنتاجيتك، ناهيك عن أن انشغال دماغك بتحليل الأصوات الناجمة عن الضجيج سيستهلك طاقة كان من الممكن توجيهها نحو إنجاز مهمتك الأساسية.

لذا فإنّ الاستماع للموسيقى خلال العمل في وسط مزدحم يُعدُّ حلاً ممتازاً، إذ سيمنع الضجيج من تشتيت ذهنك وسلبك الهدوء، وهو أمر رائع إذ سيبقى تركيزك منصبّاً على إنجاز ما أنت بصدد العمل عليه.

إن كان العمل الذي تنجزه فيه كثير من التكرار والرتابة، فالموسيقى صديقك الأفضل، إذ أن الاستماع لما تُحب سيُحفز إفراز النواقل العصبية كالسيروتونين والدوبامين التي ستمنحك الشعور الجيد، وبذلك ستشعر بالراحة والاسترخاء ما سيُزيد من تركيزك، ولقد أثبتت الدراسات أن من يستمع للموسيقى خلال إنجاز المهام الرتيبة سيُنهيها بوقت أسرع وبنسبة أخطاء أقلّ، وهو أمر منطقي جداً إذ أنّ الموسيقى ستُبقيك بمزاج جيد كما ستمنعك من الوقوع في الملل مع الوقت.

تأثير الموسيقى على الدماغأثبتت الموسيقى عمليتها حتى في إنجاز المهام المعقدة، إذ أن العديد من الجراحين يفضلون الاستماع للموسيقى خلال أداء العمليات الجراحية حيثُ تساعدهم على تجاوز التوتر الذي من الممكن أن ينعكس سلباً على العمل الجراحي.

بهذا نخلص إلى أنّ الموسيقى لها أثر إيجابيّ على إنجاز المهام ورفع مستوى الإنتاجية، لكن مع ذلك يجب الانتباه إلى عدة نقاط عند اختيار ما تسمع:

  • كما ذكرنا سابقاً إن كنت ستتعلم شيئاً ما وكنت بحاجة للتذكر فعليك تجنب الاستماع للأغاني لأن الكلمات ستُشتّت ذهنك وعليك اختيار موسيقى هادئة عوضاً عن ذلك.
  • تجنب الاستماع لشيء جديد، إذ أنّ سماع أغنية للمرة الأولى سيثير عنصر المفاجأة لديك إذ سيرتفع مستوى الدوبامين كردة فعل للشيء الجديد وهو ما يجعلك منشدّاً للأغنية عند سماعها للمرة الأولى وبهذا سينصبّ تركيز دماغك على ما تسمع عوضاً عن مهمتك الأساسية، لذا اختر شيئاً مألوفاً وسبق لك أن سمعته.
  • يفضل تجنب رفع الصوت لمستويات عالية، وهذا لسببين أولهما أن الصوت العالي سيُؤذي سمعك على المدى البعيد ويجب أن تعي أن الضرر الذي سيلحق حاسة السمع هو ضررٌ غير قابل للعكس، ومن ناحية أخرى فالصوت المرتفع قد يزيد من تشتيت انتباهك ويُضعف تركيزك، لكن هذا يختلف من شخص لآخر.
  • ليس بالضرورة أن تستمع للموسيقى أو الأغاني دائماً، إذ يُمكنك سماع حلقات من بودكاست معين، وهو أفضل خيار في حال كانت مهمتك رتيبة ولا تحتاج للكثير من الانتباه، هكذا ستزيد من إنتاجيتك وستحظى بوقت جيد أيضاً.

اقرأ أيضاً:

قائمة بأفضل تطبيقات البودكاست للآيفون

يوتيوب يطرح ميزة Miniplayer التي ستمكنك من مُشاهدة مقاطع الفيديو أثناء التصفح

الإعلان عن الحاسب الشخصي Surface Studio 2 في حدث مايكروسوفت الصحفي

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *