محتوى عربي حصري لأول مرة في منصة نتفليكس والمشتركون يعترضون بقوّة

بعد عامين من إطلاقها لخدمتها في الشرق الأوسط وآسيا، أعلنت نتفليكس عن أول محتوى عربي حصري سيصدر باسم المنصة وسيتم اتاحته في بداية شهر آذار القادم للمشتركين في المنصة من هذه المنطقة. تأتي هذه الخطوة بعد تحركات قامت بها نتفلكس في الآونة الأخيرة لتدعيم المحتوى في منطقة الشرق الأوسط من خلال قيامها بشراكة مع شبكة OSN وعملها مع بعض صنّاع الأفلام القصيرة في خطة لإنتاج المزيد من المحتوى العربي الحصري.

في الآونة الأخيرة، يبدو أن الشركة الأمريكية تخطط لاستهداف المزيد من الأسواق العالمية الأكثر محليّة، مثل السوق اليابانية والعربية مثلاً، من خلال انتاج محتوى عربي وياباني حصري تابع للمنصة يستهدف هذه المناطق، محتوى نتفليكس الأصلي هو من الأشياء التي تتميز بها المنصة، وتنفق عليها الكثير من الأموال أيضاً.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل خدمة نتفليكس ؟

قد تبدو هذه الفكرة جيدة لمستخدمي المنصة العرب، أو حتى لمن يخطط للاشتراك بالمنصة في المستقبل القريب، ولكن هؤلاء ربما يغيرون رأيهم عند معرفة المحتوى العربي الحصري الأول الذي تخطط الشركة لإطلاقه. وهذا ما حصل فعلاً عند إطلاق الإعلان على الحساب الرسمي للمنصة في منطقة الشرق الأوسط على تويتر:

لأول مرة، كوميديا عربية خاصة من Netflix يقدمها عادل كرم: لايڤ من بيروت.

يعرض في 1 مارس. pic.twitter.com/5snvYJXi4N

— Netflix MENA (@NetflixMENA) February 19, 2018

المحتوى العربي الأول هو “كوميديا عربية خاصة” من انتاج نتفليكس، بتقديم الكوميدي اللبناني عادل كرم، وعلى هذا الإعلان كانت ردود المعجبين بالمنصة متنوعة بين مستنكر، مهدد بإلغاء الاشتراك، ومنتظر لمشاهدة المحتوى الكامل قبل الحكم. على الرغم من أن المقطع الترويجي الظاهر بالتغريدة كان أكثر من كافي للكثير من المستخدمين للحكم على بقية العرض.

اقرأ أيضاً: أشهر شكاوى مُستخدمي منصة نتفليكس وحلولها

الاعتراضات على المحتوى تنوعت بين اعتراضات على نوع المحتوى وكون هذا النوع من الكوميديا ليس ملائماً للكثير من المشتركين، وبين معترضين على شخص عادل كرم بنفسه واتهامه بالعنصرية ضد مواطني الخليج العربي، اضافة لرغبات بمحتوى أكثر جدية من المنصة بدلاً من العروض الكوميدية. بينما كان رد فعل الكثير من المستخدمين هو “الغاء الاشتراك” كنوع من الاحتجاج على توجهات المنصة.

https://twitter.com/SalSeries/status/965461288397746177

https://twitter.com/sararoqe/status/965497754637172737

يعني نهرب من القنوات والبرامج العربية وتلحقونا فيهم على نتفلكس 😷😷😷

— ..🤎 (@northsunrise) February 19, 2018

كويس ذكرتوني الغي الاشتراك

— AbdulmajeedM (@Abdulmaj3d) February 19, 2018

https://twitter.com/osama1782/status/965463920923340800

على الرغم من التفاعل السلبي المحتدّ مع الخبر، كان هناك مجموعة اخرى من المستخدمين الأكثر تفهماً وتقبلاً لتوجه المنصة الجديد في المنطقة العربية، مظهرين التفاؤل في المحتوى العربي القادم مستقبلاً بغض النظر عن البداية غير الموفقة للمنصة.

@Ahmadness86 it’s already happening!! Arabic content on Netflix

— Ahmed El Sayed (@ahmedthesayed) February 19, 2018

https://twitter.com/AbdullahAA__/status/965566890906214400

بالتأكيد، هناك الكثير من التأثير السياسي على آراء الكثير من المستخدمين المستنكرين لهذه الحركة من المنصة، والسبب في هذا هو المواقف المثيرة للجدل لعادل كرم وبعض التعليقات العنصرية التي أطلقها على أهل الخليج، ولكن لم يكن هذا هو المؤثر الرئيسي على الآراء، فنوعية الكوميديا غير الملائمة للكثير من المشتركين، واعتبارها “سخيفة” للكثير منهم كان هو الدافع المشترك الأكبر بين المعترضين.

بأي حال، أعتقد شخصياً أن الخطوة الأولى لنتفلكس لم تكن موفقة تماماً باختيار نوع المحتوى، ولكن لا يمكننا أن ننسى أن هذه عبارة عن بذرة محتوى عربي حصري سيظهر في الفترة القادمة من إنتاج نتفلكس، وأن الشركة تجلس على كومة ضخمة من المال يمكنها أن توظّف أفضل المواهب العربية للخروج بأعمال مميزة. وربما الاعتراض الضخم على المحتوى الذي سيتم إصداره الان دافعا لنتفليكس لانتاج محتوى أكثر جدية واعلى جودة.

يمكن النظر لتجربة نتفليكس في السوق اليابانية لتوقّع تحركاتها القادمة في المنطقة العربية، فبعد بدايتها الخجولة في إنتاج الأنميات الأصلية وبعض عناوين اللايف أكشن المشهورة مثل Death Note وإتاحتها الكثير من المحتوى الياباني المميز في المنصة، بدأت نتفليكس حالياً إنفاق أطنان من المال على العروض الحصرية اليابانية الجديدة التي لاقت رواجاً ضخماً داخل وخارج اليابان. وربما تتكرر هذه الحالة بالنسبة للمحتوى العربي أيضاً.

ما علينا فعله حالياً هو الانتظار، وليس انتظار صدور هذا العرض الكوميدي فحسب، وإنما انتظار حركة نتفليكس القادمة بعد العرض، وبعد تقييم المتابعين له. فحركة نتفليكس القادمة وتوجهها للتعامل مع المحتوى العربي ربما يكون مؤثراً ضخماً على صناعة الميديا في العالم العربي في السنوات القادمة.