مراجعة سماعة بوز 700 (Bose Noise Cancelling Headphones 700)

نظرة عامّة

إن كنت من المستخدمين “العتاق” أو المطّلعين بشكل جيّد، فأنت تعرف بالطبع أنّ شركة Bose كانت أوّل من أدخل ميزات عزل الضوضاء النشط أو المحثوث (Active Noise Cancelling) إلى فئات المنتج الاستهلاكي بعد أن كانت محصورة بالسماعات الاحترافية وباهظة الثمن.

لكن على مدار العامَين السابقَين، كنت سمّاعة Sony WH-1000XM3 بمثابة الغول الذي تتطلّع الشركات المنافسة في هذه الفئة لهزيمته، ليس فقط بسبب كمّ الميزات المبتكرة الجديدة الفريدة التي قدّمتها Sony، بل لأنّ وظائف عزل الضوضاء كانت أفضل بفارق ملحوظ، وكذلك جودة الصوت الإجمالية مقارنة مع سماعة QuietComfort 35 II السابقة من Bose نفسها، والتي يبدو وأنّها كانت تراقب الساحة عن كثب، لتخرج إلى المستهلكين سماعة Noise Cancelling Headphones 700 (أو بوز 700 اختصارًا) مع تصميم ثوري جديد كلّيًّا، أحال الطابع الأيقونيّ المعهود من الشركة إلى التقاعد كلّيًّا.

فضلًا عن التصميم الجديد، تأتي سماعة Bose الجديدة مع تحسينات في جودة الصوت، ولوحة تحكّم بوظائف السماعة تعمل باللمس، وأخيرًا، منفذ USB-C للشحن. لكن هل يكفي كلّ هذا لشرائها أو استحسانها حقًّا؟ فلنرَ!

شريحة المستخدمين المستهدَفين

• المسافرون والمتنقّلون: إن أردت حجب الأصوات والضجيج الناجم عن رحلات الطيران وسفريات القطارات، فإنّ سماعات هذه الفئة خيار مثالي.
• الطلاب: رغم سعرها المرتفع نسبيًّا، فإنّ قدرات عزل الضوضاء قد لا تُقاوَم لدى كثيرين. لذا إن شعرت بالضجر من أولئك المزعجين في المكتبة مثلًا، فأنت في الفئة الأنسب.
• أي شخص يرغب بأفضل ما في جعبة الفئة الأكثر نجاحًا من السماعات: وهنا لن تكون على خطأ إن اخترت المضيّ مع أي من السماعتَين الرائدتَين؛ Sony WH-1000MX3 وBose Noise Cancelling Headphones 700.

السعر والتوافر

بدأت السماعة بالتوافر في الأسواق العالميّة بسعر رسميّ هو 399.99 دولار أمريكي، ما يجعلها أعلى سعرًا من سابقتها حسنة السمعة Bose QuietComfort 35 II، وأيضًا، أغلى من منافستها ذات النجاح الكبير، سماعة Sony سابقة الذكر. السماعة متاحة بثلاثة خيارات من الألوان، هي:

1. اللون الفضيّ الفاخر (Luxe Silver).
2. اللون الأسود (Black).
3. لون الحجر الصابوني (Soapstone)، وهو إصدار محدود.

التصميم والبناء

محتويات الصندوق

• السماعات.
• كابل USB-C للشحن.
• كابل صوت بموصل 3.5mm وآخر 2.5mm.
• حقيبة الحمل والحفظ.
• دليل الاستخدام السريع.

نموذج البناء

صُممَت السماعة وفق نظرة مستقبليّة إن صحّ التعبير، إذ تعارض بشكل واضح كلّ ما مشت عليه Bose مع سمّاعاتها التقليدية السابقة، ولكنّها في ذات الوقت أقرب لأن تكون محاكاة أو إعادة تمثيل لتوجّه Sony الفريد من نوعه باعتماد سطوح حسّاسة للمس للتحكّم بالسماعة ووظائفها. لكن على النقيض من تلك الأخيرة أيضًا، لم نشهد مع سمّاعة Bose أي مفاصل قابلة للطي، بل تمت قولبة قوس الرأس (Headband) ليندمج مباشرة مع كتلة السماعة (كوب المكبّر الواحد).

قد يهمّك أيضًا: افضل سماعات السيارات.

مستوى الراحة عند الارتداء

وزن السمّاعة	0.85 باوند (385.5 غرام)
قوّة الإطباق	1 باوند (453.6 غرام)

السمّاعة مريحة للغاية، لا جدال أبدًا مع شركة بهذه السمعة والعراقة، لكن لا بدّ من الإقرار أنّها ستكون أكثر تسبّبًا بالإزعاج أو لنقل الإرهاق عند ارتدائها لفترة طويلة من الوقت مقارنة مع QuietComfort 35 II السابقة، نظرًا لأنّ السماعة الجديدة أثقل بقليل، وتنزلق لدرجة أكبر بشيء بسيط مقارنة بالأخيرة، لكنّ التجربة مرضية عمومًا، وستعطيك شعورًا بخفّة وزنها، ولن تلاحظ أي ضخامة أو بجاحة، سواء في مظهرها أو ثقلها على الرأس والأذنَين.

قوس الرأس محشو بمادّة تعطي انطباعًا أشبه بالهواء المضغوط كما هو الحال مع سمّاعات Microsoft Surface الجديدة، وهو ملائم لجلسات الاستماع الطويلة، لكنّها لا توسّد جلد أو شعر الرأس بالطريق اللطيفة التي كانت عليها سماعات QC35 II ذات الحشوة “الرغوية” إن صحّ التعبير، كما وأنّ أكواب (أو طاسات) الأذن تبدو أصغر من اللازم بعض الشيء، لكنّها في الوقت عينه محشوّة بعناية وأناقة بمادّة عالية الجودة وذات كثافة مناسبة للغاية.

عناصر وأزرار التحكّم

مستوى سهول الوصول	ملائم
تحكّم بالموسيقى والمكالمات	موجود
تحكّم بمستوى الصوت	موجود
تحكّم بالميكروفون	لا يوجد
التحكّم بعزل الضوضاء	إيقافتشغيل
ميزات إضافية	خدمات المساعد الصوتي

لدى سماعة Bose خليط مميّز من أزرار التحكّم والسطوح الحساسة للمس؛ وهذا يشمل زرَّين اثنيَن على سماعة الأذن اليمنى للتحكّم بالطاقة، وتوصيل البلوتوث، وكتم الميكروفون، وكذلك المساعد الصوتي المختار، إضافة إلى زرّ وحيد على السماعة اليسرى لتعديل أوضاع عزل الضوضاء (ANC/Talk-Through).

بالإمكان النقر أو الضغط على سطح اللمس في السماعة اليمنى لتشغيل أو إيقاف تشغيل الموسيقى، أو الإجابة على المكالمات الواردة وإنهائها، فيما سيؤدّي السحب أو التمرير الأفقي على سطح اللمس لتقديم أو إرجاع مسار الموسيقى، وكذلك مهام تخطّي المسارات رجوعًا ومواصلة، أمّا التمرير الشاقولي لأعلى وأسفل، فيتحكّم بمستوى الصوت.

بشكل عام، تغطّي عناصر التحكّم كثيرًا من المهام والوظائف وقد تبدو أقرب إلى الكمال، لكنّها قد تشكّل تحديّا بعض الأحيان بالنظر لصغر مساحة السطح الحساس للمس. لم تُرى أي آثار جانبّية أو ضجيج مترتّب عن استخدم عناصر التحكّم، ويجدر بالذكر أنّ Bose راقبت عن كثب شكاوى مستخدمي سماعات Sony حول كافّة المشاكل والصعوبات التي واجهتهم مع سطح اللمس لدى استخدامه أوّل مرّة بالأخصّ تلك المتعلّقة بأداء السماعة في الطقس البارد، وعملت جاهدة على تلافيها وتطوير الوظائف بشكل عام.

تهوية الأذن والرأس أثناء الارتداء

كحال معظم السماعات مغلقة الوجه الخارجي والتي تغطي كامل الأذن، فإنّ سماعة بوز 700 لا توفّر ذلك القدر المثالي من التهوية؛ ففي الوقت الذي تفرض فيه الوسادات طوقًا فعّالًا حول الأذن لعزل الضوضاء والتثبيت، فإنّها أيضًا تعيق تدفّق الهواء بنسبة كبيرة جدًّا. قد لا تكون تلك معوقات حقيقيّة للمستخدمين الذين لا يقضون كثيرًا من الوقت مع سماعاتهم، لكن أولئك الذين يقومون بنشاطات زائدة من أي نوع، أو يتواجدون في مكان دافئ بعض الشيء، فغالبًا ما ستتعرّق مناطق آذانهم أكثر من المعتاد.

قد يهمّك أيضًا: مراجعة سماعة سنهايزر Massdrop x Sennheiser HD58X.

قابليّة وسهولة الحمل والتنقّل

الطول	8 إنش (20.3cm)
العرض	6.5 إنش (16.5cm)
السماكة	3.6 إنش (9.1cm)
الحجم الإجمالي	187 إنش مكعب (3064cm³)

بالمجمل، تبدو السماعة متخلّفة في هذه الناحية، فمن جهة ليست Bose 700 تلك الكتلة الضخمة المزعجة، ومن جهة أخرى ليس بالإمكان طيّها أو تحجيمها إلى طابع أكثر اختصارًا، وهو أمر مخيّب للآمال في هذا التصميم الجديد، أي لن تكون قادرًا على وضعها في في جيب سترتك مثلًا (بالطبع، تخيّل!) كما أنّ حجمها أكبر من اللازم لحملها باليد والتنقّل بأريحيّة، ولكنّ كتلة السماعتَين اليمنى واليسرى قابلتان للدوران حول المحور الحامل بشكل كامل، ما يعني أنّها لن تشكّل أي عبء إذا ما وُضِعت في حقيبة ملائمة.

حقيبة السماعة

نوع الحقيبة	صندوق صلب
الطول	8.6 إنش (21.8cm)
العرض	7.2 إنش (18.3cm)
السماكة	2 إنش (7.6cm)
الحجم الإجمالي	124 إنش مكعب (2032cm³)

يأتي تصميم حقيبة الحمل لهذا الجيل بشكل مختلف قليليًا عمّا كان في QC 35 II، إذ إنّ بوز 700 تتوافر مع حقيبة صلبة أنيقة وأقلّ حجمًا كما يبدو، مع جيب مغناطيسيّ لتخزين الكابلات والملحقات المرافقة، وستتكفّل بكلّ ثقة بحماية السماعة داخلها من الغبار والخدش والارتطام، والتعرّض للرطوبة والسوائل بدرجة متوسّطة (أي لا تُجازف بإغراقها!)، وحتى آثار السقوط والصدمات التي تحصل أثناء السفر. لكن احذر؛ فالحقيبة غير مقاومة للماء، ولن تحمي السماعة داخلها من التحطّم إذا ما جلست عليها من دون قصد مثلًا!.

جودة البناء والتصنيع

قياسًا بشركة من مقام Bose، فإنّ جودة تصنيع سمّاعتها الجديدة جيّدة جدًّا، وتعطي إحساسًا بجودة أكبر ممّا كانت عليه QuietComfort 35 II، إذ إنّ التصميم الجديد جلب معه قدرًا أكبر من الفخامة باعتماد مواد تصنيع أعلى جودة.

قوس الرأس مصنوع من الستانلس، في حين يبدو البلاستيك المستخدم في كتلة السماعات صلدًا ومتينًا، وبما أنّ قوس الرأس مرتبط مباشرة مع السماعات، فهناك بالتالي أجزاء متحرّكة أقل بالمجمل، أي أنّ السماعة ككلّ باتت أقلّ عرضة للضرر. من جهة أخرى، يبدو مكان التقاء قوس الرأس مع “طاسة” السماعة كنقطة ضعف محتمَلة في التصميم، لكنّها لن تشكّل مشكلة حقيقيّة إلّا إذا انتُزَعت السماعة أو سُحبت بقوّة مفرطة وبوضعيّة غير مناسبة.

الثبات عند الارتداء

يمكن القول إنّ ثبات السماعة على رأس المستخدم ملائم تمامًا؛ فمن حيث حركات الرأس الشاقولية ـ لأعلى وأسفل ـ ستحافظ السماعة على استقرارها بشكل ممتاز، ولكنّها قد تتحلحل بشكل واضح إذا ما هززت أو حرّكت رأسك بسرعة زائدة جانبًا (يمنة ويسرة). بمقارنتها مع QC 35 II، فإنّ إطباقها أكثر إحكامًا في الجيل الجديد، لكنّها لا تزال غير ملائمة لارتدائها أثناء تمارين الرياضة كثيفة الحركة، وإجمالًا فهي تفي لأغراض الجري الخفيف، إذ إنّ هذه إحدى فوائد الاتصال اللاسلكي، فلا يعيق حركتك أي سلك، وإن لم توفّق في ذلك، فليس هناك ما يُقال للأسف، فهذه السماعات أنسب ما تكون لحالات الاستخدام الاعتيادي اليومي.

جودة الصوت

الاستجابة التردّدية (Frequency Response)

تتمتّع سماعة بوز 700 بدرجة مقبولة من حيث استمراريّة واتساق الاستجابة التردّدية (Frequency Response Consistency)، وبالكاد لوحظ أي انحراف أو حيود ضمن نطاق الجهير أو القرار (Bass أو البيس)، الأمر الذي قد يُعزى إلى إمكانيّات عزل الضوضاء التي تُعنى بتفحّص توازن البيس. لكن بكلّ الأحوال، فشلت السماعة في تقديم أداء متسق متوازن ضمن نطاق الجواب أي طبقات الصوت العليا (Treble أو التريبل)، وبغبارات أدقّ؛ أشارت القياسات إلى انحراف قارب 12dB تحت تردّد 10KHz في سماعة الأذن اليسرى تحديدًا، ما معناه أنّك على الأرجح ستلاحظ فارقًا في أداء السماعة مع طبقات الجواب (Treble) اعتمادًا على كيفيّة وضع كتلتَي السماعة على أذنَيك (بالتبديل بين اليمين واليسار).

دقّة وانضباط الجهير أو القرار (Bass Accuracy)

تتألّق سماعة بوز 700 في هذه الجزئيّة؛ إذ إنّ الحدود الدنيا لتردّد الصوت تهبط حتّى 10Hz، وهو رقم ممتاز ويوحي بما لا يدع مجالًا للشكّ بأنّ السماعات الجديدة هذه قادرة على إنتاج الهمهمات أو الطنطنات المنخفضة للغاية والموجودة في بعض أنماط الموسيقى الإلكترونيّة. تجنح استجابة القرار (البيس) لتكون أكبر من اللازم بصورة طفيفة على طول نطاقه لكن ضمن المعقول، ما يعني أنّ أداء السماعة في هذه التأثيرات لن يحجب أو يعيق أصوات الغناء في الموسيقى أو يبرز بصورة فجّة صوت الآلات.

دقّة وانضباط النطاق الأوسط (Mid Accuracy)

يمكن وصف أداء السماعة على النطاق التردّدي الأوسط بالممتاز، حيث أنّ الاستجابة التردّدية هنا متّزنة بقدر جيّد، لكن هنالك بعض من الجنوح الزائد قليلًا في المجال الأوسط الأدنى ولعلّه استمرار للحيود في نطاق القرار (Bass) الذي يسبقه كما ذكرنا، ما سيلقي بظلاله على شكل تأثيرات طفيفة للموسيقى. أيضًا هنالك هبوط ضئيل بعد حاجز تردّد 1KHz، والذي سيتجلّى من خلال تحييد طفيف لأصوات الغناء.

دقّة وانضباط نطاق الجواب (Treble Accuracy)

تحقّق السماعة أداءً لا بأس فيه مع طبقات الصوت العليا (Treble)، مع النتائج الأفضل في نطاق الجواب الأدنى (Low-Treble)، لكن بوجود هبوط في منقطة تردّد 5KHz، ما سيؤثّر سلبًا على الظهور اللائق لأصوات جوقة الغناء ويبرز آلات الموسيقى على حسابها هنا. بخلاف ذلك لا توجد أي سقطات مفاجئة في كامل النطاق، أي أنّ الصوت سيبدو لائقًا بالمجمل دون أن يكون ثاقبًا مزعجًا على الإطلاق، والتجربة بالطبع قد تختلف من وجهة نظر كلّ مستخدم على حدة.

عزل الضجيج (الداخلي والخارجي)

عزل الضوضاء الخارجيّة

إنّ جودة وفاعليّة عزل الضوضاء الخارجي للسماعة ممتازة بالعموم، وبالخوض في تفاصيل إمكانيّاتها، فهي توفّر عزلًا جيّدًا لأصوات الجهير الضخمة الثقيلة (Bass-Heavy) كما في القعقعة العميقة للطائرات ومحرّكات الحافلات بحجب نحو 17dB، وفيما يتعلّق بنطاق التردّدات الأوسط، فهي تعزل بنحو 24dB، ما يتيح حجبًا قويًّا للغاية للأحدايث والكلام الخارجي المحيط، وتزداد الفاعلية مع الأصوات الحادّة كما في أصوات الصفير أو أصوات S و T (المقصود طبيعة خرج صوت هذين الحرفَين) أو بعض أنواع الضجيج الناتج عن أجهزة التكييف، وذلك انطلاقًا من كونها توفّر عزلًا يصل حتى 41dB لنطاق الجواب (Treble).

تسريب الأصوات عن السماعة

فاعلية السمّاعة في هذه الجزئيّة ملائمة وكافية بشكل إجمالي، إذ إنّ الغالبية العظمى من التسريب تكون في نطاق الترددات الأوسط (Mid Range) لكن بصورة أكثر اكتمالًا أو وضوحًا مما في سماعات ضمن الأذن (In-Ear)، أو سماعات Earbuds، وللتوضيح، وكمثال دقيق؛ فعند تشغيل موسيقى على 100dB SPL، كان التسريب الحاصل على بعد قدم واحد بحدود 37dB SPL، أي أدنى فعليًّا من سقف الضجيج الشائع في جوّ المكاتب، لذا لا حرج عليك عمليًّا من استخدام السماعات في أجواء مماثلة، إلّا أذا أردت أن تطلق العنان لموسيقاك وتفجّر صخبك كلّه!.

الميكروفون

جودة التسجيل

كحال معظم سماعات البلوتوث الأخرى، فإنّ جودة التسجيل جيّدة ـ إلى حدّ ما ـ إذ إنّ حدود التردّد الدنيا تهبط إلى 233Hz، أي أنّ الصوت المسجّل أو المنقول عبر ميكروفون سماعة بوز 700 سيبدو “رفيعًا” إن صحّ التعبير، لكن أكثر عمقًا وعنىً مما في معظم ميكروفونات البلوتوث الأخرى. من جهة أخرى، فإنّ حدود التردّد القصوى ـ المسؤولة في هذه الحال عن الوضوح العام للصوت المُسَجَّل ـ تصل إلى 6.9KHz ما سينعس بنتائج إيجابية على نقاء الصوت وغنى تفاصيله، لكنّه بالمقالبل سيفتقر إلى النشاط ليبدو مكبوتًا بعض الشيء.

ملخّص القول أنّ الصوت المسجّل أو المنقول (عبر المكالمات مثلًا) قد لا يبدو طبيعيًّا لدرجة تشابه أجهزة التسجيل الاحترافيّة، لكنّه يبقى واضحًا ومفهومًا، في المجال الذي تستخدمه فيه.

التعامل مع الضجيج

تحتوي السماعة على ميكروفون مدمج لهذا الغرض يقدّم أداءً جديرًا بالملاحظة؛ إذ حقّق نسبة استنباط الكلام من الضجيج بنحو 40dB، أي ضمن تقييم ممتاز، ولكن من الجدير بالذكر أنّ حاجز الضجيج ذاك سيترتّب عليه حتمًا احتمال اقتطاع أو تجاهل أجزاء أو مقاطع الحديث أو التسجيل الخافتة للغاية، أو التي لم تدخل وفق منحىً مباشر إلى الميكروفون.

الملحقات والميزات الإضافيّة

التطبيق المخصّص

سماعة بوز 700 الجديدة حملت معها تطبيقًا جديدًا للأجهزة الذكيّة، وهو Bose Music، وضع في ذهنك أنّه يختلف عن تطبيق Bose Connect الذي استُخدِم مع معظم سماعات الشركة السابقة. بالعموم، يبدو التطبيق الجديد ترقية لا بأس بها، مع واجهة سلسلة وسهلة الاستخدام أيضًا، ووظائفه مألوفة للغاية، لكنّه يفتقد لوجود EQ، وهو أمر مخيّب للآمال بحق.

في العادة لا تتيح Bose كثيرًا من الخيارات عندم يتعلّق الأمر بتخصيص الإعدادات، لكنّها قد تخلّت عن ديدنها ذلك هنا، فأتاحت إمكانية الاختيار من بين عشر أوضاع مختلفة لمستويات عزل الضجيج عبر التطبيق، بدءًا بالمنخفض وصولًا للعالي، ويبرز هنا بالأخص المستوى ثفر، أو كما أشارت إليه الشركة بوضع الشفافيّة (Transparency)، والذي يتيح سماع الوسط المحيط كما في حالة الأذن المجرّدة (تقريبًا).

كحكم نهائي، يمكن وصف التطبيق بأنّه ناضج لكن غير مكتمل؛ ففضلًا عن افتقاره إلى EQ، فإنّ المستخدم مضطرّ لإنشاء حساب خاصّ في التطبيق ليتمكّن من استخدامه، الأمر الذي قد يشكّل عامل قلق أو نفور لدى بعض المستخدمين.

المساعد الصوتي

على نحو افتراضي، تعتمد Bose 700 مساعدة Alexa الصوتي من Amazon في الواجهة، وبالإمكان طبعًا تغييره حسب الرغبة إلى Google Assistant أو Siri حتّى، ليتمّ استدعاؤ المساعد بضغط الزرّ المخصّص له في السماعة، وبالنسبة لمن اختاروا المضيّ مع Alexa فإنّ بالإمكان استدعاءها بنطق الأمر الصوتي فحسب.

ميزات الواقع الصوتي المعزّز

جٌهِّزت بوز 700 للتعامل مستقبلًا مع ميزات Bose AR، والتي تمثّل منصّة الواقع الصوتي المعزّز الخاصّة بالشركة، والتي تنوي Bose تمكينها في سماعتها في قادم الأيّام، بالنظر إلى أنّ برنامج تشغيل السمّاعة قابل للترقية.

ستتضمّن تلك الإضافات كما هو متوقّع إضافة معادل صوتيّ (Equalizer) لتكييف الصوت حسب رغبة المستخدم، ووضع الشفافيّة الديناميكيّ الذي سيتيح سماع أصوات الوسط المحيط مع تخفيت الضوضاء العالية كالصفير، فضلًا عن ميزة تغليف الضجيج (Noise Masking) التي ستعمل على خلق ضجيج أبيض ـ إن صحّ التعبير ـ للمساعدة قدر الإمكان في الحدّ من إزعاج العالم الخارجي وتحسين تركيز المستخدم بالأخصّ في حالات عدم الاستماع للموسيقى.

الطاقة (البطارية والشحن)

حتى مع تفوّق Sony الكبير في مجال عمر البطاريّة، فإنّ سماعة بوز 700 لم تفشل أيضًا، وزُوِّدت ببطارية تدو لنحو 20 ساعة وفق الأرقام الرسميّة، مع أنّ التجارب أثبتت أنّ تجاوز ذلك الوقت أمر هيّن. ضف على ذلك أنّ السماعة تدعم الشحن السريع؛ بحيث يمكن تحصيل ما يصل إلى ثلاث ساعات ونصف من الاستخدام بمجرّد 15 دقيقة من الشحن، مع الإشارة إلى أنّ شحن بطاريّة السماعة بالكامل يحتاج إلى ساعتين اثنتَين.

اقرأ أيضًا: مراجعة سماعات Sony WH-1000XM5 اللاسلكيّة الملغية للضوضاء | السعر والمواصفات والأداء

يمكن استخدام السمّاعة بدون طاقة البطاريّة عبر كابل الصوت المرفق، ولا يمكن استخدامها أثناء الشحن للأسف. توفّر Bose 700 أيضًا نمطَين من أنماط التوقف التلقائي؛ الأوّل لا يمكن إلغاء تفعيله ويعمل على إيقاف تشغيل السماعة بعد مضي 10 دقائق فقط من حالة السكون التام، أي دون إحساس السماعة بأي حركة، والثاني يمكن تعديله من التطبيق المخصّص للسماعة، إذ يتكفّل بإيقاف تشغيل السماعة بعد مدّة معيّنة مسبقًا في حال كنت ترتديها وتستخدمها.

الاتصال السلكي واللاسلكي

التوصيل بالبلوتوث

إصدار البلوتوث	5.0
عدد الأجهزة المقترنة	2
دعم اقتران NFC	لا يوجد
مدى البلوتوث المباشر	235 قدم (71.6 متر)
مدى البلوتوث الفعلي	33 قدم (10 أمتار)
دعم ترميز aptX	لا يوجد
تأخير الاستجابة مع الحاسوب	192ms
تأخير الاستجابة مع iOS	117ms
تأخير الاستجابة مع Android	133ms

معيار البلوتوث في السماعة هو Bluetooth 5.0، مع إمكانية إقرانها مع جهازَين اثنَين بشكل متزامن، لكن لا وجود لدعم تقنية توصيل NFC. لعلّ الأمر الأكثر إثارة للخيبة هنا هو عدم دعم السماعة لترميز aptX، فبجانب ترميز SBC الأساسيّ الذي تستخدمه معظم أجهزة البلوتوث الأخرى، تدعم بوز 700 ترميز AAC كذلك، وهو ليس بالأمر السيّء صراحة، لكنّ بعض الاختبارات أظهرت تفاوتًا في أدائه بين أجهزة iOS وAndroid لصالح الأخيرة.

على نحو يثير الإعجاب، لدى سماعة Bose 700 زمن تأخير استجابة أقل مما في معظم منافساتها الأخرى، ولكنّه ما زال مرتفعًا بعض الشيء ليلائم تجربة مشاهدة الفيديو أو الألعاب بشكل مثالي، ولكن هذه المعوقات شرعت تضمحلّ بعض الشيء آخر السنوات؛ إذ إنّ بعض الأجهزة وتطبيقات الفيديو على سبيل المثال بدأت بالتوجّه نحو توفير بعض الميزات التي تعوّض أو تُجنّب ـ إن صحّ التعبير ـ ذلك التأخير، أي أنّ التأثير الناجم عن زمن تأخير الاستجابة في سماعة البلوتوث قد يختلف اعتمادًا على الجهاز والتطبيق المستخدم لدفق الفيديو أو الألعاب.

قد يهمّك أيضًا: مراجعة سماعات HiFiMAN HE6se المفتوحة من الخلف.

التوصيل بالكابل

دعم إشارة الصوت التناظرية (عبر كابل)	موجود
دعم الصوت عبر USB	لا يوجد
نوع كابل الصوت	3.5mm إلى 2.5mm
طول كابل الصوت	3.5 قدم (1 متر)
التوصيل مع منصّات الألعاب عبر USB	غير مدعوم
التوصيل مع منصّات الألعاب عبر البلوتوث	غير مدعوم
التوصيل مع منصّات الألعاب عبر مقبض التحكّم	مدعوم

تعتمد بوز 700 كابل صوت من نوع 1/8 TRS إلى 1/16 TRS، وهو من الأنواع شائعة الاستخدام، لكنّه أقل شيوعًا من نظيره 1/8 إلى 1/8، كما وأنّ كابل الصوت لا يضم ميكروفونًا مخصّصًا عليه وهو من نمط بات غريبًا هذا الأيّام من جهة السمّاعة أي منفذ 2.5mm، لذا احرص على الحفاظ عليه من الضياع أو التلف. السماعة لا تدعم دفق صوت USB، ما يعني محدوديّة التوافق مع منصّات الألعاب بما يتضمنّه ذلك حصر مصدر الصوت عند التوصيل مع مقبض التحكّم الخاصّ بالمنصّة.

كلمة أخيرة

إنّ بوز 700 لا شكّ قطعة فريدة من نوعها، وخيار جيّد للغاية مهما كانت الظروف، ذلك أنّ تقنيّات عزل الضوضواء التي تشتمل عليها تمثّل الفئة الرائدة فائقة التقدّم، فضلًا عن جودة الصوت التي لا يمكن إنكارها أبدًا. لكن، تقف سماعة Sony WH-1000XM3 بالمرصاد لكلّ ذلك؛ إذ تتيح إمكانيات رائدة ـ بل ومتفوّقة أغلب الأحيان، تجعل من سماعات Bose الجديدة خيارًا أقلّ استحسانًا مما كانت عليه سابقاتها، وبالعموم، لكلّ من السماعتَين محاسنها.

نقاط في صالح Bose 700	نقاط في صالح Sony WH-1000XM3
قوس رأس أكثر إحكامًا	أرخص سعرًا
إمكانية التحكّم بمستوى عزل الضجيج	أكثر أريحيّة
مساعد Alexa نشط دومًا	عمر بطارية أطول
جودة مكالمات ممتازة	حقيبة حمل أصغر وأفضل
ميزات Bose AR موعودة قادمة	أفضل بصورة إجماليّة

خلاصة القول إنّ لا مخطئ تمامًا أو مصيب قطعًا في الاختيار هنا، ولكن إن من عامل قد يضعف من فرص سماعة بوز 700 بشكل كبير، فهو سعرها دون أدنى شكّ!.

زر متجر سمّاعة لأفضل وأحدث العروض على سمّاعات Bose.

تسوّق الآن!