كيف يمكن تقليل الضوضاء و عزل الصوت أثناء التسجيل أو حتى الاستماع؟

دائماً ما نستمع إلى مقطوعات موسيقية سواء من إنتاج استوديو صوتي أو أحد المسارح لكن يظل هناك اختلاف شاسع بين التسجيلات من حيث الدقّة، بعضهم نجد منه نقاء في الصوت والآخر نجد منه تشويش واضح ودرجات متفاوتة في الدقّة الصوتية هنا وهناك، فيا تُرى ما هو السبب في ذلك؟ وهل هناك تقنيات عالية وأخرى رديئة في عملية التسجيل أو تنقية الأصوات، رغم استخدام نفس الأدوات تقريباً من ميكروفون احترافي وميكسر ومعدات صوتية احترافية؟ دعنا نتعرف على تقنية يستخدمها البعض في مكافحة التشويش والضوضاء في مثل هذه المواقف، وهي امتصاص الصوتيات.

ماهو الامتصاص الصوتي “Acoustic absorption”؟

جميعنا يعلم أن الأصوات تنتقل على هيئة موجات حتى يتم اصطدامها بأي سطح، وهي اللحظة التي يبدأ فيها الصوت الانتقال عبر هذا السطح أو ينعكس وجزء آخر يمتصه هذا السطح، ويتحول الجزء الممتص غالباً إلى نوع من الطاقة وغالباً ما تكون طاقة حرارية (وهي ما يُطلق عليها الطاقة المفقودة)، ويعتمد انتقال الصوت إلى الجانب الآخر من أي مادة بناء على معامل نفاذ الصوت خلال هذه المادة.

تكمن فائدة ظاهرة امتصاص الصوت في عملية تقليل الضوضاء المحيطة بالصوت (كما في استديوهات التسجيل الصوتية) وذلك عن طريق التحكّم في زمن الارتداد أو معالجة بعض العيوب الصوتية مثل صدى الصوت عن طريق امتصاص الطاقة الصوتية وتحويلها إلى طاقة حرارية أو ميكانيكية (على هيئة ذبذبات) وهو ما يحتاجه الكثير من مُنتجي المواد الصوتية بجودة عالية في التسجيلات وغيرها.

https://www.samma3a.com/tech/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-audio-technica-ath-m50/

كيف يتم إلغاء الضوضاء المحيطة في سماعات الأذن؟

يكمن العنصر الأول في معادلة إلغاء الضوضاء في مسألة التحكّم في الضوضاء السلبية وهي ما نستعيض عنه عادة  بوضع اليدين على الأذن لحجب الصوت المحيط بك، وتُشكّل بعض قطع الأذن وسماعات الرأس لغرض منع الصوت فيزيائياً من الوصول إلى أذنيك ولأغراض تسويقية تُدعى السماعات “عازلة للضوضاء” سواء عن طريق وضع شيء على الأذن أو استخدام مواد ماصّة للصوت مثل الفوم عالٍ الكثافة وهو المُستخدم بكثرة في سماعات الرأس الاحترافية، ويمكن لهذه القطعتين منع ما يصل إلى 20 ديسيبل من الصوت المحيط بك أي يمكنه عزل همس شخصين يتحدثان بجوارك أو أصوات على مسافة متر ونصف مثلاً.

قد تُستخدم بعض سماعات الرأس في حجب أصوات عالية جداً مثل محركات الطائرات النفاثة، وهناك فرق بين إلغاء الضوضاء المحيطة وعزل الصوت تماماً، وبخلاف ذلك فإن منع الصوت غير المرغوب به في الوصول إلى أذن المُستمع يتم عن طريق أشياء تدميرية له، ويتطلب ذلك عادة في اختباره وضع ميكروفون بأقرب ما يُمكن لأي صوت يدخل الأذن ويهدف تواجده إلى التقاط الترددات الكثيرة الواردة إلى السمّاعة.

لو تحدثنا من الجانب العملي فعلياً، فإنك ستجد أن جميع السماعات تقوم بعملية تقليل بشكل أو بآخر للضوضاء المُحيطة، وذلك لأن المواد المكوّنة للسمّاعات تقوم بحجب الموجات الصوتية وخاصة الترددات العالية، وتستخدم ظاهرة أخرى في تنفيذ عملية التدمير الصوتي للضوضاء وهي ما تعرف علمياً بالتداخل الهدّام للصوت.

المزيد عن الموضوع: كل ماتريد معرفته عن تقنية إلغاء الضوضاء والعزل الصوتي في السماعات

 تعمل ظاهرة التداخل الهداّم على تشتيت الموجات الصوتية المسبّبة للضوضاء، ولكي يتم ذلك لابد من توافر بعض المكونات وهي:

• ميكروفون: يوضع الميكروفون داخل قطعة الأذن للاستماع إلى الأصوات الخارجية التي لم يتم حظرها بشكل سلبي.
• دائرة إلغاء الضوضاء: إلكترونيات يتم وضعها في كأس الأذن الخاص بالسمّاعة وتستقبل الضوضاء التي سجلها الميكروفون وتولّد “بصمة” من الضوضاء، وتخلق موجة جديدة بزاوية 18 درجة من الموجات المرتبطة بالضوضاء.
• السمّاعة: وهي المكافحة للصوت، ويتم إنشاؤها من قبل دوائر إلغاء الضوضاء في سماعات الأذن جنباً إلى جنب مع الصوت العادي، ويقوم المكافح بمحو الضوضاء عن طريق التدخّل الهدّام وهو لا يؤثر على الموجات الصوتية الخاصة بالصوت العادي.
• البطارية: لابد لمصدر الطاقة أن يكون عن طريق بطارية قابلة للشحن وذلك لتقليل تأثير الضوضاء.

بهذه المكونات وبهذه التقنية البسيطة يتم حجب نسبة من الضوضاء والتي تشكّل حوالي 70% من الضوضاء المحيطة وهي ما تندرج تحت مستوى 20 ديسيبل، وهذا ما يجعل سماعات إلغاء الضوضاء أداة مثالية لشركات الطيران والسفر بالقطارات والبيئات المفتوحة أو أي مكان آخر من المستوى العالي من الضوضاء بالخلفية.

 تصفح أحدث مجموعة سماعات رأس من متجر سماعة