هل علينا أن نقلق على أنفسنا من ترددات RF وإشعاعاتها التي تنتجها السماعات اللاسلكية

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

أعادت دراسة حديثة تم الكشف عنها مؤخرًا العديد من المخاوف التي أثارتها دراسة أقدم قليلًا إلى الحياة. ففي الدراسة القديمة التي استمرت قرابة 10 سنوات وأنفقت عليها الحكومة الأمريكية قرابة 25 مليون دولار، تم إيجاد رابط بين الإشعاعات التي تصدرها الهواتف الخليوية وبين مرض السرطان. وقد تركت هذه الدراسة تساؤلات أكثر من تلك التي أجابت عليها، خاصة بعد ظهور عدد كبير من المنتجات الأخرى الحديثة التي لم تكن قد ظهرت بعد عند بدء هذه الدراسة في بداية الألفية الحالية.

وتحاول الدراسة الجديدة أن تجيب على عدة تساؤلات متعلقة بمدى تأثير وارتباط المنتجات الاستهلاكية الحديثة المعتمدة على الإشعاعات مثل تقنيات الاتصال اللاسلكي واي-فاي أو بلوتوث بإثارة مرض السرطان. فمثل الهواتف الذكية، هناك العديد من الأجهزة التي تعتمد على طاقة ترددات الراديو RF للتواصل مع بعضها.

وتعد طاقة ترددات الراديو RF من بين أشكال الإشعاع الإلكترو مغناطيسي. ومثل الهواتف الخليوية، تعتمد أجهزة الراوتر على ترددات RF من أجل إيصال الإنترنت بحاسوبك وهاتفك وتليفزيونك الذكي وغيرها. كما تعتمد عليها أيضًا تقنية الاتصال اللاسلكي بلوتوث، والمستخدمة في سماعات الرأس ومكبرات الصوت اللاسلكية. ولا يختلف الأمر مع الساعات الذكية التي تستخدم ترددات RF من أجل الاتصال بالهاتف الذكي. مما يعني أن كافة الأجهزة التي تعتمد على الاتصال اللاسلكي بلوتوث أو واي-فاي في نقل وإرسال واستقبال البيانات تعتمد على ترددات RF. فهل نحن إذًا محاطون بعدد كبير من مسببات مرض السرطان.

للإجابة على هذا السؤال أعد موقع كونسيومر ريبورت مجموعة من اللقاءات مع علماء متخصصون في هذا المجال، وقد تباينت أراء هؤلاء الخبراء التي نستعرضها فيما سيلي من هذا التقرير. ولكن قبل استعراضها دعونا نتعرف أولًا عن ماهية ترددات RF.

ماهية وطبيعة ترددات RF

إشارات أو ترددات RF أو طاقة ترددات الراديو، هي الوسيلة التي تستخدمها الهواتف الذكية وأجهزة الاتصال اللاسلكي بتقنيتي واي-فاي وبلوتوث للاتصال بما حولها من أجهزة أخرى تعتمد على التقنية ذاتها. وتعد ترددات RF أحد الأشكال غير المؤينة من الإشعاعات.

ولتعريف معنى غير مؤينة دعونا نتعرف أولًا على الإشعاعات المؤينة، وهي التي تنتج من عدة مصادر مثل الأشعة فوق الحمراء النابعة من الشمس، الأشعة الناجمة عن التحاليل الطبية مثل الأشعة السينية والمسح الذري، وأيضًا الأشعة الناجمة عن الانفجارات النووية.

هل علينا أن نقلق على أنفسنا من ترددات RF وإشعاعاتها التي تنتجها السماعات اللاسلكيةوتعمل الإشعاعات المؤينة على كسر أو تعديل الحمض النووي للكائنات الحية، وهو أحد المسببات الرئيسية لمرض السرطان، وهو أيضًا ما لا تمتلك الأشعة غير المؤينة التي تنتمي لها ترددات RF الطاقة الكافية لإحداثه.

ولكن، تشير بعض أراء الخبراء إلى إمكانية قيام الأشعة غير المؤينة الناجمة عن ترددات RF إلى إحداث بعض التغييرات والتأثيرات على الأعضاء الحيوية للكائنات الحية. وقد أثار قوة ومدة هذه التأثيرات والتغييرات الجدل بين المتخصصين.

في حالة الهواتف الخليوية، قام العلماء بإجراء عدة اختبارات على الحيوانات من خلال تعريضها لنسب من ترددات RF داخل المعامل المتخصصة، بالإضافة إلى التجارب السريرية التي أجريت على البشر لاستكشاف ما إن كان هناك رابط بين الاستخدام المستمر للهواتف الخليوية وبين زيادة نسبة الإصابة بسرطان المخ أو أي تغييرات جسدية أخرى مغايرة لتلك التي لا يتعرض لها من يستخدمون الهواتف بشكل أقل.

والغريب أن كافة هذه الاختبارات بكل أشكالها لم تكشف عن وجود رابط حقيقي بين هذه التغييرات والأمراض وبين الاستخدام المستمر للهواتف الخليوية أو التعرض لترددات RF الناجمة عنه، ولكنها وفي الوقت نفسه لم تؤكد بشكل قاطع أن هذه الترددات آمنة بشكل كلي وبنسبة مائة بالمائة.

من ناحية أخرى قام مجموعة من العلماء بإجراء اختبارات مشابهة على الحيوانات بتعرضها للترددات ذاتها الناجمة عن الأجهزة المتصلة لاسلكيًا بتقنية واي-فاي، وهي الاختبارات التي لم تخرج أيضًا برأي قاطع يحدد مدى سلامة أو ضرر هذه الترددات والإشعاعات.

وقد أكد بعض الخبراء أنه في جميع الأحوال لن تحمل تقنية واي-فاي الأضرار ذاتها المحتمل حدوثها مع الهواتف الخليوية رغم استخدماهما لذات الترددات. فعند قيامك بإجراء مكالمة هاتفية، أرسال رسالة نصية أو استخدام بيانات الهاتف للاتصال بالإنترنت، يقوم هاتفك بإرسال واستقبال ترددات RF بين هوائي الهاتف وبين أقرب برج من أبراج الاتصالات. أما الأجهزة المعتمدة على الاتصال اللاسلكي عبر واي-فاي أو بلوتوث فتقوم بإرسال واستقبال الترددات بين جهاز الراوتر وبين الحاسوب أو الهاتف، أو بين الهاتف وبين سماعة الرأس، وهي مسافات أقل بكثير من المسافة بين هوائي الهاتف وأقرب برج اتصال له، لذا تنتج هذه الأجهزة طاقة أقل من أجل إرسال البيانات عن تلك التي تنتجها الهواتف الخليوية، وهو ما يعني بالضرورة انخفاض الضرر الناجم عن هذه الأجهزة على أي خلايا حية عن الهواتف.

بالإضافة إلى ذلك لا يحتاج المستخدم إلى اقتراب رأسه كثيرًا من الأجهزة التي تعمل عبر تقنية واي-فاي، وهو ما يقلل أيضًا من احتماليات التعرض إلى الضرر، فطبقًا للخبراء تتناسب المسافة بين هذه الأجهزة وبين المستخدم عكسيًا مع مدى الضرر الناجم عنها. وحتى في حالة سماعات الرأس التي تعمل بتقنية بلوتوث وتقترب إلى حد الالتصاق برأس المستخدم، تقل إمكانية التعرض للضرر من خلالها لضعف إشارة ترددات RF التي تنتجها.

ولكن لا يعني هذا أن الضرر ليس قائمًا بالفعل، فكافة الآراء والاختبارات التي تناولناها تتحدث عن ضعف وقلة الضرر وتباينه لا عن عدم وجوده نهائيًا. لذا وجب اتباع بعض النصائح التي من شانها تقليل خطر التعرض إلى الضرر الناجم عن ترددات RF.

خطوات ونصائح يجب اتباعها لتقليل احتمالية الضرر

ينصح الخبراء باتباع بعض النصائح والإجراءات التي من شانها تقليل إمكانية التعرض للضرر الناجم عن إشعاعات ترددات RF المنبعثة من الهواتف الخليوية والأجهزة المتصلة لاسلكيًا عبر واي-فاي أو بلوتوث.

فينصح بعض الخبراء بعدم وضع جهاز الرواتر في المكان ذاته الذي تقضي فيه الأسرة أطول وقت خلال اليوم، كما ينصحون بإطفائه خلال الليل أو عند عدم الحاجة إليه. كما يفضل استخدام الاتصالات اللاسلكية في حالة قرب الجهاز من الراوتر وعدم الحاجة إلى تحريكه بين الحين والآخر.

أما فيما يتعلق باستخدام الهواتف والأجهزة اللوحية فينصح الخبراء بإبقاء هذه الأجهزة بعيدًا عن رأسك وجسدك قدر المستطاع خاصة عند انخفاض إشارة الاتصال إلى الهاتف ووصولها إلى إشارة واحدة، ففي هذه الحالة يحاول الهاتف إصدار أكبر قدر ممكن من الطاقة لإرسال البيانات إلى أقرب برج اتصال، وهذه هي أكثر اللحظات التي يمكن أن يكون فيها استخدام الهاتف ضارًا. وفي هذه الحالة يمكن استخدام المحادثة أو مكالمات الفيديو أفضل من إجراء المحادثات والمكالمات الصوتية.

كما يفضل الخبراء في العموم استخدام مكبر صوت الهاتف في إجراء المكالمات، أو استخدام السماعات السلكية أو اللاسلكية بتقنية بلوتوث التي تحمل ضرر أقل بشكل كبير عن استخدام الهاتف ذاته. كما ينصح الخبراء بوضع الهواتف والأجهزة اللوحية في حقيبة عند التنقل عوضًا عن وضعها في الجيب. كما ينبغي عدم ترك الأجهزة اللوحية أو الهواتف ملتصقة بأي من مناطق جسم المستخدم لفترة طويلة.

أما خلال اليوم فيفضل عدم وضع الهاتف قرب رأسك وإبقاءه بعيدًا قدر المستطاع، هذا في حالة ما إن لم تكن تريد تحويل الهاتف إلى وضع الطائرة أو إغلاقه كليًا.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *