الإنترنت ينتصر: هكذا استطاع غضب اللاعبين تغيير خطط EA لألعابها القادمة بدءاً من Battlefront 2

حينما علم لاعبو الفيديو حول العالم بنيّة EA فيما يخص لعبة Star Wars: Battlefront 2 وتقديم نموذج مالي يعمل على نهب محفظاتهم كان الغضب عارماً، غضب كان كافياً لجعل الرئيس التنفيذي لشركة Disney المالكة لحقوق Star Wars يقوم بنفسه باتصال هاتفي عاجل مع رئيس EA لإصلاح الأمر.

إن لم تكن متابعاً لآخر تطورات عالم ألعاب الفيديو فلا تقلق، سنحاول شرح الأمر باختصار. مع بدء الجيل الجديد من الألعاب متمثلاً بمنصتي PS4 و Xbox One بدأنا نرى دخول نمط جديد إلى العناوين الضخمة المنتظرة ألا وهو “Microtransactions”. هذا النمط المالي، والذي يستخدم عادة في ألعاب الهواتف الذكية وألعاب الأونلاين المجانية، يعمل على تقديم ميزات أو أزياء مختلفة للاعبين مقابل عملة نقدية يستطيع اللاعب شراءها باستخدام المال الحقيقي. على الرغم من أن هذا النظام يتيح للاعبين أيضاً الحصول على عملات اللعبة أثناء لعبهم بالحالة الطبيعية إلا أن ذلك الأمر غالباً ما يتحول إلى مهمة شاقة وذلك لحث اللاعبين على صرف المزيد من المال لاتخاذ طريق مختصر للحصول على مايريدونه.

هذه المبادلات المالية الصغيرة تلعب دوراً محورياً في الألعاب التي يتم تقديمها مجاناً للاعبين، فعن طريق إغراء اللاعب بملابس جديدة لشخصيته أو أسلحة ذات ألوان مختلفة يحصل المطورون على دخل مادي مستمر يشكل ربحهم من اللعبة. مقارنة مع الدفع لمرة واحدة عند شراء لعبة ما، فإن ذلك النظام يضمن دفعات مالية أكبر يقوم بها قسم من اللاعبين. على سبيل المثال، عوضاً عن شراء رخصة اللعبة مقابل $60 قد يقوم أحدهم بصرف مبالغ تصل إلى مئات الدولارات على الأزياء والأشكال المختلفة. لربما كان هذا ما قام بجذب الشركات الكبيرة، والتي تبحث باستمرار عن طرق لإرضاء المستثمرين في مجال ألعاب الفيديو المقدر بمليارات الدولارات حول العالم.

هناك مشكلة واحدة فقط هنا. السبب الذي جعل من Microtransactions نظاماً ناجحاً في البداية هو كونه متواجد في ألعاب مجانية من الأساس، لذا وعند تقديمه داخل ألعاب بتكلفة $60 كاملة كان لك أن تتخيل مقدار انزعاج اللاعبين. على مدار العامين الماضيين تقبل مجتمع اللاعبين ذلك الأمر طالما أنه لا يؤثر على محتوى اللعبة بنفسها ويقتصر على الكماليات، لكن ما فعلته EA هذا العام هو ما صب الكاز على النار؛ نار دفعت الشركة ثمنها غالياً.

قُبيل إطلاق Star Wars: Battlefront 2 للعلن بدأت اللعبة بالتوافر لأصحاب اشتراك EA Access، والنتيجة لم تكن مبهرة أبداً. على ما يبدو، النظام المتبع داخل اللعبة المبنية على سلسلة الأفلام الشهيرة لا يحث اللاعبين فقط على شراء العملات النقدية مقابل أزياء معينة، لكنهم يستطيعون أيضاً شراء مقدرات خاصة وفتح إمكانية اللعب بشخصيات Heroes عالية المستوى حالاً! في لعبة جماعية تعتمد على التحدي كسلسلة Battlefront كانت تلك جريمة لا تغتفر، وهي ما شكلت القشة التي قسمت ظهر اللاعبين.

عند شكوى أحدهم لفريق التطوير عبر موقع Reddit أتى الرد من EA كالتالي: “تم تقديم النظام المتبع في اللعبة لإعطاء اللاعبين حس بالتقدم والإنجاز”، مشيرين إلى أنك تستطيع شراء ماتريده عن طريق لعبك للعبة، لكن ما أصبح واضحاً هو متطلبات اللعبة الجنونية للحصول على شخصية واحدة فقط من الشخصيات المتعددة. للعب كشخصية Darth Vader على سبيل المثال فأنت بحاجة لقرابة 40 ساعة من اللعب لجمع النقاط الكافية، أو ما يعادل أسبوعين كاملين من الوقت الحقيقي وسطياً. ذلك، أو تقوم بدفع عشرات الدولارات والحصول على شخصيتك حالاً.

رد مطوري EA على موضوع Reddit ذلك سرعان ما أصبح التعليق الأكثر Dislikes في تاريخ الموقع بل وربما في تاريخ الإنترنت، مع Downvotes تجاوز عددها -680 ألف تصويت سلبي من شتى أنحاء العالم. ليس ذلك فحسب، بل وقد بدأت الدعاوى القضائية بالظهور يمنى ويسرى كنظر المحكمة البلجيكية في اللعبة على أنها تقدم نوع من أنواع القمار والمتاح لكافة الأعمار وبالأخص تلك دون القانونية، وهي ناحية توجه بها الأهالي إلى Twitter ليطلقوا حملة غاضبة ضد Disney صاحبة رخصة Star Wars لقبولها تقديم هكذا نمط للأطفال الصغار في السن والذين يشكلون جمهورها الأكبر.

لحسن الحظ، يبدو أن لقصتنا نهاية سعيدة هذه المرة، وذلك بعدما قررت EA سحب جميع أشكال Microtransactions في الوقت الراهن حتى إيجاد طريقة أخرى لا تقوم بالتأثير على تجربة اللعب مطلقاً. اللعبة أصبحت متوافرة للشراء رسمياً الآن، إلا أننا لن نعلم سواءاً كان لرسالة EA الأخيرة تأثيراً حقيقياً على استعادة ثقة المستخدمين أم لا. في الواقع، وصلت أرقام عمليات إلغاء الطلبات من موقع EA إلى حد دفع بالشركة لإخفاء الخيار بالكامل للحفاظ على ماء وجهها، مع توفيرها لإعادة المال فقط عن طريق الاتصال هاتفياً بالشركة.

“تلك لم تكن قط نيتنا. نحن آسفون بأننا لم نوفق في فعل هذا” تحدث تصريح EA الرسمي، والذي يبشر بمستقبل أفضل للألعاب القادمة على ما يبدو.

سواءاً كان ذلك درساً قيماً ستتعلم منه باقي الشركات أم أنه ذو تأثير يُستخدم لمرة واحدة فقط، فمن الجيد رؤية بأن الإنترنت مايزال يمتلك القدرة على التغيير. لربما آتت كل تلك الصور المضحكة والساخرة أكلها أخيراً، لتساهم في إنقاذ مستقبل ألعاب الفيديو من سيطرة جشع الشركات وتضعها على المسار الصحيح من جديد. للوقت الراهن على الأقل.

اقرأ أيضاً: هكذا جعل اليابانيون من 2017 أحد أفضل الأعوام في تاريخ ألعاب الفيديو