تطبيق Youtube Go الجديد.. الانطباع الأول

أطلقت شركة يوتيوب عملاقة الفيديو على الانترنت التابعة لشركة غوغل التابعة بدورها لمجموعة Alphabet تطبيقًا جديدًا لمشاهدة الفيديو في الدول النامية، وتلك التي لا تتوفر فيها خدمات انترنت قوية تساعد على الاستهلاك الكبير لحجم البيانات التي يتطلبها بث الفيديو بهذا شكل، أو ربما تكون متاحة لكنها مكلفة جدًا مايجعل المستخدم من محدودي الدخل يَعّد من واحد إلى ألف قبل تشغيل أي فيديو، ويحمل التطبيق الجديد الاسم Youtube Go.

التطبيق الجديد المتاح حاليًا لأجهزة أندرويد فقط يقدم تجربة استخدام مشابهة نوعًا ما لتطبيق يوتيوب الأساسي لكن مع اختصار الكثير من الميزات التفاعلية، ولكن الجميل في هذا التطبيق هو الاستهلاك المنخفض بشكل كبير لحزم البيانات، وإمكانية تحميل الفيديوهات من يوتيوب ومشاهدتها لاحقًا بدون اتصال بانترنت، وهو الميزة التي يبحث عنها، ويحتاجها جميع مستخدمي الانترنت في الدول النامية.

بعد تحميل التطبيق من متجر تطبيقات Google Play سيطلب منك تفعيله عبر رقم الهاتف لسبب مازال غير مفهوم بالنسبة لي، فبكل الأحوال ستقوم بربطه مع حساب غوغل الخاص بك بعد ثوان، فما الحاجة إلى التفعيل عبر SMS؟

وفي صفحة التفعيل عبر الهاتف نفسها يخبرك التطبيق بأنه سيقوم بعمل قراءة آلية Scan لجميع الأسماء وجهات الاتصال الموجودة على هاتفك ليظهر لك قائمة بأصدقائك الذين يستخدمون التطبيق، وقد يبدو إعطاء التطبيق مثل هذه الصلاحية أمرًا غير مقبول من قبل البعض ومن ضمنهم أنا، ولذلك قمت برفض إعطاء التطبيق صلاحية الوصول إلى جهات الاتصال بعد تفعيله، وسارت الأمور بشكل طبيعي، وتم تفعيله بنجاح.

ملاحظة: يطلب التطبيق صلاحيات غريبة أخرى مثل تحديد الموقع الجغرافي عبر GPS و السماح بإجراء المكالمات الهاتفية، ولكنك لست مضطرًا إلى القبول بشيء لست مرتاحًا له.

واجهة تطبيق يوتيوب غو بسيطة جدًا، وخالية من العناصر المشوشة، ولاتتضمن سوى الفيديوهات المقترحة لك كما تظهر في تطبيق يوتيوب الأساسي المرتبط بحسابك، وتتضمن الواجهة تبويبان اثنان فقط أحدهما هو الصفحة الرئيسية، والآخر هو Downloads ويتضمن قائمة بكافة مقاطع الفيديو التي قمت بتحميلها باستخدام الخدمة.

بعد الضغط على أي فيديو من المقترحات أو القنوات المشترك بها أو حتى القيام ببحث ستظهر لك نافذة منبثقة تتضمن معاينة متحركة أشبه بصورة GIF تتضمن لقطات من داخل الفيديو، وخيارات تشغيل الفيديو مباشرة أو تحميله على جهازك للوصول إليه لاحقًا بدون تحميل، أما خيارات التحميل المتاحة فهي تبدأ من التحميل بجودة منخفضة، ومع أنها منخفضة بشكل كبير إلا أنها قد تفي بالغرض في بعض الحالات مثل عدم وجود باقة بيانات كافية لديك، أو مساحة تخزينية على هاتفك. أسلوب الضغط المستخدم في هذه التقنية مدهش جدًا يجعل تحميل فيديو بطول سبعة دقائق لا يستهلك سوى 4.5 ميغابايت.

الخيارات الأخرى للتحميل هي بالجودة العادية المقبولة Standard Quality أو الجودة الفائقة High Quality وهي طبعًا فيديوهات كبيرة الحجم، وعملاقة مقارنة مع الجودة المنخفضة، وستظهر لك النافذة نفسها المساحة الحرة المتبقية على جهازك لتساعدك ربما على اتخاذ القرار بخصوص الدقة التي تريد تحميل الفيديو بها.

المؤسف أنه لايمكنك تحميل أي فيديو يخطر على بالك على يوتيوب، فمازالت هنالك بعض القيود على المحتوى الموسيقي التي تمنعك من تحميله للعودة إليه في وقت لاحق، ولكن يمكنك الاستماع إليه وتوفير المزيد من البيانات في حال أردت ذلك، وقد تكون محظوظًا ويكون أغانيك المفضلة متاحة للتحميل أيضًا.

باختصار، التطبيق الجديد مناسب جدًا للدول العربية التي لاتتوفر فيها خدمات انترنت قوية (وهي غالبية الدول العربية) وربما يكون مناسبًا أيضًا عند الخروج في الرحلات إلى الأماكن التي لايتواجد فيها اتصال، ويقدم تجربة استخدام سهلة وجيدة جدًا، وهو متاح الآن في أكثر من 130 بلد حول العالم.