أعلنت هيئة تصنيف البرمجيات الترفيهية ESRB التي تختصر المسمى الكامل The Entertainment Software Rating Board، عن قيامها بتغيير نظامها الخاص بتصنيف ألعاب الفيديو، حيث سيطال تصنيفها الإضافات التي يتم الحصول عليها خلال الألعاب الحديثة المعتمدة على أنظمة الشراء من داخل اللعبة أو الحصول على الصناديق والإضافات الخاصة.

ولا تعد تلك هي المرة الأولى التي تقوم فيها ESRB بتغيير نظامها التصنيفي لألعاب الفيديو. فعلى مدى عمل هذه اللجنة قامت بالعديد من التغييرات والإضافات التي وصلت إلى الصيغة النهائية التي نشاهدها اليوم ملصوقة على علب أقراص ألعاب الفيديو أو موضوعة على إعلاناتها الترويجية على يوتيوب.

سبع حقائق لا تعرفها عن ماين كرافت وسبب إدمان الناس وخاصةً الأطفال لها

وللوقوف على أهمية وطبيعة عمل هذه اللجنة وكيفية تصنيفها لألعاب الفيديو، وللتعريف بماهية علامات ESRB التي نشاهدها على كافة ألعاب الفيديو والمنتجات البرمجية الترفيهية المشابهة. نقدم في هذا التقرير استعراض مختصر لتاريخ هذه اللجنة وعملها وكيفية وضعها للتصنيفات.

بداية عصر تصنيف المنتجات الترفيهية

تعود بداية القصة إلى عام 1985 عندما قامت “تيبر جور” بتأسيس جمعية PMRC التي اهتمت بتوصية منع مجموعة من الأغاني الموسيقية، وبدأتها بإطلاق القائمة التي سميت باسم Filthy Fifteen، وضمت القائمة 15 أغنية رأت الجمعية أنها لا تناسب الأطفال والمراهقين، وأوصت بمنعها أو على الأقل محاولة الأهل لمنع وصولها إلى أطفالهم.

انطلاقًا من هذه القائمة التي ضمت أسماء رنانة في عالم صناعة موسيقى البوب، مثل برنس ومادونا وشينا إيستون، وانطلاقًا من عمل الجمعية الأهلية التي حاولت وضع الرقابة على الموسيقيين وصناع الترفيه الصوتي، إصدار الجمعية الأمريكية لصناع الموسيقى للعلامة التحذيرية الشهيرة Parental Advisory والتي لا تزال مستخدمة حتى الآن لتحديد الألبومات الغنائية التي تحتوي على أغانيها على كلمات غير ملائمة لأعمار معينة. وقد انطلقت هذه العلامة التحذيرية في العام نفسه الذي شهد هذا الزخم، 1985.

تأسيس ESRB

أدى إصدار علامة Parental Advisory التحذيرية إلى طرح إمكانية قيام عناصر صناعة ما بتنظيم أنفسهم وفرض رقابة ما على منتجاتهم طبقًا لقياسات معينة لا تضر بالصناعة من ناحية ولا تثير غضب واستياء وتحركات المستخدمين من ناحية. وهو ما سيؤدي أيضًا لتفادي أي تحرك حكومي تجاه فرض رقابة أشد على المنتجات الترفيهية من شأنها وضع حدود على حرية الإبداع التي يسعى الفنانون للتمتع بها كاملة.

ومع انتشار ألعاب الفيديو، رأي عناصر هذه الصناعة الوليدة حينها ضرورة نقل تجربة Parental Advisory إلى منتجاتهم. وهكذا ولدت وتأسس لجنة تصنيف البرمجيات الترفيهية، ESRB اختصارًا.

وتعد لجنة ESRB لجنة غير حكومية مكونة من كبار صناعة الترفيه البرمجي، أو صناع الألعاب لنكون أكثر تحديدًا ووضوحًا. وتهتم اللجنة بوضع التصنيفات على منتجات ألعاب الفيديو والتطبيقات الترفيهية المشابهة من أجل توضيح طبيعة ما تحتويه هذه الألعاب، وبالتالي تسمح للأهل بتحديد ما إن كان هذا المحتوى مناسب لأبنائهم أم لا.

PS5: كيف ستتميز منصة سوني القادمة للألعاب ومتى يمكننا رؤيتها بالفعل

كما يقدم تصنيف هذه اللجنة وسيلة لمتاجر البيع بالتجزئة يمكن من خلالها ترتيب الألعاب طبقًا لتصنيفها، بحيث توضع الألعاب المناسبة لأعمار معينة بعيدة عن الأخرى لمنع اختلاطها. كما توفر تدريبًا لعمال هذه المتاجر يساعدهم على التعرف على طبيعة هذه التصنيفات وبالتالي تزويد المستخدم بالمعلومات الكافية عنها.

وضع وتصنيفات ESRB اليوم

يتكون تصنيف ESRB من ثلاثة أقسام. القسم الأول هو التصنيف العمري الرئيسي للعبة. ويشمل هذا القسم سبعة تصنيفات فرعية هي:

• EC اختصارًا لجملة Early Childhood وتعني أن اللعبة صالحة للطفولة المبكرة
• E وتعني أن اللعبة صالحة لكافة الفئات العمرية وقد تطور هذا التصنيف من تصنيف K-A الذي كان يعني من الأطفال إلى البالغين
• E 10+ ويعني أن اللعبة صالحة لمن هم أكبر من عمر عشر سنوات
• T تعني أن اللعبة صالحة للمراهقين
• M وتعني أن اللعبة لا تصلح لمن هم دون 17 سنة
• AO اختصارًا لجملة Adults Only وتعني أن اللعبة صالحة للبالغين فقط، ويندر استخدام هذا التصنيف لما له من أضرار على القدرة التسويقية التجارية للعبة التي تحمله
• RP اختصارًا لجملة Rating Pending وتعني أن اللعبة لم تتعرض للتصنيف بعد

ثاني مستويات أو أقسام تصنيف ESRB هو ما يطلق عليه “وصف المحتوى” Content Descriptor وقدم هذا القسم تعريفًا مختصرًا لما يمكن أن تحتويه اللعبة من محتوى غير مناسب، ويتم إضافة عبارة لهذا القسم ملحقة بعلامة التصنيف التابعة للقسم الأول، ومن بين هذه العبارات على سبيل المثال:

• References to Alcohol وتعني شرب شخصيات اللعبة للخمر
• The Depiction of Blood وتعني أن اللعبة تحتوي على مشاهد دموية
• Language and Sexual Themes وتعني أن اللعبة تشمل عبارات مسيئة ومشاهد أو عبارات جنسية
• The Use of Drug and Alcohol وتعني تعاطي شخصيات اللعبة للخمر أو للمخدرات

وقد ازداد عدد هذه الجمل التحذيرية من 22 جملة مع نهاية تسعينيات القرن الماضي، حتى وصلت إلى 34 جملة حاليًا.

أما القسم الثالث والأخير من تصنيف ESRB لألعاب الفيديو فيفيد المستخدم بطبيعة تفاعل اللعبة معه ومع الوسيط الذي تُلعب من خلاله، وينقسم هذا القسم إلى أربعة تصنيفات فرعية، هي:

• In-Game Purchases وتعني أن اللعبة تحتوي على إمكانية شراء إضافات مختلفة من خلال العملة الحقيقية للمستخدم
• Users Interact وتعني أن اللعبة تتيح التفاعل بين اللاعبين من خلال اللعبة ذاتها أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
• Shares Location وتعني أن اللعبة يمكنها مشاركة موقع اللاعب الفعلي مع لاعبين أخرين
• Unrestricted Internet وتعني أن اللعبة تحتاج إلى اتصال دائم بالإنترنت

قائمة بالألعاب التي تم تحسينها وترقيتها لجودة 4K HDR المتوافقة مع منصة Xbox One

هل نجحت ESRB في تحقيق هدفها من تصنيف ألعاب الفيديو؟

تشير الإحصائيات التي تكررت خلال أعوام 2008، 2011 و2013 إلى أن صغار المتسوقين استطاعوا شراء الأفلام الموسومة بعلامة R-rated ضعف المرات التي استطاعوا فيها الوصول إلى ألعاب موسومة بتصنيف M-rated. وهو ما يعني بالأرقام أن نجاح ESRB واضحًا وملموسًا أكثر من اللجان المماثلة لتصنيف الأفلام على سبيل المثال.