النظام الصوتي المثالي ليس بالضرورة الأعلى من حيث الصوت ولا الأغلى من حيث القيمة، بل هو الأنسب لاحتياجاتك ومتطلباتك. وتنطبق هذه القاعدة على النظام الصوتي الذي تقوم بوضعه في منزلك كما تنطبق على النظام الصوتي الذي تود أن تعم به سيارتك. والأخير هو ما نتناوله ونناقشه اليوم.

فالأغلبية العظمى منّا لا يستطيعون التغلب على الزحام والاختناقات المرورية والطرق الطويلة دون الاستماع إلى الموسيقى التي نفضلها، أو حتى الاستماع إلى ما يبث على محطات الراديو. لذا يهتم الكثير منّا أيضًا باختيار أفضل نظام صوتي ممكن لسياراتنا، وهو ما يختلف من فرد لآخر طبقًا لعدة عوامل.

أول خطوات اختيار وبناء النظام الصوتي الأنسب والأمثل لسياراتك، هي تحديدك لما تريده منه هذا النظام الصوتي. فأول الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك هو: ما الذي أريده من النظام الصوتي الجديد للسيارة؟ وفي حالة ما إن لم تكن تمتلك إجابة جاهزة على هذا السؤال، عليك إذًا أن تبدأ بالنظر إلى النظام الصوتي الحالي لسيارتك من أجل تقييمه. وهو ما سيتطلب أيضًا الإجابة على بعض التساؤلات.

دليلك الشامل لاختيار السماعات اللاسلكية الأنسب لمتطلباتك واحتياجاتك

ما هو نوع النظام الصوتي الموجود في السيارة حاليًا؟

كيف يمكن للنظام الصوتي الموجود في السيارة التأثير فيك؟ هل تقوم لا إراديًا بتحريك أصابع يدك أو قدميك أو رأسك مع الإيقاع الموسيقي؟ هل تسري في جسمك قشعريرة بسيطة مع بعض النغمات والإيقاعات؟

لو كانت الإجابة على كل هذه الأسئلة بلا إذًا فإن النظام الصوتي لسيارتك ضعيف ومتواضع، وعلى الأغلب يتكون من المكونات الأساسية التي تضعها شركات تصنيع السيارات في وحدات سياراتها والتي على الأغلب لا تتناسب مع متطلبات المستخدم.

أين تكمن المشكلة في النظام الصوتي تحديدًا؟

ليس من السهل أن تتمكن من اكتشاف السبب أو مسبب المشكلة في النظام الصوتي في السيارة، فقد تكون الأزمة في المشغل أو المستقبل، وقد تكون المشكلة في السماعات ومكبرات الصوت، وقد يحتاج النظام فقط إلى بعض التعديلات. وعلى الرغم من صعوبة اكتشاف سبب المشكلة، إلا أن هناك بعض الخطوات البسيطة التي ستمكنك من تبسيط الأمور قليلًا حتى لو لم تكن من خبراء الصوتيات.

أولًا: استمع بحرص قبل تحرك السيارة

قم أولًا باختبار كافة أزرار ومقابض وبكرات المشغل وتأكد من أنها تعمل بشكل جيد. عن طريق التحكم في أزرار الصوت والتوازن قم بالتأكد من أن كافة السماعات تعمل وما إن كنت يوجد حشرجة أو طنين في صوت أي سماعة منهم.

ثانيًا: قم بقيادة السيارة واستمر في الاستماع

تحرك بالسيارة إلى أي طريق مزدحم وقم برقع الصوت ليعلو على الصوت الصادر من خارج السيارة من زحام أو ضوضاء. كيف يبدو الصوت الآن؟ هل تشعر بأنك قد وجدت ما يفتقده النظام الصوتي للسيارة.

أخيرًا: توجه إلى مكان هادئ دون إيقاف الموسيقى

لا تقم بخفض الصوت وابقه على المستوى الذي وصلت إليه في الخطوة السابقة، ثم قم بالتوجه إلى منطقة هادئة واطفئ محرك السيارة واستمر في الاستماع على هذا المستوى المرتفع. هل يوجد أي تشوه واضح في الصوت؟ هل لا يزال التشوه موجود حتى مع تعديل مستويات الصوت والمعادل الصوتي؟ كيف يبدو الصوت كليًا وما الذي ينقصه أو يؤثر عليه؟ صوت البيس، التريبل أم الوضوح والنقاء؟

الآن قم بتقييم النظام الصوتي الحالي لسيارتك

بعد الانتهاء من التجربة السابقة قم بتحديد قائمة من مكونات النظام الصوتي الحالي لسيارتك، وقم بتقييم كل مكون منهم على حدا بمقياس من واحد إلى عشرة. بناءً على هذا التقييم ستتمكن من تحديد المكونات التي يجب تغييرها أولًا. وعلى الأغلب وإن كان النظام الصوتي المثبت في السيارة هو النظام الخاص بالشركة المصنعة، فستحتاج إلى تغيير المشغل/المستقبل أولًا، حيث أنه العنصر الأساسي المسؤول عن نقل الإشارات الصوتية إلى باقي مكونات النظام، وبالتأكيد الاعتماد على المنتجات المتوفرة في الأسواق التجارية أفضل كثيرًا من الاعتماد على المشغل الافتراضي الموجود في السيارة.

خطوة إضافية: ما الذي تريده من النظام الصوتي وغير متوفر في النظام الحالي؟

• هل تريد استقبال المكالمات والاستماع إلى الموسيقى عبر اتصال بلوتوث؟
• هل تريد الاستماع إلى المحطات الإذاعية عبر الإنترنت؟
• هل تريد التحكم في الأجهزة الصوتية المحمولة مثل آيبود وغيرها من الأجهزة المشابهة؟
• هل تريد الاعتماد على الأسطوانات المدمجة أم ملفات MP3؟
• هل ترغب في تشغيل ملفات الفيديو على شاشة صغيرة داخل السيارة؟
• هل تريد أعلى درجات الصوت دون أي تشوه يذكر في الصوت؟

مع التقييم الذي قمت به في الخطوات الأولى وبتحديد إجابات الخطوة الإضافية الأخيرة، ستتمكن من معرفة ما تريده من النظام الصوتي الجديد لسيارتك، فإن كان المشغل/المستقبل غير قادر على تلبية احتياجاتك، فيمكنك تغييره بما يتوافق مع هذه الاحتياجات. أما إن لم تكن المشكلة في المشغل وتكمن في ضعف السماعات فيمكنك تقويتها بإضافة المزيد من القوة، أو تغييرها كليًا في حالة ما إن كان صوتها غير جيد على الإطلاق وفي جميع الظروف.

كيف يمكن إذًا تعديل وترقية النظام الصوتي لسيارتك؟

بعد أن قمنا بتحديد المشكلات والعيوب في النظام الصوتي الحالي للسيارة في الخطوات السابقة، حان وقت تحديد كيفيات علاج هذه المشكلات وتحديث وترقية نظام سيارتك الصوتي.

هل تحتاج إلى تغيير سماعات السيارة؟

أغلب السماعات التي تضعها الشركات المصنعة في سياراتها إما أنها تكون مصنوعة من الورق الخفيف، أو من أي مادة رخيصة أخرى، حتى السيارات مرتفعة الثمن تفسد سماعاتها مع الوقت ومع الاستخدام بشكل أسرع كثيرًا من السماعات التجارية الأخرى. مما يعني أنه حتى إن كان صوتها متميزًا في البداية، فمع الوقت ستقل جودة الصوت تدريجيًا حتى تفسد كليًا مع مرور الوقت.

الحل إذًا هو شراء مجموعة من السماعات التجارية المنتشرة في الأسواق. فهذه السماعات قادرة على تغيير الصوت في النظام الصوتي للسيارة بشكل كبير سواء على مستوى صوت البيس أو على مستوى الترددات العالية. كما تتميز بسهولة تركيبها ورخص ثمنها عن المشغل/المستقبل الذي قد لا تضطر لتغييره حاليًا.

أهم ما يميز السماعات التجارية هي أنها مصنوعة من مواد عالية الجودة قادرة على إيصال صوت أفضل مع قدرة تحمل أعلى وعدد ساعات استخدام أطول بشكل كبير للغاية عن السماعات الافتراضية للسيارات. ويمكن الاكتفاء بسماعات المجموعة الكاملة Full-range والمتكونة من سماعات تشمل Woofer، Midrange وTweeter والقادرة على تزويدك بالصوت الذي تريده مع إمكانية وضعها بسهولة في الأماكن ذاتها التي حددتها الشركة المصنعة للسيارة لوضع السماعات. أما إن كنت تريد المزيد من القوة الصوتية فيمكنك الاستعانة بالسماعات المنفصلة والقادرة على مقاربة النظام الصوتي داخل السيارة إلى الأنظمة الصوتية الاحترافية القوية.

هل تحتاج سماعات السيارة إلى مزيد من القوة؟

إن كنت راضيًا عن مستوى صوت السماعة ولكنك ترى أنها تفتقد إلى القوة التي تساعدها على الوصول إلى معدلات صوتية أعلى دون حدوث أي تشوه في الصوت، فشراء مضخم Amplifier هو حلك الأمثل. فبإمكان مضخم الصوت نقل نظامك الصوتي إلى مستوى آخر يسمح لك بالتمتع بالموسيقى حتى مع فتح نوافذ السيارة دون وجود أي تشوه يذكر في الصوت مع المستويات المرتفعة، كما يضيف المضخم المزيد من الوضوح والنقاء لاكتشاف أبعاد جديدة للموسيقى ربما لم تكن تسمعها من قبل مع نظامك الصوتي السابق.

هل سيارتك هي مصدر الإزعاج؟

هل يعلو صوت السيارة على صوت الموسيقى؟ لا حل إذًا إلا التأكد من مدى قوة عزل السيارة، كما يمكنك التوجه إلى أي من المختصين القادرين على علاج هذه المشكلة بتحسين عزل السيارة عن الأصوات الخارجية. فربما يكون نظامك الصوتي مقبول ولكن صوت السيارة ذاته يعلو عليه ويؤثر على جودته.

هل تريد أن تشعر أكثر بعمق الإيقاع؟

إن كنت راضيًا عن الصوت بشكل عام ولكن تريد المزيد من العمق والاحساس بالإيقاع، عليك أن تزود النظام الصوتي بسماعة Subwoofer قوية. حيث تعمل هذه السماعات على ملئ النوتات والنغمات المنخفضة التي لا يمكن للسماعات العادية إظهارها، وهو ما يؤدي لتجربة موسيقية أغنى وأكثر قوة.

ولأن سماعات Subwoofer تحتاج إلى المزيد من المساحة، عليك الاختيار من بين السماعات المخصصة للسيارات والتي توضع أسفل المقاعد أو في مساحة مخصصة داخل حقيبة السيارة، ولا تنسى أن سماعات Subwoofer تحتاج إلى مضخم صوت مناسب ليقوم بتوزيع الصوت وتنقيته.

ما هو نوع الموسيقى الذي تفضله؟

نوع الموسيقى المفضلة هو أحد اهم العوامل التي يتوقف عليها اختيارك للنظام الصوتي الأنسب. فإن كنت من عشاق الموسيقى القوية مثل الروك والميتال، فعلى الأغلب ستحتاج إلى شراء مضخم صوت مناسب ومكبر صوت Subwoofer قوي. أما إن كنت من المستمعين إلى الجاز والموسيقى الكلاسيكية فيكفيك شراء مشغل/مستقبل صوتي قوي قادر على تقوية نظام سماعاتك الحالي وتنقيته لإيصال الصوت المرغوب فيه.

ماذا عن مشغل الموسيقى؟

إن كان المشغل الموسيقي هو الأزمة في نظامك الصوتي، فلا حل سوى تغييره دون شك. ولتغييره عليك أيضًا أن تحدد مجموعة من العوامل تستلزم الإجابة على بعض الأسئلة التي سنطرحها عليك وعليك أن تطرحا على نفسك وتجيب عليها.

كيف تقوم بتحويل الموسيقى من قرص الفينيل إلى الصيغة الرقمية

هل تعتمد على الهاتف في الاستماع إلى الموسيقى؟

إن كنت تعتمد على هاتفك الذكي في الاستماع إلى الموسيقى، عليك إذًا شراء مشغل/مستقبل يحتوي على منفذ USB وإمكانية الاتصال اللاسلكي بلوتوث. حيث يمكنك الاستماع إلى الموسيقى المخزنة على هاتفك الذكي عبر اتصاله لاسلكيًا بالنظام الصوتي من خلال مشغل الموسيقى. كما يمكن من خلال منفذ USB الاستماع إلى الموسيقى المخزنة على مشغلات MP3 المحمولة. وهو ما يمكن القيام به عبر منفذ AUX المتوافق مع الهواتف، مشغلات MP3 وأجهزة آيبود أيضًا. ولا تنسى أن منفذ USB سيمكنك من شحن هذه الأجهزة أيضًا.

إن لم تكن تنوي الاستماع إلى الموسيقى عبر الأسطوانات المدمجة فلا حاجة لشراء مشغل/مستقبل يشمل مشغل للأقراص المدمجة، وتتراوح أنواعها بين المشغلات العادية وبين المشغلات ذات الشاشات القابلة للمس.

هل تقوم بمكالمات كثيرة خلال قيادة سيارتك؟

إن كانت سيارتك هي مكتبك في بعض أوقات اليوم، فقد تحتاج إلى استخدامها في إجراء المحادثات الهاتفية بدلًا من استخدام الهاتف أثناء القيادة وهو ما سيعرضك للمخالفة من ناحية ولتعريض حياتك للخطر من ناحية أخرى. إذًا يمكن الاستعانة بمشغل صوت باتصال بلوتوث يمكنه الاتصال بالهاتف لاستقبال المكالمات. وفي حالة شراء مشغل بشاشة كبيرة يمكنك مزامنة جهات الاتصال بين المشغل والهاتف وإجراء المكالمات عبر المشغل دون الحاجة للإمساك بالهاتف من الأساس.

هل تسافر كثيرًا بسيارتك بمفردك أو مع العائلة؟

إن كنت من عشاق السفر سواء بمفردك أو مع العائلة، عليك أن تراعي بعض الأمور في مشغل نظامك سيارتك الصوتي. فالسفر والتنقل بين الأماكن المختلفة قد يحتاج إلى معرفة الاتجاهات، ويمكنك في هذه الحالة شراء نظام تحديد المواقع GPS وشبكه بمشغل بشاشة قابلة للمس لتتمكن من معرفة الاتجاهات ومتابعة الأماكن دون الحاجة لاستخدام الهاتف.

كما يمكنك الاستثمار في تحويل سيارتك إلى نظام ترفيهي متكامل عبر استخدام أنظمة العرض الخاصة بالمقاعد الخلفية والتي تتيح تشغيل مواد الفيديو للراكبين في المقعد الخلفي. وتتنوع هذه الأنظمة بين التي يتم تثبيتها في ظهر المقاعد الأمامية وبين تلك التي تثبت في سقف السيارة ويمكن طيها في حالة عدم الاستخدام وسحبها في حالة الاستخدام.

عوامل نهائية يتوقف عليها النظام الصوتي الجديد لسيارتك؟

ما هو النظام الذي يتناسب مع ميزانيتك؟

الهدف الرئيسي من شراء نظام صوتي جديد لسيارتك هو اختيار النظام الأنسب لاحتياجاتك مع ما يتناسب أيضًا مع ميزانيتك، عليك دومًا أن تشتري مع ما يتناسب مع ما تريد دون دفع نقود إضافية في خواص وخصائص لا تحتاجها بالفعل.

عليك أيضًا أن تحدد ما إن كنت تنوي بناء نظام سيارتك الصوتي دفعة واحدة أو تود أن تقوم ببنائه باتباع نظام الإحلال والتجديد بتغيير كل عنصر من عناصر النظام على حدا.

كل ما يجب معرفته عن نظام Multi-room audio وطبيعته وكيف يمكن الحصول عليه

هل تتناسب احتياجاتك مع سيارتك؟

في هذه الحالة ستحتاج إلى استشارة المتخصصين، فقبل شراء أي من مكونات نظام سيارتك الصوتي الجديد عليك أن تتأكد من مدى مناسبته لسيارتك من حيث التوافق مع التوصيلات والأسلاك من ناحية وما يتناسب أيضًا مع الأماكن المتاحة التي يمكن استغلالها لوضع مكونات النظام.

هل اكتفيت من البحث؟

لا، ولا يجب أن تكتفي من البحث مبكرًا، دع الأمر يستغرق وقته المناسب وقم بالبحث لأطول فترة ممكنة بين مكونات الأنظمة الصوتية المتوفرة في الأسواق. قم بزيارة مواقعها الرسمية، تواصل مع من سبقوك في استخدامها عبر التواصل الشخصي مع المقربين أو عبر المواقع التي تشمل مراجعات لهذا الأنظمة ومكوناتها، لا تنسى أنك ستدفع مبلغًا ليس بالقليل في هذا النظام، لذا لا تتعجل لتتمكن من القيام بالخيارات الصحيحة.

نرجو ان نكون قد وفقنا في تزويدك بكل ما تريد معرفته لتتمكن من بناء نظام صوتي جديد ومتميز لسيارتك، انتظرونا في مقالات أخرى قادمة نتعمق فيها أكثر وأكثر في معرفة الأنظمة الصوتية للسيارات.