التاريخ الكامل للأسطورة مورتال كومبات .. لعبة المراهقين التي أفزعت البالغين!

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

عندما نتحدث عن ألعاب القتال، عن الوحشيّة والدمويّة، عن تحدي كل الأعراف والقوانين، عندما نتحدث عن الأجواء المظلمة المرعبة والرائعة في ذات الوقت، فأننا بالتأكيد نتحدث عن لعبة القتال العظيمة مورتال كومبات Mortal Kombat، تلك التي تجاوزت كونها مجرّد لعبة لتتحوّل لظاهرة عملاقة استولت تماماً على قلوب وعقول الجماهير وامتلأت بها نشرات الأخبار وارتفعت بسببها أصوات الاستغاثة من قبل الآباء والنقّاد في تسعينات القرن الماضي، نتحدث اليوم عن اللعبة التي غيّرت مفهوم ألعاب القتال بل أحدثت ثورة حقيقيّة في عالم ألعاب القتال إن لم يكن في عالم الألعاب بصفة عامة دون أدنى مبالغة.

تاريخ مورتال كومبات في الواقع قد يكون مدهشاً لمن لا يعرفه، فاللعبة التي حققت صعوداً قياسياً منذ مولدها في بداية حقبة التسعينات المجيدة وحتى ما قبل نهاية تلك الحقبة بعام أو عامين، حققت هبوطاً قياسيّاً في المقابل منذ بداية الألفيّة وبشكل مستمر، لتبق على قيد الحياة فقط بسبب اسمها وذكريات اللاعبين معها، إلى أن فارقت الحياة بعد ذلك في عام 2008 ومات الاستوديو المسئول عن تطويرها “استوديو Midway” في عام 2009، لتعود بعد ذلك بأربعة أعوام كاملة عودة أُسطوريّة لم يكن يتوقّعها حتى أكثر محبّي السلسلة تفاؤلاً وإخلاصاً، فتعالوا نستعرض معاً هذا التاريخ العظيم بالتفصيل، ليكن فرصة لنذكر أنفسنا بأن النجاح أمر حتمي مادامت المحاولات لا تنقطع وما بقيت الآمال حيّة لا تموت!

كيف بدأت الأسطورة؟ لنعرف ذلك لابد عزيزي القاريء من ركوب آلة الزمن والعودة للخلف 26 عاماً كاملة، لنرى كيف كان العالم قبل ظهور اسم مورتال كومبات!

ما قبل مورتال كومبات

https://www.facebook.com/samma3afans/videos/2011202609091155/

مرحباً بكم في عام 1991، حيث تملأ صالات الفيديو جيم أو ما يُطلق عليها Arcade Machines أرجاء العالم من أوله لثالثه! وحيث كانت منصّات الألعاب من الجيل الرابع مثل SEGA وSuper Nintendo وNeo.Geo في أوج إزدهارها، وحيث كان هناك أطنان وأطنان من الألعاب التي يمكن قضاء الكثير من الوقت الممتع معها.

مورتال كومبات
أجهزة الفيديو جيم Arcade Machines

في ظل هذا العالم الهاديء الجميل المسالم كان المشهد فيما يتعلّق بألعاب القتال واضحاً ولا غبار عليه، فالمسيطر والمحتكر دائماً وقتها هو لعبة Street Fighter والتي دائماً ما كان يصطف الجميع حولها منتظرين دورهم بفارغ الصبر أو مشاهدين ومشجّعين لمن يلعب بالفعل.

مورتال كومبات
لعبة Street Fighter II لعام 1991

لعبة Street Fighter – على الرغم من كونها لعبة قتاليّة – كانت تحظى برضا الأهل والنقّاد والمتابعين، أو لنقل أنها لم تكن محل إثارة للجدل فيما يخص المحتوى العنيف، فهي خالية من مشاهد الدماء والعنف المفرط، تركيزها الأساسي على إستعراض المهارات القتاليّة، كما أنها تستخدم رسوماً كرتونيّة نوعاً ما.

في نفس الوقت تقريباً – وبالتحديد في شيكاغو – كان هناك فريق صغير من استوديو Midway مكوّن من فردين: إد بوون Ed Boon “مبرمج” وجون توبايس John Tobias “مصمم”، كان الفريق مشغول بالعمل على مشروع لعبة مغامرات يقوم ببطولتها فتى هوليوود المدلل وقتها “فان دام Van Damme” بنفسه، ولكن النجم العالمي كان وقتها في أوج مجده، وكان جدول أعماله ممتليء للغاية مما جعله غير قادر على الإلتزام بهذا المشروع نهائياً، وبالتالي إضطر فريق العمل للقيام بإيقاف المشروع ثم بعد ذلك تغييره بالكامل، ليصبح البديل السريع هو العمل على تطوير “لعبة قتالية” بدلاً من “لعبة مغامرات”!

مورتال كومبات
“إد بوون” على اليسار و”جون توبايس” على اليمين

وبهذا ولد اسم مورتال كومبات العظيم لأول مرة في التاريخ على هيئة مشروع سريع بديل!

الجزء الأول “Mortal Kombat”

مورتال كومبات

كان الهدف هو جعل اللعبة تتميّز بالواقعيّة قدر الإمكان، لذا قرر فريق Midway الصغير الإعتماد في لعبته الجديدة على أقوى تقنية يُمكنها عمل المطلوب في ذلك الوقت وهي تقنية الرسوميّات الرقميّة أو Digitized Graphics، وهي تقنية تُشبه كثيراً Motion Capture اليوم، حيث يقوم شخص ما بآداء الحركات المطلوبة ويتم تصويره أثناء قيامه بهذه الحركات، ثم يتم الإستعانة بهذه الصور فيما بعد في اللعبة ذاتها.

أراد فريق المطورين أن تقدّم اللعبة بعض الأفكار الجديدة التي لم تظهر من قبل في أي لعبة من الألعاب القتاليّة، كان من ضمن هذه الأفكار تخصيص زر محدد لصدّ الهجمات Block Button، بالإضافة لتقديم ما يُسمّى بحركة الإنهاء Finishing Move، والتي يمكنك فيها قتل خصمك بعدد من الطرق الوحشية إذا كنت تعرف الشفرة اللازمة لإتمام الأمر بمجرّد الإنتصار عليه.

على الرغم من أن مورتال كومبات ليست أولى الألعاب التي تستخدم الرسوميّات الرقميّة، إلا أنها هي الوحيدة التي استطاعت تطبيقها بالشكل الأمثل الذي وُضعت من اجله، متفادية في ذلك كل الأخطاء التي وقعت فيها الألعاب التي استخدمت هذه التقنية مسبقاً مثل لعبة Pit-Fighter.

مورتال كومبات
لعبة Pit-Fighter

وظهر الجزء الأول من سلسلة مورتال كومبات العظيمة في عام 1992.

إختلاف كبير!

قصة اللعبة الأصليّة تختلف كثيراً عن القصة التي نعرفها اليوم، حيث تبدأ قبل خمسمائة عام من الآن وتتناول أحداثها شخص يدعى “شانغ لاو” والذي أصبح فيما بعد “شانغ تسونغ Shang Tsung” والذي كان سيّداً للحروب وحاكماً للجزيرة التي سوف تقام عليها بطولة تعتمد على القتال المباشر، انحصرت المشاركة في هذه البطولة على أقوى وأكثر المقاتلين خبرة.

“شانغ لاو” كان في الحقيقة شيطاناً لعنته الآلهة، وكان لزاماً عليه أن يرتوي من دماء أقوى المقاتلين وأكثرهم خبرة تضرّعاً منه لهم للإبقاء عليه خالداً لا يموت!

أُقيمت البطولة بالفعل وفاز بها “غان غورو” والذي سيصبح فيما بعد “غورو Goro”، مما أتاح للحكام “شانغ تسونغ” إفساد أهداف البطولة والبدء في تحقيق رغبة آلهته في غزو كوكب الأرض نفسه، واتضح في نهاية المطاف أن مورتال كومبات لم تكن سوى وسيلة لتحقيق هذه الرغبة الشيطانيّة، حيث تنتظر تلك الآلهة الوقت الذي سوف تسود فيه الفوضى للقفز على كوكب الأرض والبدء في إستنزافه لمصالحهم الشخصيّة!

كما ترون كانت القصّة مختلفة تماماً عمّا نعرفه اليوم، ويبدو أن مطوّروا اللعبة كانوا من المحبّين المخلصين للنجم العالمي “فان دام”، فقد  تم تخصيص أحد أبطال اللعبة ليحاكي شكل النجم وشخصيته تحت اسم “مايكل جريم Michael Grimm”، ثم تقرر تغيير هذا الاسم فيما بعد ليصبح “جوني كيدج Johnny Cage”! ولكن هذ العشق الكبير من جانب مطوّري اللعبة لم يكن كافيا لجعل هذه الشخصيّة هي البطل الأساسيّ للعبة، حيث تقرر أن يكون البطل الرئيسي هو “يوستشن ميناموتو Yoshitsune Minamoto” – والذي سيصبح لاحقاً “ليو كانغ Liu Kang” – وهو أحد الرهبان المنتمين لطائفة “شاولين Shaolin” وهي طائفة صينية شهيرة – وحقيقيّة بالمناسبة – قامت بعمل معبد خاص بها ولها إسلوب (كونغ فو) قتالي خاص بها أيضاً، ويعود تاريخها لما يقرب من 1500 عام!

مورتال كومبات
فان دام vs. جوني كيج

من الحقائق المضحكة نوعاً أن شخصيّة “ليو كانغ” كان من المفترض أن تكون حليقة الرأس تماماً، ولكن الشخص القائم بالدور رفض تماماً وبشكل نهائي أن يقوم بحلق شعر رأسه، وبالتالي أضطر مطوّورا اللعبة – لحسن الحظ أعتقد – أن يغيّروا التصّور الخاص بالشخصيّة لتصبح ذات شعر ناعم منسدل كما هو الحال الآن!

تقرر في بداية الأمر إضافة أثنين من مقاتلي النينجا كذلك، أحدهما مطارِد بكسر الراء والآخر مطارَد بفتح الراء، هؤلاء سيصبحان فيما بعد “العقرب سكوربيون Scorpion” و”صب زيرو Sub Zero”، وكذلك إضافة شخص ذو قوى خارقة ليكون مسئولاً عن حمايةعن حماية يبسشيبب الأرض ألا وهو “رايدن Raiden”، وبالطبع “غورو”، بالإضافة لشخصيّة نسائيّة “كيتسن Kitsune” وهي أميرة “شانغ تسونغ” والتي ستخونه لصالح كوكب الأرض بعد وقوعها في حبّ “ليو كانغ”، وإضافة المقاتل المرتزق “كينو Kano”، والمطارَد من قبل شخصية أخرى أيضاً في اللعبة ألا وهي الملازم “كورتيس سترايكر Kurtis Stryker” والمطالب بالقبض على “كينو” وإعادته للمحاكمة.

أثناء العمل تقرر أن يتم إلغاء شخصية الأميرة “كيتسن”، وتحويل شخصيّة الملازم الذي يلاحق “كينو” لتصبح أنثى لحاجة اللعبة لمشاركة الجنس الناعم، وتقرر أن تحمل هذه الشخصية الجديدة اسم “سونيا بلايد Sonya Blade”.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء الأول

صدور اللعبة

بعد الإنتهاء من عملية تطوير وبرمجة اللعبة حان وقت صدورها للجماهير، وصدرت بالفعل في عام 1992، لا داعٍ للحديث عن ردود الأفعال بالطبع، فالأمر كان مذهلاً، فقد استقبل اللاعبون فكرة حركات الإنهاء على الخصم والدمويّة المفرطة في اللعبة بترحيب صارخ، وأسهمت الرسوميّات الواقعيّة بشدّة في وقتها في تعزيز نجاح اللعبة بشكل كبير جداً، فالرسوميّات الرقمية أظهرت أبطال اللعبة وكأنهم شخصيّات حقيقية مقارنة بالألعاب القتاليّة المتاحة وقتها مثل Street Fighter، أما الأمر الذي صار أكثر شعبية كان وجود الكثير من الأسرار داخل اللعبة، حيث كان إكتشاف تلك الأسرار يُعتبر كنز خاص بكل لاعب على حدة، فالإنترنت لم يكن حاضراً وقتها لكشف كل أسرار وخبايا اللعبة!

على سبيل المثال كانت هناك شخصيّة أخرى خفيّة في اللعبة مثل “ريبتايل Reptile”، هذا الفكرة كانت غير مسبوقة في هذا النوع من الألعاب، ونستطيع بكل أريحيّة أن نصفها بأنها فكرة “ثوريّة”!

مورتال كومبات
شخصيّة Reptile

بالنسبة لأولياء الأمور والإعلام كان الأمر كارثيّاً، ما كل هذه الدمويّة؟ قطع رؤوس؟ أشلاء؟ قضبان حديدية تخترق الأجساد؟ حرق الخصوم أحياء؟ في نهاية الأمر تظل هذه اللعبة موجهة بشكل أساسي للمراهقين والأطفال! فما هذا العبث؟

أصبحت مورتال كومبات هي حديث البرامج ونشرات الأخبار، وأصبح مشهد القلق في أعين الأهالي واضحاً في كل اللقاءات التي تستضيفهم لمعرفة رأيهم في اللعبة، في الواقع قام البعض بالتصريح بأن اللعبة سوف تكون ممنوعة تماماً بالنسبة لأبناءه، بينما قام البعض الآخر بملاحقة المطوّرين قضائيّاً!!

ظهور تقييم ESRB

مورتال كومبات
تقييم ESRB

في الحقيقة كان مستوى الدموية في اللعبة كبير جداً بالنسبة للوقت الذي ظهرت فيه، لذا – ومع الضغط الشديد من قبل الرأي العام – صدر تقييم Entertainment Software Rating Board “ESRB” والذي كان يقتضي وضع ملصقات على أغلفة اللعبة بها تقييم عمري للمحتوى.

حاولت شركة Nintendo القيام بوضع المزيد من الرقابة على اللعبة في منصّتهم بإزالة الدماء منها، الأمر الذي نجحت فيه نجاحاً “ذريعاً” أدى إلى حدوث مبيعات “كارثيّة” للعبة مقارنة بمبيعات جهاز SEGA.

في الواقع أحدثت مورتال كومبات ثورة على جميع الجوانب، الرسوميّات، المحتوى، مستوى الدمويّة، طريقة القتال واسلوب اللعب والتحكّم، بل وحتى القوانين التي تحكم الألعاب نفسها!

ومع كل هذا النجاح أصبح من الواضح للجميع أن هناك جزء ثانٍ قادم في الطريق!

الجزء الثاني “Mortal Kombat 2”

مورتال كومبات

بعد الإنتهاء من الجزء الأول قرر فريق Midway البدء في لعبة جديدة أحداثها مستوحاة من الفيلم الشهير “حرب النجوم Star Wars”، ولكن النجاح العالمي منقطع النظير للجزء الأول من اللعبة كان سبباً كافياً لتغيير كل خطط الإدارة، وتقرر البدء في عمل جزء ثانٍ من مورتال كومبات!

كان الهدف واضحاً منذ البداية، في هذا الجزء يجب أن يتضاعف كل شيء كان سبباً في نجاح الجزء الأول، رسوميّات أفضل، قصّة أعمق، حركات إنهاء أكثر، دماء أغزر، وأسرار أكبر! وأصبح الجزء الثاني الذي تم الإعلان عنه هو محل أنظار وإنتظار الجميع، هذا الجزء الذي سيصبح أحد أفضل أجزاء السلسلة على مدار التاريخ!

الآن نستقبل ثاني أجزاء السلسلة، وأول أجزاء القصّة كما نعرفها اليوم!

يعتبر الجزء الثاني من سلسلة مورتال كومبات هو البداية الحقيقيّة للقصة التي نعرفها اليوم، فعلى الرغم من أنه يُفترض أن تبدأ القصّة من حيث انتهى الجزء الأول، إلا أن هذا الجزء قام بعلاج وتغيير الكثير من الأحداث.

إنتهت بطولة مورتال كومبات في الجزء الأول بهزيمة ساحقة لـ “شانغ تسونغ” على يد “ليو كانغ” ومقتل “غورو” كذلك، هذه النتائج الكارثيّة جعلت “شانغ تسونغ” في موقف لا يُحسد عليه أمام “شاو كان Shao Kahn”، إمبراطور “العالم الخارجي Outworld” والذي أوفد “شانغ تسونغ” لهذه المهمّة، والذي أقنعه “شانغ تسونغ” بعد الهزيمة بإعطاءه فرصة أخيرة، مؤكداً له على أن النصر سوف يكون حليفه هذه المرّة.

وافق الإمبراطور على إعطاء “شانغ تسونغ” فرصة أخرى ولكنه قرر كذلك أن يأخذ كل الإحتياطات الممكنة لجعل النصر أمراً مؤكداً هذه المرة، فقرر إعطاء “شانغ تسونغ” قوة كبيرة للغاية وأعاده شاباً مرة أخرى! وقرر كذلك المشاركة بنفسه في البطولة هذه المرة!

كانت الخطّة هي إغراء أبطال الأرض – بشكل أو بآخر – للبدء في دورة جديدة تقام على أرض الغزاة أنفسهم، أي في “العالم الخارجي” حيث الموت المحتوم!

الجديد في الجزء الثاني!

جائت اللعبة برسوميّات أفضل بالطبع، وحركات أنعم وأكثر واقعيّة، وأطنان من حركات الإنهاء على الخصم جاء من أشهرها “Babalities” وهي الحركة التي تمكّنك من إعادة خصمك طفلاً رضيعاً مرة أخرى! الأمر الذي أصبح محلاً للسخرية من الخصم عند الإنتصار عليه، وأيضاً حركة الصداقة “Friendship” وهي الحركة التي سخرت فيها Midway من موجة إتهام اللعبة بالدمويّة لتدمج هذه الخاصيّة التي تسمح للاعب بآداء بعض الحركات الكوميديّة البعيدة تماماً عن العنف وإيذاء الخصم!

شهد هذا الجزء ظهور العديد من الشخصيّات الجديدة، وغياب بعض الشخصيّات الأصلية، الشخصيّات الغائبة كانت “كينو” و”غورو” و”سونيا”، أما الشخصيّات الجديدة فكانت “كونغ لاو Kung Lao” وهو راهب سابق من رهبان “شاولين Shaolin” وأحد أعضاء جماعة تسمّى “مجتمع اللوتس الأبيض White Lotus Society”، وتمتد جذور هذا المقاتل لمقاتل آخر قديم وعظيم يحمل نفس الاسم، كذلك ظهر “ريبتايل Reptile” كلاعب أساسي وليس خفي هذه المرة ويُمكن إختياره من قائمة اللاعبين، ويحمل حركاته وأسلوبه الخاص في القتال، بالإضافة للساحر “شانغ تسونغ” بهيئته الشّابة الجديدة!

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء الثاني

ظهرت أيضاً شخصيّة “كيتانا Kitana” وهي تطوّر لشخصيّة “كيتسن” التي تحدثنا عنها في الجزء الأول، هذه المرة لا تظهر بصفتها أميرة “شانغ تسونغ” ولكن بصفتها ابنه الإمبراطور نفسه، والتي ستنقلب عليه لاحقاً عندما تكتشف حقيقة ماضيها، بالإضافة لشخصيّة “جاكس Jax” والذي كان من المفترض أن يظهر في الجزء الأول من اللعبة تحت اسم “سترايكر”، وكانت مهمته الأساسيّة في هذا الجزء هو إنقاذ “سونيا”، وظهرت أيضاً “مليينا Mileena” وهي مخلوق شيطاني من صنيعة “شانغ تسونغ” لخدمة الإمبراطور بشكل أعمى، وكان الهدف منها هو أن تحل محل الأميرة “كيتانا” وتقوم بخدمة الإمبراطور دون أن يكون هناك أدنى خوف من أي انقلاب منها أو إضطراب في المشاعر! ظهرت شخصيّة “باراكا Baraka” أيضاً، وهي شخصية تنتمي لفصيلة متوحّشة تعيش في “العالم الخارجي”.

تم استبدال شخصيّة “غورو” في هذا الجزء بشخصيّة “كينتارو Kintaro”، وهي شخصيّة مبنيّة على أسطورة يابانيّة قديمة، وبالطبع الإمبراطور “شاو كان”، والذي كان من المفترض أن يُشبه في تصميمه “باراكا” وهو الأمر الذي قام المصمم “جون توبايس” بتعديله في نهاية الأمر ليصبح الشكل الحالي الذي نعرفه هو شكل الإمبراطور.

تم إضافة شخصيتين سريتين أيضاً أولهما مقاتلة نسائيّة سمراء ترتدي قناعاً أخضر اللون تُدعى “جيد Jade”، وثانيهما مقاتل مقنع يُشبه “صب زيرو” و”سكوربيون” ولكنه رمادي اللون واسمه “سموك Smoke”.

مورتال كومبات
الشخصيات الخفية “جيد” و “سموك”

كان من المفترض أن يتم إضافة شخصيتين أخرتين في هذا الجزء أولهما مقاتلة Kickboxer نسائيّة مستوحاة من المقاتلة الحقيقيّة “كاثي لونج Kathy Long” وهي الشخصيّة التي أحبّها “جون توبايس” بشدّة وأعتبرها من أنبل الشخصيّات التي عرفها، وثانيهما “كيو وانج Kyu Hwang” والذي كان من المفترض أن يظهر كشخصيّة إضافيّة، تم إسقاط كلا الشخصيّتين نتيجة لضيق الوقت للأسف!

حيث جاء عام 1993، وحان موعد صدور الجزء الثاني من اللعبة للجمهور المتعطش لمزيد من الدماء!

ماذا تتوقّعون؟

نجاح ساحق مدوّي، كل هذه الإضافات جعلت مورتال كومبات تسبح في فضاء آخر بعيد تماماً عن كل الألعاب الأخرى التي تنافسها، وانتشرت كما تنتشر النار في الهشيم، لا أحد يتحدث الآن سوى عن مورتال كومبات، وولدت عدد من الشائعات الضخمة والتي أرغمت مطوّري اللعبة من شدّتها على أن يأخذوها في الإعتبار، مثل شخصية المقاتل المقنّع أحمر اللون “إيرماك Ermac”، المقاتلة المقنّعة ذات الرداء الأحمر “سكارليت Skarlet”، إمكانيّة الإنهاء على خصمك بالتحوّل لحيوان متوحّش ثم إفتراسه “Animality” وغيرها من الشائعات التي تحققت بالفعل فيما بعد!

في التحديث الأخير للعبة كان الجمهور على موعد مع مفاجأة أخرى ألا وهي شخصيّة جديدة تُدعى “نووب سايبوت Noob Saibot” والتي اشتهرت عندنا في المنطقة العربية باسم “الشبح”، والذي جاء اسمه من اسماء مطوري اللعبة الرئيسيين “إد بوون Boon” و”جون توبايس Tobias” ولكن بقراءة معكوسة!

Boon Tobias X Noob Saibot

مورتال كومبات
شخصية “نووب سايبوت”

من المثير للسخرية في الأمر هو موقف شركة Nintendo من الدموية المفرطة والذي تغيّر 180 درجة بعد المبيعات الكارثية للجزء الأول، حيث قررت ترك اللعبة كما هي هذه المرة دون أي تعديل أو تغيير!

اصبحت مورتال كومبات الآن في كل مكان، فظهرت ألعاب وملابس تحمل أشكال شخصيّات اللعبة بالتزامن مع النجاح العملاق للجزء الثاني، كما تم إصدار عددين من المغامرات المصوّرة Comics والتي تتناول قصّة اللعبة بالتفصيل، كما أصبحت موسيقى اللعبة نفسها – والتي صممها العبقري “دان فوردان Dan Forden” – متاحة للبيع بالإضافة لألبوم موسيقي آخر!

وصلت شعبية مورتال كومبات لدرجة لم يكن يتوقعها أكبر المتفائلين من صنّاعها!

ولكن النجاحات المستمرّة تولّد المزيد والمزيد من المشاكل!

مورتال كومبات
دعاية “دانيال بسينا” للعبة “BloodStorm”

إزدادت الملاحقات والنزاعات القضائيّة ضد اللعبة، وبدأ فريق العمل يقفز واحداً تلو الآخر من القارب الموشك على الغرق، ليجد النجدة في العمل مع أي مطوّر آخر لأي لعبة أخرى! فترك القائمون على أدوار كل من “ليو كانغ” و”سونيا” و”شانغ تسونغ” العجوز و”شانغ تسونغ” الشاب و”كيتانا” و”مليينا” شركة Midway، بالإضافة لموقف غاية في السوء من قبل الممثل “دانيال بسينا Daniel Pesina”” القائم بدور “جوني كيج” في اللعبة، حيث لم يكتف بالهروب من فريق العمل وترك الاستوديو في أحلك الظروف، بل قام بعمل دعاية للعبة منافسة تدعى “BloodStorm” مرتدياً زيّ “جوني كيج”، وعبارة “الممثل الذي يقوم بدور جوني كيج في لعبة مورتال كومبات يلعب الآن BloodStorm” مكتوبة مباشرة فوق رأسه!! مما استفزّ فريق العمل بشكل لا يُصدّق حتى أنهم لم يقرروا فقط عدم الاستعانة به لاحقاً في أي عمل آخر بل قرروا قتل كل الشخصيّات التي كان يقوم بدورها في الجزئين السابقين! لا نتحدث ها هنا فقط عن “جوني كيج” بل وأيضاً كل المقاتلين المقنعين “سكوربيون” و”صب زيرو” و” سموك” و”ريبتايل” و”نووب سايبوت”!

مورتال كومبات
عبارة “الممثل الذي يقوم بدور جوني كيج في لعبة مورتال كومبات يلعب الآن BloodStorm”

لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل إمتد ليشمل أيضاً “كارلوس بسينا Carlos Pesina” الأخ الأصغر لـ”دانيال بسينا” والذي كان يقوم بدور “رايدن”، والذي قام هو الآخر بالعمل في لعبة Tatto Assassins، ولكّنه على الرغم من هذا لم يتم فصله كما هو الحال مع أخيه الأكبر، بل إكتفى فريق العمل بإستبعاد شخصيّة “رايدن” من الجزء القادم كعقاب قاسٍ له، حيث رأي الفريق أن خطأ “كارلوس” أقل بكثير من كارثة “دانيال”، فهو في نهاية الأمر لم يستغل اسم اللعبة في تحقيق مكاسب شخصيّة لنفسه!

بشكل عام أصبح الطريق للجزء الثالث من اللعب أبعد ما يكون عن الاستقرار، الأمور كانت تزداد تعقيداً!

الجزء الثالث “Mortal Kombat 3”

https://www.facebook.com/samma3afans/videos/2013096955568387/

مورتال كومبات

بدأ الإعداد للجزء الثالث بالفعل، ولكن القليل من أبطال الأجزاء السابقة ظهر في الجزء الثالث، وتم تأدية أدوار معظمهم وتمثيل أشكالهم بأشخاص جديدة تماماً غير هؤلاء الذين اعتادهم الجمهور، كما غاب عن اللعبة بعض الشخصيات التي يعشقها الجمهور مثل “جوني كيج” والذي قتله المطوّرون في قصة اللعبة الجديدة! وكذلك غاب المقاتلون المقنعون كما ذكرنا مسبقاً، وفي المقابل لم تستطع الشخصيات الجديدة في بداية الأمر تعويض الجمهور وملء الفراغ الحادث نتيجة لغياب الغائبين!

مورتال كومبات
شخصيات غابت عن مورتال كومبات 3

من أبرز الشخصيّات الجديدة “سيندل Sindel”، وهي الملكة التي استعادها “شاو كان” من الموت مرة أخرى لتصبح وسيلته في غزو الأرض، و”كورتيس سترايكر Kurtis Stryker” الذي يظهر أخيراً ولكن بدور مختلف، حيث كان هو المسئول الأول عن السيطرة على حالة الفوضى بعد غزو “شاو كان”، والذي وجد نفسه الحيّ الوحيد في مدينة كانت تمتليء يوماً ما بملايين الأشخاص! ظهر كذلك “سيراكس Cyrax” و”سيكتور Sektor” وهما روبوتان من قبيلة “لين كواي Lin Kuei” التي ينتمي إليها “صب زيرو” و”سموك” وغيرهم، كان يتم الإشارة إليهما من قبل فريق العمل بالكاتشاب والمسطردة! كنت المهمة المحددة لكلاهما هي العثور على العضو المنشق والخائن “صب زيرو” والتخلّص منه! الجدير بالذكر أن تصميم كلتا الشخصيتين جاء بالأساس مستوحى من شخصيات أفلام الخيال العلمي الشهيرة “Predators”.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء الثالث

ظهر أيضاً من ضمن الشخصيات الجديدة “ذئب الليل Nightwolf”، وهو من الأمريكيين الأصليين أو الهنود الحُمر، وهو الذي لجأ لاستخدام السحر بشكل أساسي لحماية أرضه المقدّسة وقبيلته من غزو “شاو كان”، وظهرت “شيفا Sheeva” الحارس الشخصي لـ “سيندل” وواحدة من الفصيلة رباعيّة الأذرع في “العالم الخارجي”، وظهر “كابال Kabal” وهو أحد الناجين من غزو “شاو كان” ولكنه تشوّه من جراء هذا الغزو وأُصيب بعاهة مستديمة ألزمته بإرتداء قناع أأاللبقاء حيّاً.

الشخصية التي ستواجهها قبل “شاو كان” هذه المرة هي “موتارو Motaro”، ليس رباعي الأذرع كسابقيه من نفس المكانة ولكنه من فصيلة أخرى تشبه الفصيلة الإغريقية الأسطورية والملقبة بالسينتور Centaur والتي تمتلك نصف العلوي لجسد الانسان والنصف السفلي لجسد الحصان.

من أبرز الأشياء التي قدمها هذا الجزء هو الوصول لمستوى غير مسبوق من القدرة على تقديم شخصيّات معقّدة التحريك في ذلك الوقت بإستخدام ما يُسمى بـ Stop Motion Figures، حيث يتم استخدام تماثيل متحركة أو “عرائس” على شكل الشخصيّة المطلوبة ثم يتم تحريكها يدوياً وإلتقاط الحركة وإضافتها في اللعبة، من أبرز الشخصيّات التي تم استخدام هذه التقنية في صناعتهم “غورو” من الجزء الأول و”كينتارو” من الجزء الثاني وكل من “شيفا” و”موتارو” في الجزء الثالث.

مورتال كومبات
شخصيّة “موتارو” تم استخدام تمثال متحرك في عملها

كالعادة تم تقديم شخصيتين خفيتين في اللعبة وهما “سموك” ولكنه روبوت هذه المرة وليس مقاتلاً مقنّعاً، وكذلك الشبح “نووب سايبوت” والذي تم استخدام صورة شخصيّة “كانو” من ذات اللعبة في صناعته نظراً لغياب الشخصيات المقاتلة المقنّعة تماماً عن هذا الجزء!

وكالعادة أيضاً، قدم الجزء الجديد من مورتال كومبات عدد من الإضافات الجديدة والثوريّة والتي لم تظهر مسبقاً في أي لعبة قتالية، منها زر مخصص للجري، والضربات المتتالية المدروسة Combos، كما شهدت ساحات القتال تطوراً كبيراً في التفاصيل وتم استخدام بعض الصور ثلاثيّة الأبعاد فيها للمرة الأولى! وأصبح بالإمكان الآن الإنتقال من ساحة قتال لأخرى أثناء القتال نفسه وذلك عن طريق ضرب الخصم للأعلى ليخترق سقف الساحة الحالية منتقلاً للساحة الأخرى! الأمر الذي كان ثورياً في وقته.

مورتال كومبات
زي الجري الجديد في مورتال كومبات

كذلك في طور المواجهة الزوجية أصبح متاحاً للاعبين إدخال كود مشترك للحصول على تغييرات قد تكون جذرية في أُسلوب اللعب، الأمر الذي أضاف متعة كبيرة وتحدٍ جديد.

كان هذا الجزء هو أول أجزاء اللعبة التي ستضطر لمواجهة التحدي الجديد: الإنترنت! فعلى مدار تاريخ مورتال كومبات ظلت أسرار اللعبة خفية تماماً ومتروكة للاعبين لإكتشافها بأنفسهم، ولكن الأمور تغيرت الآن، وبدأت بعض البرامج التليفزيونية والمجلات والصحف تنشر شفرات وأسرار متعددة من داخل اللعبة للاعبين.

هل تتذكرون الشائعات التي تخص تحوّل الشخصيّة لوحش يفترس خصمه؟ نعم حركة الإنهاء Animality أصبحت الآن حقيقة في الجزء الثالث! ولكن للأسف الطريقة التي صُنعت بها أظهرت عدم إهتمام واضح بمدى جودتها! كذلك تم وضع المزيد من الإضافات ودمج العديد من الإصلاحات للعبة في تحديثات لاحقة، أبرز الإضافات كانت حركات الإنهاء Babality و Friendship.

وصدر الجزء الثالث من مورتال كومبات في عام 1995، هذا الجزء تحديداً – على الرغم من الإضافات الكبيرة التي شهدها – كان من أكثر الأجزاء إثارة للجدل، وأكثر الأجزاء التي شعر معها اللاعبون بمشاعر مختلطة، فمع الرسوميّات الرائعة والإمكانات المذهلة وأساليب القتال الجديدة ظل غياب عدد من الشخصيّات التي يعشقها الجمهور أمر يحمل علامة استفهام كبيرة، الأمر الذي أرغم كل من “إد بوون Ed Boon” و”جون توبايس John Tobias” بالقيام بإتخاذ إجراء عاجل ومفاجيء!أسس

إصدار جزء آخر من مورتال كومبات في نفس العام!

الجزء الثالث النهائي! “Ultimate Mortal Kombat 3”

مورتال كومبات

صدر الجزء النهائي Ultimate Mortal Kombat 3 في نفس عام صدور الجزء الثالث، وقد فضّل فريق العمل أن يكون هذا الأصدار مستقلاً وليس مجرّد تحديث للجزء الثالث نظراً للكمّ الهائل من الإضافات التي شهدها، والتي كان أضخمها عودة الشخصيات المقنّعة من المقاتلين والمقاتلات، بالإضافة لأربعة شخصيّات سرّية وهم “مليينا” و”صب زيرو” المقنّع و”سموك” البشريّ و”إيرماك Ermac”، هل تذكرون هذا الاسم؟ نعم بالضبط المقاتل المقنّع أحمر اللون والذي تحول من مجرّد شائعة منتشرة بين الجماهير لحقيقة واقعة في الجزء الثالث! كما بقي “نووب سايبوت” كشخصيّة سريّة أيضاً ولكن هذه المرة لم يعد يستخدم حركات ولا لقطات شخصيّة “كينو” بل أصبح له حركاته ولقطاته الخاصة كواحد من المقاتلين المقنّعين.

مورتال كومبات
عودة كل الشخصيّات المقنعة ومعهم مقنعين جدد

هنا بدأ الجمهور يشعر بأن الجزء الثالث أصبح ينتمي رسميّاً الآن لسلسلة ألعاب مورتال كومبات، وكان هذا هو الجزء الأشهر من أجزاء السلسلة على المستوى العالمي، فقد كان يحتوي على كل شيء تقريباً، كما أنه أول الأجزاء التي يتم تطويرها للجيل الجديد من منصّات الألعاب مثل PlayStation، ولكن على الرغم من ذلك فقد تم تطوير هذا الجزء أيضاً لمنصّات الجيل الرابع مثل SEGA وSuper Nintendo، ولكن للأسف افتقرت هذه المنصّات لبعض الأشياء نظراً لضيق المساحة المتاحة على الأشرطة التي تعمل عليها، فتم التضحية بشخصية “شيفا” وبالكثير من حركات الإنهاء وبعض ساحات القتال، ولكن في المقابل منح المطوّرون أصحاب هذه المنصّات بعض التعويضات مثل كون شخصيّة “نووب سايبوت” ظاهرة يمكن أختيارها دون شفرات، وإمكانيّة كشف الرؤساء “شاو كان” و”موتارو” بحيث يمكن إختيارهم من قائمة اللاعبين واللعب بأي منهما بواسطة شفرة ما، ووضع شخصيّة جديدة “رين Rain” وهو مقاتل مقنّع آخر يرتدي اللون البنفسجي، وإضافة حركة الإنهاء Brutality وهي التي تقوم فيها بضرب خصمك حتى ينفجر تماماً!

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء الثالث النهائي

صاحب إصدار هذا الجزء حملة دعائيّة موسّعة، وصدر لها كتيّب قصص مصوّرة خاص بها، ولعبة أورق، كما تم تطويرها على أحد المنصّات للسماح بطور اللعب الجماعي بين جهازي Arcade Machine مختلفين! الأمر الذي يُشبه كثيراً طور اللعب عبر الإنترنت اليوم Online Gaming، ولكننا في التسعينات حيث كانت تلك الفكرة مبكرة نوعاً على العصر الذي وُجدت فيه، وكانت أيضاً مرتفعة التكلفة، مما أدى إلى إنهيارها بشكل سريع!

حسناً .. أصبح عام 1995 يُعرف عالميّاً بعام مورتال كومبات، في كل مكان بالعالم تجد ملصقات ومنتجات تخص اللعبة وتجد إقبالاً هائلاً، تزامن هذا مع صدور فيلم ناجح ورائع للغاية يحمل اسم اللعبة ويتناول قصّتها، الفيلم الذي حقق شعبية كبيرة بين الجمهور وكان يأمل صنّاعه في جعل النجم العالمي “فان دام” يقوم فيه بدور “جوني كيج”، ولكن الفنان العالمي فضّل للأسف القيام بدور “جويل Guile” في فيلم “قتال الشوارع Street Fighter” والذي يتناول قصّة اللعبة الشهيرة. الغريب في نجاح وانتشار هذا الفيلم هو أنه كان يحمل تقييم PG-13 ولم يكن يحتوي على أيّة مشاهد دمويّة أو متوحشّة.

مورتال كومبات
فان دام يؤدي دور “جويل” في فيلم “قتال الشوارع”

بالإضافة للفيلم ظهرت العديد من الألعاب والعرائس التي تمثّل شخصيّات اللعبة، بالإضافة لكتيّبات إرشاديّة، ومجلّة تحمل اسم اللعبة، وقصّتين مطبوعتين كاملتين، وثلاثة ألبومات موسيقيّة، وملابس تحمل شعار اللّعبة، وفيلم كرتوني كامل باسم Mortal Kombat: The Animated Video، وعدد من الجولات والحفلات والعروض الحيّة حول العالم والتي شهدت حضور الأشخاص الذين قاموا بأدوار أبطال اللعبة في الجزء الثالث وقيامهم ببعض الإستعراضات القتاليّة.

كل هذه الأحداث رسّخت في أذهان الجميع أن اللعبة بكل تأكيد نجحت في أن تجعل العالم مكاناً مختلفاً.

الثلاثيّة “Mortal Kombat Trilogy”

مورتال كومبات

الجزء النهائي من مورتال كومبات 3 هو الجزء الأشهر في فترة التسعينات، وأكثر الأجزاء التي لعبها الجمهور في مختلف أنحاء العالم، وبقيت في قلوب وعقول الملايين لها مكانة خاصة حتى اليوم، ولكن استوديو Midway كان يعلم أن عصر الألعاب ثنائيّة الأبعاد 2D أشرف على الإنتهاء، وأن عالم الألعاب ثلاثيّة الأبعاد 3D قادم لا محالة، فقرروا توديع الطريقة الكلاسيكية بلعبة تشمل كل شيء كان موجوداً في كل الأجزاء السّابقة ويزيد! ومن هنا جائت فكرة إصدار لعبة مورتال كومبات “الثلاثيّة” Mortal Kombat Trilogy.

كل الشخصيّات السابقة، كل ساحات القتال، كل حركات الإنهاء على الخصم، كل شيء، بل وصل الأمر لوجود أكثر من شكل لنفس الشخصيّة، مثل وجود شخصيّة “رايدن” بشكله في الجزء الأول والثاني وكذلك “كينو” بشكله في الجزء الأول والثالث وأخيراً “كونغ لاو” و”جاكس” بشكلهما في الجزء الثاني والثالث.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات Trilogy

كل الشخصيّات السريّة أصبحت الآن متاحة للإختيار بشكل مباشر دون شفرات بما فيم الرؤساء “شاو كان” و”غورو” و”كينتارو” و”موتارو”، فقط تم إضافة شخصيّة سريّة جديدة من المقاتلين المقنّعين تحت اسم “كاميليون Cameleon, Kameleon” والتي يختلف كونها ذكر أو أنثى بإختلاف المنصّة التي تمتلكها وتلعب عليها.

بالطبع وبما أنه كان الهدف من إصدار اللعبة هو إتاحة كل شيء كان موجوداً في كل الأجزاء السّابقة ويزيد، كان لابد من وجود المغضوب عليه “جوني كيج”، وبالفعل كان واحداً من الشخصيّات المتاحة في اللعبة، ولكن ليس بصورة الممثل “دانيال بسينا”! ولكن تم استقدام ممثل آخر يُدعى “كريس ألكساندر Chris Alexander” للقيام بالشخصيّة بشكل كامل! عودة “جوني كيج” دفع ثمنها ملاّك جهاز Nintendo 64 غالياً، حيث تم التضحية في المقابل بوجود “صب زيرو” الغير مقنّع!

مورتال كومبات
“كريس ألكساندر” يقوم بدور “جوني كيج”

كان من المفترض أيضاً أن يتم إضافة مقاتل مقنّع آخر للعبة وهو “تريمور Tremor”، ولكن هذا لم يحدث في نهاية الأمر للأسف، كما تم التضحية ببعض الأشياء الرائعة من اللألعاب السابقة للأسف مثل المشهد الشهير لسقوط الأبطال من فوق جسر ساحة القتال Pit II، وبعض حركات الإنهاء للشخصيات الكلاسيكية.

شهد إسلوب اللعب تقديم خاصية جديدة تُعرف باسم Aggressor والتي تمنح الشخصيّة التي تتحكم بها سرعة وقوّة لفترة قصيرة من الوقت أثناء اللعب.

مورتال كومبات
خاصيّة Aggressor

على الرغم من كل هذا بقي الجزء الثالث النهائي Ultimate Mortal Kombat 3 هو الأشهر والأقرب إلى قلوب الجماهير، بل وعلى المتسوى الفنّي ظل هو الأكثر ثباتاً والأقل في المشاكل التقنية والأفضل في الرسوميّات.

صدرت اللعبة في عام 1996 لأجهزة الجيل الخامس فقط مثل PlayStation و Nintendo 64 و SEGA Saturn وبالطبع الحاسب الشخصي PC، لتمثّل رسميّا نهاية عصر مورتال كومبات ثنائيّة الأبعاد.

فمع ظهور عدد من الألعاب الناجحة والتي اعتمدت على أُسلوب اللعب ثلاثي الأبعاد، كان من الواضح والمفهوم للجميع أن عالم الألعاب ثلاثيّة الأبعاد قادم لا محالة، وسيحطم التغيير – كما جرت العادة – كل من لا يؤمن به، ويدفع للأمام كل من يحتضنه.

ومورتال كومبات لم تكن استثناءاً، فالتاريخ لا يستثنِ أحد.

أساطير مورتال كومبات: صب زيرو “Mortal Kombat Mythologies: Sub Zero”

https://www.facebook.com/samma3afans/videos/2016213041923445/

مورتال كومبات

استقبلت Midway عصر الألعاب ثلاثية الأبعاد بالشكل الأمثل، ربما لم يستعد أحد بالطريقة التي استعدّت بها Midway، فالإعداد هذه المرة لم يكن فقط لأطلاق جزء جديد من مورتال كومبات، بل في الواقع جزئين دفعة واحدة!

قرر “إد بوون” و”جون توبايس” تكوين فريقين من Midway، حيث يقوم “إد بوون” بقيادة الفريق المسئول عن تطوير الجزء الرابع من السلسلة القتاليّة “مورتال كومبات 4″، بينما يكون فريق “جون توبايس” مسئوولاً عن تطوير نوع جديد تماماً من ألعاب موتال كومبات عبارة عن لعبة مغامرات تُدعى “أساطير مورتال كومبات: صب زيرو” بطلها الأول “صب زيرو” وتتناول الفترة ما قبل بدء الجزء الأول وتتعمق أكثر وأكثر في قصة اللعبة، وتسرد سرّ العداوة بين “صب زيرو” و”سكوربيون”، كما تقدّم قصة اللعبة عدداً من الشخصيّات التي سوف تكون موجودة في الجزء الرابع القائم على تطويره “إد بوون” وهي بذلك تساهم في المزيد من الإرتباط بين اللاعب والجزء الرابع للعبة.

تناولت قصة اللعبة كما وضّحنا مسيرة “صب زيرو” كأحد أعضاء جماعة “لين كواي Lin Kuei” سيئة السمعة، والذي كان في مهمة محددة من زعيم الجماعة وهي إستعادة تميمة خارقة القوى تخصّ إله سابق من الآلهة الكبرى يُدعى “شينوك Shinnok” وهو الذي يقبع معاقباً حالياً في الجحيم “نيذرّيلام Netherealm” من قبل زملائه من الآلهة الأخرى بعد محاولة إنقلابه عليهم! تنتهي اللعبة بإعطاء زعيم جماعة “لين كواي” الأوامر لـ “صب زيرو” للإشتراك في دورة قتاليّة تُدعى “مورتال كومبات” والوقوف بجانب “شانغ تسونغ”.

تم الاستعانة بلقطات فيديو لشخصيّات حقيقيّة تؤدي مشاهد اللعبة، وكانت هذه اللعبة هي أول الألعاب التي يتم فيها عمل مزيج حقيقي بين الرسوميّات الرقميّة ثنائيّة الأبعاد ومثيلتها ثلاثيّة الأبعاد لتأخذ أفضل شكل ممكن، كما تم الإستعانة بعدد من أفراد فريق العمل في الأجزاء السابقة لتأدية أدوار الأبطال في هذا الجزء.

مورتال كومبات
مشهد من لعبة أساطير مورتال كومبات: صب زيرو

ظهر عدد من الشخصيّات الشهيرة لاول مرة في هذا الجزء للجمهور، مثل “شينوك” ذلك الإله الغامض الذي ورد ذكره في الجزء الثالث من اللعبة بالإسم فقط ولكن لم يظهر بنفسه، وكذلك “كوان شي Quan Chi” الساحر العظيم الذي يعمل لحساب “شينوك” والذي تظل مهمته الأساسيّة هي استعادة التميمة لتحرير قوى “شينوك” الكامنة فيها، ظهر أيضاً “فوجين Fujin” إله الرياح والمسئول عن حماية هذه التميمة، كل هذه الشخصيّات ظهرت في الجزء الرابع أيضاً من اللعبة بالأضافة لعدد من شخصيّات الأجزاء السابقة وشخصيّات أخرى جديدة.

على الرغم من المجهود الكبير المبذول في اللعبة إلا أنها لم تلق الإستقبال المرجو من الجماهير، انتقد البعض كونها لم تكن ثلاثية الأبعاد بشكل كامل ولكن الموجة الكبيرة من النقد جائت بسبب الصعوبة الكبيرة في التحكّم، الأمر الذي أفسد متعة اللعب على الكثيرين.

الجزء الرابع “Mortal Kombat 4”

مورتال كومبات

كان أكثر ما يهم “إد بوون” وفريقه هو مدى التغيّر الذي قد يحدث في أُسلوب اللعب كنتيجة للتحول بالكامل من النظام ثنائي الأبعاد للنظام ثلاثي الأبعاد، وكان الهدف الرئيسي لهم هو الحفاظ على طريقة اللعب القديمة ما أمكن، وهو ما نجح فيه الفريق بالفعل إلى حد كبير.

نعم كان أُسلوب اللعب هو الإهتمام ذو الأولويّة القصوى، ولكنّه لم يكن الوحيد كذلك! فكان الجميع يعلم جيداً أهميّة كون الرسوميّات في اللعبة رائعة كما إعتاد الجمهور من مورتال كومبات، فعلى مدار تاريخ سلسلة مورتال كومبات لم تستطع أي لعبة أخرى التفوّق عليها في هذا الأمر، ولهذا قرر الفريق العمل بمحرّك رسوميّات خاص به يُدعى “Zeus”، ذلك المحرك الذي حقق نتائج تفوق بأضعاف ما يمكن الوصول إليه من بعض المنصّات في ذلك الوقت، الأمر الذي أخرج الجزء الرابع من السلسلة بشكل يعتبر هو الأفضل بين كل مالنافسين، أفضل حتى من اللعبة الأشهر وقتها “تيكّن Tekken” بكثير، ومع كل هذه القوّة في الرسوميّات كانت اللعبة تعمل بشكل سلس وناعم تماماً على 60 إطار في الثانية!

مورتال كومبات
الجزء الرابع من مورتال كومبات جاء برسوميات رائعة

يبقى الجانب الوحيد السلبي في هذا الجزء هو تقليص عدد الشخصيّات المتاحة ليصبح 15 شخصيّة فقط بدون الأخذ في الإعتبار الشخصيّات السرّية.

ظهرت بعض الشخصيّات الجديدة في هذا الجزء مثل “كاي Kai” وهو صديق للمحارب الأشهر في السلسلة “ليو كانغ”، و”جيرك Jarek” والذي يربط الكثيرون بينه وبين “كينو” لتشابههما في كل شيء تقريباً، و”ريكو Reiko” الذي يعمل لصالح “شينوك” والذي ربط البعض بينه وبين “شاو كان” لأنه في نهاية قصّة اللعبة يرتدي خوذة “شاو كان” الشهيرة! ظهرت أيضاً “تانيا Tanya” والتي خانت عالمها لتعمل بجوار “شينوك”!

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء الرابع

بعد ذلك تم إضافة شخصيّة يعتبرها البعض من أسوأ الشخصيات في تاريخ مورتال كومبات بل وأعتبرها بعضهم الأسوأ بلا منافس، شخصيّة “لحم Meat”، عبارة عن شخص لا يمتلك جلداً، وكانت تظهر فقط بعد إجراء حركة الإنهاء على خصمك، ولكن فضّل المطوّرون – لسبب ما – تحويله لشخصيّة مستقلّة ولكن في نفس الوقت لا يمتلك أي حركات خاصة به ولا أيّة قصّة ولا أي شيء!

قدّمت اللعبة أيضاً بعض الإضافات الجديدة مثل القدرة على إسقاط السلاح من يد خصمك لتحمله أنت في المقابل، كما يمكن حمل بعض الأجسام من ساحة القتال لترميها تجاه خصمك.

صدرت اللعبة في عام 1997 وحققت نجاحاً كبيراً، وأصطف الجميع أمام أجهزة الفيديو جيم لتجربتها، ولكن ..

كانت صالات الفيديو جيم تحتضر في ذلك الوقت، وكان التركيز الحقيقي من المنافسين وقتها منصبّاً على منصّات الألعاب المنزليّة، الأمر الذي كان سبباً رئيسيّاً في عدم قدرة اللعبة على تحقيق ذات النجاح الذي حققه الأجزاء السابقة، ذلك لأن فريق العمل باللعبة لم يعط منصّات الألعاب المنزليّة إهتماماً كافياً، فجائت بجودة رسوميّات أقل بكثير من تلك الموجودة في صالات الفيديو جيم، وتباين أقل، وتفاصيل أقل بكثير، كان هذا هو الإسلوب الكسول للحفاظ على 60 إطار في الثانية على المنصّات المنزلية! فماذا عن الحاسب الشخصي؟ للأسف جائت نسخته بنفس الجودة السيئة!

على الرغم من محاولة المطوّرين معالجة هذا الأمر ببعض الإضافات الحصريّة للمنصّات المنزليّة مثل إضافة شخصيّة “غورو”، إلا أن هذا لم يشفع لهم إطلاقاً في إصدار لعبة بهذا الفارق الكبير في الجودة لمنصّات تمثّل المستقبل بعينه والإهتمام بالجودة القصوى لمنصّة كانت تموت فعليّاً.

وبالفعل تعلمت Midway الدرس على الطريقة القاسية، وقررت التخلّي نهائيّاً عن تطوير ألعابها لصالح أجهزة الفيديو جيم، والتوقف مؤقتاً عن إصدار أي لعبة جديدة بشكل قتالي ومحاولة التجديد والتغيير، خاصة مع ظهور عدد من الأسماء المبهرة والناجحة جداً في مجالات أخرى، الأمر الذي أغرى المطورين لخوض مغامرة غير محسوبة بتطوير لعبة جديدة غير قتاليّة!

وبهذا كان الجزء الرابع هو آخر الأجزاء التي صدرت من مورتال كومبات لصالات الفيديو جيم.

الجزء الذهبي “Mortal Kombat Gold”

مورتال كومبات

في هذه الأوقات أراد صنّاع الجزء الأول من (فيلم) مورتال كومبات إستغلال نجاحه وشعبية اسم مورتال كومبات لتحقيق المزيد من النجاح، فتقرر البدء في إنتاج جزء ثانٍ من الفيلم بعنوان: Mortal Kombat: Annihilation، يتناول الجزء الثالث من اللعبة مع وضع الكثير من الشخصيّات المعروفة والمحببة للجماهير مثل “شاو كان” و”جاكس” و”سيندل” و”شيفا” و”مليينا” و”ذئب الليل” وغيرهم الكثير، ولكن الفيلم عانى من (حشو) الأبطال الغير مبرر والقصة الهزيلة التي لا تُشبه الأصلية سواء في السير العام للأحداث أو في قصص الشخصيّات نفسها، بالإضافة لضعف الإمكانيات المستخدمة والإستخفاف بالجمهور في كثير من الأحيان، الأمر الذي تزامن مع رفض كل فريق العمل في الجزء الأول من الفيلم – بإستثناء اثنين فقط – معاودة العمل في الجزء الجديد.

حسناً.. كما تعرفون فشل الفيلم بشكل ذريع، حتى أكثر جماهير اللعبة إخلاصاً لاسم مورتال كومبات كانت آرائهم سلبيّة للغاية حول هذا الفيلم!

بعد ذلك قرر فريق Midway عمل نسخة حصريّة ومحدّثة من الجزء الرابع من مورتال كومبات لجهاز SEGA DreamCast تحت اسم Mortal Kombat Gold، هذا الجزء هو الجزء الرابع مع عودة لبعض الشخصيّات وإضافة ساحات قتال جديدة وإمكانيّة إختيار السلاح قبل البدء في القتال وصاحب كل هذا تحسّن في الرسوميّات بعض الشيء.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات Gold

ولكن هذا لم يكن كافياً لإشباع رغبة عشّاق اللعبة في إصدار آخر يحقق نفس نجاح الإصدار القديم، إصدار يمتلك نفس الروح، إصدار يمتلك نفس الدرجة من الإتزان والجمال الذي كانوا يرونه في صالات الفيديو جيم!

كانت Mortal Kombat Gold هي وداع Midway لفترة التسعينات العظيمة، تلك الفترة التي شهدت أعظم لحظات اللعبة وتحوّلها من مشروع سريع وإضطراري لظاهرة غيّرت العالم. فهل ستحمل فترة الألفيّة المقبلة نفس درجة النجاح والتقدّم للسلسلة العظيمة؟

القوات الخاصة “Mortal Kombat Special Forces”

مورتال كومبات

في عام 1997 أبهرت لعبة Metal Gear Solid مجتمع الألعاب بطريقة اللعب الجديدة والقصّة الرائعة، وألهم ذلك النجاح صنّاع مورتال كومبات لخوض هذه المغامرة والقيام بلعبة مشابهة إستغلالاً لهذا الإتجاه السائد وأملاً في الحصول على نجاح مشابه إن لم يكن أكبر، وبدأوا في إنتاج جزء جديد من اللعبة بعنوان مورتال كومبات: القوات الخاصة Special Forces، وبالطبع نحن نتحدث عن “سونيا بلايد” و”جاكس” ها هنا.

كان من المفترض أن تصدر اللعبة في عام 1999، ولكن لم يستطع المطوّرون الإلتزام بهذا الموعد لتصدر في عام 2000، على الأقل لم تستطع هذه اللعبة تشويه فترة التسعينات الرائعة والمليئة بالنجاحات!

هذه اللعبة التي وصفها “جون توبايس” بأنها (تُشبه أي لعبة أخرى من ألعاب منظور الشخص الثالث!) وهو الأمر الذي لم يعتده أي عاشق للسلسلة التي طالما تميّزت بتفرّدها وإختلافها!

مورتال كومبات
مشهد من لعبة مورتال كومبات القوات الخاصة

كانت قصة اللعبة تسير على نفس نهج (أساطير مورتال كومبات: صب زيرو) حيث كانت تتناول فترة ما قبل بدء الدورة الأولى من مورتال كومبات وتوضّح بداية وأسباب العداء بين “سونيا بلايد” و”جاكس” من جهة، وبين “كينو” زعيم جماعة التنين الأسود من جهة أخرى! في النهاية خرجت “سونيا” تماماً من القصّة ولم يتم توضيح أي أسباب لأذرع “جاكس” الحديديّة ولا لعين “كينو” غريبة الشكل!

صدمة مفجعة!

https://www.facebook.com/samma3afans/videos/2023589371185812/

قبل صدور اللعبة بأشهر قليلة إتخذ “جون توبايس” قراراً تاريخياً صادماً، بل أقول بثقة أنه من أكثر القرارات التي أثّرت في مسار لعبة مورتال كومبات، فقد قرر – هو ومجموعة من زملائه من فريق العمل – ترك Midway والبدء في البحث عن فرص أفضل! تاركاً رفيق الدرب “إد بوون” وحيداً.

مورتال كومبات
جون توبايس

عندما نتحدث عن “جون توبايس” فنحن لا نحدث ها هنا عن مجرّد مطوّر أو شريك حتى في صناعة اللعبة، بل نتحدث عن مصمم جميع الشخصيّات في جميع أجزاء اللعبة وصاحب قصصهم، ومصمم قصّة اللعبة ذاتها، نحن – بشكل أو بآخر – نتحدث عن المسئول الأكبر في خروج لعبة مورتال كومبات بهذا الشكل الذي عشقه الجميع!

أحد أهم الأسباب التي قرر من أجلها “توبايس” ورفاقه ترك Midway هو رغبتهم الشديدة في إمتلاك ما يصنعونه، وهو ما قادهم لاحقاً لعمل أستوديو خاص بهم لصناعة الألعاب.

صرّح “توبايس” فيما بعد بأنه يتوقع أن تقوم Midway بإلغاء العمل في الإصدار القادم “القوّات الخاصة” وذلك لوجود مشاكل تقنية كثيرة جداً ستحد من قدرتهم على إخراج لعبة جيدة تستحق أن تحمل اسم السلسلة.

ولكن هذا لم يحدث للأسف!

صدرت اللعبة وأثارت خيبة أمل واسعة لدى الجميع، ونالت تقييمات سيئة من قبل الجمهور والنقّاد معاً! لم تستحق اللعبة تقدير حتى أكثر جماهيرها أخلاصاً على جميع المستويات!

لإضافة المزيد من الغضب للجمهور والمزيد من الفشل للعبة، إكتشف اللاعبون أن اسم “جون توبايس” لم يُذكر في تتر نهاية اللعبة كأحد المشاركين في صناعتها، الأمر الذي أثار استياء الجميع، وأعتبروه أمر غير أخلاقي بالمرّة.

ولإضافة المزيد والمزيد من الفشل كبداية للألفية أصدرت Midway نسخة مشوّهة من الجزء الثالث النهائي Ultimate Mortal Kombat 3 لجهاز Gameboy Advance تحت اسم Mortal Kombat Advance، نسخة مشوّهة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولا داع للحديث عن تقييماتها الكارثية في مختلف المواقع المختصّة بالألعاب بل لا داع للحديث عنها ها هنا أكثر من ذلك!

الجزء الخامس “Mortal Kombat: Deadly Alliance”

مورتال كومبات

تم الإعلان عن إعتزام Midway إصدار جزء جديد من سلسلة مورتال كومبات، هذه المرة تعود اللعبة لجذورها القتالية المعتادة وتبتعد عن الأفكار الغريبة والغير مرغوبة من قبل الجمهور.

كان الأمر هذه المرة مختلفاً، فقد كانت اللعبة القادمة هي أوّل لعبة تصدرها Midway من بعد رحيل “جون توبايس”، كما أنها أول لعبة قتاليّة تصدر بالكامل للمنصّات المنزلية فقط، وتحديداً لمنصّات PlayStation 2 و Xbox 360 بالإضافة لمنصّتي GameCube و Gameboy Advance.

في الواقع كان هذا الجزء تحديداً هو الإختبار الحقيقي لقدرة Midway على الإستمرار في سلسلة مورتال كومبات دون خدمات “جون توبايس”، والفشل في هذا الجزء تحديداً ربما مثّل المسمار الأخير في نعش السلسلة.

آخر لعبة قتالية صُنعت بالكامل من الصفر من ألعاب مورتال كومات كانت في عام 1997 (الجزء الرابع)، وهذا أيضاً يضع المطوّرين في تحدٍ جديد، فهناك جيل جديد سيتعرّف على اللعبة للمرة الأولى، فهل ستحوذ إعجابه؟ هل ستتوافق مع رغباته؟ وهناك أيضاً جيل قديم ينتظر الكثير والكثير، فهل سترتقي اللعبة لمستوى طموحاته؟

قرر فريق العمل البدء من الصفر في هذا الجزء، وتغيير بعض الأمور الجذرية وتحويل مسار القصة تماماً، وعمل دراسة متأنية عن المنصّات المنزلية الحالية، وزيادة عدد الفريق حتى أصبح يزداد عن 50 شخصاً بهدف وضع أكبر محتوى ممكن في اللعبة.

كانت قصة اللعبة تتمحور حول إتحاد السحرة “شانغ تسونغ” و”كوان تشي” لإعادة الحياة لجيش قائد “العالم الخارجي” السابق والملقب بالملك التنين Dragon King، كانت الخطوة الاولى لتنفيذ هذا الأمر هو التخلّص من “ليو كانغ” و”شاو كان”، ذلك لأنهما مصدر الخطر الحقيقي الذي يواجه نجاح هذا المسعى، هذا الحدث في حد ذاته مثّل تحوّلاً جذرياً في مسار قصة اللعبة.

مورتال كومبات
مشهد من طور القصة في لعبة مورتال كومبات Deadly Alliance

شهد هذا الجزء أيضاً أُسلوباً جديداً في اللعب حيث أصبح متاحاً للّاعبين الآن التحرّك بحريّة تامة في ساحة المعركة، وعُرف هذا الجزء بأنه “تعريف جديد” لمعنى القتال ثلاثي الأبعاد.

تم تقديم بعض الإضافات الجديدة لهذا الجزء مثل Konquest Mode الذي يساهم بشكل كبير في عرض قصّة اللعبة، وعودة نظام Test Your Might والذي لم يظهر سوى في الجزء الأول من اللعبة، مع إضافة نظام Test Your Sight الجديد.

صدر هذا الجزء في عام 2002 وحقق نجاحاً كبيراً، وباع أكثر من مليوني نسخة في الستّة أشهر الاولى من صدوره، كما حاز على جائزة أفضل لعبة قتاليّة لعام 2002 في إنجاز رائع للسلسلة، ولكن هذا النجاح لم يدم طويلاً للأسف، فإفتقار الشخصيات للكثير من الحركات المميّزة، وإمتلاك كل شخصيّة حركة إنهاء واحدة فقط، والمستوى السيء لكثير من حركات الإنهاء، بالإضافة لإفتقار اللعبة لدعم طور اللعب الجماعي عبر الإنترنت Online، كل هذا أدّى في النهاية إلى عدم قدرة اللعبة على الإستمرار في النجاح مثل الأجزاء الأولى.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات Deadly Alliance

صدرت نسخة لجهاز Gameboy Advance ولكنها هذه المرة حققت نجاحاً كبيراً بخلاف الإصدار السابق المشوّه.

جون توبايس!

مورتال كومبات
استوديو Gigante الذي بناه جون توبايس بعد ترك مورتال كومبات

في ذلك الوقت استطاع “جون توبايس” وفريقه المنشق عن Midway تكوين استوديو خاص بهم باسم Studio Gigante، وبدأوا العمل على لعبة حصريّة لجهاز Xbox 360 تُدعى Tao Feng: Fist of the Lotus، وهي اللعبة التي توقع الجميع أن تكون منافساً قويّاً لمورتال كومبات، وعلى الرغم من تقديم هذه اللعبة للعديد من الأمور الجديدة بالفعل إلا أنها لم تلق النجاح المتوقّع ولم ترقي للمنافسة مع مورتال كومبات.

في عام 2005 أصدر الاستوديو لعبة مصارعة حرّة أخرى ثم توقف عن العمل بالكامل بعد لعبتين فقط!

الجزء السادس “Mortal Kombat: Deception”

مورتال كومبات

نجاح الجزء الخامس من مورتال كومبات أعاد نوعاً من البريق لاسم السلسلة، وجعل العديد من الشركات تفكر مرة أخرى في عمل مشاريع يقترن اسمها بشكل أو بآخر باسم اللعبة، وجرت عدّة محاولات غير ناجحة لجعل اللعبة متاحة على الهواتف المحمولة، وهي خطوة كانت ستصبح كبيرة نظراً لأن الهواتف الذكيّة بشكلها الحالي لم تكن قد صدرت بعد.

لم يكن نجاح الجزء الخامس مصدر إلهام للشركات الأخرى فقط، بل ألهم Midway نفسها للبدء في عمل جزء سادس من اللعبة، وكان الهدف منذ البداية هو إثبات أن موتال كومبات أكبر من مجرد لعبة قتاليّة فقط، لهذا تقرر إضافة عدد من الأنظمة التي من شأنها إثبات هذا الأمر، حيث تم إدراج نظام “قتال الشطرنج Chess Kombat”، وهو نظام يُشبه لعبة الشطرنج التقليدية ولكن بقواعد مختلفة، كذلك شهدت اللعبة إضافة أُخرى رائع وهي لعبة Puzzle Kombat المستوحاة من لعبة Super Puzzle Fighter II Turbo التي تنتمي لألعاب “قتال الشوارع Street Fighter”، والتي رأي الجميع بعد صدور اللعبة أنها كانت ربما تستحق أن تكون لعبة منفردة!

مورتال كومبات
لعبة Puzzle Kombat

كان بالطبع طور اللعب الجماعي عبر الإنترنت من أوائل الأشياء التي قرر المطوّرون وضعها في اللعبة تفادياً لما حدث في الجزء السابق من موت سريع، الأمر الذي ترتب عليه فيما بعد دخول اللعبة “موسوعة جينيس” للأرقام القياسيّة كأوّل لعبة قتالية ثلاثيّة الأبعاد تدرج نظام Online.

تقرر أن يكون اسم اللعبة “الخداع Deception”، ومن الحقائق الطريفة في هذا الأمر هو أن اللعبة صدرت في فرنسا باسم آخر يحمل نفس المعنى تقريباً ألا وهو Mystification، السبب في هذا الأمر هو أن معنى Deception في اللغة الفرنسية يختلف عن معناه باللغة الإنجليزيّة، فبالإنجليزيّة يعني خداع أما بالفرنسيّة فيعني: خيبة الأمل!

مورتال كومبات
غلاف لعبة مورتال كومبات باسم Mystification

تطوّرت اللعبة كثيراً لتحمل العديد والعديد من التفاصيل، مثل إمكانيّة التنقل أثناء المباراة بين ساحة قتال وأخرى، ساحات القتال نفسها أصبحت ديناميكيّة للغاية لدرجة تحوّل إحداها أثناء القتال من شكل لآخر، كما ظهر التطوّر أيضاً في تفاصيل تصميم الشخصيّات ووصولها لمستوى مرتفع من الدقّة، مصمموا اللعبة انفسهم استطاعوا إدراج شخصيّة “كابال Kabal” بالشكل الذي حلموا به منذ الجزء الثالث من اللعبة ولم يستطيعوا تحقيقه لقلّة الإمكانيّات وقتها، ولكن على الرغم من هذا واجه المطوّرون غضب بعض الجماهير وسخرية البعض الآخر من الشكل الجديد لشخصيّة “صب زيرو” والذي يُشبه أو يطابق شكل شخصيّة “شريدر Shredder” من سلاحف النينجا!

عدد من التطوّرات أيضاً روعيت في اللعبة تجنّباً لأخطاء الجزء السابق، فقد قام فريق العمل بزيادة سرعة اللعب وإدراج الكثير من الحركات المميّزة وأكثر من حركة إنهاء لكل شخصيّة منها حركة “هارا كيري Hara Kiri” الشهيرة والتي تُرغم فيها خصمك على الإنتحار بوحشيّة، كل ما سبق كان مفقوداً في الجزء السابق من اللعبة.

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات Deception

بدأت قصة اللعبة من حيث إنتهي الجزء السابق، حيث استطاع التحالف الرهيب بين “شانغ تسونغ” و”كوان تشي” أن يتغلّب على “رايدن” حامي الأرض، ليصبح الطريق أمام التحالف الآن خالياً للسيطرة التامة، ثم حدث الشيء المتوقع: إنقلب التحالف على نفسه، فكل من “شانغ تسونغ” و”كوان تشي” أراد الإنفراد بالسيطرة على الأمور، وبالفعل دارت بينهما معركة طاحنة إنتهت بفوز “كوان تشي” للحظات قبل أن تظهر مفاجأة كالصاعقة للجميع، فمساعي التحالف لإحياء جيش “الملك التنّين” خرجت عن السيطرة وأعادت “الملك التنّين” نفسه للحياة مرة أخرى، الأمر الذي نسي معه “كوان تشي” و”شانغ تسونغ” وحتى “رايدن” خلافاتهم وقاوموا آلامهم واتّحدوا معاً محاولين بإستماتة إيقافه ولكن دون جدوى.

مورتال كومبات
الملك التنين Dragon King

شهدت اللعبة – مثل الجزء السابق – نظام Konquest الذي كان يحمل الكثير من تفاصيل قصّة اللعبة، هذه المرة كان النظام قويّاً لدرجة إعتباره لعبة منفصلة بإسلوب منظور اللاعب الثالث، حيث تناولت قصّة البطل الجديد “شوجينكو Shujinko” وكيف وصلت الأمور لما آلت إليه.

صدرت اللعبة في عام 2004 لتحقق مبيعات كبيرة وتصبح أسرع ألعاب Midway مبيعاً، وحققت نجاحاً جيداً للغاية وبشكل أفضل من الجزء السابق، بل وفازت بجائزة أفضل لعبة قتاليّة لعام 2004 من قبل عدد من المواقع المرموقة في عالم الألعاب، ولكنها أيضاً عانت من الموت السريع بسبب عدد من المشاكل التي تم إكتشافها لاحقاً في أُسلوب اللعب نفسه.

ولكن على الرغم من هذا آمن مطوّروا اللعبة بأنها تسير في الإتجاه الصحيح، وقرروا البدء في العمل على جزء جديد، على الرغم من التجارب السابقة المخيبة للآمال قرر فريق العمل أن تكون اللعبة القادمة لعبة مغامرات وليست لعبة قتاليّة، خطوة في غاية الخطورة خاصة مع ظهور إمارات واضحة لعدم الإستقرار المادي في Midway تمثّلت في حدوث إستقالات بين رؤسائها وتغييرات في ملّاكها وتقارير عن خسائر واضحة في الآداء المالي!

رهبان شاولين “Mortal Kombat: Shaolin Monks”

مورتال كومبات

كان الجزء الجديد هو الأمل لدى Midway للخروج من النفق المظلم التي وجدت نفسها فيه، فقررت أن يكون رائعاً بأي ثمن، فسبق هذا الجزء بعض الإصدارات الكلاسيكية من اللعبة بهدف تهيئة الجمهور لها، ثم تقرر أن تدور أحداث هذا الجزء في الفترة ما بين الجزء الأول والثاني للعبة، وأن يكون أبطالها هم “ليو كانغ” و”كونغ لاو” مع استعادة القصّة الأصليّة والأجواء الكلاسيكيّة للعبة مرة أخرى.

على الرغم من كونها لعبة مغامرات قرر المطوّرون أيضاً إدراج أُسلوب اللعب القتالي فيها ليحمل نفس طريقة القتال المعتادة ولكن بأسلوب الكاميرا المفتوحة للعبة المغامرات.

مورتال كومبات
مشهد من عرض لعبة مورتال كومبات Shaolin Monks

تقرر أن تستخدم اللعبة محرّك رسومي جديد تماماً، مع التركيز على إمكانيّة أن يكون هناك شخصين يلعبان في نفس الوقت، وتحويل كل الشائعات إلى حقائق قدر الإمكان لجذب المزيد من اللاعبين، وصدرت اللعبة بالفعل في عام 2005، واستعادت بالفعل جزء كبير من دمويتها أدى لمنع أحد إعلاناتها في إنجلترا وإصدار رقابة في الأراضي الألمانية عليها عن طريق تمويه الشاشة عند إجراء حركة إنهاء ما!

مورتال كومبات
مشهد من لعبة مورتال كومبات Shaolin Monks

حققت اللعبة نجاحاً رائعاً ومفاجئاً للجميع، والسبب في كون النجاح مفاجئاً ليس فقط بسبب المنافسة الشرسة مع ألعاب عظيمة صدرت في ذات الوقت مثل God of War وShadow of the Colossus، ولكن أيضاً لأن كل ألعاب مورتال كومبات السابقة الغير قتالية جانبها النجاح.

أثنى الجميع على قدرات المحرّك الجديد وإمكاناته، ومكّن هذا الجزء Midway من الصمود لوقت أطول بل والتفكير في جزء جديد وكبير من اللعبة وربما الإلتزام بلعبة كل عام كذلك!

كان واضحاً للأعمى أن الجمهور متعطش للأجواء الكلاسيكيّة للعبة، وأن عودة السلسلة لقواعدها التي بُنيت عليها هي رغبة الجمهور الحقيقية، ولكن للأسف لم تفهم Midway الإشارة بهذا الشكل.

وبدأ العمل في الجزء السابع من اللعبة القتالية الأشهر!

الجزء السابع “Mortal Kombat Armageddon”

مورتال كومبات

رأت Midway أن الطريق الأمثل للوصول للنجاح المطلق هو تكرار تجربة مورتال كومبات Trilogy ولكن على مدى أكبر وأوسع، فقررت أن يكون الجزء القادم قتالياً بحتاً يحتوي على كل شيء صدر في تاريخ سلسلة مورتال كومبات مسبقاً!

نعم، نتحدث عن كل شيء، كل الشخصيّات التي ظهرت في تاريخ مورتال كومبات، كل ساحات القتال، كل الأنظمة السابقة، كل شيء!

مورتال كومبات
مورتال كومبات Armageddon ستشمل كل شيء

ليس هذا فقط، بل سيسعى مطوّروا اللعبة لدمج أنظمة جديدة مثل إمكانيّة تصميم مقاتل خاص بك بالكامل، وكذلك إمكانيّة تصميم حركة إنهاء خاصة بك، وبالطبع طور Konquest كان حاضراً، بالإضافة لوجود لعبة جديدة مصغّرة رائعة تُدعى Motor Kombat، كانت تستحق هي الأخرى أن تصبح لعبة مستقلة بذاتها!

تناولت قصّة اللعبة مرحلة ما قبل بدء الدورة الأولى من مورتال كومبات بسنوات، وكيف أن “أرجوس Argus” والد المقاتل المقنّع “رين Rain” قام باللإشتراك مع زوجته بخلق مقاتل جبّار بهدف الحفاظ هي الإتزان في الكون، ثم انجب الزوجين بعد ذلك طفلين هما “ديجون Daegon” و”تيفن Taven”، وقاموا ببناء هرم باسم والدهم “أرجوس”.

مورتال كومبات
“ديجون” و “تيفن”

بعد ذلك – وبعد أحداث مورتال كومبات Deception – إزداد عدد المقاتلين في الكون من مختلف العوالم وأصبحوا من القوّة بحيث لم تعد تلك العوالم قادرة على السيطرة والصمود، أصبح الوضع في غاية الخطورة بحيث وصل الجميع لنقطة النهاية، تلك النقطة التي أصبح فيها الكون نفسه في خطر داهم.

وبالفعل حدث الصدام وأشترك الجميع في معركة طاحنة ومميتة، ظهر في أثناءها ودون إنذار مسبق هرم “أرجوس” وإنفجرت قمته لتخرج منها طاقة ناريّة قويّة، تقاتل الجميع في سبيل الوصول للقمة لمعرفة ماهيّة هذا الشيء وما إن كان قوّة جديدة تنتظر من يكتسبها، ليتضح في نهاية الأمر أنه لا شيء سوى المقاتل العظيم “بلايز Blaze” الذي صنعه “أرجوس” قديماً للحفاظ على الإتّزان الذي أصبح الآن موشكاً على الإنهيار!

مورتال كومبات
بلايز Blaze

استيقظ في هذه الأثناء “تفين” من سباته الطويل وسعى خلف “بلايز” لتدميره ومحاولة حل الصراع المميت بين أبطال السلسلة بنفسه، ليكتشف بعد ذلك خيانة أخيه “ديجون” وأنه المسئول عن موت أبويه، ليقتله بنفسه إنتقاماً منه، ولكنه بعد ذلك ينهزم أمام قوّة “بلايز” الذي لم يستطع أي شخص إيقافه وتدميره سوى “شاو كان”، الوحيد الذي استطاع البقاء حيّاً مع “رايدن”، لينخرط معه في مواجهة عنيفة إنتهت بإنتصار “شاو كان” على “رايدن” الذي أصبح الآن يواجه لحظاته الأخيرة، وأثناء استعداد “شاو كان” للقضاء عليه حاول “رايدن” التغلّب على جراحه وقام بإرسال رسالة إلى الماضي قبل بدء أولى دورات مورتال كومبات من خلال تميمته السحريّة على أمل أن تتغير الأمور.

صدرت اللعبة في عام 2006 وحققت نجاحاً جيّداً هي الأخرى، فلعبة بهذا الحجم تضم أكثر من 60 شخصيّة مع إمكانيّة صناعة المزيد ومع هذا الكمّ الهائل من الإضافات والألعاب الجانبيّة كان من الصعب ألا تنجح، ولكن للأسف، كان هذا النجاح مشابهاً للنجاحات السابقة، نعم كانت لعبة جيدة وحازت على تقييمات عالية من قبل الجمهور والنقاد، ولكنها سرعان ما اندثرت واختفت في طيّ النسيان!

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات Armageddon

في الواقع كانت Armageddon صفقة جيدة، ولكنها لم تكن هي ما يريده الجمهور من مورتال كومبات.

الجزء الثامن “Mortal Kombat vs. DC Universe”

مورتال كومبات

أول ألعاب Midway على أجهزة الجيل السابع PlayStation 3 و Xbox 360، لا نعلم بالتحديد كيف جائت فكرة الدمج بين عالمين مختلفين تماماً بهذا الشكل، وكيف توقّع مطوّروا اللعبة أن يتسق وجود شخصيّات مثل “سوبر مان” و”باتمان” و”الجوكر” مع شخصيّات مثل “صب زيرو” و”سكوربيون” و”شانغ تسونغ”!

ضمّت اللعبة 20 مقاتلاً من كلا العالمين، وهو عدد قليل بالطبع مقارنة بالنسخة السابقة والتي ضمّت أكثر من 60 مقاتلاً، ولكن لنكن منصفين فإن هذا الجزء كان هو نواة مستقبل ألعاب مورتال كومبات خارقة النجاح فيما بعد، فقد قدّم عدد من أساليب اللعب الجديدة تماماً والتي كان يمكن وصفها في بعض الأحيان بأنها “ثوريّة” دون أدنى شعور بتأنيب الضمير، كما شهدت تطوّراً واضحاً في الرسوميّات والحركات الخاصة بكل شخصيّة.

مورتال كومبات
شخصيّات Mortal Kombat vs. DC Universe

وبرغم المجهود الكبير المبذول في صناعة هذه اللعبة، لم تجد أي ترحيب يُذكر من عشّاق اللعبة القدامى، ذلك لأن دخول Universe DC في اللعبة أثر بشكل كبير على الأجواء السوداويّة التي اشتهرت بها، وكان التأثير الأكبر هو الإنخفاض الرهيب في مستوى دمويّة اللعبة والذي كان سببه بالطبع هو مراعاة طبيعة الإندماج مع هذا العالم الجديد وطبيعة جماهير DC الغير دموية وصعوبة رؤية شخصيّات مثل “سوبرمان” أو “باتمان” يتم تقطيعها إرباً.

لا يستطيع أحد أن يُنكر نجاح اللعبة، فاللعبة نجحت بالفعل نجاحاً كبيراً وحازت على إعجاب عدد كبير من اللاعبين، ولكنهم ليسوا من عشّاق مورتال كومبات الأصليين، بل كان معظمهم من جمهور DC Universe أو من محبّي ألعاب القتال بشكل عام، فاللعبة – كلعبة قتاليّة – جيدة حقاً، ولكنها – كجزء من أجزاء مورتال كومبات – كانت أشبه بالإهانة لأجواء السلسلة وكأنها صُنعت خصيصاً للأطفال!

لم تفهم Midway جيداً رسالة جمهور مورتال كومبات الواضحة بعد نجاح لعبة “رهبان شاولين Shaolin Monks” الغير متوقّع، وكان جزاء عدم الفهم عسيراً، أو لنقل “مميتاً”!

لم تستطع Midway للأسف الصمود أكثر من ذلك أمام المنافسة الجبّارة، الأمر الذي أدى للنهاية المحتومة وهي الإفلاس والإنهيار التام، تلك الصدمة العنيفة التي كان من المفترض أن تهز أرجاء عالم الألعاب مرّت كخبر سريع ربما لم يسمع به معظمنا، وبينما كان العالم منشغلاً بالألعاب الجديدة التي تظهر يوماً بعد يوم على الساحة، كانت أعين عشاق مورتال كومبات تراقب من وقت لآخر “إد بوون” وتسأل نفسها: هل تكون حقاً هذه نهاية مورتال كومبات؟ هل هكذا تنتهي أسطورة التسعينات الكبرى؟ هل ماتت مورتال كومبات مع موت Midway؟ هل كان انتظارهم طيلة هذه السنوات على أمل ظهور جزء جديد من اللعبة يستعيد مجد الأجزاء القديمة هو انتظار بلا طائل؟

كانت الأيام التي تلت هذا الخبر طويلة ومملّة لعشّاق اللعبة، ولكن بعد ثلاثة أعوام بدأت تظهر في الأفق بعض الأخبار الجديدة!

الجزء التاسع “The Mortal Kombat”

https://www.facebook.com/samma3afans/videos/2032322783645804/

مورتال كومبات

عندما تمت صفقة بيع Midway لصالح الكيان العملاق Warner Bros. Interactive في عام 2009 بدأ عدد قليل من المخلصين للسلسلة في متابعة أخبار “إد بوون” بشكل عام، وبشكل خاص على منصّة التواصل الإجتماعي “تويتر” فهي المنصّة التي يعشقها ويكتب عليها من آن لآخر، كان السبب الرئيسي لمتابعة أخباره هو بعض التصريحات التي ذكرها قبل إنهيار Midway بخصوص وجود “جزء جديد” من مورتال كومبات، فهل ستتولى هذه المرة Warner Bros. إكمال المسيرة؟ أم ستقوم بعمل تغييرات جذرية وتُنتج ألعابها الخاصة؟

كانت الأحداث تمر ببطء ولكنه بطء مثير، حيث قامت Warner Bros. بتأسيس استوديوهات “نيذرّيلام Netherrealm Studios”، وكلّفتها بإدارة كل ممتلكات Midway والبدء في مشروع مدروس بعناية، كان عشّاق اللعبة لديهم أمل كبير في أن يكون هذا المشروع هو جزء جديد من مورتال كومبات، فبرغم كل هذه السنوات التي مضت ظل عشّاق اللعبة لديهم أمل كبير في أن تصدر اللعبة بالشكل الأمثل الذي يحلمون به دوماً.

مورتال كومبات
شعار استوديو Netherrealm

المزيد من الأخبار البطيئة المثيرة، تحدّث “إد بوون” بالفعل كما توقع الجمهور من خلال “تويتر” عن لعبة قادمة يجري التجهيز لها الآن ولكنها خالية من أي أبطال خارقين Superheros من نوعيّة DC Universe، ولإشعال المزيد من حماس المتابعين انتشرت أنباء قويّة للغاية عن تعيين استوديوهات “نيذرّيلام” لشخص مشهور جداً لدى محبّي ألعاب مورتال كومبات الكلاسيكيّة وهو “دان فوردن Dan Forden” الملحن الموسيقي الشهير والقائم بالتلحين الموسيقي للأجزاء الكلاسيكيّة، والذي يشتهر بظهوره أثناء القتال بصورته الحقيقيّة على جانب الشاشة قائلاً “Toasty”!

في أواخر عام 2009 صرّح “إد بوون” بأنه إذا صدر جزء جديد من مورتال كومبات فإنه سوف يستعيد روح الماضي والأسلوب الدموي المعهود، وبعد ذلك التصريح أصبح اليقين مسيطراً على الجميع بأن هناك جزء قادم من مورتال كومبات، فقط يتبقى الإعلان الرسمي، وبالفعل جاء هذا الإعلان الرسمي الذي إنتظره الجميع في العاشر من يونيو لعام 2010، بعد ثلاثة أعوام كاملة منذ صدور آخر لعبة من ألعاب مورتال كومبات.

كما تعرفون جميعاً جائت نتائج العرض مذهلة، الجميع الآن يريد تجربة اللعبة بأي ثمن، كل ما تمنّاه عشّاق اللعبة وأكثر ظهر في هذا العرض، وهو ما تأكد للجميع مع صدور اللعبة بالفعل في عام 2011، ذلك الصدور الذي صاحبه ضجّة عالمية أحدث دويّاً حتى لمن لا يعرف تاريخ السلسلة من الأساس، فأخيراً تعود السلسلة عوداً حميداً للقواعد مرة أخرى، الشخصيّات الأصلية التي إرتبط بها الجمهور تلعب في ساحات القتال الأصليّة بأزيائها الأصليّة في لعبة تمتلك أُسلوب اللعب ثنائي الأبعاد الأصلي وتدور أحداثها في الأجواء الدمويّة الأصليّة وتتناول القصّة الأصليّة، كل شيء أصليّ ها هنا!

مورتال كومبات
شخصيات مورتال كومبات الجزء التاسع

أضف إلى كل ما سبق جودة الرسوميّات والإهتمام بالدقّة العالية في التفاصيل الصغيرة والأطنان التي لا حصر لها من المحتوى القابل للكشف وحركات الإنهاء والحركات المميزة الكثيرة لكل شخصيّة على حدة، كل هذا مع الأنظمة الحديثة ساهم في جعل اللعبة تمتلك عمراً طويلاً مديداً جعل الجميع يستمر في الإستمتاع بها حتى لحظة كتابة سطور هذا المقال.

من الجدير بالذكر أن اللعبة تم منعها في أستراليا لفرط الدمويّة والوحشيّة الموجودين بها، الأمر الذي ذكّرنا بفترة التسعينات المجيدة حيث الضجّة الإعلاميّة المعتادة حول مورتال كومبات وحيث الصدمة التي تولّدها دائماً عند صدورها.

ساهمت الشخصيّات وأجواء اللعبة والعودة للقصة الأصلية بشكل كبير في نجاح هذا الجزء، ولكن السرّ الحقيقي خلف هذا النجاح المبهر كان أُسلوب اللعب الجديد والذي استوحاه مصمموا اللعبة من أُسلوب اللعب الناجح للعبة Street Fighter 4 والذي جمع ما بين جودة الرسوميّات ثلاثيّة الأبعاد ومتعة اللعب ثنائي الأبعاد، الأمر الذي أعاد للأذهان الطريقة الأصلية التي نجحت بها اللعبة من الأساس.

مورتال كومبات
مشهد من أُسلوب لعب مورتال كومبات الجزء التاسع

تناولت قصّة اللعبة الأحداث ما بعد Armageddon، حيث بقي فقط “شاو كان” و”رايدن” على قيد الحياة، ولكن الغلبة كانت للأول، الذي امتلك قوّة خارقة بعد موت “بلايز”، وأصبح “رايدن” يواجه الموت المحتوم كما ذكرنا، في اللحظات الأخيرة قبل موته قام بإرسال رسالة إلى نفسه في الماضي من خلال تميمته السحريّة، وتحديداً قبل بدء أولى دورات مورتال كومبات، وكان مضمون هذه الرسالة: “لابد أن يفوز!”، من هو؟ لا أحد يعرف، ظل هذا الأمر لغزاً محيّراً، كانت تميمة “رايدن” هي علامته الأكيدة، فكلما إزدادت الشروخ فيها كلما كان إتجاه الأحداث يسير لنفس المصير.

مورتال كومبات
مشهد من طور القصة في لعبة مورتال كومبات الجزء التاسع

تأخذنا اللعبة في رحلة مع ذكريات الأجزاء الكلاسيكية من الأول للثالث مع بعض التعديلات الصغيرة، كما قدّمت اللعبة طور القصّة Story Mode بشكل مذهل عجزت عن تقليده بنفس الشكل المتقن أيّة لعبة قتالية صدرت من قبل أو حتى صدرت بعد صدور هذه اللعبة وحتى لحظة كتابة هذه السطور.

شهدت اللعبة ايضاً ظهور بعض الضيوف الجدد والذين تم إختيارهم بعناية هذه المرّة، مثل “سكارليت Skarlet”، هل تتذكرونها؟ إنها الشائعة التي ظهرت قديماً في التسعينات عن وجود مقاتلة مقنّعة حمراء اللون، و”كينشي Kenshi” المقاتل معصوب العينين، و”رين Rain” الذي – بشكل أو بآخر – أصبح ضيفاً، وأمير الكوابيس الرهيب في أفلام الرعب “فريدي كروجر Freddy Krueger”، والعملاق مدمّر آلهة الأوليمب “كريتوس Kratos” والذي كان حصريّاً لمنصّة PlayStation 3.

مورتال كومبات
شخصيّات إضافيّة في مورتال كومبات الجزء التاسع

حققت اللعبة نجاحاً تاريخياً ترجمته أرقام المبيعات العملاقة، وحصلت اللعبة على تقييمات ممتازة من جميع مواقع ومراجعي الألعاب تقريباً، البعض ذكر أن الرسوميّات كان من الممكن أن تصبح أفضل، البعض عاب عليها ضعف الدعم فيما يخص طور اللعب الجماعي عبر الإنترنت، ولكن كل هذا لا يهم، الأهم لدى الجميع هو عودة مورتال كومبات إلى قواعدها سالمة، أخيراً فهم المطوّرون ما يريده الجمهور حقّاً. لم يذهب إنتظار عشّاق اللعبة طيلة هذه السنوات سدى، ففي النهاية نالوا الجائزة الكبرى.

بالطبع أصبح إصدار جزء جديد من مورتال كومبات هو مسألة وقت لا أكثر، ولكن حدث أمر مختلف ها هنا، ففريق العمل في استوديو Netherrealm لم ينس النجاح الذي حققته لعبة Mortal Kombat vs. DC Universe، ولم ينس أن فكرة وجود أبطال DC الخارقين نفسها كانت مستساغة بل وناجحة لدى الجمهور، فقاموا بالبدء في تطوير لعبة قتاليّة جديدة تخص أبطال DC وحدهم، لا مزيد من الخلط هذه المرة.

وبالفعل صدرت لعبة Injustice: Gods Among Us في عام 2013 محققة نجاحاً هائلاً، فقد استغلت مكيانيكيّة اللعب من مورتال كومبات ولكن بأجواء DC، ومع عرض القصة بذات الإتقان الذي رآه الجميع مورتال كومبات، ومع تحسّن الرسوميّات وإختلاف أُسلوب اللعب، أصبحت هذه اللعبة لها جمهورها الخاص، والذي أتى بعضه من جمهور موتال كومبات، نعم يمكنك أن تحب كلّ منهما لكنك قد تكره في نفس الوقت الخلط بينهما، تماماً كما تحب أن تأكل المانجو وتحب أن تأكل أيضاً البيتزا، ولكنك بالتأكيد لن ترغب في أن تأكل بيتزا بالمانجو!

مورتال كومبات

كانت لعبة Injustice: Gods Among Us هي أولى الألعاب التي يطوّرها الاستدويو لمنصّتي PlayStation 4 وXbox One، بالإضافة لمنصّات PlayStation 3 وXbox 360 بالطبع، والنجاح الذي حققته اللعبة كان الشعلة التي أضافت المزيد والمزيد من الطاقة لمواصلة المشوار والبدء في تطوير جزء جديد.. نعود فيه مرة أخرى لأجواء مورتال كومبات!

الجزء العاشر “Mortal Kombat X”

مورتال كومبات

تم الإعلان عن جزء جديد من مورتال كومبات في عام 2014، وتقرر أن يحمل الرمز X نسبة إلى رقم 10 بالشكل الروماني، تمتّع هذا الجزء برسوميّات خارقة دون أدنى مبالغة، وحقق نجاحاً كبيراً على الرغم من وجود عدد أقل من المقاتلين، وعلى الرغم من قصر طور القصّة أيضاً مقارنة بالجزء السابق.

مورتال كومبات
مشهد من أُسلوب لعب مورتال كومبات X

تناولت قصّة هذا الجزء الأحداث التي تلت الجزء السابق، والذي اتضح فيه أن كل ما حدث في الدورات الثلاث الأولى لمورتال كومبات وكل هذا الدمار كان مخططاً له منذ بداية الأمر على يد الإله المغضوب عليه “شينوك” والذي تحدثنا عنه مسبقاً كونه محكوماً عليه بالبقاء في جحيم يُدعى Netherrealm (نعم يحمل نفس اسم الاستوديوالذي صنع اللعبة)، وكان المنفذ لهذه الخطّة هو مساعده الساحر “كوان تشي” والذي كان يتلاعب بالإحداث طيلة هذا الوقت مستغلاً رغبة “شاو كان” العمياء في القوّة والسيطرة، ليصل في النهاية لما سعى إليه حيث إنتهت المعركة بإستنفاذ قوّة كلّ من الأرض والعالم الخارجي بشكل جعلهما غير قادرين حتى على الدفاع عن نفسيهما، وهو الأمر الذي سيستغلّه “شينوك” في العودة مرة أخرى والسيطرة عليهما.

مورتال كومبات
مشهد من عرض لعبة مورتال كومبات X

ظهر الأبطال القدامى وقد إزدادوا سنّاً، كما تم تقديم عدد كبير من الشخصيّات الجديدة بعض منها هم أبناء الشخصيّات الأصليّة، لم تفرّط اللعبة في أُسلوبها الناجح بل قدّمت له العديد من الإضافات مثل إمكانيّة إستغلال بعض العناصر من ساحة القتال نفسها، كما أصبحت اللعبة أكثر دموية من الجزء السابق، وشهدت زيادة في حركات الإنهاء بالإضافة لعودة نظام الإنهاء Brutality من الأجزاء الكلاسيكيّة ولكن بشكل مختلف وأكثر واقعيّة.

قدّمت اللعبة أيضاً عدد من الضيوف الملائمين للجو السوداوي للعبة مثل العدوّان المميتان “إليان Alien” و”بريداتور Predator” من سلسلة أفلام الرعب والخيال العلمي الشهيرة والتي حملت إسميهما، وكذلك السفّاح الشهير “ليذرفيس Leatherface” من سلسلة أفلام الرعب The Texas Chainsaw Massacre، وصديقه السفّاح “جيسون Jason” من سلسلة أفلام الرعب Friday the 13th بالإضافة لعدد من الشخصيات الأخرى.

مورتال كومبات
بعض الشخصيّات الإضافية في مورتال كومبات X

قدّمت اللعبة محتوى قابل للكشف أكثر من ذلك الموجود في الجزء السابق وأكثر عمقاً، كما شهدت إضافة عدد من الأنظمة الرائعة والجديدة، بالإضافة بالطبع للتطوّر الملحوظ وبشدّة في طور اللعب الجماعي عبر الإنترنت، الأمر الذي جعل هذا الجزء هو الأشهر حالياً على مستوى ألعاب القتال.

نظراً للنجاح الهائل الذي حققته اللعبة، والتطور الهائل أيضاً في عالم صناعة ألعاب الهواتف الذكيّة بل وفي الهواتف الذكيّة ذاتها، قرر مطوّروا اللعبة إصدار نسخة أخرى منها لصالح الهواتف الذكيّة، هذا الإصدار كان وحده مصدر لهوس الكثيرين باللعبة، وما زالت اللعبة حتى هذه اللحظة تتلقى المزيد من الدعم والمحتوى من وقت آخر.

على الجانب الآخر لم ينس فريق العمل النجاح الرائع الذي حققته لعبة Injustice: Gods Among Us في عام 2013، فقرروا الإستراحة من مورتال كومبات والبدء في مشروع عملاق وهو الجزء الثاني من لعبة Injustice، هذا الجزء الذي قفز هو الآخر بمفهوم الألعاب القتالية لمستوى آخر تماماً، ولكننا لسنا اليوم في مجال الحديث عنه.

الجزء الحادي عشر؟

كالعادة، من يتابع “إد بوون” بدقّة وحرص سيحصل منه بالتأكيد على عدد من المعلومات القيّمة، ففي أكثر من لقاء صرّح “إد بوون” رداً على التساؤل الأشهر: هل سيكون هناك جزء جديد من مورتال كومبات؟ بأنه بالطبع غير مخوّل بالرد على مثل هذا التساؤل ولا عن الكشف عن أيّة لعبة جديدة، ولكنّه نصح السائلين بمتابعة أُسلوب عمل استوديو Netherrealm ليحصلوا على الإجابة، ولمزيد من التوضيح ذكر أن الاستوديو أصدر الجزء التاسع في عام 2011، ثم Injustice: Gods Among Us في عام 2013، أي بعد مورتال كومبات بعامين، ثم بعد ذلك الجزء العاشر من مورتال كومبات في عام 2015، أي بعد Injustice: Gods Among Us بعامين أيضاً، وأخيراً صدور Injustice 2 في عام 2017، أي بعد مورتال كومبات بعامين كذلك! فما الذي تتوقعونه بعد عامين من الآن؟ طبقاً لما قاله “إد بوون” فالحديث واضح للغاية عن جزء جديد من مورتال كومبات بعد Injustice 2 بعامين، أي في عام 2019.

لمزيد من اللحظات الطريفة سأل مراسل “إد بوون” ما إذا كان الجزء الحادي عشر سيسير على نفس النهج والقصص التي حملها ترتيب الأجزاء السابقة من السلسلة بدءاً من Deadly Alliance وحتى Armageddon، ليرد “إد بوون” بأنه (إن) صدر جزء حادي عشر من مورتال كومبات فهو يتوقع غالباً أن يسير على نهج مختلف وبقصّة جديدة تماماً، خبر سعيد بكل تأكيد (إن) كان صادقاً!

وفي النهاية

عاد مجد سلسلة مورتال كومبات العظيمة، بعد أن ظن الجميع أن هذا مستحيل، وبعد أن تعرضت لضربات قاصمة في مسيرتها المليئة باللحظات السوداء والآمال المحطّمة، سلسلة وُلدت منذ 25 عاماً، واستمرت في تغيير العالم منذ بدايتها في عام 1992 وحتى اليوم، لتُثبت للجميع أنها أكبر من مجرّد لعبة قتالية، وأنها في الواقع ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل.

بهذا تنتهي رحلتنا معكم في تاريخ سلسلة مورتال كومبات، والتي قمنا بها خصّيصاً إحتفالاً بمرور 25 عاماً على مولدها، أظن أنّكم تتّفقون معنا في أنها تستحق منا كامل الإحترام والتقدير، وأنه أصبح الآن لزاماً علينا أن نقول:

مورتال كومبات .. كل 25 عام وانتِ بخير!

4 تعليقات

  1. خلص الكلام فيك ي رجل طرح جميل ومتواتر ومدعوم وبالتفاصيل وأسلوب سلس وأكثر من رائع شكرا لاتوفيك حقك انت فعلا رائع مذهل ❤️❤️?

  2. روعة روعة روعة مقال مذهل ومفصل وفديوهات شرح وافي وسلسل شوقتونا لايام زمان

  3. تقرير خرافي محترف عالي المستوى
    استمتعت واستفدت كثيرا وانا اطالع المقال

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *