وفاة MP3 رسمياً بعد سنوات طويلة من الخدمة

من منا لا يعرف ما هي صيغة MP3 الأشهر من نار على علم في عالم الصوتيات؟ هذا النوع من الملفات ساعد عالم الموسيقى بشكل كبير لأكثر من عقدين من الزمن، وكان سبباً رئيسياً في جعل جهاز iPod الخاص بشركة Apple من أنجح الاختراعات على مر الزمان. على ما يبدو، حتى ذلك لم يقِ تلك الصيغة المعروفة من الاندثار، فهي سنة الحياة التكنولوجية.

مؤسسة Fraunhofer الألمانية للدارات المدمجة، والتي تُعتبر مكان ولادة MP3، قد أفصحت رسمياً بأن “التراخيص لبضعة براءات اختراع خاصة ب MP3 وبرامج Technicolor و Franhofer IIS قد تم إنهاؤها”. بمعنى آخر، لن تجدد المؤسسة ملكيتها الفكرية للتكنولوجيا الداخلة بصناعة هذه الملفات الصوتية لتعلن بذلك نهاية عصر MP3 رسمياً مع ظهور المزيد والمزيد من البدائل الأكثر قوة وفعالية.

أحد مسؤولي المؤسسة، Bernhard Grill، قد تحدث بأن صيغة صوتية أخرى ألا وهي AAC أو “Advanced Audio Coding” والتي ساهم بصناعتها أيضاً هي حالياً بمثابة “المعيار القياسي لتحميل الموسيقى على الهواتف الذكية”، حيث تتسم بأنها “أكثر فعالية من MP3 وتوفر خواص أكبر بكثير”.

قد يكون الحديث عن وفاة MP3 صعب التصديق بالنسبة للبعض، لكنه في الحقيقة لطالما كان مهدداً بذلك قبل أن يبدأ بالانتشار حتى. في الحقيقة، تتحدث الفصول الأولى لكتاب How Music Got Free عن نجاة MP3 بالكاد من مختبرات الأبحاث، حيث كادت تلك الصيغة لا ترى النور من الأساس. حاول فريق المهندسين جعل إرسال الصوتيات عبر خطوط الهاتف أمراً ممكناً عن طريق نقل كميات صغيرة من البيانات، إلا أن Fraunhofer قد واجهت عدداً من المطبات على الطريق من نزاعات داخل الشركة إلى عمليات القرصنة، لكن السبب الأكبر في فشل العديد من الأفكار كان الحاجة لمواكبة التقنيات الحالية دون التركيز على الأمور التي بدت مستقبلية حينها. هل تعلم بأن براءة الاختراع لخدمات البث الموسيقي تم رفضها من قبل الحكومة الألمانية آن ذاك لأنها كانت تبدو غريبة في ذلك العصر؟

قد لا تصدق ذلك، إلا أن الأشهر الأولى من عام 1995 كانت النقطة التي اعتبرت بداية النهاية بالنسبة لصيغة MP3 ووضعها في غرفة الإنعاش. المزيد من براءات الاختراع الفاشلة المتعلقة بهذا النوع من الملفات الموسيقية والتي تم رفضها لكونها من غير ذلك الزمان جعلت مستقبل MP3 غامضاً بالنسبة للباحثين، وهو ما دفعهم لإعطاء الجميع برمجيات تستطيع تحويل الأقراص المضغوطة إلى جودة MP3 في منازلهم، إلا أن Fraunhofer لم تعلم حينها أنها بذلك قد ساهمت في جعلها الصيغة الأشهر في التاريخ وتسببت بنجاحها الغير متوقع.

إذاً هل أصبحنا أخيراً في نهاية ذلك العصر؟ قد نستمر في استخدام MP3 من آونة لأخرى، إلا أن القطار التقني لا يتوقف عن المسير وربما حان الوقت الذي علينا به أن نتطلع لصيغ أخرى أكثر فعالية. AAC قد تكون فعلاً الصيغة الأكثر انتشاراً والتي تقدم حلولاً أفضل حالياً، ومع قدومها بشكل مصنعي في الأقراص الليزرية وعلى برنامج iTunes فهي هنا لتسد الثغرة حتى قدوم صيغ صوتية أخرى تقدم المزيد من الجودة داخل أحجام صغيرة نسبياً.