مراجعة كرت الشاشة Nvidia GeForce GTX 1650 | السعر والمواصفات والأداء

كلمة حول السوق

كانت بطاقة Nvidia GeForce GTX 1650 القطعة التي لا مفرّ من إطلاقها أبدًا من أجل ملء الفراغ ضمن فئات البطاقات منخفضة الميزانية، وكيلا تواجه Nvidia أي متاعب على المدى القريب من AMD، وفي حين كان من المتوقّع أن تلك هي “آخر العنقود” من بطاقات معمارية Turing ـ على الأقل بدقّة تصنيع 12nm ـ بعد إغراق كافّة فئات السوق بدءًا من بطاقة RTX 2080 Ti الفائقة، مرورًا ببطاقتَي RTX 2060 وRTX 2060 Super كأدنى البطاقات دعمًا للتتبّع الأشعّة (Ray-Tracing)، انتهاءً ببطاقات GTX 1660 Ti وGTX 1660 والبطاقة قيد المراجعة هنا GTX 1650، فاجأت Nvidia الجميع بنيّتها إطلاق إصداري Super من كلّ من بطاقتَي GTX 1660 وGTX 1650 أواخر العام 2019.

المواصفات العامّة

تنطوي GTX 1650 على معالج الرسوميّات الجديد TU117، وهو الشقيق الأصغر حجمًا والأقلّ تكلفة لمعالج TU116 الذي يشغّل كلًّا من بطاقتَي GTX 1660 وGTX 1660 Ti، ويكمن الفرق الجوهري بينهما في تكوين أو إعداد الذاكرة، وعدد معالجات الدفق المتعدّدة (Streaming Multiprocessors أو SMs اختصارًا)، والتي بدورها تحدّد عدد نوى CUDA، ووحدات البناء، وكذلك عدد وحدات الرندرة (ROPs). من جهة أخرى، ما زال تصنيع المعالج ببنية 12nm (12 نانومتر) من قبل TSMC، في الوقت الذي تتفرّد به وحدات Radeon الجديدة من AMD بتصنيع وفق 7nm، وكانت الناتج الفعلي لكلّ ذلك شريحة أصغر بمقدار الثلث مقارنة مع TU116، وبعدد 4.7 مليار ترانزستور.

كما هو متوقّع؛ اقتصرت GTX 1650 على 4GB من سعة الذاكرة العشوائية للفيديو (VRAM) من نوع GDDR5، محدودة بسرعة 8GT/s كما في GTX 1660 وبطاقة GTX 1060 من الجيل السابق تمامًا. للبطاقة أيضًا أربع وحدات تحكّم بالذاكرة النشطة بناقل بسعة 128-bit، ما يعطي سعة 128GB/s من عرض النطاق التردّدي، وهو ما يفوق بطاقة GTX 1050 Ti التي اقتصرت على 32 وحدة خرج أو رندرة (ROPs)، وتمثّل GTX 1650 البديل المحدّث لتلك فعليًّا.

الآن، نحو مزيد من التوضيح، بالحديث عن جوهر المعالج، نجد 14 معالج دفق تعدّدي (SMs)، ما يعني 896 نواة من نوى CUDA، و56 وحدة تركيبية، وكما سائر بطاقات Turing؛ … ما بمكّن من تسريع العبء أو المعالجة الإجماليّة للألعاب بنسبة 15 إلى 35% اعتمادًا على نوع اللعبة، وهذا طبعًا مقارنةً مع معالجات معماريّة Pascal السابقة.

لكن، من المهم جدًّا الإشارة إلى أنّ نسخ الحواسيب المكتبيّة من GTX 1650 ـ التي تحدّثنا عنها أعلاه ـ لا تتضمّن القدرات الكاملة لمعالج TU117 قياسًا بالمعالجات المحمولة أو المصغّرة المدمجة ضمن الحواسيب المحمولة، والتي تحوي 16 معالج دفق متعدّد مع 1024 من نوى CUDA، ولعلّ هذا هو السبب وراء توجّه Nvidia إصدار بطاقة GTX 1650 Super بعد حين.

على عادتها دومًا، تبدي Nvidia تحفّظًا ملموسًا حول تردّد السرعة المعزّز وفق أرقامها الرسميّة، ذلك أنّ معظم بطاقاتها تعمل بكفاءة جيّدة بتردّدات أعلى من الحدود الرسميّة، وبالنظر إلى GTX 1650 نجد أنّ التردّد الأساسي لها يبلغ 1665MHz، وهو أقل من GTX 1060 بالطبع، ولكن أسرع بنسبة 50% من GTX 1050، فضلًا عن أنّ GTX 1650 صُمّمت لتعمل دون الحاجة لموصل 6-pin للطاقة، رغم أنّ الإصدارات مكسورة السرعة منها (مثل نسخة MSI GTX 1650 Gaming X) تحظى بتردّدات أعلى ما يتطلّب حتمًا موصل 6-pin إضافي للطاقة.

قد يهمّك أيضًا: افضل الهواتف الذكية للعبة ببجي.

السعر والتوافر

على نحو مرضٍ، كانت التوقّعات حول سعر بطاقة GTX 1650 أعلى من السعر الرسمي المعلن عنه، مع تكلفة 149 دولار أمريكي للنسخ الأساسيّة، وهو أعلى بقليل من سعر إطلاق GTX 1050 Ti.

من جهة أخرى، تتوافر النسح مكسورة السرعة من GTX 1650 من مصنّعين مثل ASUS وMSI بأسعار أعلى طبعًا، ولكن إن أردت الدفع بالأداء العام بشكل ملموس، فمن المفضّل اللجوء لبطاقات أخرى تمامًا أمثال GTX 1660، أو AMD Radeon RX 580 أو RX 570، بل وحتّى بطاقة GTX 1060 من الجيل السابق، حتى وإن كانت تلك ذات متطلّبات أعلى من الطاقة، فأي مزوّد طاقة بسيط كفيل بالمهمّة.

الأداء

وفقًا لادعاءات Nvidia؛ ستكون بطاقة GTX 1650 أفضل وأسرع بمرّتين من بطاقة GTX 950 وأسرع بنسبة 50% من GTX 1050، وهو أمر معقول للغاية، باعتبار أنّ كلًّا من البطاقتين السابقتين تملك سعة 2GB فقط من سعة ذاكرة الفيديو العشوائيّة، وبالنظر للمواصفات العامّة؛ فإنّ GTX 1650 يجب أن تكون أسرع بنسبة 25 إلى 30% من GTX 1050 Ti، مع التأكيد مجدّدًا على أنّها أبطأ من GTX 1060.

الاختبارات والتجارب أعلاه كانت على نسخة MSI GTX 1650 Gaming X 4GB مكسورة السرعة؛ أي أنّها تقدّم أداءً أفضل بنحو 5 إلى 10% عن النسخ القياسيّة. بالمجمل، حقّقت بطاقة GTX 1650 النتائج المتوقّعة منها تمامًا، وبعبارة أدقّ؛ تفوّقت على GTX 1050 في دقّة 1080p بنسبة 57% بالإعدادات المتوسطة، وبنسبة 73% بالإعدادات القصوى وفق عدّة اختبارات، وهذا مدعاه كما ذكرنا محدوديّة GTX 1050 مع 2GB من VRAM فقط، في حين إنّ GTX 1050 Ti كانت وراء GTX 1650 بنسبة 30%. من جهة أخرى تفوّقت GTX 1060 بسعة 3GB من ذاكرة الفيديو العشوائية بنسبة 17% على الإعدادات المتوسّطة، و9% في الإعدادات القصوى، وحلّت AMD Radeon RX 570 بسعة 4GB في ذات المرتبة تقريبًا.

قد يهمّك أيضًا: كول أوف ديوتي موبايل على الكمبيوتر.

على نحو مثير للاهتمام، كانت بطاقة GTX 970 من العام 2014 أسرع بنسبة ضئيلة (ما بين 1 إلى 3%) من GTX 1650، ولعلّ ذلك كان بسبب القفزة الكبيرة في معمارية الأولى عن الجيليَن السابقين القديمَين، وهنا قد يصح القول أحيانًا، إنّ الألعاب القديمة تميل لتفضيل GTX 970 مقابل GTX 1650 التي كانت أفضل مع الألعاب الأحدث.

اقتصار على NVENC من الجيل السابق

كان الخبر الأهم الذي ترافق مع ظهور بطاقة GTX 1650 هو افتقاره لميزة أو مجموعة Turing NVENC الجديدة، وبدلًا من ذلك اقتصرت على نسخة Volta، والتي هي ذاتها الموجودة على بطاقات Pascal. لمزيد من التوضيح؛ فإنّ NVENC هي الخاصية التي تتعامل مع تشفير أو ترميز الفيديو من أجل البث أو الدفق، ومن أجل Nvidia ShadowPlay، وNvidia Highlights.

مع معمارية Turing؛ أشارت Nvidia إلى تحسينات في الجودة والأداء مع البطاقات الجديدة، مصرّحة بأنّها باتت أفضل من إعدادات x264 Fast المستخدمة من قبل الأكثرية، فضلًا عن كونها أسرع بحوالي 15% من Volta NVENC في بطاقات معمارية Pascal.

من منظور آخر، قد لا يبدو هذا الأمر سيّئًا للغاية، خصوصًا أن كثيرًا من المستخدمين ما زالوا يعملون على الإصدارات القديمة، ورغم أنّ هذا الاقتصاص في الميزات لن يكلّف في حجم المعالج أو عدد الترانزستورات شيئًا، إلّا أنّ بطاقات الميزانية المنخفضة دائمًا ما تفرض هذا النوع من القيود. عمومًا، قد يبدو هذا سببًا يدفع معظم الزبائن للتفكير ببطاقات أعلى من قبيل GTX 1660، ومجّدًا، لن تخسر Nvidia شيئًا.

الحكم النهائي

إن العقبة والصعوبة التي تترافق مع اختيار بطاقة رسوميات من فشة الميزانية المنخفضة تتمثّل دائمًا بأنّ تلك غالبًا لا تحمل أي جديد فيما يتعلّق بمستوى الأداء العام، وهنا نجد أنّ GTX 1650 أفضل من GTX 1050 Ti، ولكنّها في ذات الوقت تكافئ بأدائها بطاقة GTX 970 التي قد مضى عليها خمس سنوات تقريبًا، والفرق الوحيد ربّما أنّ ذلك الأداء يمكن تحصيله اليوم مع بطاقات باستهلاك طاقة بحدود 75 واط.

اقرأ أيضًا: مراجعة ايفون 11.

نقطة هامّة يجب التعليق عليها، هي أنّ بطاقة GTX 1650 لها القدرة المثالية على أن تعمل تقريبًا مع أي حاسوب ينطوي على خانة أو فتحة x16 PCIe، ويمكن اعتبارها خيارًا جيّدًا لترقية الحواسيب منخفضة الأداء، رغم أنّها لا تمثّل القيمة الأعلى من الموجود في السوق.

من منظور القيمة الفعلية، وبالأخذ بعين الاعتبار الحسومات التي بدأت بالفعل على GTX 1060 وقبلها على Radeon RX 570 وRX 580، فإن القطار قد فات GTX 1650 نوعًا ما، إلّا إن كان لديك صندوق حاسوب صغير نسبيًّا ولا يسع بأي حال من الأحوال بطاقة كبيرة الحجم، أو كان مزوّد الطاقة في حاسوبك لا يشتمل على موصل 6-pin، أو لمجرّد أنّك أردت وحدة معالجة رسوميّات باستهلاك طاقة منخفض لأي سبب كان، في تلك الحالات وما شابهها يكون لدى GTX 1650 فرصة جدّية، ولكن منتهى الحال ـ سواءً اليوم أو غدًا ـ سيصبح من الصعوبة بمكان إيجاد بطاقة من تلك الأجيل القديمة، وحتى بضع سنين قادمة ستبقى GTX 1650 ورقة Nvidia لسوق البطاقات منخفضة الميزانية.

إنّ GTX 1650 ليست بالبطاقة السيّئة على الإطلاق، ولها القدرة على توفير 60 إطارًا في الثانية بدقّة 1080p على إعدادات متوسّطة إلى عالية في معظم الألعاب، وليست بذاك السعر المرتفع أبدًا. فقط احسم خياراتك جيّدًا، وضع في ذهنك أنّها ليست الحلّ المثالي لتجميعة ألعاب منخفضة الميزانيّة.