مراجعة لعبة Red Dead Redemption 2 – قصة من الوايلد ويست

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

لعبت Red Dead Redemption 2 بعد قرابة عام من شرائي لها على ستيم؛ كان سبب ترددي في لعبها هو حجمها الكبير وخدمات الإنترنت السيئة في المنطقة التي أسكن فيها، إذ بلغ حجمها 120 غيغابايت تقريبًا؛ لكن يبدو أن كان علي أن أضحي بالإنترنت الخاص بي وأحمل اللعبة فور شرائي لها.

نعم اللعبة تستحق جميع الضجة التي تسببت بها، فكل مكونات اللعبة هي دليل على إبداع فريق العمل في روكستار؛ كمية التفاصيل والمتعة التي كنت أشعر بها أثناء تجولي في عالم ريد ديد كانت كفيلة بأن تشغلني عن أمور مهمة كان يجب علي القيام بها في يومي. 

علاوة على ذلك، كانت القصة والشخصيات من أكثر الأمور التي جذبتني لهذه اللعبة، فبلا شك شخصية أرثر مورغان دخلت قائمة أفضل شخصيات الألعاب التي لعبت بهم، والجدير بالذكر أيضًا أن آخر لعبة جعلتني أهتم بها لهذه الدرجة كانت غود اوف وور God of War -لعبتها على ستيم هذا العام أيضًا-، فإن كنت من محبي هذا النمط من الألعاب فريد ديد ريديمبشن لعبة عليك تجربتها بكل تأكيد!

للأسف لم أستطع تجربة طور لعب الأونلاين بعد لذلك ستكون هذه المراجعة خالية عن تقييمي له، وبما أن اللعبة من تطوير روكستار فحاولت قدر الإمكان إيقاف نفسي عن مقارنة اللعبة ب GTA V، إذ قد تكون هذه المقارنة غير متكافئة وعادلة ولكنني سأشرح ما دفعني لأقارن اللعبتين معًا في هذه المراجعة.

القصة والسرد – مغامراتك في عالم ريد ديد

بعض أعضاء عصابة فان دير ليند - Red Dead Redemption 2

تُعد Red Dead Redemption 2 بمثابة بريكويل للجزء الأول، إذ يوجد فارق زمني يقدر بنحو ثمانية أعوام؛ تتحكم كلاعب بشخصية أرثر مورغان أحد أفراد عصابة فان دير ليند – Van Der Linde، حيث تبدأ القصة بهروب العصابة من بلدة بلاكواتر نتيجة فشلهم في إحدى عمليات السرقة التي خططوا لها لينتهي بهم الأمر بالقيام بمجزرة تُعرف باسم مجزرة بلاكواتر. ونتيجة فشل العصابة يضطرون لمغادرة البلدة بحثًا عن مكان يستطيعون الاختفاء فيه من رجال الشرطة والباونتي.

تصادف العصابة العديد من المشاكل، فعلى الرغم من هربهم من بلدة بلاكواتر إلا أن وكالة بينكرتون للتحقيق تتمكن من اللحاق بهم مما يحصر العصابة في زاوية تحدهم من القيام بأعمالهم الإجرامية بأريحية، فأيام الحضارة والتمدن أتت قارعة على باب الفوضى.

الجدير بالذكر أن محور القصة الأساسي للعبة هو رغبة العصابة في جمع الأموال بغرض البحث عن أرضٍ خاصة يتشرونها بعيدًا عن علامات الحضارة الّتي بدأت في السيطرة على الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، فبرأي داتش فان دير ليند زعيم العصابة فإن ما يغزو العالم تحت اسم الحضارة ليس سوى كذبة هدفها سيطرة الأقوياء على الضعفاء. فقرروا إيجاد أرض يستطيعون العيش بها كما يحلو لهم ويبدأو حياة بعيدة عن علامات التحضر.

بالنسبة لتقييم القصة والسرد؛ تأخذ اللعبة وقتها في بناء القصة ومنحنى سرد الشخصيات لتعطي قصة درامية متكاملة ذات طور متصاعد، وكما هو معلوم في هذا النمط من السرد، الهدف منه في النهاية هو الوصول إلى ذروة أحداث معينة وبناء الشخصيات وفهم دوافعهم وتجسيدهم بصورة تعلق في ذهن اللاعب. فقد تعلقت بشكلٍ كبير بالعديد من الشخصيات الثانوية.

شعرت أثناء لعبي أن الهدف وراء عدد المهمات الكبير هو بناء الشّخصيات وإعطائهم أبعاد يستطيع اللاعب من خلالها رؤية مدى تطور الشخصيات ورؤية الأمور من منظور كل شخص؛ أرثر مورغان بشكلٍ خاص وباقي أفراد العصابة بشكلٍ عام. الحق يُقال فأنا لم أر شخصية تمر بمراحل تطور كتلك الّتي يمر فيها أرثر أثناء اللعبة سواء كان ذلك عن طريق الخيارات الّتي تجعل الآخرين في اللعبة يقدرونك كشخصٍ محترم ومحبوب أو كتلك التي تجعلهم يخافونك لأنك رجل عصابة على من يراك الخوف والابتعاد لأنك أينما ذهبت حلّت المشاكل.

تتأثر القصة بخياراتك في اللعبة، وأهم ما يختلف هو طريقة تفاعل العالم والشخصيات الثانوية معك والنهاية التي سوف تحصل عليها، لا أعرف ما الذي كان سيختلف إن اخترت طريق الشخص الشرير كونني طوال مرحلة لعبي قمت باختيار معظم الأمور التي يمكن وصفها بالجيدة أخلاقيًا، وجراء ذلك حصلت على نهايةٍ تليق بشخصية أرثر -برأيي-. ونعم يوجد عدة نهايات للعبة لذلك اسلك طريقك في اللعبة بحذر.

تحذير حرق للأحداث والنهايات المختلفة؛ انتقل لفقرة أسلوب اللعب في حال لم تنهِ اللعبة بعد: إن موت شخصية أرثر كانت واحدة من أكثر الأمور التي تأثرت بها في اللعبة، لم تتدفق مشاعر “الحزن” -إن كان بإمكاني وصفها كذلك- مباشرةً بل أخذت بضعة أيام حتى تمكنت من استيعاب ما جرى بالشكل المطلوب وحتى تمكنت من تقدير أرثر والرحلة التي قضيتها معه، الأمر الوحيد الذي أندم عليه هو عدم قيامي بالعديد من الأمور الّتي انتهيت بالقيام بها بجون مارستون، طبعًا أحب شخصية جون والخاتمة فيه كانت الكرزة التي توضع في قمة الكعكة، لكن ما حصل هو رد فعل طبيعي لأي مرء يندم على عدم استغلال شيء بشكلٍ كاملٍ قبل فقدانه أو خسارته. موت كل من هوزيا وليني أيضًا في مرحلة سرقة البنك كانت عبارة عن فوضى عارمة وموت كلا الشخصيتين كان أمرًا محزنًا للغاية لما كنت لتوقعته، بالإضافة إلى موت مس غريمشو عندما أخذت طرفك ضد مايكا في النهاية؛ ومايكا! الشخصية التي كرهتها أكثر من أي شيء آخر في اللعبة، وعدد المرات التي تمنيت أن أطلق عليه النار لا تُعد ولا تحصى، وهذا إن دل على شيء فهو دليل على مدى إتقان روكستار بخلق شخصية كهذه! وأخيرًا شخصية سيدي أدلر، تمكنت من أن تتحول من شخصية جانبية إلى أكثر الشخصيات الّتي تطورت على مدى اللعبة. جميع هذه الأمور كانت مؤثرة للغاية في اللعبة وعبارة عن emotional roller coaster.

أسلوب اللعب في Red Dead Redemption 2

تجول في مدينة فالنتاين في Red Dead Redemption 2

فاق أسلوب اللعب في Red Dead Redemption 2 العديد من الألعاب التي لعبتها على مر الأعوام، ولا أعرف الآن من أين يجب أن أبدأ، لذلك سأعطي رأيي بأهم النقاط التي وجدتها.

صيد الحيوانات: من أجمل الأمور التي كانت في اللعبة هي صيد الحيوانات وخاصةً الأسطورية – Legendary animals وكيف من الضروري إيجادها للحصول على مقتنيات معينة في اللعبة كالملابس والحقائب والسروج للأحصنة؛ وبالنسبة لي صيد الحصان العربي الأبيض في الغابات المغطات بالثلج كان من أجمل التجارب لي باللعبة سواء من الناحية البصرية أو كمغامرة في عالم ريد ديد.

نظام الشرف – Honor System: إن فعلت أشياء إيجابية كمساعدة الناس وإعطاء الأموال للفقراء زاد شرفك في اللعبة وحصلت على خصومات في جميع متاجر اللعبة، وإن فعلت العكس وأثرت المشاكل وما إلى ذلك ستحصل على أشياء مثل Gunslinger Ebony Grip. أيضًا ستختلف الحوارات وتفاعل العالم معك كما والأهم من كل ذلك ستتأثر القصة بشكلٍ كبير.

الأسلحة: استعمال الأسلحة والتعديل عليها أيضًا كانت إضافة جعلت من إقتناء الأسلحة تجربة ممتعة، ولكن كنت أتمنى وجود خيارات للتعديل أكثر، فجميع الأسلحة كانت محصورة بنفس التصاميم والتطويرات تقريبًا إلا ما ندر؛ كما كنت أتمنى لو كان يوجد خيار يعرض خواص سلاحين أو أكثر إلى جانب بعضهم البعض لكي أتمكن من مقارنة خواصهم بشكلٍ أفضل واختيار السلاح الأنسب. الجدير بالذكر أنه على الرغم من توفر العديد من الأسلحة إلا أنني استعملت القوس والسهام أكثر من أي سلاح آخر، إذ كان استعمالهم مسليًا للغاية. علاوة على ذلك، وجود الحبل لربط الأشخاص وتقييدهم يجعلك تصادف مواقف مضحكة وأحيانًا وسيلة جيدة لتجنب قتل الأشخاص وخسارة الشرف.

الأحصنة: امتلاك حصان في ريد ديد ريديمبشن يضاهي امتلاكك لسيارة في GTA V (في طور الأوفلاين)، يُمكنك الحصول على أكثر من حصان ولكن غالبًا ستتعلق بواحد منهم أكثر من غيره طوال اللعبة. كما أن الاعتناء بالحصان أمر سهل نسبيًا، لكن الأمر الوحيد المزعج هو استغراق مدة طويلة لتحسين علاقتك معه بشكلٍ كاملٍ، إذ يعد هذا الأمر ضروريًا لتطوير مهاراته كالوصول لأعلى مستوى من السرعة وال HP بالإضافة إلى مزايا أخرى كقدرته على سماع صافرة أرثر من مسافة أبعد. يوجد أيضًا العديد من خيارات التخصيص، سواء من ناحية السرج الّتي تمتطيه أو شعر الحصان ولونه.

الحصان العربي

التفاعل مع البيئة: توفر لك اللعبة خيارات واسعة بعض الشيء، فمثلًا يمكنك أن تتفاعل مع الشخصيات بشكلٍ سلبي ونتيجة ذلك ستفتعل المشاكل، أو تستطيع أن تتعاون معهم وتساعدهم مما ينعكس عليك إيحابًا من ناحية نظام الشرف حتى من الممكن أن يعطيك بعضهم الهدايا أو أن يعرضوا عليك شراء أي شيء تريده من متجرٍ معين على حسابهم.

تقريبًا يمكنني أن أعطي أسلوب اللعب العلامة التامة، الأمر الوحيد الذي يدفعني لعدم وصفه بالممتاز أو الكامل هو شعوري بأن روكستار كان بإمكانها إضافة بعض التفاصيل الّتي ستؤثر في أسلوب اللعب بشكلٍ أكبر.

الرسومات والنمط الفني – براعة روكستار ودقة التفاصيل

أثناء تصفحي لليوتيوب رأيت العديد من الفيديوهات التي تظهر مدى اهتمام روكستار بالتفاصيل حتى تلك التي من المرجح جدًا بأنك لن تلاحظها، كإنعكاس ما يوجد أمام الشخصيات على أعينهم أو حتى كيف أنه في بعض المشاهد الجانبية يمكنك رؤية الشخصيات الجانبية يدقون مسامير السكة الحديدية ورؤية المسمار وهو يدخل ببطء! أما بالنسبة للغرافيكس فاللعبة بلا شك تدخل قائمة أجمل الألعاب التي لعبتها.

الموسيقا والأصوات

كحال الرسومات، بلغ الاهتمام بالتفاصيل أشده فعلى سبيل المثال يتغير صوت حذوات الحصان عندما يمشي فوق أرضية خشبية وعندما يمشي فوق الطين والتراب، الساوندتراكس أيضًا تتناسب مع ما يقوم به اللاعب وتجذب انتباهه وتجعله ينغمس في Red Dead Redemption 2 بشكلٍ أكبر. الجدير بالذكر أنّه يوجد بعض الأغاني المميزة الّتي أيضًا تختلف طريقة عرضها بناءً على درجة الشرف الذي يحظى به أرثر.

الخلاصة: هل تستحق Red Dead Redemption 2 التجربة؟

نعم بكل تأكيد ف Red Dead Redemption 2 من أكثر ألعاب النمط المفتوح متعة وتسلية، والقصة وحدها كفيلة بأن أنصح أي أحد أن يعطي اللعبة فرصة لتجربتها!

قد يهمك أيضًا: ألعاب 2023 | إليك قائمة الألعاب الكاملة القادمة خلال العام!

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *