نظرة أوليّة على خدمة آبل TV Plus من خلال قصة مسلسل SEE الجديد

شارف عام 2019 على نهايته بعد أن حمل لنا مجموعة كبيرة من الإنجازات التقنية في عالم الأجهزة الذكية التي أصبحت بجودة ممتازة وتحمل معالجات تضمن أداءً قوياً لسنين، إلا أنّ هذا التقدم جاء على حساب مبيعات الأجهزة فقد أصبح المستخدم قادراً على الاحتفاظ بجهازه الجديد لثلاث أو أربع سنوات ولهذا السبب نلاحظ توسع الشركات الكبرى في مجال الخدمات المدفوعة ما يضمن لها وارداً متجدداً، ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة آبل وخدمتها الجديدة TV Plus التي سنتحدث عنها اليوم من خلال قصة مسلسل SEE الذي يُعتبر من أهم الأعمال على هذه الخدمة الاستثنائية.

وإلى جانب الوارد المالي المتجدد يُمكن اعتبار الخدمة بمثابة محاولة آبل الأكثر جدية لدخول عالم هوليوود من أوسع أبوابه إذ وضعت هذه الشركة العملاقة كامل ثقلها وميزانيات خيالية لتقديم مجموعة من الأعمال الأصلية الحصرية بالإضافة إلى القيام بحملة ترويج هائلة قبل أشهر من إطلاق الخدمة فعلياً وذلك للفت الأنظار وتهيئة المستخدمين لبث الأعمال عبر آبل TV Plus، ومن أبرز نقاط قوة الخدمة أنّها تجمع أهم الأسماء في عالم التلفزيون والسينما منهم أوبرا وينفري التي سبق لها أن أنهت برنامجها الحواري ما يجعل الخدمة فرصة ممتازة وحصرية لمن يرغب بمشاهدة النجمة مرة أخرى.

لكن بالمقابل، إنّ آبل تعي تماماً حجم المنافسة التي أقحمت نفسها فيها لهذا السبب لا بد من أن تقدّم بعض التضحيات فمن سيشترك في عام 2019 بخدمة بث جديدة ما لم يكن هناك صفقة جيدة؟

هذا تماماً ما فعلته آبل إذ تأتي الخدمة بسعر مفاجئ ومعقول جداً قدره 4.99 دولار شهرياً، وبالرغم من أنّ قائمة الأعمال محدودة نوعاً ما في الوقت الحالي لكن هناك الكثير من الأعمال الجديدة القادمة مع كل شهر وبالإضافة إلى ذلك تقدم آبل عروضاً مغرية للمشاهدة بشكل مجاني، على كل حال إن كنت مهتماً بالاشتراك بهذه الخدمة ومعرفة العروض وكيفية مشاهدتها على مختلف الأجهزة الإلكترونية يفُمكنك قراءة مقالنا السابق حول هذا الموضوع.

اقرأ أيضاً: كيف تشاهد أعمال آبل الأصلية عبر Apple TV بلس على مختلف الأجهزة الذكية

قصة مسلسل SEE : لمحة عامة

والآن لنبتعد قليلاً عن الحديث عن الخدمة ودعونا نسلط الضوء على واحد من أهم وأشهر الأعمال التي تقدمها وهو مسلسل SEE الذي أنتجه وأخرجه مجموعة من أهم الأسماء في عالم التلفزيون والسينما منهم Steven Knight و Francis Lawrence كما يضم طاقم تمثيل مميز مثل النجم Jason Momoa الذي صرح أنّه يعتبر مشاركته بهذا العمل أهم أداء له على الإطلاق؛ ما يهمنا بهذا الحديث هو أن نساعدك على معرفة جودة المحتوى الذي ستحصل عليه مقابل هذا الاشتراك الشهري.

يُعتبر المسلسل مزيجٌ مثاليٌ ما بين الخيال العلمي والغموض مع الإثارة والأكشن ومازل في موسمه الأول المكون من 8 حلقات وإلى تاريخ كتابة هذا المقال هناك 6 حلقات متوافرة بحيث تصدر حلقة جديدة كل يوم جمعة؛ تتراوح مدة كل حلقة ما بين 50 دقيقة وساعة.

قصة مسلسل SEE : عالم الحواس الأربعة

تدور أحداث المسلسل بعد انتشار وباء فيروسي أنجز على حياة معظم سكان كوكب الأرض لينجو منهم مليونا نسمة تقريباً، وبالرغم من أن الفيروس قد مسح معظم تعداد السكان إلا أنّه قد ترك نتيجة كارثية على الناجين أيضاً فقد أفقدهم حاسة البصر بالكامل لتتكفل الوراثة بنقل العمى لذريتهم أيضاً ما ترك سكان الأرض في ظلام دامس ويعتمدون على باقي حواسهم للإحاطة بما يجري من حولهم من أجل البقاء.

ويبدو لنا أيضاً أنّ ما تبقى من البشر قد انقسموا للعيش في أماكن متفرقة فمنهم وجد لنفسه مأوى وسط الغابات حيث تغيب جميع آثار الوجود البشري القديمة باستثناء بعض الأوعية البلاستيكية في حين استقر الآخرين على أنقاض الحضارة البشرية في أماكن مهجورة.

لكنّ الأمور لا تقف هنا، إذ يُشير لنا المسلسل أن اختفاء حاسة البصر قد حصل منذ قرون طويلة ما جعلها مجرد فكرة وجودها في المقام الأول ضرب من ضروب الخيال بل أصبحت تُعتبر كلعنة من الماضي ومجرد التفكير بها يُعتبر أمرٌ مُحرمٌ ليُصبح الاعتقاد السائد أن الرؤية تضع الناس في مقام أعلى من آلهتهم وإلى جانب اختفاء حاسة البصر يبدو لنا أنّ البشرية قد خسرت كامل إرثها الحضاري إذ لم يعد أحد قادراً على القراءة أو الكتابة لدرجة أنّ كلمة كُتُب قد اختفت من قواميس الناجين.

على كل حال يبدو أن السكان قد تمكنوا خلال هذه القرون الطويلة من التأقلم مع واقهم الجديد إلى أن وقعت حادثة عكّرت صفو كل شيء إذ وضعت امرأة حامل طفلين قادرين على الرؤية بشكل كامل، وضعت طفلين يحملان اللعنة الأشد عند هذا المجتمع الأعمى؛ من هنا يتابع المسلسل حياة الطفلين وكيفية تأقلمهم مع عالمهم الغريب المليء بالخرافات الغريبة والمحفوف بالمخاطر.

بعد هذا الكلام نعتقد أنّ هذه الحبكة ستجذب الكثير من المتابعين لإلقاء نظرة على عالم المسلسل الغامض واكتشاف خباياه، فالفكرة جديدة وجميعنا يمتلك فضولاً لمعرفة الشكل الذي ستؤول إليه الحياة في حال انهيار العالم، وهنا تقع المسؤولية على آبل وطاقمها التمثيلي والإنتاجي لأخذنا في هذه الرحلة الغريبة فإمّا أن تُصيب وإمّا أن تُخيّب آمالنا.

وبالمقابل فإنّ فكرة استثنائية كهذه ستفتح الباب على كمّ هائل من الأسئلة والاستفسارات وهنا قد يفشل العمل حقيقة في تقديم أجوبة شافية لكامل نقاط الغموض التي يطرحها، وعلى كل حال إنّ الموسم الأول لم ينته بعد ما يعني أنّ الكثير قد يتغير على مدار الحلقات والمواسم القادمة ومازال الوقت مبكراً لإصدار تقييم نهائي.

المسلسل من الناحية الفنية أكثر من ممتاز، فاللقطات وأسلوب التصوير عموماً مميزٌ جداً حتى أنّ اختيار الألوان يعطيك إحساساً بالكآبة لتشعر الدمار الذي لحق بالأرض والعالم البدائي الذي آلت إليه، لكن ما لم يُعجبنا بطريقة التصوير هي اللقطات التي تُحسّسك بوجود المصوّر وطاقم التصوير كاهتزاز الكاميرا في مشاهد القتال أو لطخ الدمّ التي تُصيب عدستها وبالنهاية جميعها خيارات إنتاجية سيختلف تقييمها من شخص لآخر.

أما بالنسبة للموسيقا فتبدأ شارة المسلسل بتأثيرات صوتية خفيفة لكن بوقع واضح وكأنها تهيؤك لجو المسلسل العام وتدعوك للإنصات عوضاً عن الرؤية ومن هذا المنطلق تُكمل الموسيقا عبر الحلقات بشكل خافت ولكن مؤثر ومناسب تماماً للجو العام للعمل ما يجعلك مشدوداً ومتوتراً حول الأحداث التس ستقع.

طاقم التمثيل مذهل جداً إذ سيتمكن جميعهم من إقناعك أنّهم ضريرون فعلاً، لكن وبالمقابل هناك بعد اللقطات أو الخيارات التمثيلية التي تبدو مُبتذلة أو ليست على سوية واحدة مع باقي العمل، على كلّ نعتقد أنك فعلاً ستجد متعة بالمشاهدة ولو لم تقتنع بالقصة في بداية العمل.

ختاماً نود أن نقول أنّه هناك الكثير من النقاط التي نرغب مناقشتها حول هذا العمل وسنتحدث عن ذلك في مقال منفصل تجنباً لحرق الأحداث إذ أردنا أن يكون هذا المقال بمثابة نظرة سريعة على قصة مسلسل SEE ونظرة أولية على خدمة آبل TV Plus من خلاله، فما هو رأيكم هل سيُلاقي العمل توقعات المشاهدين أم سيكون مخيباً للآمال؟