بعد تطور كاميرات الهواتف الذكية … هل تلاشى تأثير حجم المستشعر على جودة التصوير؟

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

مع التطور الكبير الذي مرت به تقنيات الكاميرات المستخدمة في الهواتف الذكية، اتّجه بعض الخبراء وبعض مناصري التصوير الفوتوغرافي المعتمد على التقنيات الحاسوبية إلى الإيمان بأن عصر حجم المستشعر الصغير قد بدأ بقوة، وأن الاستعانة بالمستشعرات ذات الحجم الكبير إلى زوال في المستقبل، خاصة بعد استعانة بعض الكاميرات التقليدية أيضاً بمستشعرات بحجم صغير.

ومن هذا الاعتقاد يظهر أحد أكثر التساؤلات شيوعاً وإثارةً للجدل في عالم التصوير الفوتوغرافي الحديث، هل بالفعل انتهى عصر المستشعرات ذات الحجم الكبير؟ ومنه ينطلق التساؤل الأكثر شمولية، هل حجم المستشعر لم يعد يمثل فارقاً حقيقياً في التأثير على جودة الصورة؟

هذه هي أفضل كاميرات العام طبقًا لجوائز EISA Awards المرموقة

للإجابة على هذا الأسئلة علينا أن نتعرف في البداية على تأثير حجم المستشعر وعلى الفوارق التي يمثلها استخدام المستشعرات ذات الحجم الكبير والمستشعرات ذات الحجم الصغير، وهذه الفوارق هي ما نسعى لتسليط الضوء عليه من خلال ما يلي.

حجم المستشعر

حجم المستشعر الصغير … فوائده وتطبيقاته

نبدأ محاولتنا للإجابة على السؤال الرئيسي بالتعرف على أهمية وتطبيقات استخدام حجم المستشعر الصغير، وأول هذه الفوائد وأكثرها وضوحاً هو سرعة قراءة البيانات الواردة، وتكمن أهمية هذه الفائدة في أنها المصدر الأساسي لباقي فوائد وتطبيقات المستشعرات الصغيرة.

فبفضل سرعة قراءة البيانات الواردة عن المستشعرات ذات الحجم الصغير يمكن تحسين إمكانيات تصوير الفيديو، حيث يمكن من خلال هذه المستشعرات قراءة كافة البيكسلات داخل إطار الصورة مما يسمح بالتقاط المزيد من التفاصيل سواءً في الصورة الفوتوغرافية أو في الفيديو، مع وقوع التأثير الأكبر على التطبيق الأخير، كما يساهم أيضاً في زيادة سرعة التركيز التلقائي.

وبسبب سرعة قراءة البيانات أيضاً، يتميز حجم المستشعر الصغير بقدرته على دعم تقنيات وإمكانيات التصوير الفوتوغرافي القائم على التقنيات الحاسوبية والتي تظهر واضحة في أبرز نماذجها وهو التصوير بتأثير بورتريه أو بوكيه المتوفر حالياً في عدد كبير من الهواتف الذكية حيث تقوم الكاميرا بفصل عناصر خلفية الصورة على العنصر الأمامية مع تمويه الأول وزيادة حدة الأخير لمحاكاة تأثير عمق الميدان وهو ما قد يبدو مقبولاً لمستخدمي الهواتف الذكية ولكنه أبعد ما يكون عن رغبة المحترفين، ومن بين استخدامات هذ النوع من التصوير أيضاً الاستعانة بتقنيات مثل HDR وغيرها من التقنيات التي غالباً ما نجدها في الهواتف الذكية.

حجم المستشعر

يسمح استخدام حجم المستشعر الصغير أيضاً بتصغير حجم الكاميرا ذاتها وصغر العدسة المتوافقة معها، وهو ما يمثل نقطتي قوة وضعف لهذا النوع من المستشعرات، ففي الوقت الذي يعد فيه صغر حجم الكاميرا وسهولة استخدامها والتنقل بها ميزةً واضحةً، يمثل صغر حجم العدسات عيباً واضحاً حيث يعد السبب الرئيسي وراء ضعف جودة الصورة عن المستشعرات الأكبر المستعينة بالعدسات الأكبر.

لمحاكاة تأثير الكاميرات الاحترافية … أفضل تطبيقات تصوير بورتريه للهواتف الذكية

 حجم المستشعر الكبير، فوائده وتطبيقاته

بزيادة حجم المستشعر تزداد نسبة أو كمية الضوء الداخل إلى الكاميرا عبر المستشعر ومن هنا تأتي الميزات أو التطبيقات والفوائد الرئيسية للاستعانة بالمستشعرات ذات الحجم الكبير، وأولها هو قدرة هذه المستشعرات على إعطاء المستخدم القدرة الكاملة على التحكم في عمق المجال، وهو ما يتيح إنتاج تأثير بوكيه طبيعي احترافي بشكل واضح عمّا يمكن إنتاجه من خلال المستشعرات الأصغر.

أما الفائدة الثانية هي التصوير في الإضاءة المحيطة المنخفضة، فبزيادة حجم المستشعر تزداد قدرة الكاميرا على استيعاب أكبر قدر ممكن من الضوء المحيط وهو ما يتيح إمكانية التقاط صور بجودة أفضل في ظروف الإضاءة المنخفضة مع إمكانية التقاط المزيد من التفاصيل التي يصعب التقاطها عبر المستشعرات الأصغر التي لا تتمكن من التقاط القدر ذاته من الضوء مع فتحة الشاتر.

حجم المستشعر

أما عن الفائدة والتطبيق الثالث فهو تمكين الكاميرا من التقاط نطاق ديناميكي أعرض بين المناطق الأكثر سطوعاً والمناطق الأكثر ظلمة في إطار الصورة الواحدة.

سوني تكشف عن أعلى مستشعر لكاميرات الهواتف الذكية بدقة 48 ميغا بيكسل

وقد حاولت تقنيات التصوير بالتقنيات الحاسوبية أن تحاكي بعضاً من هذه الفوائد كما أسلفنا من قبل، وهذا ما جعل البعض يتجه إلى الاعتقاد الذي أشرنا إليه في بداية المقال، ولكن الواقع يؤكد أنه على مستوى التصوير الاحترافي والمصورين المحترفين لم يتمكن التصوير الحاسوبي من تقديم كامل طاقة وإمكانيات المستشعرات ذات الحجم الكبير، وهو ما دعا بعض الشركات المتخصصة إلى تطوير بعض المستشعرات الجديدة الأكثر تطوراً.

مستشعرات جديدة تسعى لسد الفجوة

في الآونة الأخيرة تطورت بعض المستشعرات ذات الحجم الصغير في محاولة لسد الفجوة بين إمكانيات حجم المستشعر الكبير والصغير، وقد استعانت هذه المستشعرات الجديدة بعدد من التقنيات مثل تقنية الإضاءة الخلفية التي تسمح بزيادة كفاءة المستشعر في التقاط وامتصاص أكبر قدر ممكن من الضوء المنعكس، وهو ما يمكنها من محاكاة تطبيقات المستشعرات ذات الحجم الكبير والتي تتوقف كما أسلفنا على قدرتها على امتصاص أكبر قدر ممكن من الإضاءة.

حجم المستشعر

ولكن لا تزال تلك المستشعرات مستخدمة في عدد قليل من الكاميرات الاحترافية التي تتسم بارتفاع ثمنها بشكل كبير وهو ما يجعل استخدامها بشكل أعم، غير متاح على الأقل خلال الفترة الزمنية الحالية والقريبة.

ما هي إجابة السؤال إذًا؟

في حالة ما إذا كانت صيغة السؤال تدور حول أفضلية استخدام مستشعرات بحجم كبير أم صغير، فالواقع يؤكد أنه لا يزال استخدام المستشعر ذو الحجم الأكبر هو الأفضل، فكلما زادت المساحة القادرة على امتصاص الضوء كلما استطعت التقاط صورة أفضل من حيث الجودة والوضوح والحدة والتباين.

تعرف على أفضل كاميرات 4K المتميزة في تصوير الفيديو فائق الجودة

ولكن إن كانت صيغة السؤال عمّا إن كنت تحتاج للحصول على كاميرا تعتمد على حجم مستشعر كبير، هنا تختلف الإجابة فاستخدامك للكاميرا هو المحدد الرئيسي لطبيعة حجم المستشعر الذي يجب عليك الاستعانة به، ولا يمكن أن ننسى التطور الهائل الذي تمر به المستشعرات ذات الحجم الصغير وهو التطور الآخذ في التنامي يوماً بعد يوم، وهو ما قد يهدد بالفعل من مكانة المستشعرات ذات الحجم الأكبر.

هل انتهى عصر المستشعرات ذات الحجم الكبير إذاً؟ حتى هذه اللحظة لا ولكن مستقبل تقنيات التصوير قد يحمل بعض الأنباء السيئة لهذا النوع من المستشعرات قد يؤدي في النهاية لزوالها بالفعل.

تعليق واحد

  1. لدى كاميرا كانون 600D بمستشعر تزيد مساحته عن 300ملى مربع و كاميرا أخرى سونى h400 بمستشعر مساحته 25 ملى مربع فقط.
    و مع ذلك فارق جودة الصور بين الكاميرتين ليس كبيرا جدا كما نظن.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *