كيف ولماذا تبدأ في مجال التدوين الصوتي أو انتاج البودكاست ؟

نجوب الإنترنت ليل نهار بحثاً عن التواصل أو المعرفة سواء بقراءة للمقالات النصية أو مشاهدة للمقاطع المرئية أو قد يكون استماعاً لأحد الملفات الصوتية، ولعل أندرهم جمهوراً هو الاستماع إلى الملفات الصوتية المباشرة أو عن طريق تحميل هذه الملفات، لكن كان ذلك قديماً فقد نما جمهور المستمعين في الآونة الأخيرة بفضل ظهور الكثير من التقنيات والسب التي تمكنهم من الاستماع إلى ما يحبونه.

من بين أمثلة الاستماع أو الصوتيات يأتي دور البودكاست والذي نعنيه في عالمنا العربي باسم التدوين الصوتي، وهو عبارة عن سلسلة دورية أو كاملة من الملفات الصوتية التي تتحدث عن مجال أو موضوع معين يقوم به مؤسسات أو أفراد وبثها عن طريق الإنترنت لتصل إلى الجمهور المرغوب به، وقد يشبه كثيراً آلية عمل موجات الراديو التي نستمع إليها عبر أجهزة الراديو أو هواتفنا الذكية ولكن بدلاً من بث هذه الموجات لتستقبلها الأجهزة المختلفة يتم انتاج البودكاست وبثه عبر شبكة الإنترنت في منصات معينة خاصة بها أو حتى عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي.

ما هو أصل تسمية بودكاست؟

بدأت هذه الكلمة في الظهور تحديداً عام 2004 في مقال صحفي بصحيفة الجارديان. تأتي كلمة بودكاست من الكلمة الإنجليزية “Podcast” وهي دمج بين كلمتين وهما  “broadcast”  و “iPod“ وآيبود هو مشغل موسيقى محمول أنتجته شركة أبل وبرودكاست تعني بالعربية “البث أو النشر عبر الأثير” وهو شيء أفاد شركة أبل تحديداً في إشهار منتجها كثيراً. ارتبط الإسم تحديداً بمنتج شركة أبل لأن المُستخدمين بدؤوا تحميل ملفات “البودكاست” الصوتية على أجهزة آيبود للاستماع إليها. بالطبع؛ ليس هناك ضرورة للاستماع إلى أي بودكاست عبر جهاز آيبود وفقط بل يمكنك ذلك من خلال أي جهاز رقمي تستطيع الوصول إلى الإنترنت من خلاله.

قد نعني بكلمة بودكاست أو تدوين صوتي الجيل الجديد من الموجات الإذاعية، فاختلاف البودكاست عن الراديو التقليدي هو إمكانية الاختيار من بين مجموعة ملفات صوتية أي أنه يمكنك الاستماع إلى ما تحب لا الاستماع إلى ما يُبث إليك وفقط، فمن خلال البودكاست يمكنك اختيار مادة معينة أو مجال معين من بين مئات البرامج الصوتية للاستماع إليها أو الاشتراك بها للحصول على الحلقات “الملفات الدورية” لهذا البودكاست.

ليس هناك تقييد لجميع مُنتجي هذه المواد بصيغة صوتية معينة أو منصة نشر عن غيرها فالجميع حر فيما يستخدمه أو يتبعه لتوصيل الحلقة أو الملف الصوتي إليك، ولعل أشهر الصيغ الصوتية المُستخدمة في البودكاست هي mp3، فأنت كفرد متاح لك الاستماع أو إنشاء أي محتوى صوتي تريده وبناء جمهور لك (وهذا هو هدف هذه السلسلة التعليمية) والبدء في نشر ملفات صوتية دورية خاصة بك تشاركها مع غيرك من المهتمين بنفس الموضوع أو المجال.

هل يُمكن لشخص عادي إنشاء بودكاست خاص به؟

نعم؛ فالأمر بسيط جداً وأغلب ما يتساءل عنه الكثيرون هو تكلفة إتمام حلقات كاملة، لكن اطمئن؛ التكلفة تكاد لا تُذكر فمعظم مُنتجي الملفات الصوتية هذه أشخاص عاديين مثلي ومثلك، يمكنهم الحديث أثناء قيادة سياراتهم أو الجلوس في غرفتهم الخاصة أو أثناء انتظار شيء ما في الخارج.

هل هناك مجال محدد ينتشر فيه التدوين الصوتي دوناً عن غيره؟

يختلف مجال المحتوى الخاص بالبودكاست الذي تنوي طرحه للجمهور، فالبعض يحسعى إلى إنشاء محتوى خام حقيقي يبحث عنه الكثيرون وفي مجال اهتمامه أو دراسته سواء كان تقنياً أو رياضياً أو فنياً أو خليط من هذا وذاك، والبعض الآخر يرى أن البرامج الحوارية بين شخصين أو أكثر في موضوع ما يجذب جمهوراً ما، وهناك أيضاً من يريد إظهار مواهبة الموسيقية في الغناء أو إنشاء المقطوعات الموسيقية.

لكن إذا كانت لديك نية واضحة للبدء في انتاج البودكاست فعليك الانتباه إلى ثلاثة أمور علها تساعدك في تحديد المحتوى الذي قد تتميز فيه:

• الشغف: بالتأكيد لديك شغف كبير بمجال معين سواء كانت موضوعات علمية أو مباريات رياضية أو هواية ما تحبذ مشاركة الآخرين معرفتك عنها.
• مجال خبرتك: عملت كثيراً في مجال ما وقابلت الحسن والسيء، لما لا تحكي قصتك لمن يتابعونك؟ فحتما هناك المبتدىء في نفس مجال عملك ويريد النصيحة أو هناك شخص يريد خوض هذا المجال ولا يعرف الكيفية.
• معتقدك أو هدف خاص بك: قد يكون لديك هدفاً من بدئك لهذا التدوين الصوتي غير العاطفة أو مجال الخبرة، قد يكون حول فرضية أو شيء يجول في تفكيرك تريد الآخرين أن يتعرفوا عليه.

إذا عقدت العزم على البدء في انتاج البودكاست ، تابعنا لتتعرف على طريقة الإعداد لذلك وما هي المعدات التي قد تستخدمها في إعدادك لبرنامجك الإذاعي عبر الإنترنت.

---

اقرأ أيضًا: استمع إلى محطات الراديو كما لم تفعل من قبل.. محطات من جميع أنحاء العالم مجانًا!