كيف سينقل مونديال قطر 2022 متعة كأس العالم لمستوى جديد

لم يتبقَّ الكثير من الوقت قبل ركل كرة بداية مونديال قطر 2022 بين قطر والإكوادور في استاد البيت، وتدلّ كل المؤشرات على أننا سنشهد كأس عالم فريداً من نوعه، إذ أنه سيقام للمرة الأولى على أراضٍ عربية، وسيكون كأس العالم الأول الذي يلعب في فصل الشتاء عوضاً عن الصيف.

أيضاً على الصعيد التقني، يوجد الكثير من التطورات التقنيّة التي سترافق وتغمر تجربة حضور كأس العالم، ليس من المدرجات فحسب، وإنما خلف الشاشات أيضاً.

تقنيّات تبريد خاصّة في مونديال قطر 2022

عندما وقع الاختيار على قطر لاستضافة مباريات كأس العالم، اعترض بعض المشككون على صحّة هذا الخيار، وذلك بسبب المناخ الصحراوي في شبه الجزيرة العربية، وصعوبة اللعب في أجواء كهذه، الأمر الذي دفع منظمّو كأس العالم إلى حلّ هذه المشكلة عن طريق تزويد الملاعب بتقنيّات تبريد خاصة ستوفّر جوّاً لطيفاً لكل من المتابعين واللاعبين.

تعمل منصة الاستاد على صد الهواء الساخن من التسلل، مشكّلةً بذلك فقاعة من الهواء البارد داخل الملعب، ويكون دور تقنيّة التبريد هو الحفاظ على هذه الفقاعة لأطول فترة ممكنة، هذه التقنية تختلف في تفاصيلها من ملعب لآخر.

اقرأ أيضاً: تعرف على القنوات الناقلة لكأس العالم 2022

ملعب الوكرة مثلاً يحتوي على سقف يمكن فتحه ونظام تبريد للمدرجات والملعب، ما يسمح بممارسة كرة القدم على مدار العام. والتقنية المستخدمة هنا هي تقنية تدوير الهواء، أي دفع الهواء البارد ومن ثم تراجعه إلى الخلف لتبريده مرة أخرى ودفعه للجماهير واللاعبين

بينما ملعب خليفة الدولي هو ملعب أولومبي كبير به مضمار لألعاب القوى مما يجعله بحاجة لإجراءات غير تقليدية. حيث يوجد مركز للطاقة بالقرب من الاستاد، يتم إحضار المياه المبردة في خط أنابيب إلى الملعب. يتم بمجرد وصولها دفع الهواء البارد إلى ساحة اللعب ومناطق جلوس المتفرجين.

ملعب قابل للفك بالكامل

سيكون استاد 974 أول استاد في العالم قابل للفك بالكامل، فقد تم تشييده لاستقبال مباريات كأس العالم، ولربما لن يكون موجوداً بعد أدائه لهذا الغرض، فقد تم بناءه باستخدام حاويات الشحن والأطر الفولاذية. تصميم الاستاد يجعله جذابًا بصريًا مع تكلفة بناء منخفضة نسبياً، نظرًا لاستخدام مواد أقل مقارنة بالاستاد التقليدي.

كرة الرحلة

ستنقل كرة مونديال قطر 2022 -والتي تحمل اسم “الرحلة”- كرة القدم إلى مرحلة جديدة، ولكن ليس كما فعلت كرة جابولاني في كأس العالم 2010، حين خففو من وزن الكرة ورأينا العجب من تسديدات اللاعبين التي علت القائم ببضع كيلومترات.

هذه المرة تأتي كرة كأس العالم مزوّدةً بشريحة تتبع، تتيح للحكام في غرفة الفار متابعة موقع الكرة في كل لحظة، ما يضمن عدم تكرار حوادث كحادثة هدف فرانك لامبارد الملغي ضد ألمانيا، كما أنها ستضمن قرارات أدق بكثير في كشف حالات التسلل.

تقنية كشف التسلل شبه الآلية

ستكون هناك ثورات تكنولوجية على أرض الملعب أيضًا خلال مونديال قطر 2022 فقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه سيتم استخدام تقنية كشف التسلل شبه آلية خلال كأس العالم في قطر.

ستكون هذه أداة دعم للحكام ستساعدهم على اتخاذ قرارات تسلل دقيقة وسريعة خلال البطولة.

وسيتحقق ذلك باستخدام 12 كاميرا تتبع حول الملعب بالإضافة إلى مستشعر داخل كرة الرحلة الجديدة. ستوفر هذه التقنية تنبيهاً تلقائياً عن التسلل لحكم مساعد الفيديو في كل مرة يتم فيها لعب الكرة للاعب في وضعية التسلل. لن تكون هناك حاجة لإعادات VAR المطولة لتحديد ما إذا كان اللاعب متسللاً أم لا.

ما يستحق الملاحظة هنا أن الإشارة سترسل إلى حكم غرفة الفار، لا إلى حكم الساحة، ما يعني أنه حتى لو حدثت واقعة التسلل فإنها لن تحتسب إلّا إذا قرّر الحكم الرئيسي العودة للفار للتأكد من الحالة.

استضافة كأس العالم في قطر كان تحدٍّ فعلاً، والدلائل تشير إلى أن قطر جاءت مستعدة لهذا التحدي.