مراجعة Dishonored – لعبة شقت طريقها الخاص في عالم الألعاب!

اقترح علي أحد أصدقائي تجربة لعبة Dishonored منذ أعوام، وبقيت عالقة في ذهني حتى سنحت لي الفرصة لتجربتها هذا العام؛ بصراحة اللعبة متكاملة من عدة نواحي وحتى أسلوب اللعب فيها مميز وخاص لدرجة يمكن القول بأنه يشكل دعامة لنمط خاص من الألعاب.

شعرت أن اللعبة انتهت بسرعة بعض الشيء إلا أن المحتوى الإضافي لا بد منه وخاصة لغناه بالمحتوى وما يقدمه من ملء “لثغرات” في القصة، بالتالي تأكد من شرائك للعبة مع محتواها الإضافي لكي تحصل على أفضل تجربة أثناء لعبك Dishonored.

أعلم أن Dishonored أصدرت في عام 2012 إلا أنها لسبب ما لا تزال لعبة تواكب ألعاب هذا الجيل، ما يميزها لليوم هذا هو أنها لا تمتلك مسارًا خطيًا ثابتًا عليك اتباعه للوصول إلى الهدف المرجو، بل فقط نقاط محورية للقصة، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تقاتل جميع الأعداء في المرحلة وبإمكانك أيضًا تخطيهم بالكامل واتباع أسلوب التسلل.

القصة والسرد

تدور أحداث القصة حول شخصية كورفو أتانو الذي يعد الحامي الإمبراطوري للإمبراطورة جيسامين كالدوين، وبعد عودته من بعثة يجري اغتيال الامبراطورة عندما كانا يتناقشان ببعض الأمور لوحدهما، وبذلك يتهمه الجميع باغتيال الإمبراطورة. طبعًا الأمر خطة من السيد الوصي هيرام بوروز ليستولي على الحكم عن طريق استغلال ابنة الإمبراطورة ايميلي، وبعد شهور من إلقاء القبض على كورفو وتعذيبه، يحرره كتيبة أشخاص موالين لحكم الإمبراطورة، إذ رأوا أن كورفو هو الوحيد الذي يستطيع مساعدتهم بتحقيق العدالة وإعادة المياه لمجاريها.

لا أعلم المدة التي احتجتها لإنهاء القصة الأساسية في اللعبة بالضبط لكنني شعرت بأنها انتهت بسرعة، وكأول محاولة لعب لي اخترت بأن أحصل على النهاية الجيدة الخالية من الفوضى -يوجد ثلاث نهايات للعبة تعتمد كل منها على عدد الجثث والأشخاص الذين قتلتهم، فكلما ازداد عدد ضحاياك ازداد عدد المصابين بالطاعون وعمت الفوضى-.

حرق لقصة اللعبة انتقل إلى فقرة أسلوب اللعب لتجنب حرق الأحداث: لسرعان ما تقتل الوصي على العرش مما مكنني من توقع البلوت تويست التي ستحدث، ربما هذه كانت مشكلة Square Enix مع تطوير اللعبة فلم يتمكنوا من جعل البلوت تويست صادمة بالشكل المطلوب. 

لكن على الرغم من نقطة الضعف هذه بالقصة فإن الشخصيات الجانبية كانت قادرة على جعل الحبكة مثيرة للاهتمام أكثر وبشكلٍ عام زادوا من فضولي للتقدم بالقصة؛ من الشخصيات المثيرة بالاهتمام هي غراني راغز، فكانت بمثابة شخصية “سحرية” يهابها الكثيرون من كثرة “الشائعات” المتعلقة بها.

بالإضافة إلى ذلك فإن شخصية سامويل كانت واحدة من أكثر الشخصيات لطافةً، فبعدما علمت بأنه في حال سلوكك طريق نهاية الفوضى العارمة سيعترف بكرهه وازدرائه لك في المهمة الأخيرة، مما جعلني أتردد كثيرًا أثناء محاولة لعبي الثانية الشريرة.

أسلوب اللعب

أعتقد أن أسلوب اللعب هو الذي خلّد Dishonored في تاريخ الألعاب وأنه أهم سبب الّذي جعل اللعبة تكتسب تقييماتها المرتفعة، فلولاه لا أظن أن اللعبة كانت ستحصل على نفس مقدار الشهرة. 

الأسلحة: يمتلك كورفو ترسانة من الأسلحة التي لكل منها أهمية خاصة تصب بمصلحة أحد النّهايات، كما يمكن تطويرها جميعها باستعمال النقود في متجر بييرو، ولكن تكمن المشكلة بعدم القدرة على شراء جميع التطويرات لصعوبة جني المبلغ الكافي في كل مهمة، لذلك كنت حذرًا في المتجر، ولم أختر سوى التطويرات والمعدات التي تتناسب مع طريقة لعبي؛ مثلًا في محاولة لعبي الأولى كنت أعتمد على شراء الأسهم المنومة وتطوير القوس وكنت أتجنب القنابل والرصاص كونني أردت تجنب قتل الأعداء وإصدار الأصوات لرغبتي بالتسلل في جميع المراحل. أما في محاولتي الثانية فقمت بالعكس تمامًا، إذ اشتريت كل ما يمكنني استعماله لقتل كل من يواجهني.

القدرات الخارقة: تمتلك القدرات الخارقة للطبيعة نفس مشكلة تطوير الأسلحة، فبعد مقابلة كورفو للأوتسايدر سيتاح له إمكانية استخدام قدرات معينة تستهلك المانا، ولتحسين هذه القدرات ستحتاج للأحرف الرونية – runes؛ وسوف تحتاج إلى 58 حرفًا رونيًا لكي تحصل على جميع القدرات الخارقة للطبيعة مع كل تحسيناتها، أو 19 لتحصل عليها جميعها بأضعف مستوى لها، لكن المفاجأة هي أن اللعبة تمتلك 39 حرفًا رونيًا فقط لذلك فالخيارات محصورة وأنت مجبر لاختيار القدرات التي تلائم أسلوب لعبك أيضًا. بالنسبة لل Bone Charms فكنت أهتم بها بكلتا المحاولتين، فالتأثيرات الخاصة بها تفيد سواء أردت التسلل أو قتل كل من في طريقك.

قد يعد البعض أن اللعبة تحصرك لشراء تطويرات معينة نقطة سلبية، إلا أنني وجدتها طريقة لحصر اللاعب في طريقة لعب معينة مما يجعل كورفو يبدو وكأنه شخص بمبادئ ومعتقدات خاصة، ونتيجة هذا الأمر ستضطر للعب اللعبة مرة أخرى إن أردت تجربة جميع الأمور وإطلاق العنان لطريقك المفضلة. بجميع الأحوال إن أردت الحصول على جميع الإنجازات على ستيم فلا بد لك من لعب Dishonored أكثر من مرة وتجربة جميع أساليب اللعب.

بالنسبة للمتعة الحقيقية في أسلوب اللعب فهي تكمن بقدرة اللاعب على قيامه بالعديد من الأمور، وأخذه لنهج مختلف بطريقة تعامله مع الأعداء والشخصيات الموجودة، والأخص بالذكر مهمات غراني راغز وسلاكجو. علاوة على ذلك تتنوع طرق قتل الأعداء، فمثلًا يمكنك استعمال قدرة الانتقال لتصعد فوقهم وتستخدم سيفك لقتلهم أثناء هبوطك من السماء، أو تتحكم بعقل أحدهم وتدخله بأحد الأبواب الكهربائية لتحرق جثته وتحوله لرماد وغيرها الكثير من الأساليب المتنوعة!

الرسومات والنمط الفني

لا يوجد الكثير الذي يمكنني قوله تجاه الرسومات لكن كلعبة صدرت في عام 2012 فهي تتوافق مع وقتها بكل تأكيد وتمكنت من خلق جو ديستوبي يتوافق مع انتشار الطاعون فكنت أشعر بأنني أتجول في عالم لا يوجد فيه سوى الموت؛ كما وجدت أن تصميم الشخصيات والعالم مميزان وذي طابع قريب للكرتوني بعض الشيء.

الموسيقا والأصوات

بصراحة لم يعلق في ذهني أية ساوندتراك كانت موجودة في اللعبة لكن الأداء الصوتي كان متقنًا لدرجة أنه لليوم يمكنني تذكر أصوات معظم الشخصيات، ولكن للأسف الشديد كورفو يبقى صامتًا طوال اللعبة.

المحتوى الإضافي

يوجد للعبة ثلاث إضافات، الأول تدعى Dunwall City Trials منهم عبارة عن ساحات أو مناطق خاصة هدفك فيها تحقيق أمور معينة. مثلًا واحد من الأهداف المطلوبة منك هي قتل أكبر عدد من الأعداء ممكن في وقت محدد، أو في قسم ثاني من هذه الإضافة يطلب منك اغتيال أحد الأشخاص دون أن ينتبه عليك حراسه.

بالنسبة للإضافتين المتبقيتين فيفضل أن تنهي اللعبة بالكامل قبل أن تلعبهما إذ تتعلق كل منهما بشخصية داوود؛ عدا عن ذلك فبرأيي الشخصي قصة المحتوى الإضافي تفوق القصة الأساسية من جميع النواحي. كما أن أسلوب اللعب يشبه أسلوب لعب اللعبة الأساسية مع وجود بعض الاختلافات مثل القدرات الخارقة للطبيعة لأن الأوتسايدر يعطي كل شخص يتواصل معه قدرات خاصة به.

يوجد أيضًا اختلافات في المتجر إذ لا تواجد لبييرو وأي شيء ترغب بشرائه يكون في بداية كل مرحلة، ويكون في هذا “المتجر” أو الأدق قول السوق السوداء العديد من التطويرات والذخائر، بالإضافة إلى أشياء تساعدك في كل مرحلة تعرف باسم الإشاعات يكون دورها هي مساعدتك في كل مرحلة، فعلى سبيل المثال توجد إشاعات تساعدك في إيجاد مستودع ذخائر أو حتى الأحرف الرونية وال bone charms.

حرق لأحداث قصة المحتوى الإضافي والقصة الأساسية؛ انتقل لنهاية المراجعة لتجنب حرق القصة:

بصراحة ذهلت من قصة داوود، وخاصةً بعدما تركت القصة الأساسية بعض الأسئلة، مثل السبب وراء اغتيال داوود للإمبراطورة، طبعًا ما جعلني أفضل إضافات داوود هو البعد والنمو الّذي أضافته على شخصيته، إذ انتقل من مجرد قاتل مأجور إلى شخص يحاول إنقاذ العالم إلى حدٍ ما. كما عرفنا على شخصية ديلايلا التي بلا شك كان التمهيد لها ولظهورها من أكثر الأمور إثارةً للحماس لكثرة الغموض التي يحيط بها، ولم يقتصر الأمر على داوود فحسب بل تمكنت الإضافات من إكساب شخصية الأوتسايدر عمقًا أكبر. 

بشكلٍ عام تعد اللعبة الأساسية تمهيدًا لعالمٍ كبير، والإضافات يمكن القول عنها بأنها لعبة قائمة بحد ذاتها.

الخلاصة – هل Dishonored تستحق اللعب؟

كما هو واضح من وصفي لها، تستحق اللعبة ما حصلت عليه من تقييمات ولا أعلم إن صح كلامي لكن أعتقد أن اللعبة يمكن عدها من الكلاسيكيات في عالم الغيمينغ!

لشراء اللعبة من ستيم اضغط هنا، ولمنصتي بلايستيشن 4 وإكسبوكس ون اضغط هنا.

مراجعات من فريقنا قد تهمك أيضًا: مراجعة لعبة Red Dead Redemption 2 – قصة من الوايلد ويست