امتلاك كاميرا الإطار الكامل Full-Frame Camera سواء كانت تنتمي لأي من فئتي الكاميرات الاحترافية DSLR أو Mirrorless مثل كاميرات Canon EOS 5D Mark IV أو Nikon D850، هو حلم يراود كافة محترفي التصوير في العالم، وقد تكون هي الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه المحترفون حاليًا منذ أن بدأوا مسارهم مع التصوير الفوتوغرافي كمبتدئين وهواة سابقا.

والسبب هو أن هؤلاء المحترفون أو الساعون للاحتراف يومًا ما، يعتقدون أنه كلما كبر الحجم كان الأمر أفضل، وتمثل كاميرا الإطار الكامل Full-Frame Camera بحجم مستشعرها الضخم دليلًا على صحة هذا القول، من وجهة نظرهم، وظنًا منهم أن مجرد التحويل إلى تلك الكاميرات كافي لرفع كفاءة وجودة الصورة.

وبكل تأكيد سيعمل التغيير إلى كاميرات Full-Frame Camera على التأثير على طبيعة الصورة التي تقوم بالتقاطها، ولكن ليس بشكل إيجابي في جميع الأحوال. ولكن الصور الملتقطة بها بالتأكيد تختلف مقارنة بالصور الملتقطة بالكاميرات ذات حجم المستشعر المعياري التقليدي APS-C.

كاميرا Mirrorless أم كاميرا DSLR … تعرف على الفوارق الرئيسية بين نوعي الكاميرات الاحترافية

كيف؟ هذا هو ما سنحاول الإجابة عنه فيما سيلي من سطور.

ماهي الكاميرات كاملة الإطار Full-Frame Camera

باختصار، تعتمد كاميرات Full-Frame Camera على مستشعر يبلغ حجمه حجم الإطار الواحد من الكاميرات ذات الأفلام بمقياس 35 مم، وهي كاميرات كلاسيكية قد نتعرض لها في مقال لاحق. ويبلغ مقاس هذا المستشعر 36 × 24 مم. أما الكاميرات الأكثر شعبية ورواجًا سواء كانت تنتمي لفئة DSLR أو فئة Mirrorless، فتعتمد على المستشعرات التقليدية APS-C والذي يبلغ مقياسه 22 × 15 مم، وهو ما يعني أن كاميرات الإطار الكامل Full-Frame Camera تعمل بمستشعر أكبر مرتين ونصف من المستشعرات العادية من حيث مساحة السطح.

دون شك، يعمل هذا الحجم الضخم الذي تتمتع به كاميرات الإطار الكامل Full-Frame Camera على إضافة العديد من المميزات إلى التصوير ويضيف الكثير إلى الكاميرا ذاتها، ولكن لا يعني هذا أن التحول إلى هذا النوع من الكاميرات لا يشمل بعض العيوب كما سيتضح لاحقًا.

اختيار الكاميرا … معضلة السعر

مع النظر مبدئيًا إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجية لهذا النوع من الكاميرات عن باقي الكاميرات الاحترافية، بالإضافة إلى قلة إنتاج وحدات هذا النوع من الكاميرات، يمكننا أن نتوقع أن سعر كاميرا الإطار الكامل Full-Frame Camera بالتأكيد وفي أغلب الأحوال سيبغ أرقامًا أعلى بكثير من الكاميرات الاحترافية الأخرى ذات المستشعرات المعتادة.

بالإضافة إلى هذين العاملين، هناك عامل هام في عملية تسعير أي من المنتجات، ألا وهو الفئة المستهدفة من هذا المنتج. وفي حالة هذا النوع من الكاميرات فإن الفئة المستهدفة هي فئة المحترفين والمتحمسين للارتقاء في عالم التصوير، وبالتالي ومن المنطقي أن يضاف هذا العامل إلى العوامل السابقة مما يضيف قيمة مادية أخرى إلى الفئة السعرية التي تنتمي إليها أغلب تلك الكاميرات.

ولأن عدد كبير من المستخدمين لن يتمكن من توفير الميزانية المطلوبة لشراء كاميرا بهذه المواصفات وهذا السعر، قامت الشركات الكبرى بتوفير كاميرات كاملة الإطار Full-Frame Camera بأسعار مقبولة نوعًا ما، ومن بينها Canon EOS 6D Mark II، Nikon D750 وSony Alpha A7 II. وهي كاميرات توفر حجم المستشعر ذاته، وتقل فيها بعض الإمكانيات والمواصفات أهمها البناء القوي والأداء الرفيع الذي تتسم به الكاميرات الأعلى من حيث الفئة السعرية.

التأثير على جودة الصورة

تتشارك الكاميرات ذات المستشعر بحجم APS-C الاعتيادي وكاميرات Full-Frame Camera في معدل الجودة ذاته تقريبًا، وأكبر مثال على ذلك أن قوة مستشعر كاميرا Nikon D500 ذات المستعر الاعتيادي تبلغ 20.9 ميجا بيكسل، أما قوة مستشعر الكاميرا كاملة الإطار Nikon D5 فتبلغ 20.8 ميجا بيكسل. ولكن حجم المستشعر في الكاميرات كاملة الإطار يبلغ مرتين ونصف ضعف حجمه الكاميرات الاحترافية الأخرى كما أسلفنا، وهو ما يسمح بوجود بيكسلات فردية أكبر بالمقارنة بحجم البيكسل المفرد في الكاميرات الاحترافية الأخرى التي تتشارك الجودة ذاتها.

مقارنة كاميرا كانون ونيكون … دليلك للاختيار بين عملاقي كاميرات DSLR الاحترافية

ويعني هذا أن كاميرات الإطار الكاملة يمكنها إنتاج صور أعلى من حيث الجودة مع معدلات الحساسية ISO الأعلى، حيث يمكن للبيكسلات ذات الحجم الكبير تلك أن تمتص المزيد من الإضاءة، وهو ما ينتج عنه تقليل الضوضاء البصرية الإلكترونية التي قد تتسلل إلى المستشعر وتظهر في الصورة بالتالي.

أما في حالة التصوير في حالات الحساسية الأضعف للضوء، حالات الإضاءة الضعيفة على سبيل المثال، فإن كلا النوعين الذين يتشاركان الجودة ذاتها يمكنهما التقاط التفاصيل ذاتها، ولكن كاميرات الإطار الكامل تتميز أيضًا بتضمنها لمعدل Dynamic Range أوسع بفضل البيكسلات كبيرة الحجم، وهو ما يساعدها على تقليل الضوضاء بشكل أساسي وتحسين جودة الصورة أيضًا.

مساحة وزاوية الرؤية

يؤثر حجم المستشعر أيضًا على الكم الذي يتم التقاط من مشهد ما، بمعنى أدق، المساحة التي يمكن للمستشعر تغطيتها. فعلى الرغم من أن الكاميرات ذات مستشعر APS-C وكاميرات الإطار الكامل يمكنهما أن يتشاركان عدد من العدسات المختلفة، إلا أن التأثير البصري الذي يمكنهما توفيره يختلف بعض الشيء. حيث تختلف زاوية الرؤية التي تلتقطها كل كاميرا، فعلى سبيل المثال مستشعرات APS-C الصغيرة مقارنة بكاميرات الإطار الكامل تغطي مساحة أقل من الصورة التي تلتقطها العدسة.

يعرف هذا باسم Crop Factor، وهو عامل المقارنة بين زاوية الرؤية لأي كاميرا وزاوية الرؤية لكاميرات أفلام 35 مم الكلاسيكية. ففي حالة كاميرات Full-Frame Camera سواء كانت Mirrorless أو DSLR يبلغ حجم المستشعر الحجم ذاته في كاميرات 35 مم كما أسلفنا الذكر من قبل.

أما الكاميرات الأخرى ذات مستشعر APS-C فيمكنها أن تغطي زاوية رؤية أسغر حيث يبلغ عامل Crop Factor  فيها 1.5 مرة، كما أن بعض الكاميرات يقل فيها هذا العامل إلى 1.6 مرة، ونلاحظ أن زيادة رقم العامل تعني صغر زاوية الرؤية أكثر. يعني هذا باختصار ودون إرهاق عقل المتلقي بالأمور الفنية، أن كاميرات الإطار الكامل يمكنها التقاط مساحة رؤية أكبر من تلك التي تغطيها الكاميرات الاحترافية الأخرى.

تعرف على مختلف أوضاع التركيز التلقائي في الكاميرات الرقمية الاحترافية

هذه ميزة دون شك في بعض الأحوال، ولكنها ليسن ميزة على الإطلاق في أحوال أخرى وأبرزها تصوير العناصر البعيدة عن عدسة الكاميرا مثل تصوير الحيوانات المفترسة في الغابات على سبيل المثال، ففي هذه الحالة استخدام الكاميرات ذات المستشعر الاعتيادي قادرة على تقريب العنصر المارد تصويره وتحديده داخل إطار رؤية محدود يساعد على توضيحه وإبرازه بشكل كبير عن كاميرات الإطار الكامل.

اختيار العدسات

توفر كاميرات الإطار الكامل مزايا عديدة في حالة تصوير المناظر الطبيعية ذات المساحات الشاسعة أو التصوير الداخلي في المساحات الضيقة. ولتتمكن كاميرات مستشعرات APS-C من المنافسة، قام مطورو العدسات بطرح عدسات تتميز ببعد بؤري قصير ليمكن الكاميرات من مضاهاة تأثير كاميرات الإطار الكامل.

في الحالة العامة الاعتيادية، العديد من كاميرات APS-C توفر إعدادات تقريب تبلغ 18 مم كأعرض إعداد ممكن، وهو ما يقارب الرؤية التي توفرها عدسات 28 مم الخاصة بكاميرات الإطار الكامل. أما العدسات العريضة فتوفر إعدادات 10 مم تصل 15 مم مع البعد البؤري المناسب، وهي عدسات لا يمكن استخدامها مع كاميرات الإطار الكامل حيث تنتج عنها صور بأركان مظلمة.

يعني هذا باختصار، أن نطاق العدسات الصالح للاستخدام مع الكاميرات الاحترافية بمستشعرات APS-C أوسع وأكثر تنوعًا من الكاميرات كاملة الإطار Full-Frame Camera بشكل واضح، وهو ما يعني أن التحول إلى النوع الأخير يستلزم التضحية ببعض العدسات المتوافقة مع النوع الأول.

الخلفيات المموهة وتأثير بورتريه

تأثير بورتريه لمن لا يعرفه هو التأثير الذي يعمل على فصل عناصر الصورة الأمامية عن الخلفية، ليعمل على تمويه الخلفية مع توضيح العناصر الأمامية والتركيز عليها. ويعشق المصورون المعتمدون على هذا التأثير كاميرات الإطار الكامل. حيث أنه كلما زاد حجم المستشعر الذي تستخدمه الكاميرا، كلما تضاءلت نسبة عمق الميدان Depth of Field، مما يعني المزيد من القدرة على فصل عناصر الخلفية عن العنصر الأمامي وإلقاء المزيد من التركيز على العنصر الأمامي.

السبب هنا هو أن كم عمق الميدان في هذه الحالة يعتمد على ثلاثة عوامل: فتحة المستشعر، المسافة بين الكاميرا وموضع التصوير وأخيرًا البعد البؤري.

يعني هذا أن فتحة المستشعر العريضة في كاميرات الإطار الكامل توفر المزيد من تقليل التركيز على عناصر الخلفية عنها في كاميرات مستشعر APS-C. بمعنى أنه إن كنت تحتاج للتصوير بتأثير بورتريه باستخدام زاوية الرؤية نفسها، ستقوم كاميرا الإطار الكامل ذات فتحة مستشعر f/4 بإنتاج التأثير ذاته الذي تقوم به كاميرات بمستشعر APS-C بفتحة f/2.8 على سبيل المثال.

على العكس تؤدي كاميرات APS-C أداء أفضل في حالة الرغبة في الحصول على عمق ميدان أعلى، وهو ما يشمل بعض المزايا في التصوير داخل الاستوديو أو تصوير المناظر الطبيعية. ففي حالة الرغبة في تصوير مشهد يتضح فيه عناصر الخلفية والأمامية بشكل كامل، يكفي استخدام كاميرا APS-C بفتحة مستشعر f/11 عوضًا عن استخدام فتحة عدسة f/16 في كاميرات الإطار الكامل.

الخلاصة

الأمر إذًا لا يتعلق فقط بالحصول على كاميرا أغلى وأعلى من حيث الإمكانيات، بل يتوقف أكثر على مدى احتياجك لهذه الإمكانيات. لذا لا نسعى لترجيح كفة نوع على الآخر، وحاولنا أن نعقد مقارنة شاملة وعادلة بين كاميرات الإطار الكامل Full-Frame Camera وبين الكاميرات الاحترافية الأخرى ذات مستشعر APS-C. لنترك لك الاختيار في النهاية، وندعوك لمشاركتنا رأيك واختيارك.