كثيرًا ما يتم تداول مصطلح كودي Kodi في المواقع التقنية والإخبارية على حد سواء، وكثيرًا ما يرتبط هذا الاسم بالأخبار المتعلقة بالأنشطة غير القانونية، وبالتحركات الحكومية في العديد من دول العالم لمنعه وإيقاف انتشاره. وهو الامر الذي أعطى Kodi سمعة سيئة لدى الكثيرين ممن لا يعرفونه حق المعرفة.

هل سيقضي تطبيق kodi على تطبيقات الموسيقى والفيديو والصور ومشاهدة القنوات أيضًا!

ولكن ما هو Kodi؟ ولماذا كل هذه الضجة التي تحيط به؟ وهل بالفعل يمكن استخدامه في بث مواد محفوظة الحقوق بطرق غير قانونية؟

هذه التساؤلات وغيرها الكثير تدور في أذهان من سمعوا عنه ولم يعرفوه أو يقوموا بتجربته، ولهؤلاء ولمن يريد التعرف أكثر على أشهر تطبيقات بث محتوى الميديا في العالم حاليًا، نقدم هذا التقرير المفصل الذي بقراءته ستكون قد ألممت بكل ما تريد معرفته عنه Kodi.

Kodi: ما هو وكيف بدأ؟

يعد تطبيق Kodi منصة يمكن من خلالها حفظ كافة مواد الميديا الرقمية المسموعة والمرئية، حيث يقوم التطبيق من خلال منصته سهلة الاستخدام بحفظ كافة هذه المواد وإتاحتها للمستخدم ذاته من خلال أي من الأجهزة الأخرى التي يمتلكها. بمعنى أبسط وأدق، Kodi ما هو إلا منصة يمكن من خلالها حفظ وتنظيم المحتوى المسموع والمرئي الخاص بك لتسهيل عملية الوصول إليه وتشغيله فيما بعد.

بدأ Kodi في الظهور للمرة الأولى عام 2002 كتطبيق مجاني يحمل اسم XBMP اختصارًا لجملة Xbox Media Player نظرًا لارتباطه بمنصة ألعاب إكس بوكس في البداية. وفي عام 2004 تغير اسمه إلى XBMC اختصارًا لجملة Xbox Media Center قبل أن يتم إعادة تصميمه وطرحه مرة أخرى عام 2014 باسم Kodi، ولا يزال يحمل هذا الاسم حتى هذه اللحظة.

مع التطوير الأخير الذي تم عام 2014، خرج Kodi من عباءة منصة إكس بوكس ليصبح تطبيق قابل للعمل على العديد من المنصات والأجهزة المختلفة مثل الحواسيب، الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية وأجهزة التليفزيون. وفي صورته النهائية أصبح قادرًا على توصيل كافة الأجهزة التي تحتفظ أو تستخدم في تشغيل المواد السمعية والبصرية في شبكة واحدة تتيح للمستخدم تنظيم وتشغيل هذه المواد من خلال منصة واحدة على عدة أجهزة سواء عبر الشبكات الداخلية أو عبر الإنترنت. ويقوم Kodi بتجميع المواد الخاصة من خلال الأجهزة المملوكة للمستخدم دون تقديم أية مواد خاصة بالمنصة، حيث لا يمتلك التطبيق أي متجر يمكن من خلاله شراء المواد الإعلامية أو الأفلام أو ما شابه.

من ناحية أخرى، يمكن لمنصة Kodi أن تعمل كمنظم لمستخدم أجهزة التليفزيون من خلال تحميله على أجهزة التليفزيون الذكية أو شراء الأجهزة الخاصة به، ويمكن من خلاله التعرف على معلومات وبيانات المواد المعروضة، كما يمكن من خلاله تسجيل المواد المعروضة لمشاهدتها فيما بعد. كما يمكن من خلاله تحميل العديد من تطبيقات خدمات تشغيل الفيديو مثل يوتيوب وفيميو وغيرها.

ويمكن الحصول على منصة Kodi من خلال تحميل تطبيقه على أي من الأجهزة المتوافقة، أو من خلال شراء الأجهزة الخاصة به Set-top Boxes والتي تطلق كافة خصائص المنصة، وهي السبب أيضًا في سمعة Kodi السيئة المتعلقة بنشر مواد محمية ومحفوظة الحقوق وهو ما سنتعرض له بالتفصيل لاحقًا.

هل استخدام Kodi قانوني؟

على الرغم من تداول اسم Kodi في على الأغلب في الأخبار المتعلقة بخرق قوانين حماية الحقوق والأنشطة غير القانونية، إلا ان استخدام Kodi في صورته وغرضه الأصلي قانوني دون أي شك. ولكن متى يمكن أن يصبح استخدامه غير قانوني؟

مع تطوير المنصة مفتوحة المصدر القابلة للإضافات، عمل بعض مستخدميها من المتخصصين والمطورين على طرح إضافات يمكن من خلالها بث المحتوى المباشر أو غير المباشر المحمي بقوانين حماية حقوق النشر والتداول. فأصبح يمكن استخدام Kodi في مشاهدة الفعاليات الرياضية المحمية والتي لا يمكن مشاهدتها مجانًا، كما أصبح يضم مجموعة من الإضافات التي تشمل مكتبات ضخمة من الأفلام والمسلسلات الحديثة المحمية بالحقوق ذاتها، ومن هنا تحول استخدام Kodi من الاستخدام الشخصي القانوني الآمن للاستخدام غير القانوني المتعلق بقرصنة المواد المحمية.

أفضل تطبيقات جهاز امازون فاير تي في التي يجب عليك تجربتها

ومع تطور هذه الإضافات، قامت بعض الشركات الصغيرة بتطوير ما عُرف فيما بعد باسم Kodi Boxes، وهي عبارة عن أجهزة شبيهة بأجهزة استقبال الأقمار الصناعية صغيرة الحجم. وتعمل هذه الأجهزة من خلال منصة Kodi على بث المواد المحمية سواء مواد البث المباشر أو المواد الأخرى مثل الأفلام والمسلسلات، مستخدمًا الاتصال بشبكة الإنترنت. وقد ساهمت هذه الأجهزة التي انتشرت حتى على مواقع البيع بالتجزئة الشهيرة مثل إيباي وأمازون في ترسيخ فكرة استخدام التطبيق في الأنشطة غير المشروعة، وهو ما أدى في النهاية لاعتقال مجموعة من بائعي هذه الأجهزة غير المرخصة.

مميزات منصة Kodi

لا يمكن اعتبار Kodi مجرد منصة أو تطبيق لتشغيل ملفات الميديا أو المحتوى الصوتي والبصري، فقدرات وإمكانيات التطبيق الرائعة هي ما ساهمت في انتشاره وشعبيته المستمرة في الازدياد على مستوى الاستخدام القانوني. فالمنصة تتميز بالعديد من الخصائص من بينها قدرتها على تشغيل كافة أنواع ملفات الميديا المسموعة والمرئية دون استثناء، ناهيك عن قدرته على حفظ كافة هذه المواد في مكان واحد يمكن من خلاله إعادة بثها على أي من أجهزتك الأخرى المتصلة بذات الشبكة، كما يمكن إعادة بثها واستخدامها عبر الإنترنت من أي مكان في حالة تسجيل حساب خاص على الموقع الرسمي للتطبيق.

بالإضافة إلى تسهيل عملية حفظ والوصول لموادك الخاصة، يمكن من خلال التطبيق استخدام العديد من الخدمات التي تقدم محتوى مجاني بطرق قانونية، والفضل يعود هنا للإضافات الشرعية التي يمكن استخدامها عبر منصة Kodi مفتوحة المصدر، والتي تشمل عدد كبير من الخدمات المجانية مثل يوتيوب، فيميو، فيفو، ساوند كلاود وغيرها.

كل هذا داخل منصة رائعة التصميم سهلة الاستخدام والأهم أنها مجانية بالكامل، فتحميل واستخدام التطبيق لا يشمل أية تكاليف مهما كان الجهاز الذي ستقوم بتحميل وتشغيل التطبيق عليه.

عيوب منصة Kodi

بغض النظر عن هؤلاء الذين يجدون في مخالفة قوانين حماية حقوق النشر فائدة، فإن الواقع القانوني والأخلاقي يقول أن هذا الاستخدام هو أحد أهم عيوب Kodi، وهو عيب لا يطال المستخدم فقط من حيث المخالفة القانونية ولكنه أيضًا يضر بأصحاب هذه المواد المحمية والذين يخسرون ملايين الدولارات نتيجة عرض هذه المواد مجانًا، وهو ما يُضعف من إمكانية استمرارهم في المستقبل لعدم قدرتهم مع الوقت على تغطية هذه الخسائر.

وعلى الرغم من أن هذا العيب هو تحديدًا ما أضر بسمعة Kodi، إلا أن مطور المنصة قد اختاروا عدم التدخل وأصروا على عدم تعديل أو تحديث سياسة الاستخدام الخاصة بالمنصة والمتعلقة بإتاحة إضافة أي من الإضافات بواسطة المستخدم. وفي هذا الصدد يقول “ناثان بيتزين” مدير المشروعات في الشركة المطوّرة للمنصة من خلال تدوينة نشرها مؤخرًا أن الشركة ستتمسك بسياستها المحايدة في هذا الشأن حتى وإن كان هذا الأمر مخالف للقانون في بعض الدول. وأضاف أن القائمين على تطوير Kodi هم مجموعة من المطورين لا من رجال الشرطة، وأنهم ليس لديهم أي نية للقيام بدور الشرطة فيما يتعلق بتطبيقهم، ومن هنا يؤكد ناثان أن التطبيق سيبقى مجاني ومفتوح المصدر.

رد فعل الحكومات والتشريعات تجاه استخدام Kodi

مع بداية مايو من عام 2017 أقر القضاة الأوروبيون بأن استخدام تطبيقات مشغلات ملفات الميديا في بث المحتوى والمواد المقرصنة سيواجه بالعقوبات المشددة ذاتها التي تطال من يقومون بتحميل أو رفع المواد غير القانونية من على الإنترنت. وعلى الرغم من عدم ذكر المنصة أو أجهزتها بالاسم إلا ان هذا التحرك القانوني يشملها بكل تأكيد إن لم موجه لها تحديدًا.

وتشهد المملكة المتحدة حاليًا تحركات قانونية واسعة لمواجهة ما عُرف باسم “ظاهرة كودي” وتشمل هذه التحركات على المستوى التشريعي إقرار قانون الاقتصاد الرقمي الموجه تحديدًا لأجهزة Kodi Boxes، ويتضمن القانون عقوبات قد تصل إلى حد السجن لمدة عشر سنوات في حالة ثبوت الإدانة في استخدام هذه الأجهزة في الأعمال غير القانونية.

وعلى صعيد المؤسسات والشركات، حصلت اللجنة المنظمة للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على حق غلق كافة الخوادم التي يثبت بثها غير القانوني لمباريات الدوري الإنجليزي، مما يعد تطور للجديد للتحرك السابق الذي كان يشمل حق غلق وحدات البث الفردية فقط.

احذر: مشاهدة الأفلام المترجمة قد يتسبب في اختراق حاسوبك – ثغرة في برنامج VLC وهذا حلها!

من ناحية أخرى قامت مواقع البيع بالتجزئة الشهيرة، امازون وإيباي بوقف بيع كافة الأجهزة المعروفة باسم Kodi Boxes، في الوقت الذي قامت فيه آبل بإزالة تطبيق Kodi من على متجرها للتطبيقات الخاص بأجهزتها الذكية المختلفة، وهي الخطوة التي لم تتخذها جوجل بعد.

ولكن، وعلى الرغم من كل هذا، لا يزال انتشار منصة Kodi آخذ في التسارع بشكل كبير، ولا يزال الإقبال على تحميله على الهواتف الذكية والحواسيب وأجهزة التليفزيون قائمًا وبقوة حتى الآن، وهو ما يؤكد بأن الحديث عن Kodi والجدل الذي يثيره رغم عدم ارتكاب مطوريه لأي مخالفات فعلية سيظل قائمًا لفترة طويلة آتية.