يوتيوب ترسم خطة لحظر المحتوى المروج للإرهاب من خلال منصتها

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

في الفترة السابقة، عانت الكثير من شبكات التواصل الاجتماعي كفيسبوك ويوتيوب ضغوطات من قبل دول الاتحاد الاوروبي لفرض حظر على المحتوى المروج للإرهاب والداعم له، واضعة هذه الشبكات الإجتماعية في مكان حرج بين الشح في التقنيات اللازمة لمثل هذا النوع من الحظر، العواقب الاخلاقية التي تعني حظرهم لحرية بعض المستخدمين، والتهديد المستمر بفقدان هذه الشبكات حريتها على الاقل في دول الاتحاد الاوروبي.

لتفادي هذا قررت غوغل تطبيق خطة مستقبلية رباعية الأجزاء لتخليص شبكة يوتيوب من محتوى الترويج للإرهاب المنتشر فيها، أو على الأقل تخفيف ضرره. تأتي هذه الخطة بعد إعلان من فيسبوك أيضاً التعاون في إزالة المحتوى المروج للإرهاب من المنصة، على الرغم من عدم رغبة يوتيوب “إزالة” المحتوى تحديداً، وإنما فقط التعرف عليه ومنع انتشاره.

المشكلة في يوتيوب تتمثل بكونها مرتبطة مع شبكة إعلانات غوغل التي تسمح لصناع المحتوى الحصول على الأرباح من خلال مشاركتهم في النشر على المنصة، مما يعني أن المجموعات المروجة للإرهاب تستطيع الحصول على المال من خلال تقديم الاعلانات على فيديوهاتها، وهو ما رفضته الشركات في حركة مقاطعة قوية ضربت المنصة العام السابق بعد ظهور بعض إعلانات هذه الشركات على فيديوهات تظهر اعمالاً إرهابية عنيفة.

خطة غوغل تقتضي بكفّ المحتوى المروج للإرهاب دون منع الناس من حرية التعبير، في محاولة لإرضاء الطرفين، المطالبين بترك المنصة حرة دون تدخل الدول الكبرى وبذلك تحافظ المنصة على حياديتها دون التدخل المباشر من الشركة، والمطالبين بحذف المحتوى المروج للإرهاب نهائياً – داعمين رايهم بأن هذا المحتوى هو أحد طرق التجنيد التي يتبعها الارهابيون، والتي كانت سبباً في الاضطراب الحاصل في الفترة القادمة ضمن دول الاتحاد الأوروبي من تفجيرات وأعمال عنف.

خطة غوغل لإيقاف انتشار المحتوى المروج للإرهاب تأتي بالشكل التالي:

زيادة استخدام تقنيات تعلم الآلة – وهذا يعني أن غوغل ستحاول تطوير تقنيات يمكن للذكاء الاصطناعي بها تحديد والتعامل مع المحتوى المروج للإرهاب دون ضرورة تدخل بشري في العملية، وقد أحرزت الشركة فعلاً تقدماً في هذا المجال، حيث تعرفت البرمجيات على ما يقارب الخمسين بالمئة من المحتوى المعلّم سابقاً في مكتبتها من الفيديوهات. ولكن تبقى هذه الطريقة غير كافية حالياً للتعرف على المحتوى.

زيادة عدد الخبراء البشر المستقلّين – وهي الخطوة الأكثر أهمية التي اتخذتها غوغل على حذو فيسبوك في توظيف المزيد من الأشخاص في مهمة تحديد المحتوى المخالف، أثبتت هذه الخطوة نجاحها بنسبة تقارب التسعين بالمئة، وتخطط غوغل للعمل مع ما يقارب الستين منظمة غير حكومية لتوفير الكادر اللازم لهذا. ستكون مهمة هؤلات تحديد والتعامل مع الفيديوهات التي تحرض على العنف والارهاب وإيذاء الذات. وسيكون لهذه المنظمات إذن عمل لتحديد مصير الفيديوهات التي يتم التعرف عليها سواء حذفها أو تقليل انتشارها.

موقف أكثر حزماً من المحتوى المثير للجدل – وهذا يعني أن غوغل ستضع حواجز للمستخدمين قبل الدخول للمحتوى من هذا النوع والتحذير قبل دخوله، إضافة لفرض عقبات تمنع من انتشار هذا المحتوى كمنع التعليق عليه وإعطائه التقييمات الايجابية الداعمة لناشره، وبالطبع حظره من الاستثمار ومنع وضع الاعلانات عليه، ولن يظهر هذا النوع من المحتوى مطلقاً في لائحة الفيديوهات المقترحة. المحتوى المثير للجدل بحسب تعريف غوغل يشمل المحتوى العنصري، الخطاب الديني المتطرف، وغيرها من المحتويات التي تدفع للتطرف. تحاول غوغل بخطوتها هذه أيضاً الحفاظ على حرية التعبير لأصحاب هذا المحتوى بعد حذفه نهائياً من المنصة.

استخدام أساليب مبتكرة لعكس تأثير المحتوى المروج للإرهاب – ومنها الأسلوب الأكثر استخداماً حالياً “اسلوب اعادة التوجيه” والذي يعمل على أخذ المهتمين بهذا النوع من مجندي هذه المنظمات الارهابية إلى فيديوهات مضادة للإرهاب لتغير رأيهم بالانضمام لها، وقد صرحت غوغل بأن هذه الطريقة توظف قوة الاعلانات الالكترونية في فعل الخير، وقد نجحت فعلاً في استقطاب الكثيرين من متابعي المحتوى المروج للارهاب وحصلت الفيديوهات هذه على ما يقارب النصف مليون دقيقة مشاهدة منذ البدء باستخدام هذه الطريقة.

رغم الضغوط القاسية التي تمارسها دول الاتحاد الاوروبي على منصات التواصل الاجتماعي لفرض حظر على المحتوى بحجة حماية الأمن والأمان والمشاكل التي يعيشها قسم أمن المعلومات بشكل عام في العالم اليوم، تحاول غوغل البقاء في نطاق حماية الحريات والسماح لمستخدميها بنشر أفكارهم مهما كانت دون أي رقابة دولية عليها، وفي نفس الوقت تحاول أيضاً البقاء خارج النزاع من خلال ايقاف دعم المنظمات الارهابية بشكل أو بآخر. كون هذه الخطوات ستنجح أو لا يعتمد على السرعة التي ستكون فعالة فيها، وجدواها فعلياً في محاربة الارهاب والترويج له.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *