نصائح وقواعد استخدام واتساب من محافظ واتساب احمد عبد الغني

اكتشف وتسوق أفضل مجموعة من المنتجات التقنية وأسلوب الحياةواحصل على خصم 10% على طلبك الأول من متجر سماعة باستخدام الكوبون

TECH1

بعيداً عن أحمد عبد الغني مدير ومحافظ شركة واتساب ومؤسس مايكروسوفت (مؤقتاً، سنعود له لاحقاً)، تطبيقات المحادثة النصية أصبحت جزءاً لا يجتزأ من حياتنا اليومية، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه الخدمة أقل تكلفة من خدمة الرسائل النصية في أغلب الدول، وحتى تغلب خدمات الاتصال عبر الإنترنت على الاتصالات التقليدية من ناحية التكلفة، بالأخص عند الحديث عن المكالمات الدولية.

أغلب تطبيقات المحادثة اليوم وأشهرها تقدم خدمات إرسال الرسائل النصية والصوتية والمصورة والاتصال عبر الإنترنت بشكل مجاني بالكامل، وهي متوفرة نظرياً على كافة الأجهزة الذكية الموجودة في الأسواق اليوم.

يمكنك الآن إرسال الرسائل واستقبالها بشكل آني وآمن وبسهولة فائقة ومن أي جهاز تمتلكه سواء كان هاتفاً أو حاسوباً أو جهازاً لوحياً أو حتى ساعة ذكية، يمكنك إرسال الرسائل الصوتية والصور والملفات المختلفة بنقرة زر، يمكنك إنشاء محادثات جماعية وحتى التعرف على أشخاص جدد من خلال أغلب تطبيقات المحادثة – وهذا كان موجوداً بشكل أو بآخر منذ بداية انتشار الانترنت للعموم.

الاختلاف الرئيسي في رأيي منذ عشرين سنة وحتى الآن، هو مدى شهرة وانتشار هذه التطبيقات؛ قبل بضعة سنوات لم يكن أحد في المنطقة العربية مثلاً يستخدم واتساب، ولكن اليوم لا يمكنك العثور على شخص لا يعرف التطبيق حتى في أبعد القرى النائية.

اقرأ أيضًا: ماذا سيحصل لو انفجرت سيرفرات شركة فيسبوك ؟

فلنقارن بسرعة بين الهاتف والواتساب مثلاً، الهاتف حصل على 150 عاماً ليعتاد الناس على وجوده في حياتهم وبناء بعض الأعراف الاجتماعية حوله، بينما الرسائل المباشرة لم تكن موجودة سوى من عشرين سنة أو أكثر قليلاً واليوم هي جزء لا يمكن التخلي عنه من حياة مليارات الناس حول العالم.

هذا أقل من جيل واحد، الأشخاص الذين ولدوا عند اطلاق تطبيق واتساب للمرة الأولى لا يزال عمرهم عشر سنوات والأشخاص الذين استخدموه حتى الآن لا يزالون لا يعرفون طريقة استخدامه. لذا، من أجل أجيال المستقبل، فلنحاول وضع بعض القواعد البسيطة التي ستساعد الجميع في استخدام هذه التطبيقات دون التخلي عن نقاط القوة التي سمحت باستخدامها:

محافظ ومدير واتساب: أحمد عبد الغني

قواعد استخدام واتساب

 

أو محمد أديب الصابوني، أو احمد محسن محمد – بحسب الدولة التي تعيش فيها والتي استلمت منها الرسالة.

لنتفق أولاً على شيء مهم جداً:

  • لا وجود لأي منصب وظيفي تحت اسم “محافظ” في أي شركة عالمية أو محلية أو مريخية.

ومن ثم بعض القواعد البديهية:

تجنب إرسال الرسائل المنسوخة والمكررة

لا أحد على الإطلاق يحب استلام رسائل “ارسلها لمئة وستصبح أقوى رجل في عالم” أو “محافظ واتساب يسلم عليكم ويقول ماما قالت أرسلوا هذه الرسالة لمئتي شخص”. هذه الرسائل تعتبر رسائل Spam في أغلب القواميس، ولا قيمة لها بأي شكل كان، وكلها كاذبة جملة وتفصيلاً. الرسائل لا يمكنها أن تدخلك النار أو الجنة، ولا يمكنها أن تمنحك علامة زرقاء بجانب اسمك في فيسبوك. إلا اللهم إن كان من تراسله هو مارك زوكربيرغ بنفسه.

هذا النوع من الرسائل منتشر بشكل كبير بين المستخدمين الكبار في العمر على أغلب المنصات، وأعتقد أنه من وظيفة الأجيال الشابة تعليمهم طريقة استخدام هذه الأدوات بالطريقة الصحيحة. السبب في انتشار هذا النوع من الرسائل بين أفراد هذه الفئة أصلاً هو جهلهم بطريقة عملها لذا من الجيد تقديم شرح بسيط لهذا بدلاً من الاكتفاء ب “هذه الرسائل كاذبة”.

رسائل صباح الخير ومساء الخير

قواعد استخدام واتساب

هناك عدد محدود جداً من المناسبات التي يمكن اعتبار فيها هذا النوع من الرسائل مفهوماً، سواء بين أفراد العائلة أو بين أشخاص تربطهم علاقة شخصية مقربة جداً، ما لا يمكن الاختلاف عليه هو أن هذه الرسائل غير ملائمة إطلاقاً للإرسال لزملائك في العمل، أو مديرك في العمل، أو أستاذك في الجامعة.

أعرف بعض الأشخاص الذين يرسلون هذا النوع من الرسائل في مقدمة كل محادثة كنوع من “فتح الحديث”… أتوقع استلام هذه الرسائل من أفراد عائلتي ولكن لا أتوقع استلامها أبداً من زملائي في العمل. لو استلمت رسالة صباح الخير كل يوم من كل شخص أتحدث معه يومياً لامتلأ هاتفي بسبب هذه الرسائل في يومين.

ترغب بفتح حديث؟ أرسل رسالة عادية، ربما ابدأ بالسلام أو ادخل في المحادثة مباشرة، افعل ما تشاء دون أن ترسل صوراً غير مرتبطة بموضوع الحديث على الإطلاق.

اسأل قبل الحديث عن العمل

قواعد استخدام واتساب

عند الحديث عن واتساب تحديداً هناك الكثير من الملاحظات التي عليك مراعاتها عند استخدامها في مجال العمل، الواتساب يعمل بارتباط مع رقم الهاتف الشخصي ويمتلك ميزات مشابهة جداً للهاتف وهو أحد الأشياء التي لا يزال الكثير من الناس الذين يعملون على الإنترنت أو بمساعدة الانترنت يحتفظون بخصوصيتها.

لنتفق على بعض الأشياء إذاً:

  1. إن كان الحديث متعلقاً بالعمل، لا تفتحه خارج أوقات العمل الرسمية.
  2. إن كان العامل لا يمتلك جدول عمل محدد سواء كان عاملاً حراً أو مديراً لعمله الخاص، تجنب مراسلته في أوقات متأخرة جداً.
  3. في جميع الأحوال تجنب الأساليب المزعجة في الإرسال؛
    • لا تقم بإرسال عشرات الرسائل المتتالية أبداً، مهما كان السبب. أرسل ثلاث رسائل بأقصى حد ومن ثم انتظر الرد.
    • لا تقم بإرسال رسالة واحدة دون شرح ما تريده كأن ترسل “مرحبا، أريد منك شيئاً” ومن ثم الانتظار لرد الشخص المقابل. أرسل ما تريده بشكل مباشر لتوفير الوقت عليك وعلى الشخص الآخر.
    • لا تقم بإرسال رسالة ومن ثم الاتصال لجذب انتباه الشخص للهاتف، لو كان لديه القدرة على الرد سيرد، ولو كان يقوم بعمل آخر لن يفيدك الاتصال سوى بتضييع وقته واستفزازه.
  4. تجنب إرسال الرسائل الصوتية المتكررة والفارغة، حاول اختصار ما تريد قوله عندما يتعلق الأمر بالعمل، لا داعٍ لإضاعة الوقت.
  5. لا تشارك رقم الهاتف مع الآخرين قبل سؤال صاحب الهاتف إن كان يرغب بذلك، كما أسلفت رقم الهاتف أحد الخصوصيات القليلة التي يمتلكها الناس اليوم والكثير من الناس يرغبون بالاحتفاظ بها سرّاً.
  6. اسأل الطرف الآخر دائماً إن كان يرغب باستخدام رقمه الشخصي للحديث عن العمل، أو إن كان الواتساب ملائماً له.
  7. حاول الفصل بين الخدمة التي تستخدمها للعمل والخدمة التي تستخدمها للمحادثات الشخصية إن كان بينك وبين زميلك في العمل محادثات خاصة خارج نطاق العمل.

تحلى بروح رياضية

ربما النصيحة الأهم في هذا المقال ليست للأشخاص المزعجين، وإنما المنزعجين من تصرفات الآخرين على منصات المراسلة الفورية؛ “وسّع صدرك” بالعامية. لا تقم بتفريغ غضبك على المستخدمين الآخرين للمنصة، حتى أولئك المزعجين منهم، حاول دائماً الحديث بعقلانية وسينتهي الأمر في الغالب بإقناع الشخص الآخر بالتوقف عن سلوكه المزعج.

بعد الحديث عن هذه القواعد البسيطة، ما السبب في كون الواتساب -وتطبيقات المحادثة الفورية الأخرى- أشبه بالWild West اليوم؟ لنفهم هذا علينا العودة بالزمن للوراء قليلاً.

تأثير الوقت على طريقة استخدامنا لتطبيق واتساب

الانتشار الواسع والسريع لتطبيقات المحادثات الفورية لم يترك لها وقتاً كافياً لتحصل على “قواعد اجتماعية” يتفق عليها الجميع، يفترض الكثير من المهتمين بالتقنية أن أغلب الأدوات التي نستخدمها اليوم للتواصل عبر الإنترنت لا يمكننا فهمها أو فهم تأثيرها بالكامل على حياتنا، يمكن اعتبار كل منصة من هذه المنصات تجربة اجتماعية بحد ذاتها، تويتر وثقافة التعجيز والعبارات القاتلة، انستغرام وثقافة إظهار أفضل ما في الحياة، فيسبوك والعقلية الجمعية، وحتى واتساب وقدرة التواصل اللحظية غير المحدودة، كل هذه الأدوات لا يعلم تأثيرها الحقيقي على المجتمع البشري إذ لم يتح لنا الوقت لتجريبها بما فيه الكفاية.

لنأخذ الواتساب مثلاً ولنقارنه بالهاتف الأرضي، بين اختراع غراهام بيل للهاتف الأرضي وبين بداية نهاية استخدامه عندما أصبح الانترنت متطوراً بما فيه الكفاية في أغلب دول العالم، عاش الهاتف ما يقارب المئة وخمسين عاماً منذ تسجيل غراهام بيل لبراءة اختراعه في 1876. واتساب لم يظهر سوى في عام 2009؛ قبل عشر سنوات فقط.

أذكر في المدرسة الابتدائية قراءة كتيّب صغير عن آداب الهاتف، منها تجنب الاتصال المتكرر وتجنب الاتصالات العشوائية، الحديث بأدب مع الشخص في الطرف الآخر، تجنب الصراخ، تجنب الحديث في وقت متأخر، تجنب إشغال الهاتف لساعات طويلة دون ضرورة. بدت هذه القواعد حينها منطقية جداً وبديهية، ولكن أعتقد جازماً أن الوصول لهذا النوع من القواعد لم يكن سهلاً على الإطلاق.

عشر سنوات من استخدام واتساب ولا أعتقد أنني لمرة واحدة رأيت مجموعة قواعد -ولو كانت غير معلن عنها- لاستخدام هذا البرنامج، في الهاتف مثلاً هناك دائماً “ألو” أو “السلام عليكم” في بداية كل مكالمة، ولكن في واتساب حتى هذه العبارة البسيطة غير متفق عليها، ستجد بعض المستخدمين يتجنبون استخدامها تماماً سوى للمرة الأولى التي يراسلك فيها، وبعضهم يرسلها في بداية كل محادثة، والأمر ذاته ينطبق على الكثير من الأشياء الأخرى؛ تعذر الرد على سبيل المثال في الهاتف الأرضي هو أمر شبه مفهوم للجميع، بينما بالنسبة للواتساب هو أمر معبوس عليه أحياناً.

بالمختصر، الوقت اللازم للنضج هو ما يجعل الفرق بين القواعد الاجتماعية الواضحة في الهاتف والقواعد الاجتماعية المبهمة في واتساب واسعاً، ولكن لنعد للماضي قليلاً لنفهم الأمر بطريقة أفضل.

الرسائل الفورية، البريد الإلكتروني، الرسائل النصية، والبريد المكتوب

لنبدأ بالحديث عن ملخص سريع لتاريخ التواصل الشخصي المكتوب:

في البريد المكتوب

قواعد استخدام واتساب

ظهر نظام البريد كما نعرفه اليوم -صناديق البريد وأنظمة التوصيل الشخصية- لأول مرة في القرن السابع عشر عشر في بلاد فارس (إيران اليوم) وسمح هذا النظام بالإضافة لبعض الاختراعات التي ظهرت في القرن السادس عشر مثل المطبعة وقلم الرصاص والأخبار المطبوعة التي استخدمت بشكل عام في دول أوروبا وبعض دول آسيا.

كانت الرسالة تتضمن الكثير من العناصر التي ستلاحظ اختفاءها تماماً اليوم، بداية من حملها لقيمة شاعرية ضخمة للمرسل والمستلم، واضطرار تحميلها أكبر كمية ممكنة من المعلومات بأفضل طريقة ممكنة بسبب طول مدة الإرسال والاستقبال ووصولاً إلى تعقيد عملية الإرسال والاستقبال، والحاجة لطرف ثالث يتدخل بشكل مباشر في الإرسال والتسليم.

الرسالة المكتوبة الشخصية احتاجت دوماً لطريقة تعارف بين الشخصين على أرض الواقع قبل أن ينتقل الأمر للمراسلة، واحتاجت أن يعرف الاثنين عنوان سكن كل منهما واسمه الحقيقي (في كثير من الأحيان)، واحتاجت لنظام بريد قادر على تسليم هذه الرسائل بأمانة دون النظر لمحتوياتها ودون فقدانها، ونظام البريد هذا كان مطلعاً على عناوين سكن الطرفين ومعلوماتهم الشخصية الكاملة.

من ناحية الأمان والخصوصية، البريد المكتوب لم يكن يمتلك أي طبقات حماية معقدة، واعتمد في كثير من الأحيان على “الأمانة” والتصديق بما يقوله كل الأطراف بخصوص الموثوقية، أنت تثق بمركز البريد لحماية رسالتك، وتثق بمن يراسلك بأنه هو من يراسلك، وليس شخصاً آخر ينتحل هويته.

بالطبع، كان هناك الكثير من الطرق لتشفير الرسائل التي كان من الممكن للناس العاديين استخدامها لضمان أمان رسائلهم وخصوصيتها ولكن لم يكن هذا بالسهولة التي هو عليها اليوم.

اختلف هذا عند تطور وسائل ارسال النص في القرن التاسع عشر، البرقيات السريعة التي استخدمت تقنيات مشابهة لتقنيات الهاتف لإرسال نبضات جعلت المسافات أقصر واستلام وإرسال الرسائل أسرع، ولكن الخصوصية كانت أقل بسبب اطلاع مركز الإرسال على محتوى الرسالة، اختلاف رئيسي آخر كان طول الرسالة، بدلاً من الصفحات الطويلة التي سمح البريد التقليدي بتوصيلها كانت البرقيات تقتصر على جمل وعبارات محدودة، وهذا ربما نظام شبيه بالرسائل النصية التي نمتلكها اليوم قام البشر بإنشائه.

لن أدخل في تفاصيل البرقيات كونها مرحلة انتقالية جداً وسرعان ما تم القضاء عليها باستخدام الفاكس – التقنية التي سأدمجها في سياق هذا المقال مع البريد الإلكتروني لتشابههما في كثير من النواحي.

الفاكس والبريد الإلكتروني

قواعد استخدام واتساب

في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأت التكنولوجيا بالتطور بسرعة غير مسبوقة، انتقلنا كجنس بشريّ من ركوب الحيوانات إلى صناعة السيارات التي تمشي بسرعات لم يكن يتخيلها أحد قبل بضعة قرون فقط، أصبحنا قادرين على الطيران، وأصبحت القدرة على إرسال الرسائل أكثر سهولة.

في تلك الفترة كانت البشرية مشغولة إلى حد ما بتفجير بعضها إلى أكبر عدد ممكن من الأجزاء، وكانت تقنيات التواصل المتقدمة مقتصرة على الجيوش واستخدامها مقتصر على الاستخدامات العسكرية، ولكن في نهاية القرن العشرين وكنتاج جانبي عن الحرب، ظهرت شبكة الإنترنت التي غيرت كل شيء.

في الفترة التي ظهر فيها الانترنت كان الفاكس قد عاش حياة سعيدة لمدة 100 سنة تقريباً منذ اختراعه في منتصف القرن التاسع عشر، وكان خليفة الفاكس هو البريد الإلكتروني الذي ظهر في نهايات القرن العشرين، البريد الإلكتروني الذي اخترع في البداية للتواصل على الشبكات المحلية أصبح أكثر شيوعاً بسبب جهود خدمات مثل AOL وياهو وهوتميل، ولا مبالغة في القول أن هذه الخدمات ساهمت في تكوين ما نعرفه اليوم باسم البريد الإلكتروني.

بأي حال، البريد الإلكتروني كان أكثر تطوراً من الفاكس ولكنهما اشتركا بالكثير من الميزات عند النظر لهما كأداة تواصل مكتوب شخصية:

الفاكس والبريد الإلكتروني قدما طريقة سريعة لتوصيل المعلومات بين المستخدمين، وكلاهما تخطيا حدود النص القصير الموجودة في البرقيات، وكلاهما تخطيا التدخل المباشر لطرف ثالث في الإرسال والاستقبال؛ أجل كان هناك شركات تقدم هذه الخدمات، ولكن التشفير وضخامة مقدار البيانات وكون أغلب التفاصيل “مؤتمتة” جعل أمان وخصوصية البيانات التي يتم إرسالها أكبر بكثير مقارنة بخدمات سابقة.

بداية البريد الإلكتروني لم تكن ضخمة من ناحية القدرة على إرسال ملفات الصور والميديا الأخرى، ولكن سرعان ما تغير هذا مع تطور قدرات الأجهزة التخزينية وازدياد سرعات النقل التي وفرتها شبكة الإنترنت، وهذا أدى بشكل مباشر لظهور خدمات الرسائل المباشرة، ولكن قبل هذا، لنأخذ نظرة على الرسائل النصية الهاتفية SMS، وأين يأتي دورها في حديثنا هذا.

الرسائل النصية القصيرة SMS

قواعد استخدام واتساب

بشكل أو بآخر، في أيام البريد الإلكتروني الأولى لم يكن إرسال البريد الإلكتروني أو استقباله أمراً سهلاً إن كنت خارج المنزل أو مكان العمل، السبب في هذا أن خدمات الانترنت لم تكن متطورة بما فيه الكفاية، وشبكات الهواتف المحمولة لم تكن بالانتشار التي هي عليه اليوم وتكلفة شراء هاتف يدعم هذه الخدمة بالإضافة لشراء باقة اتصال تجعل تصفح البريد الإلكتروني أمراً سهلاً كان أكبر تكلفة من الخدمة الأخرى التي قدمتها أغلب شركات الاتصال حينها؛ الرسائل القصيرة.

الرسائل القصيرة أعادت قلق التلغرام مرة أخرى، تمتلك عدداً محدداً من المحارف ولا يمكنك الإطالة في الحديث، ولكن في نفس الوقت كانت منخفضة التكلفة ومجانية في بعض الأحيان، ويمكن أن تصل للمستلم بشكل شبه لحظي، وفي حال وجود خدمة مشابهة لدى الطرف الثاني كان من الممكن الحصول على محادثة شبه آنية بين الطرفين، بغض النظر عن حجم الرسالة أو الطريقة التي يتم الإرسال فيها.

يمكن القول أن الرسائل القصيرة هي الأب الروحي لكثير من خدمات المحادثة اليوم، بالأخص عند النظر لتاريخ بعض الخدمات مثل محادثات بلاك بيري، التي استغلت خدمة الرسائل القصيرة وقدمت طريقة للمحادثة الفورية على هواتفها من خلال خدمتها الخاصة. في الفترة ذاتها التي بدأت فيها خدمات بلاك بيري بالانتشار، بدأ عصر الأجهزة المحمولة الذكية والتطبيقات المخصصة للمحادثة الفورية من خلال الإنترنت في نهاية القرن العشرين، وبداية الواحد والعشرين.

تخطيت في حديثي هنا مرحلة البيجرز Pagers وهي الأجهزة الصغيرة التي انتشرت لمدة عشرين سنة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى من الثمانينات وحتى بداية الألفية الجديدة، والتي قدمت خياراً لاستلام الرسائل القصيرة بسرعة دون الحاجة لهاتف، كون هذه الأجهزة لم تكن مخصصة للاستخدام الشخصي بشكل رئيسي وكونها خرجت من الخدمة بوقت سريع جداً في أغلب الدول ولم يتح للكثير من الناس استخدامها – لا تزال هذه الأجهزة بأي حال أيقونة مميزة جداً للأفلام التي تجري أحداثها في تلك الحقبة.

الرسائل الفورية

قواعد استخدام واتساب

بعد أن أصبحت شبكة الإنترنت أكثر قوة وسرعة وأصبحت أجهزة الهواتف المحمولة قادرة على استلام وإرسال البريد الإلكتروني وتصفح الانترنت بكل سهولة، وبعد انتشار الأجهزة الذكية التي تسمح للمبرمجين بتطوير تطبيقاتهم وخدماتهم الخاصة بسهولة نسبية بعد أن كان الأمر حكراً بشكل أو بآخر على الشركات الكبرى، كان من المنطقي جداً تطوير نوع من التطبيقات لتبادل الرسائل الفورية.

البداية كانت من خدمات البريد الإلكتروني نفسها، من خلال ربط المحادثات السريعة بالبريد الإلكتروني، يمكنك تسجيل الدخول باستخدام نفس الحساب الذي تستخدمه دائماً للوصول لقائمة معارفك ومن ثم التخلص من صيغة البريد الإلكتروني بالكامل واستخدام واجهة أكثر بساطة لإرسال واستقبال الرسائل الفورية.

خدمات مثل ياهو مسنجر، لايف، AOL، وغيرها شكلت ذاكرة ملايين الناس في تلك الحقبة، حيث كان تبادل البريد الإلكتروني أشبه بتبادل أرقام الهواتف، والحديث لساعات من خلال هذا النوع منن التطبيقات أمراً معتاداً لدى الجميع.

بالنظر للخدمات الموجودة في تلك الفترة، لا يمكن القول أن خدمات المحادثة الفورية تغيرت كثيراً من ذاك الوقت، منذ حوالي العشرين سنة الآن وتطبيقات المحادثة الفورية تقوم بنفس العمل تقريباً باختلاف ميزة أو اثنتين، بفرق أن خدمات الاتصال الصوتي أصبحت أكثر شيوعاً في هذه التطبيقات اليوم.

بأي حال، هناك الكثير من الاختلاف بين الرسائل المكتوبة، الجد الأول لتطبيقات المحادثات الفورية، والرسائل الفورية التي نستخدمها اليوم؛ السهولة قضت على الحميمية، التوافر المستمر قضى على احترام المساحات الشخصية، وسرعة التطور الفائقة صعّبت فهم آلية عمل الأداة بالنسبة لكثير من المستخدمين.

أغلب الممارسات المزعجة التي ذكرتها في بداية المقال نابعة من هذه المحاور الثلاثة. التفسير الأكثر منطقية بالنسبة لي بخصوص رسائل صباح الخير ومساء الخير مثلاً هو أنها تحاكي -ولو بشكل سيء- فكرة الحميمية الموجودة في الرسائل المكتوبة.

إرسال الرسائل القصيرة المتكررة بدلاً من إرسال رسالة طويلة واحدة يعود بشكل أو بآخر لنظام الرسائل القصيرة الذي لطالما فشل في إيصال الرسائل متعددة الصفحات مع العطل الشهير [جزء من النص مفقود].

استخدام برامج المحادثات الفورية للحديث عن العمل ما هو إلا امتداد للاتصال على هاتف المنزل للحديث عن العمل حتى خارج أوقاته، وهو أمر معبوس عليه في الهاتف لوجود آخرين في المنزل يمكن أن يردّوا على الاتصال، برامج المحادثات الفورية في الكفة الأخرى تضمن وصول الرسائل للهدف 100% – مما يجعلها “منطقية” بنظر الكثير من المستخدمين.

حتى رسالة محافظ واتساب هي انعكاس مباشر للجهل الكبير بطريقة عمل هذه المنصة، بسبب انفجارها التطوري الهائل خلال سنوات قصيرة، مما لم يسمح للكثير من المستخدمين فهم آلية عمليها بالطريقة الصحيحة.

باختصار، لازلنا بحاجة للكثير من الوقت للاعتياد على الواتساب، ولكن يمكننا أن نخطو الخطوة الأولى من خلال فهم مصدر المشكلة بالطريقة الصحيحة والعمل على تغييرها شيئاً فشيئاً.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *