سماعات الرأس أم مكبرات الصوت، أيهما أفضل، نقاط القوة و الضعف

حتى فترة قصيرة كان السواد الأعظم من جمهور المستمعين حول العالم ينظرون إلى السماعات على انها جهاز بدائي ليس مهًما مثل مكبرات الصوت، وأصبحت الصورة النمطية المتداولة هي أن الصوت العالي والصاخب رمًزا للقوة والجودة لدى جمهور المستمعين حول العالم. ولحسن الحظ فإن هذه الصورة تغيرت كثيًرا في الفترة الأخيرة، وبدأ جمهور عشاق الموسيقى تحديًدا يدركون قيمة وأهمية سماعات الرأس وأنواعها على تجربة الاستماع للموسيقى وعالم هذه الصناعة ككل. ولكن لنكون منصفين يجب علينا أن نعرف ما الذي يميز كل من السماعات ومكبرات الصوت، وماهي نقاط القوة ونقاط الضعف في كل منهما وهل فعًلا أصبحت سماعات الرأس بقوة مكبرات الصوت ؟ هذا ماسنعمل على تغطيته خلال الأسطر القادمة.

التأثير الحسي الداخلي

تأثير الحسي الداخلي Viscerel Impact هو القدرة على نقل الشعور بعمق الموسيقى وقوتها لتؤثر في الانسان بشكل أكبر بدًلا من أن تكون تجربة استماعه للموسيقى تجربة عادية، والحديث هنا عن تأثير الموسيقى وقوتها على جسم الانسان ككل من صوت البيس Bass الذي يجعلك تومض عينيك مع كل ضربة إلى كل الأصوات وتأثيرها وقدرتها على دمجك في جو المقطوعة الموسيقية التي تستمعها. سماعات الرأس لا تستطيع، ولن تستطيع أن تمنحك هذا التأثير بتلك القوة التي تقدمها لك مكبرات الصوت، وحتى بعض سماعات الرأس التي تأتي مزودة بـمضخم صوت Subwoofer مثل Subpac S2 التي قدمت تجربة مقبولة في هذا المجال لكنها مازالت لاترقى لمستوى ماتقدمه مكبرات الصوت. باختصار مع أي سماعة رأس لن يكون شعورك ولن تكون تجربتك وتأثير الموسيقى على جسمك مثل ماستكون عندما تكون في غرفة كبرى تعج بالصوت بالمكبرات القوية.

التصوير الصوتي أو توزع الصوت:

وهنا أيضاً نقطة تفوق لمكبرات الصوت، فهي ستصدر صوًتا يملأ أرجاء الغرفة ويخترق تلافيف دماغك كما لو كنت تسمع الصوت من الآلة الموسيقية نفسها مباشرة. الموجات الصوتية التي ستدخل أذنيك وتصل منها إلى دماغك بطريقة واقعية جًدا. سماعة الأذن أيضاً ستمنعك من الشعور بأنك تستمع إلى الموسيقى في جوها الحقيقي مع أنها ستقدم لك تجربة أكثر تركيًزا وستخلصك بنسبة كبيرة من الضوضاء في الخارج والتي قد تشوش على تجربتك، وبما أن الأذن اليمنى أبعد قليًلا من الأذن اليسرى فإن الصوت يكون أبعد بنسبة قليلة جًدا عن الأذن اليسرى، بينما في مكبرات الصوت ستسمع الصوت من الطرف الأيمن أو الأيسر بأذنيك الاثنين مًعا، وهذا هو الفرق. ويطلق على ذلك اسم ” الفارق الزمني بين الأذنين ” ” i nter­aural time difference ” اختصاًرا ” ITD ” ومع أن الفارق الزمني يحتسب بالمايكرو ثانية وهو في حالة كان مصدر الصوت بمستوى 30 درجة من أذنك اليمنى يكون التأخير حوالي 300 مايكروثانية من الأذن الأخرى، ولكنه يؤثر بشكل أو بآخر على تجربة الاستماع.

الصورة الأصلية من موقع Ask .Audio

في سماعات الأذن أنت تستمع إلى صوت الطرف الأيمن من الجانب الأيمن فقط، والطرف الأيسر من الطرف الأيسر فقط، وهذا يعني أن أي قناة صوتية ستسمع من خلال أذن واحدة فقط ) اشارة ستيريو ( يتم سماعه في أذن واحدة فقط وهذا أمر غير طبيعي تماًما، فالحالة الطبيعية الوحيدة التي يمكنك من خلالها سماع صوت واحد في اذن واحدة هي أن تقف ذبابة مقابل أذنك ويبدأ طنينها بإزعاجك، وماعدا هذه الحالة المزعجة فإن كل الأصوات يتم سماعها من خلال الأذنين. ولهذا السبب لاتستطيع سماعة الرأس مساعدتك على رسم الصورة الصوتية كما تفعل مكبرات الصوت، ويبذل العلماء والباحثون جهوًدا حثيثًة لتحسين مستوى سماعات الرأس من هذه الناحية بالذات.

وإلى جانب ذلك يعمل مطوروا سماعات الرأس على تحسين منتجاتهم من حيث التصميم، وإضافة خواص جديدة ومميزة مثل خوارزميات DSP التي تقوم بتوليف ) خاصية التحويل المتعلقة بالرأس ( بالإنجليزية ) Head Related Transfer Function ( التي تقوم بتقديم

تغذية موسيقية متوافقة مع حركة الرأس، وهذا يعني أننا سنشاهد سماعات رأس بإمكانها القيام بأفعال مذهلة جًدا مع خواص الإدراك المكاني. أشياء ربما لاتتمكن مكبرات الصوت الضخمة والفخمة من القيام بمثلها!

خلاصة:

إليك ماتتفوق فيه السماعات على المكبرات , مكبرات الصوت تتضمن أكثر من مكبر صوت داخلي يساهم في نشر الأصوات في أرجاء الغرفة، والكثير من من محولات الطاقة المساعدة للحصول على تلك النتائج. بينما سماعات الأذن تتضمن في الغالب مكبر صوت داخلي واحد، لا يبعد عن اذنك سوى مسافة انش واحد أو اثنين، وتقدم صوت مَرَكز أكثر وبدون آثار جانبية مثل ازعاج الجيران والمشاكل التي قد تترتب على ذلك أي ًضا :(وأي ًضا مشكلة الضوضاء المحيطة التي تساعدك السماعة على التخلص منها إضافة الىلنقطة أساسية مهمة وهي استهلاك أقل للطاقة فمكبرات الصوت التي تصدر ذلك الصوت الذي سيجعلك ويجعل جدران المنزل كله ترتعش يستهلك الكثير من الطاقة ما يعني مزيًدا من الأموال المهدرة. في مكبرات الصوت ستشعر بالصوت كأنه أكثر طبيعية بينما في السماعات ستشعر بشكل أو بآخر بأنك تستمع إلى صوت صناعي.

لنكن واقعيين , لايمكن الجزم بأفضلية السماعات على مكبرات الصوت أو العكس فهنالك عوامل كثيرة تلعب دوًرا في اختيار ذلك، وهذا يعتمد عليك أنت شخصًيا وعلى طريقة استهلاكك للموسيقى وعلى احتياجاتك الفعلية، ونقاط أخرى مثل المكان فبالتأكيد لن تستطيع استخدام مكبر صوت وأنت في رحلة على متن طائرة ، ولن تستطيع استخدام سماعة الرأس لعمل الحفلات حتى الصغيرة جًدا منها اذا فلكل شيء ظروف استخدامه واحتياجاته التي تجعله مفضًلا أكثر من الآخر ، وبكل الأحوال اذا كانت لديك الخبرة الكافية لشراء مايناسبك فعًلا من السماعات ومكبرات الصوت أي ًضا وبشكل يضمن عدم اهدارك لأموالك ويلبي احتياجاتك كما هي فستكون أنت الفائز الحقيقي

أخبرنا عن رأيك انت بحسب تجربتك وخبرتك؟ هل يمكنك تفضيل سماعات الرأس على مكبرات الصوت أو العكس ؟ مارأيك في هذه المقارنة؟